المحتوى الرئيسى

لبنان على أبواب الفراغ في سدة الرئاسة

05/15 14:54

رئيس مجلس النواب يدلي بصوته في جلسه سابقه لانتخاب رئيس الجمهورية

انتخاب الرئيس اللبناني رهن الحوار الاميركي ـ الايراني

حزب الله يسعي لاخذ لبنان الي الفراغ الرئاسي

سر انحسار التفجيرات في لبنان بسحر ساحر

بيروت: دخل لبنان اليوم الخميس المهله الدستوريه التي يتحول بموجبها مجلس النواب حكمًا الي هيئه ناخبه يحظر عليها القيام باي نشاط باستثناء انتخاب رئيس للجمهوريه، الامر الذي يستبعد خبراء وسياسيون حصوله قبل اشهر، علمًا ان ولايه الرئيس الحالي تنتهي خلال عشره ايام.

ودعي مجلس النواب الي عقد جلسه جديده اليوم لانتخاب رئيس الساعه الثانيه عشره ظهرًا (9,00 ت غ)، يتوقع الا يكتمل نصابها بسبب الانقسام السياسي الحاد داخل المجلس الذي يعكس الانقسام القائم في البلاد بين فريقين اساسيين: احدهما مناهض لدمشق وحليفها اللبناني حزب الله، والاخر مؤيد له.

وهي الجلسه الرابعه لانتخاب رئيس التي يدعو اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري منذ بدء المهله الدستوريه لانتخاب رئيس، والتي تسبق موعد انتهاء الولايه الحاليه في 24 ايار/مايو بشهرين.

وقد عقدت الجلسه الاولي في 23 نيسان/ابريل في حضور 124 نائبًا من 128، ولم يحظَ اي مرشح للرئاسه بغالبيه الثلثين المطلوبه في الدوره الاولي للفوز.

وبموجب الدستور "ينتخب رئيس الجمهوريه بالاقتراع السري بغالبيه الثلثين من مجلس النواب في الدوره الاولي، ويكتفي بالغالبيه المطلقه في دورات الاقتراع التي تلي".

وفي حين يبقي النص غامضًا بالنسبه الي النصاب المطلوب في الدورات التي تلي، فقد حصل توافق ضمني علي ان يكون النصاب اكثريه الثلثين مقابل الاقتراع بالاكثريه المطلقه. ولم يتكرر التصويت، لان الجلستين الاخيرتين لم تنعقدا بسبب عدم اكتمإل ألنصاب.

وفي حين يحضر كل نواب 14 اذار والمستقلون والوسطيون الي مقر المجلس في وسط بيروت، فان نواب حزب الله الشيعي وحلفاءهم نواب التيار الوطني الحر برئاسه الزعيم المسيحي ميشال عون هم الذين يتغيبون عن جلسات الانتخاب.

ويقول الدستور ان المجلس "يجتمع حكماً في اليوم العاشر الذي يسبق اجل انتهاء ولايه الرئيس" وان "المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهوريه يعتبر هيئه انتخابيه لا هيئه اشتراعيه ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشه او اي عمل اخر".

وتنافس في التصويت الوحيد الذي حصل في الجلسه الاولي رئيس حزب القوات اللبنانيه سمير جعجع، مرشح قوي 14 اذار المناهضه لحزب الله، والنائب هنري حلو (وسطي).

وينظر علي نطاق واسع الي النائب ميشال عون علي انه مرشح الفريق الثاني القوي في البرلمان، لكن عون اعلن انه لا يريد خوض سباق الانتخابات ما لم يتم توافق مسبق عليه.

ويقول الخبير في المسائل الانتخابيه ربيع الهبر مدير عام شركه "ستاتيسكس ليبانون"، لوكاله فرانس برس، ان "النصاب لن يكتمل فالنواب الخائفون من تسويه ما تاتي بمرشح لا يريدونه، او الذين لا يريدون اجراء الانتخابات، لن يشاركوا في الجلسه التي ستسقط حكماً".

ويضيف ان "هذا الوضع سيستمر حتي انتهاء ولايه الرئيس في 24 ايار/مايو، وسيستمر علي الارجح بعد ذلك، في انتظار حصول تسويه اقليميه دوليه يشارك فيها الاميركي والسعودي والايراني وبدفع فرنسي وقطري، يتم من خلالها الاتفاق علي اسم الرئيس". لكنه يضيف ان "الدول الكبري بعيده عن البحث في موضوع لبنان" في الوقت الحالي.

ونادرًا ما عرف لبنان في تاريخه الحديث معركه حقيقيه في الانتخابات الرئاسية. ولطالما جاء الرئيس نتيجه فرض من الخارج، اجمالاً من دوله معينه تتمتع بنفوذ في لبنان، كما حصل بعد انتهاء الحرب الاهليه (1975-1990) مع سوريا التي عرفت انذاك، بـ"قوه الوصايه"، او نتيجه توافق داخلي وخارجي تجنباً لانفجار امني كما حصل مع انتخاب ميشال سليمان الذي كان قائدًا للجيش اللبناني في 2008.

ودعا النائب انطون زهرا المنتمي الي حزب القوات اللبنانيه رداً علي اسئله الصحافيين لدي وصوله اليوم الي مقر البرلمان الي "الانتهاء من مرحله تعيينات الوصايه السوريه"، معتبرًا ان محاوله ايجاد رئيس خارج العمليه الانتخابيه "هدم للثقه والديموقراطيه".

واقدم حزب القوات خلال الاسبوع الماضي علي نشر لوحات ولافتات ضخمه علي الطرق العامه تتضمن صوره لمجلس النواب مع شعارات بينها "تعطيل النصاب نصب"، و"الاقوياء ينزلون الي المجلس".

وينقسم المجلس بشكل شبه متساوٍ بين الفريقين الاساسيين: 54 نائبًا لقوي 14 اذار و57 نائبًا لقوي 8 اذار (حزب الله وحلفاؤه) و17 نائبًا بين وسطيين ومستقلين، وبالتالي، لا يملك اي من الطرفين القويين الاغلبيه المطلقه.

ويتمحور الانقسام السياسي الحالي في لبنان حول النزاع السوري الذي يترك تداعيات امنيه علي البلد الصغير المجاور وحول سلاح حزب الله الذي تقول قوي 14 اذار ان الحزب يستخدمه للضغط علي الحياه السياسيه وتطالب بوضعه في عهده القوي الامنيه الشرعيه، بينما يتمسك به الحزب بذريعه استخدامه في مواجهه اسرائيل. كما يطالب خصوم حزب الله الحزب بالانسحاب من سوريا حيث يقاتل الي جانب قوات النظام.

ويجعل هذا الانقسام مساله انتخاب رئيس في المدي المنظور امرًا مستبعدًا جدًا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل