المحتوى الرئيسى

تتار القرم يحيون الاحد الذكرى ال70 لتهجيرهم

05/17 06:54

سيمفيروبول: يحيي تتار القرم في اجواء متوترة الاحد الذكرى السبعين لتهجيرهم بقرار اتخذه النظام السوفياتي ووافق عليه ستالين واعاد إلحاق شبه الجزيرة الاوكرانية بروسيا في اذار/مارس الماضي، ذكرى هذه المأساة الى الاذهان.

وتجرى هذه الذكرى في اطار من الاستياء غير المسبوق، فيما يحظر على الزعيم التاريخي للتتار مصطفى جميليف الذي انتقد بشدة عملية "الضم"، دخول القرم وتوجه الى انصاره تهديدات بالملاحقة بتهمة "التطرف".

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال جميليف المنشق السابق والنائب في البرلمان الاوكراني "هذا اهم يوم لتتار القرم، والسلطات المحلية خائفة".

ودان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام هذه قضية التتار اداة لغايات سياسية. وقال بوتين ان "مصالح تتار القرم موجودة في روسيا اليوم"، وذلك خلال استقباله ممثلين تتار دعاهم الى تبني موقف "ايجابي".

وقررت السلطات في القرم التي تتخوف من "استفزازات" الجمعة ان تمنع بمرسوم اي "تحرك جماهيري" في القرم حتى السادس من حزيران/يونيو، لمنع التجمع التقليدي الكبير في وسط سيمفيروبول الذي من المتوقع ان يشارك فيه 40 الف شخص.

وكان مجلس التتار في القرم اعرب عن تخوفه من عداء شرطة مكافحة الشعب، فيما تشاهد مدرعات وعربات للشرطة لنقل المعتقلين في شوارع سيمفيروبول.

وقد تحدث تقرير للامم المتحدة نشر اليوم الجمعة عن "المضايقات" و"عمليات الاضطهاد" بحق التتار.

وقال ان التتار يواجهون مشاكل عدة تتعلق "بحرية التحرك وحالات مضايقات مادية وقيود مفروضة على وسائل الاعلام ومخاوف من اضطهاد ديني للمسلمين بينهم الذين يمارسون الشعائر الدينية وتهديد مدعي القرم (...) بانهاء عمل برلمان تتار القرم".

وكان النظام السوفياتي يسعى الى "تطهير" شبه الجزيرة من "عناصرها المعادية" وهجر في 1944 هذا الشعب الناطق باللغة التركية، احد ابرز اتنيات القرم في مستهل الحرب العالمية الثانية.

وقال المؤرخ التتاري الفيدين تشوباروف ان "الرواية الرسمية السوفياتية تتهم تتار القرم بالتعاون مع المحتل الالماني. وكان يعتبر +انهم لا يتمتعون بالصدقية سياسيا+".

وبدأت عملية التهجير التي وافق عليها ستالين ليل 18 ايار/مايو 1944. فقد انتشر الاف الجنود الذين كانوا مزودين بعناوين في شبه الجزيرة بحثا عن العائلات التتارية التي لم تتوافر لها سوى بضع دقائق لجمع بعض الاغراض والمؤن.

واحتشد المبعدون في قاطرات مخصصة للمواشي ونقلوا الى سيبيريا وآسيا الوسطى. واختار معظمهم اوزبكستان وجهتهم النهائية.

وانجزت العملية خلال ثلاثة ايام. فقد ابعد اكثر من 190 الف شخص من اراضيهم.

ميدانيا، يفرض على التتار الاقامة في منازل محددة، وهم يستخدمون يدا عاملة في المصانع ومزارع الدولة في ظروف غالبا ما تكون قاسية.

وفي اعقاب عملية الترحيل التي لقي فيها كثر حتفهم، قضى المناخ ونقص المواد الغذائية والتفشي السريع للامراض على 45 بالمئة من المبعدين، كما تقول المصادر التتارية.

وفي الوقت نفسه تجرى في القرم عملية ازالة كل ما يمت الى التتار بصلة.

فقد استبدل القسم الاكبر من اسماء القرى بأسماء روسية، وتحولت الاثار التتارية الى متاحف. ونقص اليد العاملة في هذه المنطقة الزراعية، تم التعويض عنه تدريجيا بوصول عائلات روسية واوكرانية.

وعندما "وهب" نيكيتا خروتشيف القرم الى اوكرانيا في 1954، تبددت معالم الوجود التتري القديم.

ولم يصدر مرسوم بسحب الاتهامات الموجهة الى تتار القرم الا في 1967، بعد اربعة عشر عاما على وفاة ستالين. لكنهم لن يعودوا الا في نهاية الثمانينات لدى تفتت الاتحاد السوفياتي الى اوكرانيا اصبحت مستقلة وغير قلقين على مصيرهم.

وذكر الفيدين تشوباروف بأنه "بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، كان هذا التحرك عبئا كبيرا، فقد كان من الصعب ايجاد فرصة عمل ومسكن وشراء قطعة ارض لبناء منزل".

الا ان عودة التتار اصبحت حقيقة. فهم يمثلون اليوم 12 بالمئة من سكان شبه الجزيرة، اي حوالى 270 الف شخص في مقابل 1 بالمئة في الثمانينات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل