المحتوى الرئيسى

المسلمون في الهند يتأرجحون بين الخوف والأمل الحذر بعد فوز مودي

05/18 14:53

احمد اباد: يخشي ملايين المسلمين من عوده التمييز والتعصب في الهند بعد فوز القومي الهندوسي نارندرا مودي في الانتخابات، لكن البعض يبدون مستعدين لاعطائه فرصه.

فقد هزم الزعيم الهندي الذي يجسد الجناح المتشدد في حزبه بهاراتيا جاناتا (حزب الشعب الهندي)، حزب المؤتمر بزعامه ال نهرو-غاندي المحسوب علي اليسار في الانتخابات التشريعيه وفوزه الكاسح يمنحه حريه التصرف لتنفيذ الاصلاحات التي وعد بها.

الا ان معارضيه قلقون من حجم هذا الفوز معتبرين انه سيسمح لمودي المتاثر بعمق بالايديولوجيه القوميه الهندوسيه والذي تلطخت سمعته جراء الاضطرابات المعاديه للمسلمين التي جرت في 2002 في ولايته غوجارات، باهمال الاقليات الدينيه. في موازاه ذلك يريد البعض ان يثقوا بخطابه الذي تميز بلهجه جامعه اثناء الحمله والذي شدد فيه علي وعد بتوفير فرص عمل وانعاش الاقتصاد، وياملون ان تعود مثل هذه السياسه بالنفع علي الجميع بدون تمييز.

في هذا السياق قال عبد السلام (29 عاما) وهو خياط مسلم من مدينه بيناريس المقدسه لدي الهندوس، وحيث تعيش أقلية مسلمة كبيره، "استعدت الامل وانتظر اياما افضل في ظل حكمه". ويشير عبد السلام الي الازدهار في ولايه غوجارات التي تراس مودي حكومتها خلال 13 عاما، ويتوخي ان يحقق الزعيم الهندوسي ما فعله فيها علي المستوي الوطني.

واعتبرت برفين بانو، وهي ارمله مسلمه قتلت عائلتها في الاضطرابات الطائفيه في غوجارات، ان زعيم بهاراتيا جاناتا لا يمكن ان يسمح لنفسه بمهاجمه المسلمين بعدما وعد بتحقيق وحده البلاد طوال حملته الانتخابيه. وما زالت بانو تتذكر جريها في الازقه الملطخه بالدماء في احمد اباد كبري مدن غوجارات هربًا من اعمال العنف التي قام بها الهندوس، وادت الي مقتل زوجها واولادها الاربعه.

وتدبرت امورها لتعيش حياه جديده منذ ذلك الحين، حيث تعمل في تجاره الخراف في مدينه مسلمه فقيره بعد مرور اثنتي عشره سنه علي الاضطرابات، التي سقط فيها ما لا يقل عن الف قتيل، معظمهم من المسلمين. وتعرّض مودي، الذي كان يتراس في تلك الاونه السلطه التنفيذيه في ولايه غوجارات، لسيل من الانتقادات بسبب عدم تحركه. لكنه يرد علي ذلك بقوله ان القضاء لم يوجه اليه التهمه.

وتساءلت بانو في حديثها لوكاله فرانس برس "بكل تاكيد يكره مودي المسلمين، لكن هل يمكن ان يسمح لنفسه باظهار ذلك بصفته رئيسا للوزراء؟". واضافت "بما انه تحدث عن وحده ثقافيه، فعليه ان يكون علي مستوي التطلعات، واعتقد انه سيكون كذلك. فهو ليس مجنونا". وقالت "امل ان يرشده الله علي الطريق الصحيح".

ويشعر معظم المسلمين بالقلق من حكومه برئاسه مودي، وقد صوّّّتوا ضده بشكل كبير. واشار استطلاع للراي لدي الخروج من مراكز الاقتراع ان 9 بالمئه فقط صوّتوا لحزب بهاراتيا جاناتا مقابل 43 بالمئه لحزب المؤتمر.

وقال سانجاي كومار من مركز دراسه تنميه المجتمعات الذي نظم الاستطلاع لوكاله فرانس برس "ان المسلمين هم الطائفه الوحيده التي صوّتت بشكل كبير لحزب المؤتمر". وقد مني حزب المؤتمر بهزيمه نكراء في هذه الانتخابات بحصوله علي 44 مقعدا فقط من اصل مقاعد البرلمان الـ543.

وحقق مودي اكبر فوز يحصل عليه حزب منذ 30 عامًا، ليفرض نفسه بشكل واضح في بعض الولايات، مثل اوتار برادش او مهاراشترا ذات الغالبيه المسلمه. واشارت صحيفه تايمز اوف انديا الي ان عدد البرلمانيين المسلمين انخفض الي ادني مستوياته بحصولهم علي 24 مقعدا مقابل 30 في الولايه التشريعيه السابقه.

وتخشي ناظمه بيغوم (40 عامًا) التي تدير مشغلًا لصباغه الملابس في بيناريس من هيمنه الخط المتشدد للقوميين الهندوس. وقالت هذه الارمله المسلمه متسائله "اجد مودي مثيرًا للقلق. لم اكن اتصور قطعًا انه سيفوز بمثل هذا الهامش. انني حزينه لانه بات مطلق اليدين، وسيفعل ما يحلو له. فمن سيتجرا علي مساءلته؟".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل