المحتوى الرئيسى

عبدالله الثاني قاد سيارة البابا الى عمّاد المسيح

05/25 18:53

عبدالله الثاني مستقبلا بابا الفاتيكان

توج البابا الفاتيكان فرانسيس الأول زيارته الحالية للأردن بزيارة معمودية مغطس السيد المسيح على الجانب الأردني من نهر الأردن، وقبل ذلك، قاد البابا قداساً دينياً في ستاد عمّان الدولي. 

قاد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني السيارة التي أقلت البابا فرانسيس إلى منطقة المغطس برفقة الملكة رانيا العبدالله والأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد. 

وجال الحبر الأعظم موقع المعمودية على نهر الأردن، حيث زار موقع عماد السيد المسيح وصلى فيه، كما زار نهر الأردن وأدى صلاة على ضفته.

وفي كنيسة اللاتين في موقع المعمودية، التقى بابا الفاتيكان بحضور الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري العاهل الأردني للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي للملك ورئيس بعثة الشرف المرافقة لقداسته، بأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وبعض اللاجئين من سوريا والعراق، وصلى فيهم ومنحهم البركات بأسم الله.

وكان بابا الفاتيكان فرنسيس الاول، أقام قداسا دينيا كبيرا، في ملعب مدينة الحسين الرياضية في العاصمة عمان، بحضور نحو 30 ألف شخص من أتباع الكنيسة الكاثوليكية في الأردن ودول عربية وأجنبية.

وفي القداس بدأ البابا بتحية "المؤمنين الحاضرين" والدعوة لله بغفران الذنوب والحياة الأبدية، قبل أن يبدأ رجال الدين المسيحي في قراءة "أسفار من الكتاب المقدس". 

وبعد سلسلة من التراتيل، التي رددها القساوسة وسط الحشد الجماهيري، ألقى البابا كلمة أكد فيها على قيم السلام والتسامح "الذي لا يمكن شراؤه ولا بيعه"، بين أبناء الجنس البشري الواحد.

ووجه الحبر الأعظم صلواته إلى اللاجئين المسيحيين الذين أتوا من فلسطين وسوريا، والأطفال الذين يشهدون في هذه اللحظات طقس "المناولة الاولى"، مشددا على أن "الرب يقف معهم". 

والمناولة الأولى هو طقس احتفالي تختص به الكنيسة الكاثوليكية، وبموجبه يتم "مناولة ومنح الأطفال سر التناول" في سن محدد وهو بعد بلوغ الطفل سن الثامنة.

وتلا بابا الفاتيكان "موعظة" دعا فيها المؤمنين إلى الابتعاد المعاصي والاحقاد والشر والتشبه بالمسيح. 

وشارك في القداس، الذي أقيم بحضور الحبر الأعظم من الفاتيكان للمرة الثالثة في هذا المكان، 6 كرادلة، ومثلهم من البطاركة، وهم: بطريرك القدس للاتين، فؤاد الطوال، بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام، بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يونان، بطريرك الأقباط الكاثوليك إبراهيم اسحق سدراك، بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، بطريرك الكلدان لويس روفائيل ساكو، إضافة إلى مشاركة 28 أسقفاً ورؤساء من مختلف الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة والعالم

وفي الآتي تنشر (إيلاف) نص عظة البابا في ستاد عمان الدولي: 

لقد سمعنا في الإنجيل وعد يسوع لتلاميذه: "وأنا أسأل الآب فيهب لكم مؤيِّدًا آخر يكون معكم للأبد" (يو 14، 16). إن البارقليط الأول هو يسوع نفسه و"الآخر" هو الروح القدس.

نتواجد هنا في مكان غير بعيد عن المكان الذي نزل فيه الروح القدس بقوة على يسوع الناصري، بعد أن نال العماد من يوحنا في نهر الأردن (را. مت 3، 16). وبالتالي فإن إنجيل هذا الأحد وهذا المكان الذي، وبنعمة الله أوجد فيه كحاج، يدعواننا للتأمل بالروح القدس وبما يتممه في المسيح وفينا، والذي يمكننا أن نلخّصه بهذا الشكل: الروح القدس يقوم بثلاثة أعمال: يهيئ ويمسح ويُرسل.

في لحظة العماد، حل الروح القدس على يسوع ليهيئه لرسالته الخلاصية؛ رسالة تتميّز بأسلوب الخادم المتواضع والوديع، المستعد للمقاسمة وعطاء ذاته. لكن الروح القدس، والحاضر منذ بدء تاريخ الخلاص، كان قد عمل في يسوع عندما حُبل به في الحشا البتولي لمريم الناصرية، محققًا حدث التجسّد الرائع: "إن الروح القدس سينزل عليك ويظللك – قال الملاك لمريم – وستلدين ابنًا وتسمّيه يسوع" (را. لو 1، 35). بعدها عمل الروح القدس في سمعان وحنة يوم تقدمة يسوع إلى الهيكل (را. لو 2، 22). 

كان كلاهما ينتظران المسيح؛ وكلاهما بوحي من الروح القدس، أي سمعان وحنة، لدى رؤيتهما للطفل عرفاه بأنه المُنتَظر من قِبَل الشعب بأسره. ففي الموقف النبوي لهذين الشيخين يظهر فرح اللقاء بالمخلّص ويبدأ بمعنى ما التحضير للقاء بين المسيح والشعب.

إن تدخلات الروح القدس العديدة تشكل جزءًا من عمل متناغم ومشروع حب إلهيّ وحيد. في الواقع، إن رسالة الروح القدس هي خلق التناغم – لأنه هو التناغم بذاته – وصنع السلام في أطر مختلفة وبين أشخاص عديدين. لذا لا يجب على تنوّع الأشخاص والفكر أن يسبب رفضًا وحواجز، لأن التنوّع هو غنىً على الدوام. وبالتالي نتضرّع اليوم للروح القدس بقلب مضطرم ونسأله أن يهيّأ درب السلام والوحدة.

ثانيًا، الروح القدس يمسح. لقد مسح يسوع داخليًّا ويمسح التلاميذ ليكون لهم مشاعر يسوع عينها ويتمكنوا من أن يقوموا في حياتهم بتصرّفات تعزز السلام والشركة. بواسطة مسحة الروح القدس تُطبع بشريتنا بقداسة يسوع المسيح ونُصبح قادرين على محبّة الإخوة بالمحبة عينها التي يحبنا الله بها. وبالتالي من الأهمية بمكان أن نقوم بتصرفات تواضع وأخوّة، مغفرة ومصالحة. فهذه التصرفات هي مقدمة وشرط لسلام حقيقيّ، متين ودائم. لنطلب من الآب أن يمسحنا لكي نصبح بالكامل أبناء له، أكثر تشبّهًا بالمسيح على الدوام، فنشعر عندها بأن جميعنا إخوة فنُبعد عنا كل حقد وانقسام ونحب بعضنا حبًّا أخويًّا. هذا ما طلبه منا يسوع في الإنجيل: "إذا كنتم تحبوني، حفظتم وصاياي. وأنا أسأل الآب، فيهبُ لكم مؤيِّدًا آخر يكون معكم للأبد" (يو 14، 15- 16).

أخيرًا، الروح القدس يرسل. يسوع هو المرسل الممتلئ من روح الآب. وبمسحة الروح عينه نصبح نحن أيضًا مرسلين كرسل وشهود سلام.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل