المحتوى الرئيسى

في «ما لم تقله النساء» .. ستار التدين الزائف يغلف مجتمع فاسد

05/07 18:43

ماذا تفعل أستاذة جامعية منفتحة على العالم حين تقودها أقدارها للزواج من سلفي متغطرس بقرية مصرية ؟ ! .. آفاق اجتماعية فتحتها رواية الأديب والكاتب الصحفي محمد القصبي الجديدة .. حيث يعالج القهر بمستوياته السياسية والاجتماعية والتي تصب في بوتقة المرأة عبر سلسلة من المتشددين والمحتالين ورجال السلطة .

في رواية "ما لم تقله النساء" التي كتبت منذ سنوات تعود لما قبل الثورة، تموت البطلة مقتولة بشقتها المتواضعة بالمنصورة، وهي الدكتورة زينب الحناوي، التي عثر بشقتها على رسائل حب لأستاذها ، تشكو فيها من قسوة حياتها .

وقد شهد نادي القصة أمس الأول مناقشة للرواية ، بحضور كاتبها، والناقدان أماني فؤاد ومدحت الجيار ، فيما أدارها الأديب محمد قطب .

مدير الأمسية، الأديب محمد قطب، قال أن القصبي اتجه للغوص في أعماق المرأة النفسية والاجتماعية ، وقد كتب المقدمة بحس صحفي وروائي، والمرأة في الرواية مشابهة لكثير من السيدات اللاتي يعشن بالريف في ظل سيطرة المجتمع الذكوري ، لكن بطلة الرواية درجت بالتعليم حتى وصلت لدكتوراة اللغة الانجليزية وتزوجت من ابنة خالتها الثري بعد رحيل الأب، وهو سلفي متغطرس

عاشت "زينب" حياة مزدوجة فأحبت في الخفاء أستاذها وظل بينهما همس وحكي وبوح ووصل لخيالات دارت بذهنها عن كل ما حرمت منه مع زوجها لتشدده .

من جانبها عبرت الناقدة الأكاديمية الدكتورة أماني فؤاد عن إعجابها لفكرة الرواية التي تدور حول قهر المرأة بمجتمعنا، وإن تمنت أن يتوسع الكاتب ويضفر تلك المعاناة بقضايا سياسية واجتماعية أعمق من مجرد الحرمان الجسدي ، وخاصة أن الجنس يمكن استخدامه كمدخل لعلاج قضايا مجتمعية وأسطورية وتاريخية كما فعل فتحي غانم في "تلك الأيام" من قبل.

ولا ترى الناقدة أن الرواية تخترق التابو الجنسي او الديني، لكنها تؤكد على محورية وأهمية قضية الجنس بحياتنا.

وقالت الناقدة  : لو لم تقتل الدكتورة زينب لماتت انتحارا من المتنازعات في عقلها القلق الذي تفتح على الحضارة الغربية فيما يرزح النصف الآخر تحت موروث من منظومة ظالمة تودي للقهر الجسدي في وسط لا يتنازل عن مكتسباته الذكورية .

والرواية تستدعي الموروث الديني ومن ذلك أن الرجل من حقه تعدد الزواج ، كما تستدعي واقعا معاشا حين يسقط المهزومين عقدتهم مع السلطة على زوجاتهم .

وترى أماني فؤاد، أن طلاق الدكتورة زينب من هشام الغزولي بعد أن تزوج عليها، لم يكن مكمن الصراع الوحيد بالرواية.

وعن هاجس الحرية، قالت الناقدة أن الكاتبات يبحن على الورق بما يدور في عقولهن، ولكن المرأة المصرية عادة تعيش بقيم امها وجدتها، وتلك ناحية من المتنازعات بمجتمعنا.

وأبدت الكاتبة إعجابها باختيار تقنية الرسالة، لسرد الرواية، فهي تناسب البوح تماما، وإن لم تخف انتقادها من بعض الصفحات التي ركزت على أمراض صاحبة الرسالة الجسدية وعلاجها لمشكلات البواسير ، وهي لا تتفق مع رسالة عاطفية، وتتماشى مع تيار الكتابة الواقعية المفرطة وهو يخرج الرواية من الدفقة الرومانسية العالية فيها.

ولم تر الناقدة أن الصفحات الجنسية بالرواية حسية بحتة، فقد سما الكاتب بها برأيها لتكون أكثر إنسانية وتناسبا مع شخصية أستاذة جامعية.

فتاوى برهامي ، تشير لواقع فج وهو يعبر عنه بالرواية أن الرجل يجمع بين زوجتين بنفس البيت والرواية تشير صراحة إلى أن الفقر هو الذي دفع المرأة الثانية لذلك.

لكن أماني فؤاد انتقدت بعض الموروثات الدينية صراحة ، وادعت أن ميراث المرأة والحجاب !! ينتقصان من قدرها، كما رأت أن بعض الأحاديث تحض المرأة على أن تقبع بمنزلها، وهذا يجعلها في حالة عبودية كاملة للرجل، ويجعلها تحتاج إليه باستمرار، وتخضع لأوامره، ورأت أن التفسيرات الدينية كانت أحد أسباب تلك الثقافة بمجتمعاتنا .

وترى الناقدة أن تنوع لغة البطلة يتناسب تماما مع التنازع بشخصيتها، فهي تارة تتحدث بلهجة قروية وتارة تتحدث بلهجة رومانسية أو أكاديمية راقية . كما أبدت الناقدة إعجابها باستخدام الرواية للتناص مع الأشعار والأغاني التي تعزز طابع الرومانسية، ورأت أن الرواية تمتاز بمواجهة عذبة مع الإسلاميين وتدعو للحوار معهم، ونستلهم ذلك من حوارات زينب مع زوجها حول عمل المرأة ودورها بالمجتمع، وهو ما يردده زوجها في غيبتها بالمسجد أمام أصدقائه من جمعية "أحباب الرسول" .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل