المحتوى الرئيسى

بيليه .. أسطورة لا ينساها التاريخ

04/26 14:51

عندما أبصر النور في 23 أكتوبر عام 1940 في ولاية ميناس جيراس كان يدعى أديسون أرانتس دو ناسيمنتو لكن هذا الاسم سرعان ما تغير وأصبح بيليه اللاعب الأسطورة الذي كتب صفحات خالدة في سجلات كرة القدم العالمية وأصبح اسمه على ألسنة الملايين من عشاق هذه اللعبة.

ثورة لا مثيل لها في عالم الكرة

لم تعد اللعبة الأكثر شعبية في العالم هي نفسها بعد الثورة التي أحدثها ابن السابعة عشرة ربيعًا خلال كأس العالم في السويد عام 1958 فقد خطف اللاعب الشاب الباب المشاهدين بأدائه الساحر لأنه جمع مواهب كروية خارقة لم يماثله فيها أحد من اللاعبين الذين سبقوه أو لحقوه.

وكانت لياقة بيليه البدنية عالية ومراوغاته ممتازة وتمريراته متقنة وسرعته فائقة وتفكيره سريعًا كان يقوم بأشياء خارجة عن المألوف فكانت موضع إعجاب النقاد والرأي العام على السواء.

وكتب الكثير عن بيليه اللاعب وأطلق عليه الكثير من ألقاب مثل "الجوهرة السوداء" و"سيد الكرة" و"رياضي القرن" لكن ما قيل فيه لا يفيه حقه.

أما بيليه الإنسان فكتب القليل عنه وهو الرياضي الوحيد تقريبًا الذي رفض أن يروج لإعلانات التبغ أو الكحول لأنه حسب قوله يريد أن يكون قدوة لجميع الرياضيين ومثالًا يحتذي به الأطفال، فالمال لم يكن يومًا هدف بيليه بالذات وإن كانت الشركات تتهافت عليه للتعاقد معه لكن غايته أن يكون سفيرًا لكرة القدم التي أعطته الشهرة والمجد فاعطاها اللمسة السحرية المميزة  وعين سفيرًا لمنظمة اليونسيكو ليساهم في نشر الثقافة والتعليم في العالم.

ويمتاز بيليه بتواضعه الجم على الرغم من الهالة العظيمة التي أحاطت به  فهو يحب الجميع صغارًا وكبارًا لا يرفض طلبًا للتوقيع لأحد المعجبين أو أخذ صور تذكارية معهم  وكان همه أن يسعد عشاق اللعبة الذين أتوا لمشاهدة فنه الرفيع وآدائه الساحر.

ومارس بيليه كرة القدم ككل برازيلي مع أقرانه في الشوارع والأزقة وكانت الكرة عبارة عن لفافات ورق مستديرة تتيح لهم ممارسة رياضتهم المفضلة والسبب بالطبع يعود إلى الفقر المدقع الذي كان يعيشه بيليه عندما كان ماسحا للأحذية في إحدى ضواحي مدينته لكسب قوته.

وحصل بيليه على أول حذاء له في الحادية عشرة وانضم بعدها إلى نادي أتلتيكو في ساو باولو واخذ يصقل موهبته  وخلال إحدى المباريات لفت أنظار أحد مدربي سانتوس اللاعب الشهير فالديمار دي بريتو فضمه إلى النادي العريق الذي استمر معه 17 عامًا وصل خلالها إلى القمة.

لكن طموح بيليه تخطى حدود النادي عندما اختاره مدرب المنتخب انذاك فيتشنتي ميولا للدفاع عن ألوان بلاده وكانت أول مباراة دولية له ضد منتخب الأرجنتين الغريم اللدود للمنتخب البرازيلي ومنافسه على زعامة الكرة الأميركية الجنوبية.

ومع اقتراب كأس العالم 1958 ضمن بيليه مركزًا له ضمن المنتخب المشارك في النهائيات.

وشهدت الدورة تحولًا كبيرًا في مسار حياته إذ بات أصغر لاعب في العالم يقود منتخب بلاده إلى احراز اللقب للمرة الأولى.

ولم يلعب بيليه في المباراتين الأوليين للبرازيل ضد إنجلترا والنمسا لكنه شارك في الثالثة ضد الاتحاد السوفيتي التي انتهت بفوز البرازيل 2- صفر ثم خاض أول مباراة أساسيا ضد ويلز في ربع النهائي وسجل هدف المباراة الوحيد ليطير بمنتخب بلاده إلى نصف النهائي حيث تألق وهز شباك فرنسا 3 مرات لتتأهل البرازيل إلى المباراة النهائية.

وفي النهائي أخرج بيليه كل ما في جعبته من فنون اللعبة وسجل هدفين ضد السويد (5-2) في منتهى الروعة لتظفر البرازيل بالكأس.

وفي عام 1962 دافعت البرازيل عن لقبها بنجاح في تشيلي، لكن بيليه لم يلعب سوى مباراة واحدة إثر إصابة بالغة تعرض لها في المباراة ضد السويد بسبب خشونة المدافعين.

وشارك بيليه في كأس العالم عام 1966 التي أقيمت في إنجلترا، ولعب المباراة الأولى ضد بلغاريا وسجل هدفًا لكنه أصيب بسبب الخشونة المتعمدة من اللاعبين البلغار خصوصا المدافع ييتشيف، وتخلف عن المباراة الثانية التي خسرتها البرازيل أمام المجر 1-3 ولعب الثالثة ضد البرتغال ونال نصيبه من الركل والرفس فاصيب مرة ثانية ونقل على حمالة وخرجت معه البرازيل من البطولة بخسارتها الثانية 1-3.

وسيبقى التاسع عشر من اكتوبر 1969 يومًا مشهودًا في حياة بيليه لأنه سجل هدفه الألف في تاريخه على ملعب ماراكانا الشهير وأمام 120 ألف متفرج في مرمى فاسكو دا جاما من ركلة جزاء.

وفي العام 1970 أعلن بيليه رغبته في عدم تمثيل بلاده في نهائيات كأس العالم في المكسيك بسبب الخشونة التي تستهدفه وعدم حماية الحكام للاعبين البارزين من الضرب المتعمد لكن لم تكن لديه الحيلة للإفلات أمام إلحاح الجمهور البرازيلي حتى أن رئيس الجمهورية آنذاك تدخل شخصيا ليعود بيليه عن قراره فرضخ.

ولم يندم بيليه وقدم أجمل عروضه في أجمل مونديال في التاريخ حيث أحرزت البرازيل اللقب للمرة الثالثة واحتفظت بكأس جول ريميه إلى الأبد.

واعتبر المنتخب البرازيلي عام 1970 أبرز المنتخبات العالمية على مر العصور وضم آنذاك ريفيلينو وجيرزينيو وتوستاو وكارلوس البرتو.

وكان لا بد لبيليه أن يعتزل دوليا وهو في أوج عطائه فاقيمت له مباراة اعتزال على ملعب ماراكانا أمام 170 ألف متفرج جاؤوا ليشاهدوا سيد الكرة للمرة الأخيرة ضد يوغوسلافيا.

وفي نهاية المباراة وضع تاج من الذهب الخالص على رأس بيليه طاف به أرجاء الملعب حاملًا في يده قميصه الرقم 10 وهو يمسح الدموع من عينيه.

وانتقل بيليه بعد ذلك إلى الولايات المتحدة ساعيًا لنشر اللعبة في بلد لا يعطي كرة القدم أي أهمية، فلعب في صفوف نيويورك كوزموس ضمن الدوري الأمريكي الشمالي للمحترفين كما سعى إلى ترويج اللعبة في ميدان التجارة بتعاقده مع شركتي بيبسي كولا وظهر في أفلام عدة أبرزهما "الهروب إلى النصر" الذي جمعه مع الانجليزي الراحل بوبي مور والأرجنتيني أوزفالدو أرديليس.

- ولد في 23 اكتوبر 1940 في تريس كوراكوس (البرازيل )

- دافع عن ألوان سانتوس (1956-1974) كوزموس الأمريكي (1975-1977).

- قاد منتخب بلاده إلى الفوز ثلاث مرات بكاس العالم أعوام 1958 و1962 و1970 ولم يتمكن من المشاركة بمونديال 1962 بداعي الإصابة.

- قاد فريقه سانتوس إلى الفوز مرتين بالكاس القارية (انتركونتينونتال) عامي 1962 و1963.

- قاد سانتوس إلى الفوز بكأس ليبرتادورس عامي 1961 و1962 وبكأس البرازيل عام 1968.

- قاد سانتوس إلى الفوز ببطولة ساو باولو 8 مرات في الاعوام 1958 و1960 و1961 و1962 و1964 و1967 و1968 و1974.

نرشح لك

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل