المحتوى الرئيسى

أول عملية انتحارية بالتاريخ

04/25 00:36

الذي يعود إلى سيرة شمشون الجبار كما روتها التوراة، ويتأمل مولده وحياته وكيفية مماته، خاصة الواقعة التي مات فيها، والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني من الأطفال والرجال والسيدات، سوف يصاب بالحيرة عند محاولته تصنيف هذه الواقعة، هل مات شهيدا أم منتحرا؟، هل ما قام به شمشون بلغة اليوم يعد عملا إرهابيا، أم أنه كما صورته النصوص أحد الأبطال التوراتيين؟، هل كان شمشون أول إرهابي عرفته الخليقة؟، وهل كانت واقعته هي أول عملية إرهابية على وجه الأرض؟، وهل بنو إسرائيل هم أول من أدخلوا الإرهاب والعمليات الانتحارية إلى الحياة الإنسانية؟

شمشون بعد قتله المئات من الفلسطينيين الأبرياء، اتحد الفلسطينيون والإسرائيليون ضده وقرروا القصاص منه، وبسبب قوته التى كانت مصدرها خصل شعره فشلوا فى القبض عليه،  ولم يجدوا أمامهم سوى الحيلة، اتفقوا مع امرأة إسرائيلية أن تستدرجه إلى منزلها و تقص شعره ثم تقوم بتسليمه لهم مقابل مبلغ مالى كبير، وبالفعل نجحت المرأة وكانت من بنى إسرائيل واستدرجته لمنزلها وأسكرته وقامت بقص خصل شعره ثم قامت بتسليمه للفلسطينيين،  فقاموا، حسب الرواية المدونة فى التوراة، بقلع عينه وحبسه في سجن غزة، وبعد مداولات بينهم  قرروا إعدامه، وذلك بتقديمه كذبيحة للإله «داجون».

الطريف في الواقعة أن قرار الفلسطينيين هذا جاء بعد فترة طويلة من القبض عليه والزج به داخل السجن، وخلال هذه الفترة نما شعره وطالت خصله وعادت قوته إليه مرة أخرى دون أن يعرفوا، وفي اليوم الموعود اجتمع أقطاب الفلسطينيين ليحتفلوا بتقديم شمشون ذبيحة، واكتظ المعبد بالرجال والنساء، وكان على سطح المعبد نحو ثلاثة آلاف رجل وامرأة يتفرجون، ولما أتوا به من محبسه طلب شمشون من الغلام الذي يقوده، أن يجعله يسند على الأعمدة التي يقام عليها المعبد، وصلى للرب قائلا : اذكرني وقوني هذه المرة فقط لأنتقم من الفلسطينيين عن قلع عيني بضربة واحدة، ثم قبض على العمودين المتوسطين، وضغط وهو يقول : « لأمت مع الفلسطينيين»، ثم دفعهما بكل قوته فانهار المعبد على الشعب الذي فيه، فكان الذين قتلهم شمشون (بصياغة النص التوراتي) عند موته أكثر من الذين قتلهم في حياته.

حسب هذا النص فقد انتحر شمشون بن منوح من سبط دان بن يعقوب، وحسب المروى أيضا يعد شمشون أول إنسان يقوم بعملية انتحارية في التاريخ، وهو ما يعنى أن بنى إسرائيل هم الذين أدخلوا العمليات الإرهابية والانتحارية إلى الحياة الإنسانية، كما تؤكد الواقعة كذلك أن هذه الواقعة سفكت دماء مئات الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز والمرضى، حيث ماتوا جميعا تحت الأنقاض.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل