المحتوى الرئيسى

توماس فريدمان: غالبية الأوكرانيين يتميزون غضبا بسبب لعبة تم فرضها عليهم

04/27 09:07

قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان إن التساؤل البسيط أحيانا ما يفتح الباب على حقيقة كبرى.. وسرد –في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"- حوارا دار بينه وبين نشطاء في الميدان بالعاصمة الأوكرانية كييف حول إصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على النظر لأوكرانيا باعتبارها جزءا تقليديا من دائرة النفوذ الروسية ومنطقة عازلة بين موسكو والغرب، ومن ثم فإن على أمريكا وأوروبا، من وجهة نظر بوتين، رفع أيديهم عن الأزمة الراهنة.

وبينما يتجاذب النشطاء الحوار، يقول فريدمان، صاح أحدهم وهو الصحفي الأوكراني فيتالي سايك متسائلا: "وهل سألنا أحد عما إذا كنا نريد أن نكون جزءا من منطقته العازلة؟"

ويرى فريدمان أن سؤال الصحفي سايك لخص الأزمة الأوكرانية؛ فغالبية الأوكرانيين يتميزون غضبا بسبب لعبة تم فرضها عليهم – يضطلعون فيها بدور ثانوي في منطقة نفوذ بوتين، وعليهم أن يتسامحوا إزاء عمليات تخريب تقوم بها قلة مناصرة لموسكو في كييف، بينما روسيا مستمرة في لعب دور الدولة العظمى.

ويقول فريدمان إن ثورة الأوكرانيين وسقوط نحو مائة ضحية جعلتهم قادرين على اختيار منطقة نفوذهم الخاصة، بأن يكونوا جزءا من الاتحاد الأوروبي.. ولكن الأوكرانيين إذ يعلنون ذلك، يضعون تحديا فلسفيا وسياسيا أمام "روسيا بوتين"- وكذلك أمام الاتحاد الأوروبي وأمريكا.. ولكن كيف ذلك؟

ويجيب فريدمان قائلا: "إذا خسر بوتين، وتحررت أوكرانيا وانضمت للاتحاد الأوروبي، فإن ذلك سيمثل تهديدا للصورة التي بناها بوتين لروسيا – روسيا التقليدية، حيث الدولة تسيطر على الفرد وحيث تنبثق عظمة "روسيا الأم" من الأراضي التي تسود عليها والنفط والغاز الذي تستخلصه ودول الجوار التي تسيطر عليها وعدد الصواريخ التي تمتلكها والدور الجيوسياسي الذي تلعبه في العالم – ولا تنبثق هذه العظمة من تمكين الشعب الروسي ولا تنمية مواهبه.

ويضيف فريدمان: "أما إذا فاز بوتين وحرم أوكرانيا من إجراء انتخابات حرة ونزيهة في 25 مايو، فكل ما هنالك أن نفوذه الشرير على جيرانه سينمو".

وعلى صعيد التأثير، يقول فريدمان إن المعالم الأثرية في كييف لتشهد على مدى تأثير كل من أوكرانيا وروسيا إحداهما في الأخرى على مدار قرون – وما الوضع بمختلف اليوم.. إن أوكرانيا كانت مهدا لأول اتحاد للروس عندما وحّد القديس فلاديمير العظيم، أمير كييف، كافة قبائل وأراضي المنطقة في كيان واحد أطلق عليه المؤرخون اسم "كيفان روس"، معلنا المسيحية الأرثوذكسية دينا رسميا.

ورصد فريدمان إلماع بوتين مؤخرا إلى أنه ربما حان الوقت لاستعادة "نوفو روسيا" أو روسيا الجديدة، والتي تضم جنوب شرق أوكرانيا كجزء منها.. وعليه، يرى فريدمان أن "بوتين روسيا" عندما يقول روسيا الجديدة، فإنه يعني في الحقيقة روسيا القديمة – روسيا التي اعتادت السيطرة على أوكرانيا.. وهو كذلك يريد الحيلولة بين "أوكرانيا الجديدة" وبين الظهور للنور.

ولكن ظهور "أوكرانيا الجديدة" ليس بالأمر السهل؛ إن أوكرانيا مليئة بمظاهر الفساد، إن بها الكثير مما يعادي الثورة.. إن حماية الدولة الجديدة تتطلب مساعدة من الاتحاد الأوروبي وأمريكا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل