المحتوى الرئيسى

الناصريون والإخوان وجهان لعملة واحدة

05/15 16:50

تعتبر ثوره 15 مايو 1971 المعروفه تاريخياً بهذا الاسم استناداً الي توصيف السادات لها اغرب الثورات في التاريخ، حيث استطاع بضربه واحده اقصاء خصومه الناصريين وايداعهم السجون والمعتقلات بعد محاولتهم الانقلاب عليه وابرزهم\nنائب رئيس الجمهورية علي صبري ووزير الدفاع محمد فوزي ووزير الداخليه شعراوي جمعه ووزير الاعلام محمد فايق ورئيس البرلمان محمد لبيب شقير وسكرتير رئيس الجمهوريه للمعلومات سامي شرف وبلغ عدد الذين تم ايداعهم السجون في تلك الفتره 91 قيادياً بعضهم من كبار رجال الدوله وبلغت مده احكام السجون 236 عاماً بخلاف اربعه اعدامات خففها السادات فيما بعد الي الاشغال الشاقه، وفي تلك الفتره اغلق السادات المعتقلات وقام بحرق شرائط التجسس علي المواطنين، والمثير هنا ان الثوره كشفت ان الناصريين والاسلاميين وجهان لعمله واحده حيث تم اقصاء الناصريين عن السلطه في 15 مايو 1971 وتم اقصاء الاسلاميين في 30 يونيه 2013 .

واكدت تداعيات الاحداث ان الاقصاء والاحاديه روابط مشتركه بين الناصريين والاسلاميين رغم ان الفكر السياسي الشمولي يرفض احياء الخلافه الاسلاميه.

الاقصاء والاحاديه روابط مشتركه بين الفكر السياسي الشمولي والخلافه الاسلاميه

الدستور الجديد يمنع الاحزاب الدينيه والاشتراكيه انتهت

بين الناصريين والاسلاميين تناقض شديد يصل الي حد العداء، والصراع بينهما شبه ايديولوجي، فهما كفتان لا تتعادلان، الاول يؤمن بالفكر اليساري الشمولي، والثاني يتبني الفكر الديني واعاده الخلافه الاسلاميه، وكل منهما يعتبر الاخر خطرا علي مشروعه، ويجمعهما الحلم السياسي والمصارعه علي منصب رئاسه الدوله، وربما فكره الاحاديه واقصاء الاخر وراء فشلهما، وليس في هذا ضرر ان كان هناك قانون حاكم وحكومه جيده وانتخابات حره، ولكن المشهد السياسي يحتمل وجودهم مثل باقي التيارات الاخري، خاصه ان مصر مقبله علي تغييرات متسارعه ومهمه وقضايا كثيره يامل المصريون في تحقيقها.

«الوفد» سالت عدداً من السياسيين والاساتذه الاكاديميين والكتاب والمهتمين بالشئون الاسلاميه للتعرف علي المزيد من الاسرار والخبايا حول الناصريه والاسلاميه.

< الدكتور عمار علي حسن، الباحث في الشئون الاسلاميه والمحلل السياسي، يري ان الاخوان ظلوا واشباههم ينتظرون تضعضع سطوه القوميين العرب، حتي جاءتهم الفرصه بعد هزيمه 1967 التي سبقها فشل بعض مشروعات الوحده مثل انفصال سوريا عن مصر عام 1961 وفشل الوحده المصريه مع العراق وسوريا عام 1963، وكان الاخوان في سوريا مشجعين لهذا الانفصال بسبب معارضتهم لـ «عبدالناصر» علي غرار اخوان مصر.

واضاف: في اواخر عام 1994 حدث اجتماع في بيروت ضم ممثلين عن الاسلاميين والقوميين في مؤتمر مشترك يعطي اشاره واضحه علي التقارب الاسلامي القومي، خاصه ان هذا المؤتمر كان استكمالاً لندوه القاهره التي عقدها الفريقان في عام 1988 مما دل وقتها علي تطور هذا الاتجاه وتناميه، لا سيما ان هذا المؤتمر انعقد بانتظام في السنوات اللاحقه، ولكن الفكره تراجعت مع وصول الاخوان الي الحكم في مصر والنهضه في تونس، حيث عاد الحديث عن خلافه من غانا الي فرغانه دون النظر الي امكانيه تحقيق هذا، وقفزاً علي الشروط الافضل المتوافره لقيام تنسيق عربي اشد، بشرط ان تخلص السلطات الجديده لاوطانها اولاً، ثم للعالم العربي الاكثر تجانساً من العالم الاسلامي لاسباب عديده ثانياً، ومؤخراً ازاحه الجماعه الارهابيه عن حكم البلاد، اما فكره «العروبه» فهي متروكه لمن يرغب في ان ينتهج طريق «عبدالناصر» في الانحياز للبسطاء وبناء صناعه قويه والحرص علي استقلال القرار الوطني، وهو ما سيكشف قدره المرشح القادم علي النهوض بالدوله من كبوتها.

الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، استاذ العلوم السياسيه بجامعه القاهره، يقول: الاخوان كانت لديهم اجنده سياسيه وحاولوا ان يكونوا جزءاً من المعادله السياسيه، حتي ولو كانوا يعلمون جيداً ان وصولهم للسلطه امر بعيد المنال, ولكن بعد حكم البلاد كشف وجههم الدموي الحقيقي، فهم عاده ما يقومون بالضغط علي الدوله او الحكم في البلاد باستخدام اساليب متنوعه, اما السلفيون فهم اقل ثقه في انفسهم وليست لديهم خبره سابقه او كوادر سياسيه او اليات تمكنهم من المشاركه في الحياه السياسيه وكان تركيزهم ينصب فقط علي الجانب الدعوي والنشاط الخيري، وعدم الصدام مع الحكومات المتتاليه.

واستطرد: كانت هناك مواجهه اخوانيه كبري مع النظام الناصري في بدايه الخمسينيات ادت الي انحصار الجماعه الارهابيه علي مستوي العمل العام وايضا علي المستوي الفكري، حيث بدا الصعود المؤثر لسيد قطب وبرز تنظيم 1965 الذي مثل تدشينا فعليا للتيار القطبي، وما نتج عنه من تعاظم التشدد في النظره الي تطورات المجتمع وثقافته داخل صفوف الاخوان. مشيراً الي ان المكونات الفكريه كانت تتبع السلفيه في حركه تيار الاسلام السياسي، حتي اصبحت عقيده وممارسات دينيه وحاله اجتماعيه نقلها الاخوان الذين فروا من الاعتقالات الناصريه الي دول الخليج، وعليه عرفت ظاهره التسلف في الاخوان نتيجه هذه الهجره الكثيفه لتاخذ شكلين الاول خلال الخمسينيات والستينيات وشملت قيادات الاخوان الذين نجوا من الاعتقال، اما الثاني فقد كانت في السبعينيات، وقد تمت عبر مستويين ايضا، الاول عبر التسلف الذي حمله الكادر الاخواني ممن عادوا من السعوديه انذاك، وحملوا معهم المظهر والملبس والسلوك، بينما كان المستوي الثاني هو الاهم والاكثر تاثيراً، لانه حدث داخل مصر وعبر شباب الجامعات المصريه، وفي هذا الاطار اسهمت سياسه الباب المفتوح في عهد «السادات» بدءاً من السبعينيات في حاله من الانفتاح، وهكذا توفرت بنيه من الفرص تسمح بولاده جديده للحركه الاسلاميه لكن بروح سلفيه واضحه.

كمال زاخر، المفكر والباحث، يري ان معظم الاسلاميين اعلنوا تاييدهم للمرشح «السيسي» في الترشح لرئاسه مصر، بعد اسقاط نظام الحكم الاخواني وقيام نظام جديد، حيث لم يعد هناك مكان لعصر الايديولوجيات الدينيه او السياسيه، بعد تجاوز الصعاب، فالمرحله الراهنه هي ما بعد الايديولوجيات، ومعالمها الديمقراطيه والانفتاح، واصبح صعباً الان اقصاء احد عن المشهد السياسي، بعد ان قال الشعب كلمته عاليه، وان كان يحتمل وجود كافه الاطياف السياسيه داخل المشهد السياسي، فقد اعادت ثورتا يناير ويونيو فكره التنوع والتعدد مره اخري.

واضاف: المشكله دائما مع اصحاب الايديولوجيات وخاصه الفاشيه، مثل تيار الاسلام السياسي الذي يعد احد النظم الفاشيه لاعتماده علي فكره اقصاء الاخر. وايضاً الناصريون يؤمنون بذلك، مع اختلاف المنطلق، فالمتاسلمون ينطلقون من فكر ديني، يرون انهم الحق وغيرهم الباطل، والفكر الناصري يساري شمولي، وكلاهما لديه مشروع لا يقبل ان يتناغم او يتفاعل مع غيره، رغم ان الحلم السياسي موحد، مع هذا لا يريدون بجوارهم احداً، بل تجمعهم فكره الاقصاء والاحاديه وهي كانت سبب الفشل.

واكد انه لن يكتب لاي تيار سياسي البقاء طالما يتبني فكره الاقصاء . مستشهداً بالتجارب الديمقراطيه الاجتماعيه التي تنتهج في معظم دول العالم المتقدم وتقوم علي توفير ثلاثه اركان اساسيه اولاً: السعي لتوفير الامن الاجتماعي، وتوزيع عادل لفرص العيش، وثانياً: المشاركه المجتمعيه تدعيماً لمبادئ المواطنه والديمقراطيه، وثالثاً: اليه الحمايه لمتبني هذا التوجه ضد الفشل، وهو ما نامل في وجوده مستقبلاً، خاصه ان مصر علي اعتاب نهضه لمواكبه عصر يعتمد علي الديمقراطيه وثورة علمية ثم اتصالات فاقت الحد الطبيعي، ومن لا يواكب هذه النهضه يتخلف عن الصراع الحضاري.

فريده النقاش، الكاتب الصحفيه ورئيس تحرير جريده الاهالي، تري ان هناك نقاط تشابه كثيره بين القوميين وتيار الاسلام السياسي منذ بدء عملهم في السياسه عام 1971 حتي 2013، فالناصريون اقتربوا من الاسلاميين عن طريق المرشح حمدين صباحي وحزبه الكرامه الذي خاض انتخابات البرلمان 2011 علي قائمه الاخوان الارهابيه.

واضافت: هذا التطابق بين القوميه والدينيه يعود الي فكر «ميشيل عفلق» مؤسس ورئيس حزب البعث العربي الاشتراكي الذي اطلق فكره القوميه والوحده العربيه، وشعاره وقتها امه واحده ذات رساله خالده وهي الدين الاسلامي، رغم انه رجل قبطي، وعلي الرغم من التحالفات التي تمت بينهم، الا انها لم تكن حائلاً دون الصدامات العنيفه التي حدثت بين النظام الناصري والاخوان الذين حاولوا اغتياله، ولا يمكن ان ننسي اطلاق «السادات» الاخوان من السجون لكي تواجه تيار اليسار، فالاول كان يتشكل من الشيوعيين والناصريين، ثم زج باعوان «عبدالناصر» في السجون بغرض منح الاسلاميين فرصه واسعه للعمل السياسي وقام بتعديل الماده الثانيه من الدستور عام 1980، حتي يمكن ان يتحالف مع الجماعات الدينيه، وتم التحريض علي قتل «السادات» بايدي التيار اليميني الديني المتطرف، وهؤلاء ليسوا لهم حلفاء او اعداء دائمون، ولكن ما فعله «السيسي» في 30 يونيو الماضي يكفي وتعالت شعبيته، وعلي كل الاحوال فانه من مصلحه مصر وشعبها ان يظل يقدم لنا المرشح السيسي رؤيته لنهضه مصر وتقدمها، وايضاً‮ ‬علي حمدين ان يقدمها وتظل المناظرات بينهما لنعي جميعاً‮ ‬ما لدي كليهما وما سوف يقدمه لنا كل منهما.

لافته الي ان تيارات اليسار واليمين تجمعهم فكره اساسيه فهم يتصورون انهم وحدهم علي صواب ويملكون الحقيقه المطلقه والكامله.

احمد عوده، مساعد رئيس حزب الوفد وعضو الهيئه العليا، يقول: ان من يسمون انفسهم الناصريين نسبه الي رئيس مصر الاسبق جمال عبد الناصر هم يدعون بانهم يؤمنون بالفكر الاشتراكي، ولكن بعد زوال الشيوعيه من روسيا وضياع سمعه الاشتراكيين والاشتراكيه، واذا كانت ثوره التصحيح كما اسماها الرئيس الراحل انور السادات في 15 مايو 1971، اطاحت بقيادات كثيره منهم بسبب تامرهم علي خلع «السادات» وحكم مصر، علي اعتبار انهم ورثه الناصريه وقد كسرت شوكتهم وتفرقوا، وعلي الرغم من وجود حزب يسمي الحزب الناصري الا انهم مشتتون واقليه، وبعد ان تم اقصاؤهم خلدوا الي الهدوء والسكينه وممارسه نشاطاتهم كحزب صغير في هدوء تام. اما الفصيل الاخر المسمي بالاخوان الارهابيين فلا هم باخوان ولا بمسلمين، والاسلام بريء منهم ومن اعمالهم تماماً، فبعد كسر شوكتهم واقتلاع نظام الحكم الفاشل في 30 يونيو 2013، لجاوا الي العنف والارهاب والقتل والنسف والتدمير، وهذا اسلوب محترفي الاجرام، ولا يمكن ان ينتمي اصحاب تلك العصابات الاجراميه الي المسلمين علي الاطلاق بعد حملهم السلاح والقتل ليلاً ونهاراً وتخريب مرافق الدوله، ومن ثم فانه يتعين محاكمتهم علي وجه السرعه وانزال حكم القانون عليهم، فالقاعده الازليه تقول: «من قتل يقتل»، واي انسان ارتكب جريمه قتل فجزاؤه القتل، ونتطلع الي صدور احكام قضائيه قريباً لنطبق حكم القانون علي تلك العصابات الارهابيه والاجراميه، وبالتالي لا داعي للحديث عن حزب الحريه والعداله الذي كان قد اسس في محاوله فاشله لخلط الدين بالسياسه وقد صدر الحكم بحله، ولا اعتقد انه بعد وجود نص في الدستور المصري بعدم السماح بقيام احزاب علي اساس ديني سوف تختفي القيادات المشبوهه مره اخري من الساحه السياسيه.

خبراء وسياسيون : لا شيء يبقي  من ثوره التصحيح؟

السادات اغلق المعتقلات لتصحيح مسار ثوره يوليو.. وانتهي الي دوله الفساد والارهاب والديمقراطيه الشكليه

ماذا بقي من ثوره 15 مايو 1971؟ كثير من المصريين يقفون كثيراً عند ذكري ثوره التصحيح.. في محاوله فهم معني الكلمه.. وربما لا يعلم كثيرون ان 15 مايو لا تعني فقط في ذاكره المصريين مجرد كوبري يربط بين محافظتي القاهره والجيزه، فقد قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات ان 15 مايو تصحيح لثوره 23 يوليو. وانها اعاده للوجه الجميل للثوره.. وتفعيلاً للمبدا السادس لثوره 1952 وهو اقامه حياه ديمقراطيه سليمه.. والتي راي السادات ان يوليو فشلت في تحقيقها فقام الرئيس الراحل بتصفيه ما اسماه «مراكز القوي» وقال انها المره الاولي التي تغلق فيها المعتقلات.. وبعد مرور 43 عاماً علي اعلان السادات قيام دوله المؤسسات وارساء حياه ديمقراطيه حقيقيه.

هل ما حدث في 15 مايو 1971 ثوره حقيقيه؟ ام تصفيه حسابات؟ وماذا تبقي من ثوره التصحيح؟

في الذكري العاشره لثوره التصحيح القي الرئيس الراحل انور السادات خطابا في جامعه الاسكندريه اكد فيه ان ثوره 15 مايو ليست ثوره علي ثوره 23 يوليو وانما كان لابد ان تصحح 23 يوليو مسارها بعد ان استطاعت مراكز القوي ان تتسلل وتحاول العبث بالوجه الجميل لثوره يوليو كما انه كان هناك مبدا من مبادئ 52 وهو اقامه حياه ديمقراطيه سليمه ولم يتم تطبيق هذا المبدا قبل مايو 1971، ثم كانت تصرفات مراكز القوي فكان لابد ان تصحح يوليو مسارها، وقال السادات ان 15 مايو قامت لان المرحله التاريخيه وقتها قضت بها ولا يعيب ثوره يوليو الاعتراف بانها اخطات وان مراكز القوي حاولت احداث انهيار دستوري بالبلاد باستقاله اكبر وزيرين بها.

وذكر الراحل انور السادات انه لاول مره يتم غلق المعتقلات واصلاح مؤسسات الدوله واطلاق حريه انشاء الاحزاب الا انه عاب علي بعضها الفهم الخاطئ للديمقراطيه الممنوحه.

الان اكملت ثوره 15 مايو عامها الثالث والاربعين تقف مصر في مرتبه متقدمه من الفساد المؤسسي كما انها دخلت من حرب مع الارهاب بعد اقصاء جماعه اللعب السياسي بالدين وربما نتساءل عن مبادئ واهداف ثوره التصحيح واثارها في المجتمع المصري.

بدايه يقول د. حسام الخولي سكرتير عام الوفد: لا استطيع ان اسمي 15 مايو ثوره فالثوره هي التي يقوم بها الشعب فقط والتي يبدا بها الشعب وليس حتي ان الشعب يتحيز لها، لقد كان 1971 بدايه عصر عالمي مختلف للقوي العالميه وكانت للسادات رؤيه مستقبليه لا يضاهيه فيها احد.

وكان معاه اشخاص يشدوه للخلف بحثاً عن مصالحهم فكان لابد من هذا الصدام ليدخل كرئيس بالبلد في المستقبل، لقد استخدمت بعض الكلمات لدغدغه مشاعر الشعب وخاصه الطبقات البسيطه وخلق نوع من التعاطف والمسانده فنحن نسمع العداله الاجتماعيه من كل حاكم لكن السؤال: كيف يتم تنفيذها؟ المساله ليست مجرد استغلال مشاعر الشعب لتحقيق اغراض معينه مثلاً: تم استخدام كلمه الانفتاح والانفتاح صحيح لكن التطبيق كان خاطئاً في عهد مبارك وصل معدل النمو الي 7٪ وهو معدل نمو قوي جداً ويقارن بالدول الكبري لكن الفساد جعل توزيعه خاطئاً، وجعل الـ 7٪ تتركز في يد قله دون باقي الشعب؟ ويضيف الخولي: احياناً تكون السياسه صحيحه وتطبيقها خاطئ، وهذا الخطا جعل هناك سرعه في التطبيق وخطا في التنميه وكان ذلك نتيجه عدم وجود خبرات بسبب الانغلاق.

ويذكر الخولي ان الفساد باق بنسبه كبيره لكنه غير ظاهر علي السطح، واي مسئول كبير الان يصعب عليه السير في منظومه فساد بشكل مرئي لان كثره القوانين وفلسفتها جعلتها مطاطه وبالتالي يستفيد منها اي موظف صغير ومسئول كبير بالاضافه الي منع الرقابه من ممارسه دورها بشكل كبير ولفتره سنوات طويله حيث كانت تنتقي قضايا فساد وتترك اخري.

بالاضافه الي المنظومه غير العادله في التوزيع، وهذا يشجع علي استمرار الفساد، فالحوافز مثلاً توزع علي من يعمل ومن لا يعمل ولا يضم نظام العمل مكافاه الكفاءات والمخلصين فالحكومه تعتمد سياسه المساواه مما يظلم من يعمل حتي الحد الادني للاجور سيطبق علي الجميع دون مراعاه من يعمل ومن لا يعمل.

الدكتوره كريمه الحفناوي، الناشطه السياسيه، تشرح ابعاد ما حدث حين قامت مجموعه من الضباط الاحرار بحركه يوليو اعلنت بعد اقل من شهرين ان قيامها لصالح الشعب المصري وانحازت لتيار التحرر الوطني لقد كانت ثوره من اجل الفقراء وكانت مؤمنه بان مصر تملك ثرواتها الماديه والبشريه لتصبح قوه كبيره وبدات تلوح في الافق مقدمه الاستقلال الوطني واقتصاد قومي هنا بدا مخطط الدول الكبري لهدم هذه التنميه وهذا التوجه في منطقه الوطن العربي التي تحظي باهميه خاصه.

تضيف: لذا جاءت ضربه 67 ثم استعاده الارض سنه 1973، والسادات حين جاء قال انه سيسير علي نفس مبادئ التحرر والتنميه، وبالنسبه لثوره 15 مايو 1971 فقد قال السادات انها ثوره تصحيح وللاسف ما جاءت به كان العكس اذ قال انه يصحح ثوره 23 يوليو خصوصاً في المجال الديمقراطي واعلن السادات انه سينفتح ديمقراطياً وانشا ثلاثه منابر وسمح بالاحزاب ولكن القوانين المقيده جعلتها اجراءات شكليه وديمقراطيه ديكور فهذا التصحيح كان شكلياً.

في نفس الوقت انتهج السادات سياسات اقتصاديه عكس ما بناه عبد الناصر، وعلي سبيل المثال بدا ما سمي بالانفتاح الاقتصادي والخضوع لكل شروط القوي الكبري وصندوق النقد الدولي والمعونه الامريكيه، ولما جاء مبارك واستبدل الاقتصاد القوي بالخضوع للدول الكبري وكان الانفتاح وبالاً علي مصر والخراب الذي ادي لثوره 25 يناير ولم يصبح لدينا انتاج يقوم علي التصدير وتم القضاء علي الانتاج الزراعي مما ادي الي تخريب الزراعه.

وتضيف الحفناوي: تخيل السادات انه قادر علي مواجهه التيار اليساري والحركه الطلابيه في 1972 حين بدا اليسار يتكلم عن الديمقراطيه وغلاء المعيشه فتوهم السادات انه اذا اطلق القيادات الدينيه المتشدده يستطيع مواجهتها وفي النهايه اغتيل علي يد تلك القيادات المتشدده اي ان السادات فعل عكس ما فعله عبد الناصر والسياسات التي اتخذها ادت بنا الي التبعيه وعدم استقلال الاراده الوطنيه والديمقراطيه المقيده.

وبعد حرب 1973 عقد معاهده صلح مع اسرائيل لكي يصبح رجل الحرب والسلام واخرجت اتفاقيه السلام مصر من المحيط العربي واعتقد ان هذا كان هدف الاتفاقيه حتي تضعف مصر بعدم ريادتها للمنطقه العربيه.

كتّاب ومثقفون: ثورتا  يناير ويونيه صححتا مسار يوليو

احزاب الناصري والكرامه والوفاق غرف مظلمه.. والسادات بطل الحرب والسلام

المصريون يحلمون بـ «ناصري جديد» ينتهج طريق الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في الانحياز للبسطاء والكادحين الذين يمثلون الغالبيه العظمي من شعب مصر ويحقق مطالب ثورتي يناير ويونيه في العيش والحريه والعداله الاجتماعيه والكرامه الانسانيه، وبناء دوله مدنيه حديثه وقويه، والحرص علي استقلال القرار الوطني، وايضاً مواجهه الارهاب، والدفع بمصر لتتبوا المكانه الدوليه التي تليق بها، تلك هي الاهداف الكبري التي ستكشف قدره البرنامج الرئاسي الواضح والداعم لفكره المشروع الوطني الناجح للنهوض بالوطن.

ومن ثم يري كثيرون «السيسي» هو رجل المرحله المقبله الذي يعد اكثر تقارباً من حيث الاتجاه الفكري لشخصيه الزعيم جمال عبدالناصر باعتباره وقف امام العالم في 30 يونيه وتحدي العدو اللدود لمصر وهو الولايات المتحده الامريكيه في موقف وجدوا فيه استقلالاً للقرار المصري في محاوله لاعاده احياء التجربه الناصريه، اما المرشح «صباحي» فهو الرجل المنتمي للتيار والتجربه الناصريه حامل لواء الفكر الناصري معبراً عن الاشتراكيه، الامر الذي ادي الي انقسام شعبي وسياسي وصل صداه للتيار الناصري نفسه، ومن ثم يلزم ان يكون المرشح الرئاسي رجل دوله صادقاً ومتزناً وعاقلاً وصارماً حينما يستدعي الموقف ذلك وهي عقيده راسخه ترتبط بالانتماء الي مصر.. فهل تعود معاني وافكار الناصريه للساحه السياسيه مره اخري مع مرشحي الرئاسه؟!

نور الهدي زكي، القياديه بالحزب العربي الناصري، تري ان مصطلح ثوره التصحيح خادع وكاذب ولا يعبر عن وجود اي ثوره، لان مفهوم الثوره يعني تغيير المجتمع وعلاقاته الحاكمه والطبقه التي تقود المجتمع، وثورتا يناير ويونيه قامتا لتصحيح كل الاحداث والاوضاع التي كان في السابق.

اضافت: الرئيس الراحل «عبدالناصر» تخلص من علاقات الانتاج الظالمه والفاسده التي كانت تقودها الراسماليه المصريه والتي اوصلت المصريين الي حاله من العوز الشديد، بينما ما فعله الرئيس «السادات» كان عوده بمصر الي سطوه الولايات المتحده الامريكيه في صنع القرار السياسي المصري، والراسماليه المتوحشه، وانا مع وجودها لكني ضد توحشها، وتوالت التواريخ المصريه لتساعد في تراكم الاوضاع بدءاً باغتيال السادات، ثم خلع «مبارك»، وعزل «مرسي»، بعد قيام ثوره يناير ثم يونيه التي تخلصت من انظمه حاكمه مستبده وطامعه في السلطه ومقدرات الامه، فيما يزيد علي 40 عاماً.

واستطردت: لم يكن الناصريون يوماً في مرحله قوه، فهم طوال فتره الرئيس المخلوع حسني مبارك، لم يستطيعوا ان يكونوا حزباً قوياً او يصنعوا كوادر سياسيه او اقتصاديه مناسبه، فلم يكن هناك وجود فعلي للناصريين بشكل منظم في ثورتي يناير ويونيه او داخل المشهد السياسي بوجه عام، فالحزب الناصري وحزب الكرامه وايضاً حزب الوفاق ما هي الا عباره عن غرف مظلمه، اما فكره الناصريه كهوي وانتماء المصريين لشخصيه جمال عبدالناصر ومشروعه الوطني في مصر فهذا امر ايجابي للغايه ويستدعي لحظات العزه والكرامه، خاصه اننا لم نكن نجد ما يماثله الا ما قام به «محمد علي» الذي قام ببناء الدوله المصريه الحديثه، وتري ان البرنامجين متقاربان لكلا المرشحين لرئاسه مصر فهما يحملان روح القوه في فكره المشروع الوطني التي تحقق مصالح مصر، والصفات الوطنيه المصريه، القادره علي نقل البلاد الي الافضل، ولكن الناصريه هي بنت عصرها وظروفها وواقعها مع وجود شخصيه الزعيم «عبدالناصر» ذاته.

واوضحت ان المرشح «السيسي» هو الشخص المعقوده عليه الامال في الفتره المقبله، وهو يستحق ذلك بكل تاكيد، ويمكنه اعاده بناء الدوله المدنيه بمساعده الكيانات او المؤسسات الاخري، لما لديه من تجربه واقعيه مع النظام السابق وخبره في اداره دوله بحجم مصر، كما انه يمتلك امكانيات الصدق في الكلمه ووضع المواطن في الصوره تجاه ما تعانيه الدوله، وعدم اسرافه في الوعود والاعلان علي المستقبل بشراكه المواطنين، وهذا البرنامج يبعث الامل والروح الجديده في امكانيه بناء دوله مصريه حديثه وسوف يذكر له التاريخ هذا.

من جانبه، شدد الدكتور ايمن عبدالوهاب، مدير برنامج المجتمع المدني بمركز الاهرام للدراسات السياسيه والاستراتيجيه علي ان المرشح «حمدين صباحي» لا يمكنه ان يحتكر الفكر الناصري لنفسه، فالواقع انه لا يمثله بشكل كبير وهذا واضح فالحزب الناصري وايضاً العديد من الرموز الناصريه غير مؤيدين لترشحه لمنصب رئيس الدولة، بل وجدوا في المرشح «السيسي» رمزا للثوره الشعبيه التي حدثت في 30 يونيه.

واضاف: المرشح عبدالفتاح السيسي هو الخيار الوطني الان، باعتباره ابن التجربه الوطنيه ويتوافق كثيراً مع الواقع، وخاصه فيما يتعلق بدور الدوله وشكل الاقتصاد المصري ومحاور التنميه والعداله الاجتماعيه، وان كنت اري ان عوده الناصريين او التيار اليساري بشكل عام يواجه مشكله حقيقيه، مثل باقي التيارات الاخري سواء اللبيراليه او السلفيه، ولكن الثقل والتوازن الحقيقي لاي مرشح ستحسمه الانتخابات الرئاسيه.

وتابع عبدالوهاب: نعتقد ان الخريطه السياسيه للانتخابات البرلمانيه ستكون عاكسه بوضوح لاوزان القوي لهذه التيارات او الايديولوجيات ومدي توافقها مع الشارع المصري وثقه المصريين في الاشخاص الذين يرغبون في تمثيلهم داخل البرلمان، بعيداً عن الخطاب السياسي.

فيما اكد الدكتور علي ليله، استاذ علم الاجتماع بجامعه عين شمس، انه من حق كل مواطن، حريه اختيار من يمثله، ومصر اعتبرت «السيسي» مرشح الثوره واعلانه برنامجاً رئاسياً واضحاً، يحقق مدنيه الدوله ويحترم الدستور والقانون. مشدداً علي ان مستقبل مصر اهم من الانتماء الفكري، وان البلاد امام ارهاب حقيقي لا يستطيع مواجهته سوي رئيس قوي مثل «السيسي»، فاذا كان المرشح حمدين صباحي يحمل روح الناصريه، فالمرشح عبدالفتاح السيسي يحملها عملاً وفعلاً، وشعبيته وليده موقف تاريخي وما ينبغي ان يحرص عليه ان تكون لديه رؤيه للتغيير، وهو ما فعله الرئيس الراحل «عبدالناصر»، بعدما تصدي للديكتاتوريه باراده شعبيه وقلص التدخل الخارجي وتعهد في برنامجه الواقعي باصلاحات حقيقيه للوطن وشعبه باكمله، وليس بوعود اعطاء الاموال والافدنه مثلما يردد غيره علناً.

وتوقع «ليله» عوده الناصريه من جديد ولكن بصوره عصريه تحمل معاني الشموخ وقوه الانتماء المصري امام عالمنا العربي، حتي تظل مصر دوله كبيره في المنطقه، مما يدفع مجتمعنا الي الامام ويحدث التوازن الدولي بين مصر والدول الخارجيه.

وفي الوقت ذاته، اشاد انور محمد عصمت السادات، رئيس حزب الاصلاح والتنميه، بالرؤيه الوطنيه للمرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، معتبراً ان «السيسي» اظهر ما يجب ان يكون عليه رجل الدوله من هدوء واتزان وتعقل، وايضاً شده وصرامه حينما يستدعي الموقف ذلك.

وحول اهم سمات السيسي، قال: «يتسم حديثه بالمصداقيه حتي في قضايا تحتاج للمراوغه التي يلجا اليها ساسه اخرون غيره ليكسبوا عاطفه بعض الفئات الاجتماعيه وبدا ذلك مثلاً حين تحدث عن التظاهر، كما اتضح ايضاً انه مدرك لمفهوم الدين واحترام العقائد الاخري وكانت اجاباته قاطعه بشان عدم وجود حياه سياسيه للاخوان في ظل حكمه، كذلك مطالبته للاعلامي ابراهيم عيسي بعدم ترديد كلمه العسكر مره اخري اثناء حواره معه، كما اعرب عن غضبه من عدم اعطاء «السيسي» للرئيس الراحل «السادات» حقه واكتفاءه بذكر الرئيس الراحل «عبدالناصر»، رغم ان السادات هو بطل الحرب والسلام وهو من اعاد للجيش وللمصريين كرامتهم في حرب 1973م، مشيراً الي ان السيسي القي الضوء في حواراته التليفزيونيه علي نقاط هامه للغايه تعطي كثيراً من الثقه في انه يمتلك برنامجاً انتخابيا متميزاً ومنها التوزيع الجغرافي لمصر ومحور قناه السويس وتعمير سيناء والعمل علي ملفات تتطلبها اللحظه الراهنه بالتوازي مع ملفات المدي البعيد.

من جانبه يقول وحيد فخري الاقصري، رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي: اننا لا نستطيع ان نجزم بان المرشح عبدالفتاح السيسي محسوب علي التيار الناصري، لانه من المعلوم وفقاً للقانون ان ضابط القوات المسلحه طوال فتره خدمته لا ينتمي لاي تيار سياسي، فهذا الرجل له رؤيه مواطن مصري قد تتطابق افكاره مع تيار ما وتختلف مع تيار اخر، اما بخصوص المرشح حمدين صباحي فانه يعتنق الفكر الناصري منذ عمله بالسياسه، وهو امر لا يخفي علي احد وليس معني ترشحه عوده الناصريين الي الحكم، لكونه لا يمثل جميع الناصريين في مصر، والدليل علي ذلك ان الحزب الناصري يدعم المرشح «السيسي»، ويختلف معه حزب الكرامه في دعمه للمرشح حمدين صباحي.

واكد الاقصري ان توق الشعب المصري الي فكر الناصريين في المرحله القادمه جاء بعد معاناه طويله من سياسه التحول نحو السوق الكبير الذي افقر الملايين، مع العلم ان المرشح «صباحي» كان له موقف في الانتخابات الماضيه، حينما احتل المركز الثالث في الانتخابات ليس حباً لشخصه، وانما حباً للرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي كان يمثل لهذا الشعب العزه والكرامه والانحياز للفقراء والعداله الاجتماعيه الحقيقيه، ولا نستطيع ان نعدد ماثره فهي معروفه لدي الجميع، واذا ما وجد الشعب ان هناك شبهاً لهذا الزعيم فانه لن يتردد في دعمه ومساندته، وفي رايي ان المرشح عبدالفتاح السيسي، يماثل موقف «عبدالناصر» في ثوره 23 يوليو، حينما انهي الاحتلال الاجنبي لمصر، وايضاً الفريق «السيسي» انهي الاحتلال الاخواني لمصر باراده شعبيه حره.

واضاف: ان هناك تناقضاً كبيراً بين ما يعتنقه المرشح «صباحي» من فكر ناصري وما يقوله في لقاءاته عبر وسائل الاعلام عندما دعا الجيش الي عدم التدخل في السياسه وان يكون في ثكناته راعياً لاراده الشعب.. تابع الاقصري: اليست القوات المسلحه هي صاحبه ثوره 23 يوليو؟ الم تبارك وتعتنق مبادئ تلك الثوره وتتغني وتتحدث ليلاً ونهاراً بها وتساند الضباط الاحرار الذين قاموا بها؟ وشدد علي ان القوات المسلحه لن تتدخل في السياسه ولكنها حمي اراده الشعب في ثوره 30 يونيه 2011، مشيراً الي ان المرشح «السيسي» اصبح رجلاً مدنياً بعد تقديمه للاستقاله من القوات المسلحه وبالتالي فهو لم يعد يمثل القوات المسلحه الان.

كما انه ينحاز كما انحاز «عبدناصر» الي طبقه الفقراء والمساكين، ويعلي كرامه المواطن المصري، ويعمل علي تحقيق توازن دولي لمصر، حتي لا تظل تابعه للولايات المتحده الامريكيه كما كانت، وهذه خطوات اصلاح ايجابيه تضاف الي مجال تحديد مطالب الشعب في العيش والحريه والعداله الاجتماعيه والكرامه الانسانيه، كما انه لم يعتمد علي شعارات الخطباء الجوفاء للوصول للجماهير العريضه.

خسائر ومكاسب التصدي لمراكز القوي :

مؤامره الناصريين للاطاحه بالسادات.. غباء سياسي

بعد وفاه «جمال عبد الناصر» لم يجد «محمد انور السادات» بدا من ازاحه الناصريين من السلطه حتي يستطيع ممارسه مهامه كرئيس جمهوريه، كان يسعي  السادات الي تمهيد مصر الي حرب اكتوبر، وكان الثار من العدو الاسرائيلي اهم الاهداف، وادرك السادات وقتها ان استقطاب وجدان الشعب المصري هو الطريق الوحيد والامثل لقهر العدو هما بلغت قوته فالشعب المصري عندما يثق في الرئيس يعطيه القوه التي تخلق منها زعيماً، ولم يكن هناك بد امام السادات لينطبق عليه معني الزعامه، والوصول الي قلب المصريين، والتمكن من اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بالشكل الذي يخدم مصر ويشفي جروح المصريين.

لقد اكتشف السادات مؤامره الاطاحه به من قبل بعض الوزراء ذوي المناصب الرفيعه في ذلك الحين، وبسرعه مباغته وبدون تردد اتخذ قراره بابعادهم عن السلطه ووقف صلاحياتهم تماما، وكان من ابرز هذه الشخصيات علي صبري رئيس الاتحاد الاشتراكي، ومحمد فوزي وزير الدفاع، ووزير الاعلام محمد فائق ورئيس البرلمان محمد لبيب الاشقر، وسكرتير رئيس الجمهوريه سامي شرف وشعراوي جمعه وزير الداخليه وبعد نجاح السادات في اقصاء خصومه الكبار اخذ الناصريون في تشويه ثوره مايو واطلقوا عليها حركه انحراف السادات عن طريق عبد الناصر.

الا ان الاديب والكاتب احسان عبد القدوس قال عنهم: «هما ادولو فرصه في لمهم جميعاً في سله واحده وبيتصرف بمنتهي الهدوء ودي لعبته ازاي بيعملها انا معرفش لكن طبعاً ده راجل محترف يعني.. وفي احداث مايو هما ربطوا نفسهم بحبل وهو شدهم» فبذلك يصف عبد القدوس تصرفات الناصريين بالغباء السياسي الذي عجل من اخرتهم علي يد السادات.

كما كان لرئيس الوزراء عزيز صدقي موقف واضح من هذه الثوره يتضح في قوله «انا عرضت نفسي للخطر في وقت كان كل شيء في ايديهم - يقصد الناصريين - لكن انا وقفت مع مصر، بوقوفي الي جانب السادات ضد مراكز القوي، مش لشخص السادات لكن لانه رئيس مصر الشرعي، وانا اخترت مصر ورئيس مصر» ونري في هذا الكلام المسترسل من عزيز صدقي موقفاً واضحاً من ثوره التصحيح بالتاييد التام، واتهامه للمسئولين المتامرين بالديكتاتوريه والمركزيه مؤكداً ان موقف السادات من الناصريين كان لصالح مصر.. وما اشبه موقف «حافظ اسماعيل» مستشار الامن القومي في ذلك الوقت بموقف صدقي عندما قال «اخترت ان اقف الي جانب الرئيس لانه اختيار الشعب واذا قال الشعب كلمته علينا احترامه، والسادات تم الاستفتاء عليه» اما «مصطفي كامل مراد» رئيس حزب الاحرار واحد الضباط الاحرار فشبهها بالانتفاضه التي كان لابد منها للوصول الي الديمقراطيه والتخلص من النظام الاشتراكي.

كما اعتبرها الكاتب الراحل احمد بهاء الدين انتصاراً ساحقاً للسادات تم باحكام ومباغته في ليله واحده، مشيراً في تصريحاته التي سجلها التاريخ ان انتصار السادات علي مؤامره الناصريين يدل علي قدراته السياسيه وتجربته الواسعه وهو في طريقه الي السلطه.

اما الاديب العالمي نجيب محفوظ فقال عن ثوره 15 مايو «كان صراعاً علي السلطه بين رجال عبد الناصر والسادات وكانت لحظه حاسمه، فاما جهاز عبد الناصر يستمر او السادات يبلعه، وكان السادات اشطر منهم وقضي عليهم وكان لابد منها» ويتضح في قول محفوظ تاييده التام لتصحيح السادات وضع الدوله في حينها، وكانها حرب انتهت لصالح مصر.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل