المحتوى الرئيسى

نقابة الصحفيين المصرية تدفن رأسها في الرمال وتتجاهل "الإلكترونيين"

05/22 13:51

النقابه عليها ان تتعلم من درس هنري فورد وصديقه

نقابه الصحفيين تراهن علي الحصان حين تغلق ابوابها في وجه الصحفيين الاليكترونيين

نبوءه ماردوخ بنهايه الصحافه الورقيه عام 2020 ليست واقعيه ..لكنها حتما ستختفي امام اعصار الصحافه الاليكترونيه

زوار المواقع الاليكترونيه خمسه اضعاف قراء الصحافه الورقيه .

الماده 70 من دستور 2014..تقر بوجود الصحافه الاليكترونيه

علي نقابه الصحفيين ان تراجع قوانينها بما يسمح بانضمام الصحفيين الاليكترونيين الي عضويتها 

تساني الصحفيه شيماء عيسي رئيسه القسم الثقافي بشبكه الاعلام العربيه : “محيط “لماذا تحرمني نقابه الصحفيين من عضويتها ؟

ولاادري بما اجيب ..هل اجيب بلوائح النقابه التي تنص صراحه علي ان العضويه تمنح فقط لصحفيي المطبوعات الدوريه وطبقا لنظم واطر بعينها ..وليس اي مطبوعات دوريه ؟ ..

وفي قانون النقابه ..تكررت كلمه “مطبوعه” ..و”تطبع” ..عده مرات .. وطبقا لهذا المفهوم الضيق يتم اقصاء اي نوع اخر من الصحافه ..ان لم تتكيء خطوط انتاجها علي اليه ” الطبع ” بمعناها التقليدي والتاريخي المتفق عليه منذ ان اخترع الالماني يوحنا جوتنبرج حروف الطباعه عام 1453

لكن الان تعصف بالبشريه ثوره غير مسبوقه ..تلك التي يمكن تسميتها بالتواصل الاليكتروني ..وهي ثوره ان قوضت اليات وبالتالي مفاهيم ..فلتاسيس اليات ومفاهيم جديده - بغض النظر عن ايجابياتها وسلبياتها - من الغباء تجاهلها او مجابهتها .

ودائما تراودني هذه القصه كلما كان الحديث عن الصحافه الاليكترونيه :اراد رجل الصناعه الامريكي الشهير هنري فورد ان ينشيء مصنعا لصناعه السيارات ..كان ذلك في مطلع القرن العشرين ..عرض الامر علي صديق له ليشاركه في المشروع ..فقال له الرجل بثقه : ياصديقي.. المستقبل ليس للسيارات ..المستقبل للحصان !

في العشرين من اكتوبر 2014 اعلنت الصحفيه الامريكيه ” تينا براون ” رئيسه تحرير مجله نيوزويك الامريكيه في بيان تاريخي

عن توقف الاصدار الورقي للمجله والاكتفاء بالموقع الاليكتروني بدءا من الاول من يناير عام 2013..وان الاسم الجديد للمجله سيكون “نيوزويك العالميه “. ولماذا هو بيان تاريخي ؟ لانه يمثل صفعه قويه لهؤلاء الذين مازالوا يراهنون علي الشكل الورقي للصحافه في انه هو الذي سيحسم الصراع امام الانترنت في النهايه لصالحه ..وكما يعرف مؤرخو الصحافه ان “نيوزويك ” امضت ثمانين عاما من الاصدار الورقي الناجح ..ويصل توزيعها ملايين النسخ .. لكنها اخيرا استسلمت امام الخيار الاليكتروني .

..وليست “نيوزويك ” وحدها التي استسلمت .. ..كريستيان ساينس مونيتور ايضا اوقفت طبعتها الورقيه عام 2008..لتتحول الي صحيفه رقميه ..

..وفي اكتوبر عام 2010 توقفت مجله يو اس نيوز اند ريبورت وهي ثالث المجلات الامريكيه من حيث الانتشار.. وكان هذا مصير مئات المطبوعات في الولايات المتحده ..وعلي الجانب الاخر من الاطلنطي ..اعلنت صحيفه الجارديان عن ان خسائرها السنويه تصل الي 44مليون دولار ..ويتوقع المراقبون ان يؤدي ذلك الي ايقاف النسخه الورقيه من الصحيفه ..والتحول الي صحيفه رقميه .. وفي فرنسا توقفت جريده فرانس سوار عن الصدور منذ شهر نوفمبر 2011، واكتفت ببوابه عبر شبكه الانترنت ..

وليس مازق الصحافه الورقيه وحدها ..بل كل انواع النشر الورقي من كتب وموسوعات لايمكن الرهان علي مستقبلها

وكما راينا .. الموسوعه البريطانيه -اشهر الموسوعات العالميه - توقف صدور نسختها الورقيه واكتفت بالظهور الاليكتروني .. نبوءه ماردوخ

هل هذا يعني اننا نسير في الطريق الذي تنبا به خبراء شركه مايكروسوفت العالميه منذ عشر سنوات تقريبا .. حين قالوا ان عام 2018 سيشهد وفاه اخر مطبوعه ورقيه ؟

امبراطور الصحافه روبرت ماردوخ مد في توقعاته عمر الصحافه الورقيه الي عام2020

واظن ان هذا سيكون مصير الصحافه الورقيه ..بل وكل نشر ورقي ..حيث يوجد الان مايقرب من 2.5 مليار من البشر يتعاملون مع الانترنت وصحافته الالكترونيه...لكن هذا لايعني تلاشي الصحافه الورقيه خلال بضع سنوات..فمازال هناك 523مليون قاريء للصحف الورقيه طبقا لما اعلنه فينسينت بيريغن المدير التنفيذي للاتحاد العالمي للصحف وناشري الانباء “وان - ايفرا” ..

وبالتالي تحديد سقف زمني لاختفاء الصحافه الورقيه قد يكون صعبا ..لكن كل المؤشرات تؤكد انه واقع لامحاله .. ولامحل للاعراب طبقا لمنطق الاعصار الاليكتروني قول بعضنا ان الصحيفه الورقيه هي المستقبل ..من منطلق متعه تصفح الجريده ونحن نتناول قهوه الصباح .. هذا منطق رهائن الانستولوجيا ..وايضا مما يعانون من فوبيا التكنولوجيا فيحاولون مقاومه –دون جدوي – اعصار الثوره المعلوماتيه والياتها الاليكترونيه ..فاي متعه وانا اتصفح في جريده الساعه السابعه صباحا اخبارا عن احداث قديمه للغايه ..وقعت منذ 24 ساعه ؟!

.. احيانا ونحن منهمكون في تجهيز عدد الغد من جريده المسائيه ..ياتي مندوبونا باخبار نتطلع اليها في اسف ..كلها قديمه ..او طبقا للمصطلح الدارج بين الصحفيين ” اخبار بايته ” ..رغم انها اخبار طازجه ..وقعت فقط منذ بضع ساعات ..لكن المواقع الاليكترونيه تلقفتها ..ونشرتها فور حدوثها ..هي اذن قديمه ..ولمعالجه الموقف نطالب المحررين بمتابعه ما حدث ..السعي نحو ردود الافعال وتعليقات المسئولين ..شيء ما نتميز به عن الاخرين ..لكن الانتظار حتي صباح اليوم التالي لتظهر تلك المتابعات وقت طويل يجعل الخبر ومتابعاته مدموغا ولامحاله بعباره ” خبر بايت ” .. وفي الوقت الذي يصل فيه الخبر للقاريء عبر صحيفته الورقيه صباح اليوم التالي لوقوعه ..لو بحث عنه في اي موقع اليكتروني سيفاجا بعشرات التدعايات وردود الافعال له ومئات من التعليقات حوله !! لذا يبدو ان الرهان علي الصحافه الورقيه كرهان صديق هنري فورد علي الحصان في مواجهه السياره في مطلع القرن العشرين ! مصاعب وديون

وليست قضيه الوقت فقط التي تجعل السباق محسوما للصحافه الاليكترونيه ..بل ايضا التكاليف الباهظه التي تتكبدها الصحافه الورقيه من طباعه ومرتبات عمال وفنيين وورق ..وسيارات توزيع ..وبسبب هذه الاعباء ترزح المؤسسات القوميه تحت وطاه الديون ..والتي يتردد انها تتجاوز 4 مليارات جنيه !

وفي كتابه ” الصحافه ..الامكانيات ..التجاوزات الافاق ” يتناول الدكتور مرعي مدكور عميد كليه الاعلام- جامعه 6اكتوبر التطورات الضخمه التي طرات علي الاعلام بسبب الانفجار الاعلامي الكبير والناتج عن

التوسع في البث الفضائي ..ثم الاستخدام الجماهيري الهائل لشبكه الانترنت .. حتي ان “جمهوريه الفيس بوك “ تاتي بعد كل من الصين والهند ..من حيث التعداد ....حيث بلغ عدد المشتركين في هذا الموقع الاجتماعي الاشهر في العالم  حتي منتصف عام 2012 اكثر من 921 مليون مشترك !

ويقول المؤلف ان التوسع اعقبه تحول هائل في وسائل الاعلام احد مظاهره..انتشار مايعرف ب” السوبر ماركت الاعلامي”

وفي الغالب الاعم يحتشد هذا السوبر ماركت الهائل بكل ما يشبع فضول المتلقي ..ومجانا ..الامر الذي دفع البعض الي ان يطلق علي ظاهره التدفق الاعلامي Free lunch اي الغذاء المجاني

وفي ظل هذه القفزات المتلاحقه تخوض الصحافه الورقيه منافسه مع نفسها من جهه ..ومع صحافه الانترنت وغيرها من القنوات التي تقدم خدمات معلوماتيه عبر الشبكه العنكبوتيه ..الامر الذي يفرض عليها ان تطور نفسها ..وتبحث عن سبل جديده للاستحواذ علي القاريء ..وقد اضطرت بعض الصحف العالميه الشهيره مثل نيويورك تايمزالامريكيه والتي كانت تفرض رسوما في مقابل الاطلاع علي نسختها الاليكترونيه

”الدفع مقابل المحتوي “ “Times select”

الي التراجع واتاحه المحتوي مجانا لقرائها ..وهذا ما تدرسه حاليا صحف اخري مثل “ذا وول ستريت جورنال ” الامريكيه و” فايننشيال تايمز” البريطانيه والكثير من الصحف والمجلات العالميه .. وبالطبع العربيه.. تعاني من محنه هائله بسبب انخفاض توزيعها مع ” تغول ” الوسائط الاليكترونيه وغوايتها للمتلقي ..حيث انخفضت معدلات التوزيع “الورقي ” لهذه الصحف ..حتي ان احد المدونين المصريين وهو ” وائل عباس ” قال لصحيفه الشرق الاوسط اللندنيه – عدد 22اكتوبر 2006- ان قراء مدونته يفوقون عددا قراء الجرائد اليوميه في مصر ! والمدهش ان بعض هذه المدونات بدات تجذب المعلنين وتحقق دخلا كبيرا لمؤسسيها ..وصل الي 200مليون دولار عام 2012

وفي اطار المنافسه المحمومه لجات وكالات الانباء وايضا بعض الصحف والمواقع الاخباريه .. وفي محاوله الوصول الي المتلقي وفي عقر داره وباقل جهد بث اخبار قصيره علي اجهزه المحمول مقابل اشتراك بسيط ..وفي المقابل صدرت مايسمي بالصحافه الورقيه المجانيه ..اي تلك الصحف التي توزع مجانا ..خاصه تلك الصحف ذات المضمون الاعلاني ..اي التي يتمحور كل مضمونها حول الماده الاعلانيه ..ولاتتضمن اي مواد اعلاميه..الا ان ثمه تجربه اخري وهي جريده ” 24ساعه ” اليوميه والتي حاول مؤسسها الصحفي سمير رجب رئيس تحرير صحيفه الجمهوريه المصريه الاسبق ان يمزج فيها بين المادتين الاعلاميه والاعلانيه ..وقد صدرت الجريده في 12اغسطس 2007

الا ان التجربه لم تستمر حيث اضطر صاحبها الي الغاء خيار التوزيع المجاني ..وحدد مبلغ “50قرشا ” للنسخه الواحده ..مبررا ذلك بان المبلغ مقابل توصيل الصحيفه الي المنازل !

ان كل هذا يمكن ان ينتهي بنتيجه ان الصحافه المطبوعه تعاني ..ربما سكرات الموت ..والتي قد تستغرق عقدا او عقدين لينتهي الامر بوفاتها امام عنفوان الصحافه الاليكترونيه ..وحتي لو تمكنت الصحافه الورقيه من الاستمرار ..فلا يمكن لنقابه الصحفيين ان تظل متشبثه بقوانينها ..ولاتري المشهد الصحفي الا بعين واحده ..تلك المصوبه نحو الصحافه الورقيه ..

ودستور 2014 نفسه راعي ما طرا علي المشهد الصحفي من تطورات ..حيث تنص الماده 70 علي ان ” حرية الصحافة والطباعه والنشر الورقي والمرئي والمسموع والالكتروني مكفوله، وللمصريين من اشخاص طبيعيه او اعتباريه، عامه او خاصه، حق ملكيه واصدار الصحف وانشاء وسائل الاعلام المرئيه والمسموعه، ووسائط الاعلام الرقمي. وتصدر الصحف بمجرد الاخطار علي النحو الذي ينظمه القانون. وينظم القانون اجراءات انشاء وتملك محطات البث الاذاعي والمرئي والصحف الالكترونيه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل