المحتوى الرئيسى

مصر قادرة علي تحقيق ثراء بقوق دول الخليج

05/26 14:05

كشف الدكتور هاني الناظر، الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث، ان اسرائيل وعدداً من الدول الغربية سرقت مئات العلماء المصريين خلال السنوات الثلاث الاخيره.

قال «الناظر» في الجزء الثاني من حواره مع «الوفد» ان مصر تعرضت لاخطر سرقه في التاريخ الحديث عقب ثوره يناير 2011.

واضاف: تسللت مافيا تابعه لمراكز الابحاث والجامعات الغربيه والاسرائيليه، وقدمت عروضاً خياليه للمئات من شباب الباحثين في مصر واقنعوهم علي السفر للخارج والالتحاق بالمراكز البحثيه هناك، وهذه اخطر عمليه سرقه لمستقبل مصر.

وواصل الدكتور «الناظر» طرح حلول علميه لازمات مصر، فاكد ان لديه دراسه متكامله لحل ازمه الطاقه في مصر خلال شهور قليله. وقال: الحل الذي طرحته الدراسه لن يحل ازمه الطاقه فقط، وانما سيجعلها اكثر ثراء من دول الخليج العربي.

واكد «الناظر» ان لديه دراسه متكامله لحل ازمه العشوائيات وتوفر شقه مكتمله المرافق والخدمات لكل اسره تسكن المناطق العشوائيه، دون ان تتحمل الدوله مليماً واحداً.

واكد «الناظر» ان لديه دراسه علميه ثالثه توفر مليارات الدولارات سنوياً لوزاره الصحه ودراسه رابعه تقضي علي الدروس الخصوصيه وتضع التعليم المصري في مصاف العالميه، ودراسه خامسه تنقذ الزراعه المصريه وتجعل مصر بلداً مصدراً للمنتجات الزراعيه.. ودراسه سادسه تضع مصر علي قمه صناعه الدواء العالمي.

واضاف «الناظر»: مصر ستصبح دوله عظمي عندما تصير دوله العلم والاخلاق والقانون.. والي نص الحوار..

> في الجزء الاول من الحوار قلت ان لديك دراسات علميه لحل كل الازمات.. ومصر منذ شهور وهي تعاني لدرجه البكاء من ازمه الكهرباء فهل لديك حل لهذه الازمه؟

- طبعاً.. لدي حل، يقضي علي المشكله خلال اسابيع قليله، وفوق هذا يجعل مصر اكثر ثراء من دول الخليج العربي، وايضاً يقي ملايين المصريين من الاصابه بقائمه طويله من الامراض علي راسها الفشل الكلوي.

> كل ذلك مره واحده؟

- نعم.. وبالمناسبه الحل بسيط جداً.

- الاجابه حددتها دراسه علميه قام بها 40 باحثاً وعالماً بالمركز القومي للبحوث، والحل يبدا بتحويل الفضلات الحيوانيه والادميه في كل قري مصر الي غاز حيوي او «بيوجاز»، وهذا الغاز قادر علي اناره كل قري مصر، اي انه سيوفر 15٪ من اجمالي كميات الكهرباء التي نستهلكها في مصر.

- لا تكاد تذكر.. فالامر كله لا يحتاج سوي حفر «بيارات» في كل قريه لتجميع الفضلات الحيوانيه والاميه، وخلال 48 ساعه تتخمر تلك الفضلات فينتج عن التخمر كثير من الغازات 75٪ من تلك الغازات هو غاز الميثان المعروف باسم غاز الاستصياح، وكل ما احتاجه هو سحب الغاز في انابيب متصله بمولدات الكهرباء وبواسطه هذا الغاز يتم تشغيل المولدات فتنير القريه بالكامل.

> وهل عمليه سحب الغاز وضخه الي المولدات تحتاج الي تكنولوجيات عاليه؟

- بالعكس لا يلزمها سوي تكنولوجيات بسيطه جداً يتم تصنيعها محلياً.. يعني اناره قريه بالكامل لن يتكلف سوي بضع الاف من الجنيهات.

> بضع الاف من الجنيهات تنير كل قريه ونوفر 15٪ من الكهرباء المستهلكه؟

- نعم.. وليس هذا فقط، فبالاضافه الي هذا التوفير الكبير، ستنقذ سكان القري جميعاً من عمليه قتل جماعي يتعرضون لها حالياً، بسبب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف، فتجميع الفضلات في «بيارات» يوفر وسيله امنه وصحيه للتخلص من الصرف الصحي وبالتالي سيتوقف تماماً اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف في كل قري مصر البالغ عددها 4500 قريه، وهذا بدوره سيحمي سكان القري جميعاً من الاصابه بقائمه طويله من الامراض علي راسها الفشل الكلوي، الذي ينتشر بشكل مخيف في كل قري مصر بسبب اختلاط الصرف بمياه الشرب.

> وهل الدراسه التي تتحدث عنها تم تجريبها علي ارض الواقع ام انها مجرد دراسه مكتبيه لم تخضع للتجريب؟

- مفيش دراسه علميه حقيقيه الا وتمت تجربتها خلال فتره اعدادها، وهذه الدراسه تمت تجربتها عملياً في قريتين بالوادي الجديد وفي قريه في اسيوط وكانت نتائجها مبهره وبالمناسبه ذات الفكره تطبق بشكل واسع جداً في الهند وباكستان والصين والنتائج هناك رائعه.

> قلت ان الفكره تمت تجربتها في الوادي الجديد واسيوط فلماذا لم يتم تعميمها؟

- تعميم مين؟! دي توقفت كمان في القري التي تمت تجربتها فيها رغم انها كانت ناجحه بكل المقاييس.

- لان المسئولين لا يؤمنون بالعلم ولا بالبحث العلمي ومن خلال «الوفد» اناشد كل مسئول يحب وطنه ان يتبني هذه الطريقه، واؤكد ان كل الدراسات الخاصه بها موجوده والخبراء الذين سينفذونها مستعدون تماماً للتنفيذ فوراً وجميعهم علماً بمركز البحوث، واؤكد ان كل الدراسات الخاصه بها موجوده والخبراء الذين سينفذونها مستعدون تماماً للتنفيذ فوراً وجميعهم علماء بمركز البحوث، واؤكد ايضاً ان تنفيذ تلك الفكره لن يحتاج سوي لاسابيع قليله، وعندها سنوفر 15٪ من الكهرباء التي نستخدمها في الدوله.

> تلك الفكره لا تصلح سوي للقري فقط.. اليس كذلك؟

- نعم.. هناك افكار علميه اخري تتعلق باناره المدن بمحطات طاقه شمسيه دون ان تتحمل ميزانية الدولة مليماً واحداً.

- لن نحتاج سوي الي دعوه المستثمرين لاقامه محطات طاقه شمسيه في مصر، مع منحهم الاراضي التي ستقام عليها تلك المحطات مجاناً.

- مقابل حاجتين.. اولهما ان تكون كل العماله الهندسيه والفنيه والاداريه التي ستعمل بتلك المحطات من المصريين، والثاني ان تحصل الدوله علي نسبه من الكهرباء التي تنتجها تلك المحطات مجاناً، وهذه الكميه تخصصها الدوله للفقراء بالمجان ايضاً.

> يعني نغطي مصر كلها بمحطات طاقه شمسيه؟

- نبدا بالاماكن السياحيه، وتجمعات الاثرياء ورجال الاعمال كالساحل الشمالي وشرم الشيخ ودهب والغردقه والقصير فنضيء كل الاماكن السياحيه بالكهرباء التي يتم توليدها من الطاقه الشمسيه، وهي طاقه امنه وغير ملوثه، ولا تؤثر علي صحه الانسان.

الحكايه نفسها نكررها في التجمع الخامس والشيخ زايد وغيرهما من تجمعات الاثرياء بمحافظات مصر المختلفه، وكل منطقه من تلك المناطق يكفيها محطه واحده متوسطه من محطات الطاقه الشمسيه، ومثل هذا الامر سيوفر حوالي 15٪ من الكهرباء التي نستهلكها حالياً يعني لو طبقنا توليد الكهرباء من البيوجاز في القري ومن الطاقه الشمسيه في المناطق السياحيه وتجمعات الاثرياء سنوفر حوالي 30٪ من الطاقه الكهربيه المستخدمه حالياً وهو ما يعني انتهاء ازمه الكهرباء تماماً.

> ولماذا تكون البدايه من المناطق السياحيه وتجمعات الاثرياء؟

- لان الاثرياء ممكن بسهوله يدفعون تكاليف انشاء تلك المحطات وبالتالي تكون هذه المحطات مملوكه للدوله، ففي تلك المناطق سعر الفيلا يصل الي 15 مليون جنيه، وبالتالي لو سدد كل صاحب فيلا 100 الف جنيه اخري مثلاً مقابل ان يحصل علي كهرباء مجاناً مدي حياته، فلن تكون هناك مشكله ابداً، ومن تلك المبالغ يمكن اقامه محطات الطاقه الشمسيه التي ستخصص جزءاً من انتاجها الكهربي لتوزيعه بالمجان علي الفقراء، وهذا يحقق العداله الاجتماعيه في اسمي صورها، مع العلم بان طريقاً ثالثاً يجب ان نسلكه في الوقت ذاته الذي تنفذ فيه مشروع البيوجاز ومحطات الطاقه الشمسيه في المناطق السياحيه وتجمعات الاثراء.

- اعلان مناقصه عالميه لاقامه محطات طاقه شمسيه كبيره في صحاري مصر، وممكن جداً نقيم ما بين 10 محطات الي 15 محطه ونخصص انتاجها للتصدير، وهناك اسواق متعطشه لكهرباء مصر، علي راسها اوروبا، بالاضافه الي افريقيا والمنطقه العربيه وتصدير الكهرباء سيحقق لمصر ثروه خياليه تجعلها اكثر ثراء من دول الخليج كلها، وهو ثراء سيدوم في مصر لان الشمس لن تنضب علي عكس بترول الخليج ومصر لديها ميزه رائعه بسطوع الشمس علي اراضيها طوال ايام السنه، وميزه اخري بتوسطها للعالم مما يؤهلها لبيع ما تنتجه من كهرباء بسهوله خاصه ان اوروبا تتمني ان تتخلص من كل محطاتها التي تعمل بالفحم والسولار وتتخلص ايضاً من المحطات النوويه وبالمناسبه الالمان عرضوا علي مصر اقامه محطات شمسيه في مصر وشراء انتاج تلك المحطات ولكن الحكومة المصرية رفضت.

> علي ذكر الفحم.. كيف تري عوده بعض المصانع في مصر لاستخدام الفحم في توليد الطاقه؟

- هذا شيء محزن.. فهناك بدائل انظف وافضل للطاقه فلماذا نعود الي الخلف؟

> وما تعليقك علي تصريح وزيرالكهرباء الذي يؤكد فيه ان الحكومه لن تتمكن هذا الصيف من مواجهه انقطاع التيار الكهربي؟

- اي وزير اذا لم يكن لديه رؤيه لحل الازمات التي تعاني منها وزارته فالاشرف له ان يترك منصبه ويقعد في بيته.

> وكيف كنت تري تصريحات الدكتور محمد مرسي عندما كان رئيساً لمصر عن ازمه الكهرباء وحديثه عن «الواد» ــ علي حد قوله ــ «اللي بياخد 20 جنيه علشان يقطع الكهربا».

- ده كلام تهريج، ولا يصح ان يصدر من رئيس دولة والحقيقه ان مصر عندها ازمه طاقه وهذه الازمه انعكست علي محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالسولار والمازوت ولهذا يجب مواجهه الازمه بشكل علمي كما قلت بالبيوجاز في القري ومحطات الطاقه الشمسيه، وعلي فكره موريتانيا اقامت محطه طاقه شمسيه بمبلغ 20 مليون دولار، وهذه المحطه زودت دوله موريتانيا بـ10٪ من احتياجاتها من الكهرباء، واقيمت تلك المحطه في 4 شهور فقط يعني الازمه ممكن تتحل في شهور قليله.. وتتحل للابد.

> دون لجوء الي تغيير التوقيت او استخدام لمبات موفره؟

- هذه اشياء مهمه حالياً مادمنا نعاني ازمه فتغييرالتوقيت يقلل من استهلاكنا من الكهرباء فعلاً، وكذلك اللمبات الموفره ولكن الحل الجامع والمانع والنهائي هو البيوجاز والطاقه الشمسيه.

- توليد الطاقه من الرياح مكلف لانه يحتاج الي استيراد مراوح من الخارج وهو ما يجعل طاقه الرياح مكلفه، ومادمنا نتحدث عن الطاقه فهناك شيء خطير «محدش واخد باله منه».

- مصر وقعت منذ سنوات علي اتفاقيه مع اتحاد الطيران العالمي، وهذه الاتفاقيه تلزم مصر بان يكون جزء من الوقود المستخدم في طائرات مصر للطيران هو وقود حيوي مع بدايه عام 2020 وهذا امر خطير وغائب عن اذهان المسئولين بدليل انه لا احد من المسئولين يسال عن الوقود الحيوي في مصر وهو الوقود المستخرج من النباتات.

> ولو سال احد عن هذا الوقود سيجد عندك اجابه؟

- مش هيجد اجابه فقط، بل سيجد دراسه مهمه جداً عن توليد الوقود الحيوي في مصر، فعلماء المركز القومي للبحوث نجحوا في استزراع نبات اسمه «جتروفا» هذا النبات يزرع في الصحراء ويروي بمياه الصرف الصحي ويتحمل العطش ويعد مصدراً رائعاً للوقود الحيوي، ومصر حالياً تعاني ازمه بنزين وسولار، ولهذا يجب زراعه هذا النبات في صحاري مصر كلها، اذا تمكنا من ذلك لانه سيوفر لنا وقوداً حيوياً يمكن ان يخلط مع البنزين والسولار بنسب معينه ويستخدم كوقود للسيارات، وهذا يحدث في الولايات المتحده، فهناك سيارات وقودها 75٪ بنزين و25٪ وقود حيوي، وهذا الوقود صديق للبيئه لانه لا يصدر عنه ايه ملوثات، ونحن في مصر لدينا صحاري شاسعه ومياه صرف صحي جزء منها يستخدم في زراعه اشجار الاخشاب والباقي لا يتم استغلاله، وبالتالي فيجب فوراً استخدام كل هذه المقومات لانتاج وقود حيوي علي الاقل لنواجه ازمه الطاقه وايضاً لنلتزم باتفاقياتنا مع اتحاد الطيران العالمي والا ستدفع مصر غرامات ضخمه.

> وهل استخراج الوقود الحيوي من نبات «الجتروفا» مكلف؟

- بالعكس.. غير مكلف علي الاطلاق وبالمناسبه لدينا دراسات جاهزه لاستخراج الوقود الحيوي ايضاً من الطحالب وللاسف كل هذه الدراسات رغم اهميتها لم تخرج للنور.. والسبب كما قلت من قبل هو ان الدوله لا تؤمن بالعلم.

> في مصر ازمه موجعه انسانياً ومفجعه اجتماعياً وهي ازمه العشوائيات.. هل لهذه الكارثه حل؟

- دون الدخول في تفاصيل كثيره دعني اؤكد لك ان لدي دراسه نستطيع لو طبقناها ان نوفر شقه لكل اسره تقيم في المناطق العشوائيه ودون ان نكلف ميزانيه الدوله مليماً واحداً، وستتسلم كل اسره في العشوائيات هذه الشقق مجاناً وسيتم تمليكها لهم علي ان يتضمن عقد التمليك شرطاً واحداً وهو الا يتم بيع تلك الشقق.

> هكذا بكل بساطه.. حكومات مصر منذ عام 1993 وهي ترفع شعار تطوير العشوائيات وكل حكومه تخصص مليارات الجنيهات سنوياً تحت بند تطوير العشوائيات ومر 21 عاماً كاملاً ونحن نسمع هذا الكلام ولاتزال العشوائيات علي حالها دون تطوير اللهم الا في مناطق محدوده جداً وقليله جداً جداً؟

- حدث هذا لان الحكومات التي تتحدث عنها لم تكن تفكر جدياً في حل الازمه.. كانت فقط تقدم مسكنات.. ولو كانت جاده في حل الازمه للجات الي العلماء وتسالهم نعمل ايه في الازمه ولكنها لم تفعل وتصورت ان ضخ الاموال فقط سيحل الازمه وحكايه ضخ الاموال هذه اداره غبيه لكل ازمه.

> تقصد ان حكومات مصر لم تكن حكومات ذكيه؟

- مادامت لم تلجا الي العلم فهي ليست ذكيه.

- ليست ذكيه.. وعلي فكره الدراسه الخاصه بحل ازمه العشوائيات ستجعل من تلك العشوائيات كنزاً يدر علي خزينه الدوله مليارات الجنيهات، والدراسه ذاتها ستوفر مساكن فخمه للاثرياء في الوقت نفسه توفر شقه ادميه بجميع خدماتها ومرافقها لكل اسره من سكان العشوائيات.

> قري مصر وكفورها ونجوعها تمثل بؤر احزان لا نهايه لها.. سكانها بؤساء.. واراضيها منهكه وانتاجها لم يعد يكفي نصف استهلاكنا.. فهل لهذه الحاله المستعصيه من حل؟

- مصر حتي عام 1952 كانت واحده من افضل بلاد العالم زراعياً ولم نكن نستورد شيئاً من الخارج، ولكن ثوره 1952 فتتت الرقعه الزراعيه بسبب قانون الاصلاح الزراعي وتحديد الملكيه الزراعيه، ورغم المردود الاجتماعي الجيد لهذا المشروع، الا انه كان كارثياً علي الانتاج الزراعي وعلي جوده الارض الزراعيه وصرنا حالياً نستورد كل شيء من الخارج، وسنظل في هذه الدوامه الا اذا واجهنا الازمه بشكل علمي.

> وكيف نواجهها بشكل علمي؟

- بان تتخصص كل محافظه سنوياً في زراعه محصول واحد علي ان تتولي الحكومه شراء تلك المحاصيل من الفلاح مباشره، وزراعه ارض كل محافظه بمحصول واحد سيقل تكلفه الانتاج ويقلل من استخدام المبيدات وبالتالي ستزداد مكاسب الفلاح.

وعلي جانب اخر، يجب ان تتبني الدوله مشروعاً متكاملاً للرعايه الاجتماعيه والصحيه لكل فلاح، بحيث يتمتع كل منهم بتامين صحي شامل، وبمعاش لائق عندما يصل الي سن الستين، ومع انشاء صندوق لمواجهه الكوارث في كل قريه تكون وظيفته تعويض كل فلاح تتعرض زراعته للتلف بسبب او لاخر، او تموت احدي ماشيته، او يتعرض منزله للحريق او ما شابه.

> وماذا يقدم البحث العلمي للفلاح؟

- يقدم سلالات زراعيه اعلي انتاجيه، وهذا متوفر في دراسات عديده بمركز البحوث والقومي للبحوث وبمركز بحوث الصحراء وبمركز البحوث الزراعيه، ويكفي ان نشير في هذا المجال الي نجاح العلماء في استنباط سلالات من الموز يمكن زراعتها في الاراضي الصحراويه اي انها تتحمل العطش بدرجه كبيره، وهناك ايضاً نبات يصلح لانتاج الخبز منه اسمه «فول المانج» وغيرها وغيرها من السلالات الزراعيه التي تم التوصل اليها من خلال الهندسه الوراثيه، فضلاً عن مخصبات زراعيه تم تصنيعها من الطمي المكدس في بحيره السد العالي، باختصار لدينا دراسات تؤهلنا لان تعود مصر دوله مصدره للزراعه وللمنتجات الزراعيه.

- جداً جداً.. وبصراحه عيب جداً ان اسرائيل  التي ليس لديها مياه ولا ارض زراعيه في نصف جوده الاراضي المصريه، اسرائيل هذه تصدر الان منتجات زراعيه كثيره جداً وتصدر ادوات زراعيه ايضاً تصدر صوباً زراعيه وانظمه ري بالتنقيط وغيرها وغيرها.

وباختصار يمكننا ان نصبح دوله عظمي اذا اصبحنا في المرحله المقبله دوله العلم والاخلاق والقانون.

> علي ذكر المستقبل والمرحله المقبله.. هل تخشي من تعرض مصر لازمه مائيه بسبب سد النهضه الاثيوبي؟

- سواء تم بناء سد النهضه او نجحت مصر في الوصول الي حل وسط مع اثيوبيا ففي كلتا الحالتين مصر معرضه لازمه مياه والحل العلمي موجود ايضاً، فريق علمي من المركز القومي للبحوث عكف علي دراسه اجهزه تحليه مياه البحر وتمكنوا من ابتكار اغشيه تحليه يمكن تصنيعها في مصر باسعار قليله جداً، ومع توافر الكهرباء من المحطات الشمسيه في مصر يمكن بسهوله توفير المياه لكل المناطق الساحليه من السلوم وحتي حلايب وشلاتين مروراً بسيناء وساحل البحر الاحمر كله وحتي بورسعيد بل ويمكننا زراعه سيناء بالكامل من خلال تحليه مياه البحر.

> يعني لن نكون في حاجه الي ترعه السلام ولا غيرها؟

> ننتقل الي ملف اخر من ملفات الازمات في مصر وهو ازمه الصحه.. فالاطباء يشكون ضعف رواتبهم والمستشفيات في الغالب ضعيفه الامكانات قليله التجهيزات والمرضي حائرون ما بين تردي اوضاع المستشفيات والتهاب اسعار الادويه فهل لهذا الانهيارالشامل من حل؟

- الانهيار الشامل يحتاج الي حل متكامل للمنظومه الصحيه كلها وهذه المنظومه تشمل الاطباء والهيئات المعاونه له من الممرضين والاداريين ثم المستشفيات والادوات الطبيه والدواء ولا اصلاح للمنظومه الصحيه الا بزياده رواتب الاطباء وزياده عدد المستشفيات وتحديثها واستكمال ما تحتاجه من مبانٍ واجهزه طبيه مع توفير تعليم مستمر للاطباء والتمريض، ومن الضروري جداً ايضاً ان تنتج مصر ادويه مصريه خالصه.

> الكلام جميل وسهل ولكن التنفيذ يحتاج لمليارات الجنيهات فمن اين لنا بهذه المبالغ الضخمه؟

- الامربسيط.. كل ما تحتاجه 4 قرارات، الاول ان تتوسع الدوله في مشروعات السياحه العلاجيه في سفاجا وسيناء والوادي الجديد وسيوه، والقرار الثاني هو التوسع في منتجعات اعاده التاهيل مع فتح المجال امام الاستثمارات المحليه لانتاج الادوات الصحيه مثل الجوانتيات الطبيه وملاءات الاسره، وغيرها وهذا كله سيدر علي مصر مبالغ ضخمه تغطي احتياجات النهوض بقطاع الصحه في مصر.. والقرار الرابع هو ان تصبح مصر من اكبر دول العالم المصنعه والمصدره للدواء.

- مصر تمتلك جميع مقومات صناعه الدواء، لدينا خامات هائله واعشاب طبيه في كل مناطق مصر، ولدينا شعاب مرجانيه وطحالب بكميات ضخمه، وكلها مصدر رئيسي لصناعه المضادات الحيويه ومضادات الالتهابات، ولدينا علماء علي اعلي مستوي وبحوث دوائيه غايه في الاهميه ولا يبقي علي الدوله سوي تشجيع الاستثمارات المحليه والعربيه لتقتحم عالم الدواء، واذا فعلت الحكومه ذلك فاعدك ان تصبح مصر واعده من كبريات الدول المنتجه للدواء في العالم خلال 7 او 8 سنوات، الهند عملت حاجه زي كده.. بدات بتصنيع الادويه البسيطه جداً والان اصبحت من اكبر الدول المصدره للدواء في العالم، تصدر ادويه حتي لامريكا.

> قبل ان نترك قضيه الصحه دعني اسالك وانت عالم طبيب.. لو كنت وزيراً للصحه ماذا ستفعل في مواجهه انتشار الامراض المزمنه كالضغط والسكر والقلب التي تصيب اكثر من 50 مليون مصري حالياً؟

- فوراً ابدا في برامج توعيه مكثفه للوقايه من تلك الامراض انجلترا مثلاً وصل عندها مرض السكر لدرجه انه اصاب 13٪ من السكان وعلي الفور عملت برامج توعيه مكثفه وبعد فتره قصيره انخفضت النسبه الي 2٪.

> انتشار مرض السرطان حتي بين الاطفال.. هل هو امر طبيعي؟

- وبالانتشار الكبير ده مش طبيعي والسبب ان في مصر عوامل كثيره تساعد علي انتشار الامراض الخبيثه، علي راس تلك العوامل التلوث.. كل شيء في مصر ملوث.. الهواء والغذاء والماء، علشان كده لازم تواجه التلوث وتواجه التوسع في استخدام المبيدات وتواجه اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي في القري وهذا سهل كما قلت لو طبقنا مشروع البيوجاز كما قلت في بدايه حوارنا.. ولهذا اكرر لابد ان نصبح دوله العلم والاخلاق والقانون حتي نتخلص من كل مشاكلنا وننطلق الي مصاف الدول العظمي.

> كيف نصبح دوله العلم.. والتعليم المصري كما تراه؟

- بالفعل التعليم المصري وضعه كارثي فالمدرسون مطحونون والدروس الخصوصيه تلتهم 16 مليار جنيه من جيوب المصريين والتلاميذ والطلبه يتعرضون لابشع عمليه تعلم والمحصله في النهايه صفر.

> ماذا تقصد بابشع عمليه تعلم؟

- التلقين.. انت تربي التلاميذ من الابتدائي علي الحفظ، حفظ الكتاب لكي يجيب في الامتحان وبعدها يتبخر ما حفظه ليحفظ منهج السنه التاليه وهكذا لا يبقي في عقول التلاميذ والطلبه شيء، وفوق هذا عطلت عندهم اعظم ميزه وهبها الله للانسان وهي التفكير، وتعليم كهذا ليس تعليماً بالمعني المتعارف عليه.

- يجب ان تنتهي طريقه الحفظ والتلقين فوراً. في الولايات المتحده مثلاً اول حصه لتلاميذ الحضانه يعطون كل طفل طبقاً صغيراً وشوكه يبحث بها في نعل حذائه علي ايه بذور نباتيه تكون قد علقت في نعل الحذاء اثناء السير في الشارع، وكل طفل يجد بذره نبات يقوم بزراعتها في اصيص، ويتابعها يومياً.. ويري بنفسه كيف تنمو وتصبح لها ساق واوراق وجذر.. وبعد فتره يطلبون من كل طفل قطع هذه النبته ويسلمونه عدسه مكبره ليري بعينيه كيف ان هذا النبات عباره عن خلايا وبعدها ياخذون الاطفال في رحلات خارجيه الي الحدائق والجبال والشلالات ليروا باعينهم كل شيء فيها لكي يتعلموا كيف يجمعون المعلومات بانفسهم.

وفي مراحل التعليم ما فوق الحضانه المدرس يدخل الحصه لا لكي يشرح درساً معيناً وانما لكي يتنافش مع الطلاب حول موضوع علمي، بمعني ان المدرس يقول للطلاب سنناقش في الحصه القادمه موضوع كذا وكل طالب يذهب لمنزله ويقرا عن هذا الموضوع وفي الحصه التاليه يدور نقاش جماعي بين الطلبه والمدرس وهكذا يشب الطلاب علي البحث والتفكير والمناقشه، وهذا ما تحتاجه في مصر.

> يعني لن تكون هناك مناهج دراسيه؟

- لا.. المناهج موجوده ولكن بدلاً من تجميعها في كتاب يحفظه الطالب يتحول الي موضوعات بحثيه يبحث الطالب بنفسه عن المعلومات الخاصه بها من خلال الانترنت والمراجع.

> وامتحان اخر السنه يبقي شكله ايه؟

- فيه تقييم شهري لكل طالب يتولاه المدرس ولو عاوز تعمل امتحان نهايه العام اجعله يقيس قدره الطالب علي التفكير وليس علي الحفظ.

> ومكتب التنسيق ماذا سيكون دوره؟

- يجب الغاؤه شوف مناهج الكيمياء والتي يدرسها طالب الصف الثالث الثانوي في مصر هي نفسها التي يدرسها طالب الثانوي في المانيا، ولكنك في مصر تجبر الطلبه علي الحفظ وغلق عقولهم، وفي المانيا يطلبون منهم التفكير والمناقشه والبحث وهذا ما نحتاجه.

> قلت انه يجب الغاء مكتب التنسيق.. فعلي اي اساس سيلتحق طلاب الثانوي بالكليات المختلفه؟

- اذا كانت مرحله التعليم ما قبل الجامعي 12 عاماً فيجب اعاده تقسيمها لتصبح 5 سنوات ابتدائي و3 اعدادي و3 ثانوي.

- تصبح سنه الاعداد للجامعات.. وفي هذه السنه مفيش تدريس للطلبه ولكن يقال بشكل صريح اللي عاوز يدخل طب يقرا في الاحياء والكيمياء والفيزياء واللي عاوز يدخل هندسه يقرا في الرياضيات والفيزياء واللي عاوز يدخل حقوق يقرا في القانون وهكذا.. وفي نهايه العام يجري امتحان يقيس قدره كل طالب علي البحث والتفكير في المواد التي اختارها ونتيجه هذا الامتحان تحدد الكليه التي يلتحق بها.

> وماذا لو ان كل الطلاب كانوا عاوزين طب او هندسه؟

- لا.. فيه اعداد تحددها كل كليه والاعلي درجات في الامتحان الذي قلت عليه سيكون من حقه الالتحاق بالكليه التي يريدها والباقي عليه ان يبحث عن كليه اخري تتوافق وميوله.

> افهم من ذلك ان السنه التمهيديه لدخول الجامعه لن يكون فيها مدارس ولا مناهج ولا دراسه بالمعني المعروف حالياً؟

- بالضبط.. وهكذا نعلم الطلاب البحث والتفكير ونقضي تماماً علي الدروس الخصوصيه.

> يعني ذلك ان نتيجه امتحان هذه السنه هو الذي سيحدد مصير كل طالب؟

- لو شئت الدقه.. كل طالب هو الذي سيحدد مصيره ومصيره سيكون رهن قدرته علي البحث والتفكير.

> وثالثه ثانوي.. ما مصيرها؟

- ستكون سنه عاديه الهدف منها كما هو الهدف من كل سنوات التعليم السابقه، حث الطلاب علي البحث والتفكير والمناقشه وبهذا فلن تكون هناك دروس خصوصيه علي الاطلاق ونوفر للاسره المصريه 16 مليار جنيه ينفقونها علي الدروس الخصوصيه سنوياً وتتوقف مهزله مكتب التنسيق.

> تعتبر مكتب التنسيق مهزله؟

- اذا كانت العمليه التعليميه الحاليه ومكتب التنسيق يؤديان الي وجود طلاب يحصلون في الثانويه العامه علي 100٪ و99٪ ثم تجد ان نصف هؤلاء تقريباً يرسبون في اول سنه جامعيه فهذه مهزله وماساه.

> من التعليم الي العلماء.. كيف تري حال علماء مصر؟

- انا مشفق علي علماء مصر.. انهم يحفرون في الصخر.. يتعرضون لضغوط غير عاديه.. والمناخ العام لا يشجع علي البحث العلمي، والدوله لا تكرم العلماء وانما تكرم الرياضيين والفنانين وبهذا نجد هجره العقول من مصر لا يتوقف.

> منذ متي بدات هجره العقول من مصر؟

- منذ الخمسينيات بعدما بدا العلماء يشعرون بان مصر لن تهتم بالعلم ولا بالعلماء.. قبل الخمسينيات كان كل مصري يسافر للخارج في بعثه علميه، اما بعد الخمسينيات بدا البعض يسافر ولا يعود.. وشيئاً فشيئاً زادت هذه النسبه حتي وصلت حالياً الي 50٪.

> تقصد ان نصف البعثات العلميه للخارج لا تعود لمصر؟

- واحياناً 70٪، والاخطر ان مصر تعرضت خلال السنوات الثلاث الاخيره لاكبرعمليه سرقه عقول.

- خلال السنوات الثلاث الاخيره توافد علي مصر عدد كبير من مندوبي الجامعات والمراكز البحثيه الغربيه والاسرائيليه وقدموا عروضاً مغريه جداً لاشطر شباب العلماء والباحثين وللاسف نجحوا في اغواء الكثيرين وسافروا فعلاً للخارج.

- مئات.. والحقيقه لما يسرقوا شباب العلماء فانهم يسرقون مستقبل مصر.

> المسلسلات والاعمال الفنيه تصور العلماء علي انهم معزولون عن الدنيا مهمومون دائماً، شاردون في الغالب.. فهل هذه الصوره قريبه من الواقع.

- بالعكس.. العلماء مقبلون علي الحياه وهدفهم تحقيق اقصي رفاهيه لوطنهم وشعوبهم.

> يعني الدكتور هاني الناظر يسمع موسيقي مثلاً؟

- الموسيقي لا تفارق مكتبي ولا سيارتي ولا منزلي.. واستمتع باصوات كل القدامي من ام كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وكارم محمود وعبدالغني السيد وعبداللطيف التلباني وماهر العطار ومحمد عبدالمطلب واستمتع ايضاً باغاني محمد منير وعمرو دياب ومدحت صالح وهشام عباس وانغام وامال ماهر ولطفي بوشناق، واحتفظ بكل اغاني صباح فخري.

- انا اشجع النادي الاهلي وعضو في النادي ايضاً والعب التنس لانني اؤمن بان من يعتني بجسمه فسيعتني به جسمه.

> وما اكثر ما يسعدك في الدنيا؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل