المحتوى الرئيسى

تقرير سري حول تداعيات حرب لبنان 1982 ..'العائلة الطيبة' حيلة شارون لخلق ظروف ملائمة لاتفاق سياسي جديد

05/04 17:16

- تحطيم قوة الفدائيين فى جنوب لبنان ومحاولة تشكيل حكومة مريحة لإسرائيل أهم دوافع حرب لبنان 1982 .

- شارون سعى لطرد عرفات ورفاقه إلى دول أخرى

- الحكومة منحت شارون صلاحيات بهدف خلق ظروف ملائمة لاتفاق سياسي جديد في لبنان يساهم في تحسين الوضع الأمني لإسرائيل

نشرت صحيفة" هارتس" تقريرا سريا اعده ضابط المخابرات الاسرائيلية السابق، ايتان كالمر والضابط مائير منتس بعنوان ( جليد الاكاذيب - لبنان) وافرجت عنه سلطات جيش الاحتلال.

والتقرير ضمن تقارير سرية كثيرة يحجبها جيش الاحتلال عن الجمهور ؛ ويتمحور التقرير حول الكذبة الكبرى التى قام بها رئيس الحكومة الأسبق مناحم بيجن ، ووزير الدفاع في حكومته اريئيل شارون، وقائد الأركان روفائيل ايتان، لتبرير "حرب لبنان الأولى" عام 1982؛ وترى الصحيفة ان الهدف من اخفاء ذلك التقرير قد يكون تفادياً لحدوث اصطدام مع المسؤولين الكبار في القيادتين العسكرية والسياسية.

و جاء في التقرير الذي يكشف الخلفية التي ادت الى التدخل الاسرائيلي في لبنان "بعد عام ونصف العام من عملية الليطاني لخص وزير الدفاع انذاك، عيزر فايتسمان، نقاشا حول اهداف الحرب، وحدد بأن هدفها سيكون فقط "تحطيم قوة الفدائيين في جنوب لبنان ومنطقة الساحل". واما الهدف الثاني فكان "الطموح الى الربط بين الجيوب المسيحية في منطقة جونيه مع المنطقة الجنوبية، على امتداد الساحل، ومحاولة تشكيل حكومة مريحة لإسرائيل".

وتم التركيز على ابعاد قوات منظمة التحرير الفلسطينية من المنطقة، لكنه لم يتم ذكر الوجود العسكري السوري في لبنان. وفي اعقاب توجيهات فايتسمان اعد الجيش خطة عسكرية حملت اسم "العائلة الطيبة" لاحتلال جنوب لبنان. كما تم اعداد خطتين اخريين حملت الاولى اسم "زوهر" والثانية "قانون الانتقام"، وركزتا على السيطرة على المنطقة الممتدة حتى نهر الزهراني والرد على تعزيز القوات السورية في لبنان.

وفي مايو 1981، وقبيل الانتخابات الاسرائيلية، اجرت القيادة العسكرية "لعبة حرب" اطلقت عليها اسم "أجواء القمم"، وتم خلالها تناول ثلاثة سيناريوهات لتدمير القوات السورية والفدائيين في عدة قطاعات، "بهدف خلق ظروف ملائمة لاتفاق سياسي جديد في لبنان يساهم في تحسين الوضع الأمني لإسرائيل" او "يتيح لها حرية العمل الجوي في لبنان وتوسيع الحزام الأمني المحيط بالبلدات الشمالية". ومع توسيع اهداف تدمير القوات السورية والفدائيين في انحاء لبنان، تم اعداد الخطة العسكرية "الأرز" التي حلت محل "العائلة الطيبة".

ومع دخول شارون الى وزارة الدفاع، تم ابعاد الجنرال يانوش بن جال عن قيادة المنطقة الشمالية. وعرضت القيادة العامة، لأول مرة، خطة "الصنوبر" على انها الصيغة المعدلة لخطة "الأرز".

وحدد شارون في رأس سلم الأهداف، في 30 اكتوبر 1981، "القضاء على الفدائيين وقواتهم والقواعد العسكرية لمنظمة التحرير، خاصة قوتها المدفعية، التي لن تكون ناجعة، اذا تم منح حصانة لقيادة المنظمة ومجال سيطرتها، وكان ذلك قبل الطموح الى طرد ياسر عرفات ورفاقه الى دولة اخرى، في اطار "الترتيبات الجديدة في الشرق الاوسط".

وقال شارون للقائد العام للجيش روفائيل ايتان: "المقصود منذ البداية هو ان يشمل الهدف بيروت، وانه سيتم تنفيذ العملية وكشف تفاصيلها تدريجاً، لأسباب عدة، من بينها التخوف من رد اميركي، ولذلك لن يتم اشراك كامل القوات في الهجوم منذ البداية. ولذلك يجب وضع خطة تتجاوب مع كل الاهداف: علاقات سريعة مع المسيحيين، توجيه تهديد يجعل السوريين ينسحبون، والسعي نحو وضع يمنع تمكن الفدائيين من الانسحاب دون أن تتم معالجتهم بشكل جوهري".

وفي اطار المصادقة على مخططات اللوائين "36" و"91" في القيادة الشمالية، قال شارون موضحا ان الهدف الرئيسي الذي يحتم اجتياح بيروت هو "هدف التدمير الجسدي الذي ينطوي على أبعاد تتجاوز توفير الهدوء لشمال الجليل، الى امكان الحوار مع الجمهور الفلسطيني في المناطق التي نسيطر عليها، ولا يمكن التوصل الى حوار معهم ما داموا يخضعون لتهديد تنظيمات المخربين. وطالما أن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية وقواتها قائمون في لبنان، لن نتمكن من التوصل الى حوار واتفاق مع عرب الضفة، على اقامة نوع من خطة الحكم الذاتي" وان تقرير خطة "الصنوبر" عرضت على الحكومة لأول مرة، في 20 ديسمبر 1981.

وفي 4 مايو 1982، أي قبل 32 سنة، قال شارون خلال محادثة مع الضباط في الشمال: "يجب تفحّص الاحتمال المترتب على نشوء واقع سياسي آخر في لبنان، طالما أن الجيش موجود في بيروت".

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل