المحتوى الرئيسى

الهدف.. القمر

04/26 01:27

لطالما كان القمر مصدر ابداع والهام للبشر على مر العصور، فلا عجب أن اختاروه أول موطئ قدم في سباق الفضاء. معاً سنتعرف على قصة “القمر” وكيف بدأ البشر الارتحال أليه، وكيف غزوه ببرنامج أبولو..

في أكتوبر عام 1957 أطلق الاتحاد السوفيتي “سابقا” أول قمر صناعي إلى الفضاء، مما أثار حالة شديدة من الذعر في “الولايات المتحدة” التي بدأت للتو سباق تسلح الصواريخ مع روسيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية. تم رفع تقرير للرئيس الأميركي بعنوان “أمة في خطر” وبناء على توصياته تم تغيير كافة الأنظمة التعليمية في “أميركا” وفي غضون ثلاث سنوات لحقوا بالروس في الفضاء، وعام 1969 وطأ أول رائد فضاء أميركي بقدمه سطح القمر.

جاء برنامج “أبولو” للفضاء بخطة من الرئيس الأميركي “كينيدي” قائلاً في احدى خطاباته: أؤمن بأن على هذه الأمة إلزام نفسها بتحقيق هدف إنزال أول إنسان على سطح القمر وإعادته بسلام إلى الأرض. لن يكون لأي مشروع فضائي آخر في هذا الحقبة تأثير أكبر من هذا المشروع على البشرية، ولا أهمية أكبر في الاستكشاف بعيد المدى للفضاء، ولن يضاهيه أي مشروع آخر في مدى صعوبة تحقيقه أو في ارتفاع تكلفة تنفيذه. بالطبع هذا ألقى بمهام ثقيلة على عاتق “ناسا” (الوكالة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء) التي كانت وليدة آنذاك.

انصبَّ كامل تركيز “ناسا” وقتها على ارسال رواد فضاء إلى مدار القمر واعادتهم سالمين، واستقر الأمر على ضرورة بناء سفينة فضاء ضخمة للغاية، تستقر في مدار القمر وينفصل منها جزء يهبط برواد الفضاء، على ان يتمكن هذا الجزء من الارتفاع مرة أخرى والالتحام مع المركبة في مدار القمر. شيء سهل للغاية كما ترى باستثناء انهم لم يجروا أي تجارب التحام من قبل في مدار الأرض، فما بالك بمدار القمر.

رغم جسامة وصعوبة المهمة، إلا أن الولايات المتحدة سخّرت لها كافة مقدراتها التكنولوجية والمادية رغم انها تخوض حرب شرسة في شرق آسيا. فبنى العلماء صاروخ ”ساترن ٥” – معتمدين على تصميم الصاروخ ساترن ١ – والذي يعتبر أثرًا شاهدًا على الإنجاز التكنولوجي البشري، إذ بلغ ارتفاعه عند تجميعه وفي وقت استعداده للانطلاق ارتفاع كاتدرائية سانت بول تقريبًا.

بدأ كذلك تشييد وحدة قيادة وخدمة أبولو بالإضافة إلى الوحدة القمرية واختبارها في أواخر عام ١٩٦١ وفقًا لجدول زمني محدود جدًّا. وقد شهد المشروع حادثًا مأساويًّا لوحدة قيادة أبولو ١ أثناء الاختبارات المبدئية للرحلة في ٢٧ يناير ١٩٦٧ وأسفر الحادث عن مصرع رواد الفضاء: “جوس جريسوم”، “اد وايت” (أول رائد فضاء أمريكي يسير في الفضاء)، و”روجر شافي”. أُدخلت بعض التعديلات على التصميم، ومع حلول عيد الميلاد عام ١٩٦٨ كانت المركبة أبولو ٨ قادرةً على التحليق إلى القمر وحوله ثم العودة إلى الأرض.

تم تنفيذ هذه الرحلة دون وحدة الهبوط القمرية المقترَحة، تمكنت أبولو ٨ من اختبار جوانب عدة من سيناريو الرحلة النهائية. وبينما كانت المركبة تدور حول القمر في ليلة “الكريسماس” بعث رواد الفضاء الثلاثة من على متنها تحياتهم إلى الأرض عبر بث تليفزيوني مباشر مفعم بالمشاعر.

كانت رحلة مركبة الفضاء أبولو ٩  - في مارس ١٩٦٩ – هي أول رحلة تحمل حمولة أبولو الكاملة إلى مدار الأرض لاختبار جوانب سيناريو الرحلة النهائي باستثناء الهبوط على سطح القمر، وتلتها رحلة أبولو ١٠ في مايو ١٩٦٩ والتي تعتبر بروفة نهائية مكتملة على الرحلة، إذ وجهت الوحدة القمرية إلى ارتفاع يبعد ١٥ كيلومترًا تقريبًا عن سطح القمر والتحمت بوحدة القيادة في المدار ثم عادت بعد ذلك إلى الأرض.

كان رائدا الفضاء اللذان اقتربا إلى هذا الحد من القمر هما توماس ستافورد — والذي قاد فيما بعدُ الطاقم الأمريكي في مشروع أبولو – سويوز التجريبي التاريخي – وإد سيرنان الذي قاد فيما بعد رحلة أبولو ١٧ وأصبح «آخر رجل يمشي على سطح القمر» حيث كان آخر من دخل إلى الوحدة القمرية في آخر رحلة للقمر.

كل ما تحتاج لمعرفته عن خسوف القمر الملقب بـ “Blood Moon”

وكالة ناسا الفضائية ترسل بالحياة النباتية إلى القمر قريباً

هل سيتحقق حلم الحياة على كوكب آخر بعد اكتشاف Kepler-186f؟

حقائق مذهلـة لا تعرفها عن الكـون والفضاء

12 اختراع غير التاريخ و ساهم في ثورة التكنولوجيا

شهد يوم ١٦ يوليو عام ١٩٦٩ إطلاق مركبة الفضاء أبولو ١١ وعلى متنها “نيل أرمسترونج” و”باز ألدرين” و”مايكل كولينز” الذين أصبحوا أول طاقم رواد فضاء يطير إلى القمر ويهبط اثنان منه على سطحه، وبادر أرمسترونج وألدرين بتثبيت العلم الأمريكي على سطح القمر. حملت أبولو ١١ مجموعة صغيرة متنوعة من المعدات العلمية، من ضمنها لوح من الألومنيوم استُخدِم لتجميع الحطام الناتج عن الرياح الشمسية. وبعد ذلك التحم رواد الفضاء في المدار القمري بنجاح مع الحجيرة التي أعادتهم إلى الأرض ليهبطوا هبوطًا آمنًا وسط الماء ثم اتجهوا إلى الحَجْر الصحي. وهكذا تحقَّق وعد كينيدي.

بلغ إجمالي رحلات الهبوط الناجح على القمر ست رحلات، تمت كل منها بطريقة أنجح من سابقتها. وعلى الرغم من أن برنامج أبولو كان مدفوعًا برمته باعتبارات سياسية استراتيجية، فإن رحلات الهبوط على القمر أسفرت كذلك عن نتائج علمية مهمة عبر الملاحظات التي سجلت على سطح القمر وعبر جلب كمية من العينات القمرية يصل إجمالي وزنها إلى ٣٦٨ كيلوجرامًا.

بدأ العلماء يدركون من خلال تلك العينات تكوين القمر وتاريخه السابق – والذي كان مجهولًا بالكامل تقريبًا قبل ذلك – وذلك عبر حساب عمر الفوهات البركانية والبحار القمرية التي تغطي سطح القمر. تدعم كذلك النتائج التي توصلت إليها رحلات أبولو السيناريو الذي يفترض اصطدام جسم بحجم كوكب المريخ بكوكب الأرض وهو لا يزال في بداية تكونه، ممَّا أدى إلى قذف مواد كافية لتكوين القمر وذلك في بدايات تكون مجموعتنا الشمسية.

تشير الأرقام الرسمية إلى أن الميزانية الأصلية لبرنامج “أبولو” قدرت بحوالي ٢٣ مليار دولار، وتكلف المشروع في النهاية ما يتراوح بين ٢٠ و ٢٥ مليار دولا، ممَّا يعني أنه التزم على ما يبدو بحدود الميزانية، وهو ما يعد انجاز رائع بالنظر إلى ضخامته وتعقيده وابتكاره (إذا حسبنا تلك التكاليف بالمعايير المعاصرة، فسترتفع إلى حوالي 250 مليار دولار).

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل