المحتوى الرئيسى

جمال فهمي يكتب: صحراء الروح..

04/21 10:16

كل عام وأنتم بخير.. وبعد

أعتبر نفسى محظوظا فأنا من جيل أفلت بأعجوبة من تصحر العقل وجفاف الروح ولحق بالكاد بباب المعرفة والثقافة الرفيعة قبل لحظات قليلة من إغلاقه بالضبة والمفتاح، وأظن أن بعضا من أقرانى وأبناء جيلى ربما قُفل هذا الباب على أياديهم أو أطراف أصابعهم فعاشوا حتى الساعة -للأسف- بعاهة نصف الثقافة ونصف الجهل.. ما علينا فالعبد لله، مثلا، تيسّر له مبكرا جدا (فى النصف الأول من سبعينيات القرن الماضى وكنت لا أزال فتًى صغيرا) قراءة أعمال مسرحية عدة مأخوذة عن الأسطورة اليونانية ذائعة الصيت التى تحكى مأساة الثلاثى، الملك «أجاممنون» قائد الحملة الظافرة على طروادة، وابنته «إليكترا»، وابنه «أوريست».

لقد كان أول ما وقع فى يدى من هذه الأعمال ترجمة (أظنها مجهولة) لمسرحية «الذباب» للفيلسوف والأديب الفرنسى الأشهر جان بول سارتر، غير أننى تابعت بعد ذلك (ربما فى مطلع سنوات الجامعة) قراءة نصوص أخرى مقتبسة عن الأسطورة عينها أهمها ثلاثية «الأوريستية» -نسبة إلى أوريست ابن الملك- التى أبدعها كاتب اليونان القديمة الأعظم «أسخيلوس» فى ثلاثة أجزاء كل جزء منها تزين باسم واحدة من شخصيات الأسطورة المذكورة أعلاه.

لكنى مَدين بفهم الجوهر العميق لهذه الأسطورة ومعناها الإنسانى، ومن ثم الوعى بالفروق بين معالجاتها الدرامية المتعددة والمختلفة التى اضطلع بها كُتاب ومبدعون معاصرون كبار، مدين بكل ذلك لمقدمة ضافية وافية كتبها الناقد الكبير الراحل درينى خشبة فى مستهل ترجمة مسرحية «إليكترا» للمسرحى الفرنسى الفذ «جان جيرودو» وقد راجع النص (الذى نقله إلى العربية الدكتور محمد غلاب) أديبُنا العظيم يحيى حقى، وكان هذا السِّفر القيم صدر فى ستينيات القرن الماضى عن سلسلة «روائع المسرح العالمى» تلك التى أمتعت وثقَّفت جيلا كاملا بإبداعات خالدة منها -فى الموضوع ذاته- تحفة أبو المسرح الأمريكى المعاصر «يوجين أونيل» التى حملت اسم «الحداد يليق بإليكترا».

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل