المحتوى الرئيسى

رأي: 22 من الجنود السابقين بالجيش الأمريكي ينتحرون يوميا.. شكرا لخدماتك لا تكفي

05/25 15:59

هذه المقاله شارك في كتابتها، سباستيان جونغر، وهو صحفي وكاتب له عده مؤلفات منها "العاصفه المثلي" والحرب، فاز فيلمه الوثائقي "كورينجال"، الذي رشح لجائزة الاوسكار، بافضل جائزه في مهرجان ساندانس للافلام، وجيم ماكدرموت، وهو نائب عن ولايه واشنطن في مجلس النواب، عمل سابقا كطبيب نفسي بالبحريه، بجانب كارل مارلنتيس، جندي مارينز سابق حصل علي اثنين من ارفع الجوائز العسكريه وله مؤلفات منها "ما احب في الحرب". المقاله لا تعبر سوي عن اراء كاتبيها الثلاثه ولا تعكس بالضروره موقف CNN.

اتلانتا، الولايات المتحدة الامريكية (CNN) -- كتب المؤرخ ديفيد بلايت ان اول احتفال بـ"يوم الذكري" الخاص بتكريم قدامي المحاربي اقيم في بلده "تشارلستون" بساوث كارولاينا. ففي الاول من مايو/ايار 1865، احييت مجموعه من الامريكيين من اصول افريقيه، ممن اعتقوا من العبوديه مؤخرا – ذكري جنود الاتحاد، المدفونون في ارض صخريه بالمنطقه.

وبعد ذلك بـ29 يوما، اختتم حفل وداع الجنرال ويليام تكوميش شيرمان، بنهايه خدمته في الجيش بالعباره التاليه: "يتمني الجنرال لك كل الرفاه، وبقناعه تامه، فكما كنت في الحرب جنديا جيدا، ستكون كذلك في اوقات السلم مواطنا جيدا."

ومع حلول "يوم الذكري" لعام 2014، علينا ان نقر، ليس كافراد، كعضو بالكونغرس، او جندي مخضرم من حرب فيتنام ومصور صحفي، بل كامه واحده لا تتجزا، بان امال شيرمان للجندي الامريكي لم تتحقق حتي اللحظه.

بحسب تقديرات حديثه لوزاره قدامي المحاربين المخضرمين، فان 22 منهم يضعون حدا لحياتهم يوميا.

فمعدلات البطاله العاليه، والتشرد، وادمان الكحول "وضغوط" ما بعد الصدمه" كلها عوامل تفتك بقدامي المحاربين، ومع انتهاء 13 عاما من الحروب في العراق وافغانستان، نحن نري سقوط العديد من الضحايا بين الجنود الامريكيين خلال مرحله انتقالهم الي الحياه المدنيه.

وعلي ضوء هذه الكارثه، نحن بحاجه الي ربما نوع جديد من "يوم الذكري" فالعديد من هؤلاء المحاربين لديهم حاجه ماسه للحديث الي مواطنيهم الامريكيين من يقبلون مشاركتهم مسؤوليه ما يحدث في الحرب، تحديدا القتل، وهو امر نادر الحدوث في يومنا هذا..  حقاً.. كيف يعود المحارب للوطن ما لم نقر بان حروب البلاد امر اختاره الجميع ودفع ثمنه؟

التعامل مع قدامي المحاربين، ممن شاركوا بحرب فيتنام، كان مخزيا، لكن الامر برمته وراء ظهورنا الان، انتقلنا من رحله العدائيه للتعامل علي نحو "اخرق" اذا عنينا بشكل جاد "شكرا لخدماتك" وتاسيس عددا من المنظمات الجديده التي تعني بشؤون هؤلاء الجنود.

علي كل، فان هناك حسا ملازما بعدم اللامبالاه الوطنيه، او ربما اسوا، الاحساس بان هذا الجندي، ضحيه، هذا امر ينبغي تغييره فورا. هناك اكثر من مليوني جندي شاركوا في حربي العراق وافغانستان، وحقيقه كونهم من المتطوعين الفخورين لا يبرر عدم مساعدتنا لهم للعوده الي الوطن.

نعم هناك وزاره لقدامي الجنود ومنظمات حكوميه اخري تعني بهم، تعمل جيدا، لكن هناك خطوات اضافيه وضروريه ينبغي علي امريكا تبنيها: علي الامه باجمعها ان تقبل مسؤوليه الجراح -  النفسيه والجسديه -  التي يعودون وهم مثخنون بها من الحروب، معارضه الحروب الاخيره، لا تعفي اي منا بالاكتفاء بمعارضه نظام رعايه صحي قومي يستثني احدا  من الرعايه التي تقدمها امريكا للمرضي والمصابين.

هناك عدد من قدامي الجنود لم يشاركوا في حروب، لكن ظلوا بعيدين ولفترات طويله عن عائلاتهم، تعرضوا لضغوطات هائله باقامتهم في مناطق حرب، ولسخريه القدر، فان عاقبه ذلك، احساس الجندي بالاقصاء عن المجتمع الذي ساعد في الدفاع عنه، هناك ثقافات اخري استوعبت اهميه التزاماتها باعاده بناء الرابط بين المقاتل العائد ومجتمعه، ففي تقاليد سكان امريكا الاصليين، فان المحارب يشارك في مراسيم تطهير تهدف لاعاده تاكيد هويته، هذه الطقوس تمكن المجتمع كذلك من الترحيب بعوده المقاتل للوطن، بالاستماع الي قصصه في ساحه القتال، وابداء التقدير لتضحياته وتاكيد قيمته في المجتمع.

في المجتمعات الحديثه، ينبغي استبدال تلك المراسم القبليه بجهد قومي مشترك لتشارك قصص جنودنا المقاتلين من الجنسين، ما يحتاجه جنودنا بحق هو احتفال رسمي بان حروب الـ13 عاما – حروب اطلقناها جميعا، قد انتهت، كما انهم بحاجه الي منتدي عام لروايه قصصهم، وهي في مجملها طويله وبغيضه احيانا، فبالحديث عنها تضيق الهوه الواسعه القائمه بين جيشنا وبقيه المجتمع الامريكي.

نحن اما ان نكون امه واحده او لا نكون.. علينا الاختيار، وهذا هو تعنيه لنا اي احتفالات "يوم ذكري" في المستقبل، سواء عن طريق منتديات عامه، او جولات استماع متنقله، او تحركات علي المستوي الفيدرالي، فاحتضان الامه لتجارب قدامي المحاربين، هي الوسيله الاجدي للتصدي لازمتهم الراهنه، علي كل امريكي الالتزام باعاده دمج جنودنا العائدين للمجتمع كافراد شرفاء اعيد تاهيلهم وتمكينهم وباتوا موضع ترحيب.

Comments

عاجل