المحتوى الرئيسى

مدخل الى عــالم البـرمجيـات الحرة.. ما هي ؟ وما أهميتها ؟

04/21 12:00

من المؤكد أنك سمعت من قبل بمصطلح “البرمجيات الحرة“، فى هذا المقال نتعرف عليها بشكل مبسط، ونتعرف على أهمية استخدامها. كمدخل للحديث عن نظام التشغيل Linux فى مقال تال فى اطار دعوتى للأصدقاء بالإنتقال الى استخدامها بديلا للبرمجيات السقيمة -من نوعية الويندوز- التى أعتدنا استخدامها، فهل نبدأ..

هى برامج حاسوبية يمكن استخدامها، تعديلها، الإضافة اليها وتداولها بحرية كاملة بدون آى قيود، خلافا مثلا لنظام التشغيل Windows الذى يستخدم بمقابل مادى، ولا يمكن تعديله بآى شكل من الأشكال كونه مغلق المصدر. وكون البرمجيات توصف بالحرة فهذا لا يعنى انها دوما مجانية، فيوجد برمجيات حرة -بمعنى الإطلاع على شفرتها وتغييرها- لكن بمقابل مادى.. نظام “الأندرويد” مثال جيد للبرمجيات الحرة المجانية..

يرى “ريتشارد ستالمان“ (الأب الروحى للبرمجيات الحرة) انه لكى توصف البرمجيات بالحرة، فيجب ان تتضمن 4 أنواع من الحريات كالتالى:

الحرية 0: حرية استعمال البرنامج لآى غرض.

الحرية 1: حرية دراسة وتعديل البرنامج.

الحرية 2: حرية نسخ البرنامج من أجل الآخرين.

الحرية 3: حرية تطوير/ تعديل البرنامج وتحسينه وتداوله.

 البرامج التى تتضمن هذه الحريات الأربعة تنشر تحت ترخيص GNU GPL ويبقى حر للأبد. والكثير من الرمجيات الحرة يستخدم بشكل تجارى. وتتفاوت الحقوق على البرامج هنا بشكل طفيف فيما يخص حق المؤلف الأصلى -على سبيل المثال- فى عدم حذف اسمه وبياناته من العمل بكافة صوره واصداراته..

ترجع أهمية البرمجيات الحرة لعدة عوامل منها:

فعن طريق التعديل والحذف والإضافة للشفرة الأصلية للبرنامج نحن نتعلم، بالتجربة والخطأ. بينما المصادر البرمجية المغلقة تبدو أشبه بالنهايات المسدودة.. ولو كان الأصل هو غلق “المصدر” ما تعلم الذين صنعوا الويندوز آى شئ بالأساس عن البرمجة

صحيح ان العديد منا كعرب لا نشعر بهذه المزية، كون أغلبنا يستخدمون نسخ مقرصنة لأنظمة التشغيل الشهيرة. لكن هذا الحال لن يدوم للأبد، فهذه الشركات -العابرة للقارات- تضغط حاليا على الدول لتفعيل خطوات قانونية لمحاربة القرصنة، بالطبع بعد ان نشأ جيل كامل لا يعرف نظام بديل للويندوز وأصبح يستعمله بحكم العادة.

بحكم كونه لا يكلف أعباء مالية تذكر مقارنه بالأنظمة المدفوعة الثمن. وملائم لنا على وجه الخصوص ونحن نتطلع الى توطين التكنولوجية فى أرضنا المجدبة. مؤخرا انتقلت مدينة “ميونيخ” بألمانيا الى البرمجيات الحرة ووفرت 90% مما كانت تنفقه سابقا، وحديثا البوليس الفرنسى ليحقق وفرا قدره 85% من مصروفاته السابقة.

 سوف تندهش اذا عرفت أسماء الجهات التى تستعمل البرمجيات الحرة فى العالم، من استوديوهات “هوليوود” مرورا بالبيت الأبيض وليس انتهاء بوكالة ناسا لأبحاث الفضاء، وضف عليهم أكثر من ثلثين السيرفرات فى العالم وأغلب الحواسيب الخارقة. يمكنك ان تضيف للقائمة حكومات كل من ألمانيا، البرازيل، جنوب أفريقيا، بلجيكا وروسيا. على سبيل المثال وليس الحصر..

جزء لا يستهان به من البرامج المغلقة الشفرة، تتجسس على المستخدم، وتنقل لطرف خارجى كل ما تسجله من بياناتك وخياراتك. على العكس تماما فالبرمجيات الحرة لا تخفى آى برامج ضارة أو تجسس، أغلب مستخدمى نظام التشغيل Linux مثلا لا يستعملون برامج “الأنتى فيروس” لأن بيئه عمل النظام أمنة ومستقرة ومحمية بشكل كبير وفعال. مما يقودنا الى النقطة التالية وهى:

5- الملايين من المبرمجين المتطوعين:

والعديد من المؤسسات تدعم البرمجيات الحرة مما يشكل مجتمع جميل ومفتوح يخدم هدف واحد. وفى حين يتطلب اغلاق ثغرة فى الويندوز من يومين الى ثلاث، ينخفض هذا الزمن مع اللينوكس الى 12 ساعه فقط، بفضل الداعمين والمستخدمين له والذين لا تستطيع Microsoft مجاراتهم فى العدد..

6- روح المشاركة المجتمعية :

فاستخدام البرمجيات الحرة يعزز فيك أسلوب الحياة الذي يعود بالنفع على المجتمع ككل، لأن الكل قادر على الحصول على البرنامج، الجميع قادر على الإطلاع على الكود المصدري، الجميع متاحة لهم الفرصة للمشاركة بتطوير هذه البرمجيات … تلك الميزات غير محصورة بفئة معينة بالمجتمع، لا مكان لـ “كهنة التكنولوجيا” في مجتمع البرمجيات الحرة … التعلم متاح للجميع ولا يحق لأحد إحتكاره. إن إستخدام البرمجيات الحرة ومشاركتها مع أصدقائك ستعزز فيك هذه الروح.

7- الاستقرار وسهولة الاستخدام :

فالبرمجيات الحرة مستقرة أكثر من البرامج الغير حرة، البعض يستخدم توزيعة واحدة من لينوكس لسنوات بدون شاشة الموت الزرقاء، أو الحاجة الى تفعيل للنسخ أو انهيار النظام كل أسبوع. وهى سهلة الأستخدام كذلك، فقد قمت انا فى يومى الأول مع Linux Ubuntu باستعمال أغلب خيارات النظام وأضفت وحذفت برامج وتصفحت الانترنت بسلاسة منقطعة، وقمت بتشغيل كافة برامج الوسائط المتعددة..

فى حين ان أغلب البرمجيات الحرة تعمل على كافة نظم التشغيل بسهولة سواء كان لينوكس، ويندوز أو غيره، لتعدد اصداراتها، نجد العكس مع البرمجيات المغلقة التى تتطلب اشتراطات معينة. ايضأ متطلبات البرامج من العتاد المادى منخفضة قياسا على النظم المغلقة/ القبيحة، فمقارنة بسيطة بين برنامجى الفوتوشوب وجيمب، من حيث متطلبات الجهاز من ذاكرة وغيره لن تكون فى صالح الفوتوشوب على الإطلاق، خاصة اذا أضفنا السعر الفلكى للفوتوشوب..

 فى المقال التالى نتعرف على أكثر أنظمة التشغيل المنبثقة عن البرمجيات الحرة شهرة، وهو Linux  ونلقى عليه نظرة قريبة. وحتى هذا شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم..

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل