المحتوى الرئيسى

السعودية تؤكد حقيقتها كحاضن تراثى وعمرانى عالمى

05/24 11:04

في المملكه العربيه السعوديه، احدي اعظم الحواضن الثقافيه للتراثين العربي والاسلامي، توجد اليوم ديناميكيه غير مسبوقه تتمثل في خطط الهيئة العامة للسياحة والآثار

واعمالها النشطه، ليس فقط لبناء «ثقافه عامه» تقدّر المخزون التراثي والاثري والعمراني والبيئي وتتعايش معه وتعتز به فحسب، بل لرعايته والكشف عنه، عبر الاستكشاف والتنقيب والتوثيق والعرض.

كانت كلية سانت جونز في جامعه اكسفورد البريطانيه العريقه قد احتضنت يوم 2 ابريل الماضي، مؤتمر «الجزيرة العربية الخضراء»، الذي استقطب لفيفاً من علماء الاثار والبيئه من بريطانيا والمملكه العربيه السعوديه وعدد من دول العالم، وخصّص بهدف استكشاف العلاقه بين التاريخ البشري والتغير المناخي في الجزيره العربيه.

وفي الجلسه الافتتاحيه للمؤتمر، القي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئه العامه للسياحه والاثار، كلمه شامله تناول فيها العمق الحضاري للجزيره العربيه منذ حُقب ما قبل التاريخ.

اليوم المملكه العربيه السعوديه تطرح نفسها علي العالم قِبله سياحيه وتراثيه عالميه متميّزه، فهي في هذه الايام بهمّه الهيئه العامه للسياحه والاثار تطلّ علي العالم بثقه متجدّده.

وفي الكلمه التي القاها الامير سلطان بن سلمان في اكسفورد مطلع ابريل الماضي، فانه حرص علي عرض جوانب غايه في الاهميه بالنسبه للهويه التراثيه والثقافيه للسعوديه، وكان الجانب الديني هو الاهم والاكثر وقعاً عند المستمع الاجنبي.

فامام جمهور كبير، جاء بعضه مشكّكاً في قدره السعوديه علي الجمع بين استثمار ارثها الاثري الضخم والاستفاده منه وبين التزامها بتقاليدها الاسلاميه.

ولقد اعلن البروفسور مايك بتراليا، رئيس فريق جامعه اكسفورد في «مشروع البعثه السعوديه البريطانيه للتنقيبات الاثريه» العامله في السعوديه، عن نتائج اكتشافات لفريق الجامعه في عدد من المواقع الاثريه بالمملكه، منها اكتشاف قطعتين يعتقد انهما من ناب لفيل ضخم يصل طولهما معاً الي مترين ونصف المتر، وهما لفصيله منقرضه تعرف باسم «الفيله المستقيمه الانياب»، وذلك في احد اماكن صحراء النفود بشمال السعوديه، وعن العثور ايضاً علي مفصل عظمي لفيل في المكان نفسه.

علي صعيد اخر، ولدت فكره معرض «روائع اثار المملكه العربيه السعوديه عبر العصور» بناءً علي اقتراح من الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، خلال مشاركته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاح معرض «روائع من الفنون الاسلاميه»، الذي نظمته الهيئه العامه للسياحه والاثار، في المتحف الوطني بالرياض يوم 6 مارس 2006.

ومن ثم بدا المعرض جوله عالميه له الغايه منها توفير فرصه لاطلاع العالم علي الاثار الوطنيه للمملكه العربيه السعوديه، وما تزخر من الثروات الحضاريه والتاريخيه التي لم يتح لكثيرين التعرف اليها.

ويجري عبر المعرض الجوّال عرض عدد كبير من القطع الاثريه المتنوعه، وفي كنساس سيتي تعرض 320 قطعه اثريه من التحف المعروضه في المتحف الوطني بالرياض ومتحف جامعة الملك سعود وعدد من متاحف المملكه المختلفه.

ولقد استضاف متحف اللوفر بباريس اول معرض جوّال، وتلته المعارض التي استضافتها مدينه برشلونه في اسبانيا، وبطرسبورغ في روسيا، والعاصمه الالمانيه برلين، فالعاصمه الاميركيه واشنطن، ثم مدينه بتسبورغ الاميركيه، فالعاصمه الايطاليه روما، فمدينه هيوستن الاميركيه، واخيرا مدينه كنساس سيتي.

ان هذا الاهتمام ياتي في سياق طيف واسع من الاهتمامات التي اسهمت حتي الان في ادخال مَعلَمين اثريين - عمرانيين علي قائمه منظمه الامم المتحده للعلوم والتربيه والثقافه (اليونيسكو) للتراث العمراني العالمي، وجار العمل علي تاهيل معلم ثالث للحاق بهما.

الموقعان السعوديان المُدرجان حالياً علي قائمه «اليونيسكو» هما: مدائن صالح (الحجْر) التي ادرجت علي القائمه عام 2008، والدّرعيه القديمه (حي الطريف) في محيط العاصمه السعوديه الرياض التي ادرجت عام 2010، وثمّه موقع ثالث مرشح لدخول القائمه هو جده القديمه (البلد) في مدينه جده عروس البحر الاحمر.

موقع اثري لافت في شمال السعوديه، يتبع محافظه العُلا التابعه بدورها لمنطقه المدينه المنوره. وكان للحِجْر، مثلها مثل مواقع عده في شبه الجزيره العربيه، مكانه استراتيجيه مهمّه علي طريق القوافل التجاريه الرابط بين جنوب شبه الجزيره وبلاد الرافدين (العراق) وبلاد الشام ومصر.

"الدِّرعيه التاريخيه" واحه من واحات وادي حنيفه في نجد، استقطبت الاستقرار الحضاري منذ اقدم العصور، وتحتل منطقه انعطاف وادي حنيفه مكونه منطقه العوجاء الاسم التقليدي الذي عُرفت به الدرعيه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل