المحتوى الرئيسى

هل يحيي توحيد المعارضة الجزائرية الأمل في مواجهة السلطة؟

05/21 01:22

كثفت الاحزاب السياسيه المعارضه في الجزائر لقاءاتها التشاوريه عقب فوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالانتخابات الرئاسيه الاخيره. وتهدف المعارضه الي بلوره موقف موحد لمواجهه مشاريع السلطه في المرحله المقبله.

تسعي الاحزاب السياسيه الجزائريه الي الاستثمار في تحالفات فرضتها مرحله ما بعد الانتخابات الرئاسيه الماضيه، التي فاز فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقه، والهادفه الي تشكيل قطب سياسي معارض يجمع الاحزاب المشاركه في الانتخابات الي جانب المرشح الحر علي بن فليس وتلك المقاطعه لها.

ودخلت "تنسيقيه الحريات والانتقال الديمقراطي" في مشاورات واسعه مع كافه القوي السياسيه المعارضه للسلطه القائمه، لضبط الصيغه النهائيه لوثيقه ندوه الانتقال الديمقراطي، التي كان من المزمع عقدها يومي السادس عشر والسابع عشر من مايو/ ايار، قبل ان يؤجلها قاده التنسيقيه الي السابع من يونيو المقبل بحجه ضيق الوقت وحتي يتسني اجراء اتصالات مع احزاب وشخصيات وطنيه ومعاوده الاتصال باخري لدعوتها لحضور الندوه بعد توفير كل الشروط اللازمه لنجاحها.

واكد سفيان صخري، عضو لجنه الخبراء السياسيين عن حزب "جيل جديد"، ان سبب التاجيل لا يتعلق بالوثيقه او بمشاكل داخل التنسيقيه، بل الهدف منه اشراك اكبر عدد من الاحزاب المعارضه، لان "اللجنه انتهت من تحرير وثيقه تضع ارضيه للندوه، وهي الان في مرحله التنقيح، حتي تكون في مستوي المرحله والتحدي السياسي القادم".

ويضيف صخري لـDW عربيه بان هناك تجانساً وتفاهماً في تشخيص الوضعيه التي يمر بها الجزائر، والاليات التي ستطرح خلال الندوه للدخول في تحول ديمقراطي حقيقي، وان الجميع مدرك للمناورات التي تقوم بها السلطه لاجهاض المبادره، سواءً بعرض الحقائب الوزاريه او من خلال عرض مشروع الدستور التوافقي ودعوه الاحزاب المعارضه للنقاش والمساهمه.

لا رغبه لدي السلطه في الاصلاح

من جانبه، يري محمد الدويبي، الامين العام لحركه النهضه، ان خيارات القوي المعارضه للسلطه سوف تطرح بشكل رسمي خلال الندوه الوطنيه للانتقال الديمقراطي وان هناك اجماعاً داخل التنسيقيه علي مقاطعه مشاورات السلطه حول الدستور التوافقي المزعوم، "لانه لا توجد اراده حقيقيه للسلطه للاصلاح السياسي، وتجربه السلطه في اطلاق مثل هذه المشاريع عقب كل استحقاق انتخابي اصبحت مستهلكه ولا يمكن ان تقنع باصلاحاتها حتي الاحزاب الدائره في فلكها".

ويشير دويبي، في حوار مع DW عربيه، الي ان "السلطه الجزائريه تعمل من اجل تحقيق هدف واحد وهو استمرار بقائها، وهي الان تمر بمرحله صعبه جداً لان خياراتها التي تم فرضها بالقوه علي الشعب الجزائري بالتزوير والتضخيم في نسبه المشاركه لم تنتج الا ازمه مشروعيه للحكم، نتج عنها حاله التخبط في طرح مشاريع الاصلاح السياسي وتناقض تصريحات رجالها حول طبيعه الدستور والمرحله الراهنه.

ويستنكر دويبي التشويه الذي يطال التنسيقيه ومحاولات زرع الفرقه بين اعضائها باعاده الخلافات الايديولوجيه والشخصيه للواجهه، مؤكداً ان المعارضه اصبحت الان في مستوي تحديات المرحله وانه لا يوجد اي صراع علي الزعامه، لان كل حزب سياسي حر في قراراته ومؤسساته، واللقاء جاء من اجل تحقيق دوله الحريات والمؤسسات.

هذا ويري الدكتور سليم قلاله، استاذ العلوم السياسية بجامعه الجزائر، بان السلطه الجزائريه اصبح لديها منهجيه واضحه في التعامل مع احزاب المعارضه عن طريق تشتيتها وشراء بعضها بحقائب وزاريه في وتحيّن الفرصه للتخلص منها بالتقسيم او القتل المعنوي – وهي استراتيجيه حققت نجاعتها في المراحل السابقه.

ويضيف قلاله بان تركيبه المعارضه بعد الانتخابات الماضيه تبدو مختلفه، اذ اصبحت تميل اكثر للتشكل في اقطاب بدل ان تبقي في وضعيه فسيفسائيه غير قابله للتجميع. فظهر قطب احزاب التغيير بقياده علي بن فليس، المرشح السابق في الانتخابات الرئاسيه التي جرت مؤخراً، وقطب اخر جمع المعارضين لهذه الانتخابات، والتواصل بينهما جار لتوحيد الجهود وتشكيل موقف موحد يتم التعامل من خلاله مع السلطه، وهو رهان قد يخلق بديلاً فعلياً للسلطه القائمه. اما اذا لم يتحقق، فاننا سنشهد حلقه اخري من انقسامات المعارضه التي تصب في صالح السلطه.

ويستبعد استاذ العلوم السياسيه الجزائري توحيد كافه اطياف المعارضه، معتبراً انها مساله بعيده المنال، نظراً للتعدد الكبير في الساحه السياسيه، ويري ان "الاتجاه سيكون نحو تشكيل قطب وطني جديد يضم عدداً من قوي المعارضه، تشكل قوه ضاربه في اي انتخابات قادمه، خاصه اذا ما انضمت اليها قيادات من الجبهه الاسلاميه للانقاذ المنحله".

اما الدكتور محمد بوضياف، استاذ العلوم السياسيه بجامعه مسيله، فيعتقد بان المعارضه الجزائريه ما زالت بعيده عن ادراك الواقع، وانها تسبح في عالم الافكار والمثل، اذ لا تستند في مشاريعها لمعارضه النظام علي تشخيص منطقي للمرحله، وتقفز بذلك علي الواقع، حسب تحليله.

الدكتور محمد بوضياف، استاذ العلوم السياسيه بجامعه مسيله

ويقرا بوضياف في مشروع تنسيقيه الحريات والانتقال الديمقراطي حرصاً علي الاشكال والمظاهر، مستخدمين في ذلك القانون والمعياريه دون الاخذ في عين الاعتبار المرحله وخصوصياتها. ويضيف الدكتور محمد بوضياف، في حديثه مع DW عربيه، بان علي المعارضه الحقيقيه المساهمه في بناء الحريه والتاسيس لحق المواطنه والمشاركه في الحفاظ علي الاستقرار، اذ لا يمكن لاحد ان يكون محور التغيير الانتقال الي دوله الحريه والقانون دون اشراك الطرف الاخر او الدخول في مساره وتصحيح اخطائه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل