المحتوى الرئيسى

سوق "النخاسة" وفضائح "السيديهات"

04/18 10:18

الخير والشر «متلازمان»، منذ بدء الخليقة، ولكن لأن النفس أمارة بالسوء فقد ذاع صيت الشر على الخير، عبر كل الأزمان، عند أول جريمة بشرية عندما قتل «قابيل» شقيقه «هابيل»

غلاً وحقداً، والتاريخ الإنسانى سجل مع مرور الزمان على جدران المعابد وورق البردى معجزات ونجاحات وإحباطات وفشل وفضائح جنسيه وأخلاقية، حفظت وتناقلتها الأجيال، وبقيت الفضائح الجنسية هى نجمة كل العصور.

ومع تقدم البشرية واختراعاتها الإبداعية التى تحققت لخدمة الإنسانية، لم يتنازل العقل البشرى عن العمق «الإبليسى» بداخله! وتفنن عقله الحالم بالرحابة والخيال المفتوح والحيل الجهنمية فى استغلال كل ما هو حديث حتى وصلتنا أجهزة الهاتف المحمول والحاسب الآلى ووظفناها لخدمة الشيطان فى داخل كل منا!

وبعيداً عن الجرائم التى تقع باستخدام التصوير عبر التليفون المحمول والحاسب الآلى، التى ترتكب «بعمد» لابتزاز الأبرياء أو حتى المتورطين فى جرائم رشوة وجنس وسرقات وغيرها.

نحن هنا نتحدث، وبكثير من الاهتمام والرغبة الصادقة لتوصيف وتفادى كارثة يمكن لكل منا التعرض لها عن غير قصد وبحسن نية!.. وتتمثل فى جرائم التسجيل الشخصى التى تتم برعاية الضحايا ثم تتحول إلى سيف مسلط على رقابهم بسبب  جهل الضحية أو مرتكب الفعل الشيطانى، ومعظم هذه الجرائم التى تم كشفها «بالصدفة» مازالت عالقة فى الأذهان!.. ويتم الاحتفال بذكراها كلما وقعت فضيحة جديدة!

فقبل عدة سنوات وقعت أول فتوحات سوق «النخاسة الفيسبوكى» عندما استيقظت مصر على أول واقعة يسطع فيها نجم «سيديهات» الفضائح، ومنذ ذلك الوقت أصبحت «السيديهات» مرادفاً للابتزاز والفضائح الجنسية والأخلاقية، رغم استخدامها فى كثير من الأمور التى سهلت حياة الناس فى تبادل المعلومات والخبرات، ولكن عندما يذكر «السيديهات» تتنازع بداخلنا الهواجس المحاطة بالفضول والاستثارة  ويسيل لعاب عشاق الفضائح وعبدة النميمة والراقصة ورجل الأعمال والسياسى!

والواقعة الشهيرة بدأت تفاصيلها التى كانت غريبة على مجتمعنا الشرقى والمحافظ بطبعه عندما ألقى القبض على رجل أعمال شهير لاتهامه فى واقعة ما، وبتفتيش مكتبه عثر على مجموعة من «السيديهات» تم تسجيلها بمعرفته فى لقاءات ساخنة وجنسية واضحة وصريحة له مع إحدى الراقصات! وقيل بعد ذلك إنها زوجته!

حدث ذلك لأسباب قد لا تكون مفهومة ولكن كان لها عدة تبريرات منها الاستعراض والاستمتاع الشخصى وإعادة العرض وقت الفراغ أو «للتسخين» قبل لقاءات أخرى، وكانت تلك الواقعة فى الحقيقة «صدمة» للمجتمع وبداية «قص» شريط افتتاح سوق النخاسة الفيسبوكى واليوتيوبى!

وكأنها «شوطة» وانتشرت فى المجتمع المحافظ بطبعه! فبعد الواقعة «إياها» ارتكبت وقائع عديدة ساخنة مع اختلافات هامشية فى التفاصيل!

ولكن يبقى لهذه «السيديهات» التى مازالت تتربع على عرش «سيديهات» الفضائح «الذنب» الأكبر لأنها كانت البداية الحقيقية لجرائم أخرى ارتكبت وتم تسجيلها  أيضا بواسطة أحد أطراف «الفضيحة» الجنسية المدوية!

وخرجت «سيديهات» أخرى وبنفس الطريقة لطبيب كان يعاشر مريضاته ثم طبيب ثانياً ومحامياً ثالث.. إلخ! وكل ذلك خرج لساحة الفضائح المفتوحة وسوق النخاسة الفيسبوكى واليوتيوبى، بالصدفة!

فلم نسمع أن ضحية من ضحايا التصوير العارى والساخن تقدمت بشكوى ضد الطبيب أو المحامى! ولكل منهن أسبابها الخاصة، التى ترتاح «الساقطة» لها من باب التبرير والتعذير!

وتواصلت «الفضائح» حتى بلغنا فضيحتنا المدوية التى مازالت محل تحقيقات فى نيابة المحلة، عندما سقط حاسوب مدرب كاراتيه بـ «الصدفة» فى يد مهندس كمبيوتر لإصلاحه من عطب فيه، ليكتشف قيام صاحبه بتسجيل مقابلات جنسية مع عدد من النسوة، وعلى مرتبة داخل صالة رياضية مستأجرة من نادى بلدية المحلة!

لتقوم الدنيا ولم تقعد حتى الآن ويتحرك النادى ليقدم بلاغاً لمباحث المحلة ويلقى القبض على المتهم ويصدر النادى بياناً ينفى فيه علاقته وأعضائه بالواقعة، كما يقرر طرد المدرب وغلق الصالة مؤقتاً!.. ويخطر اتحاد الكاراتيه لشطب المدرب الذى كان يوماً بطلاً يمثل مصر فى البطولات الدولية!

ويقرر أحمد أبوالنجا وكيل نيابة أول المحلة، حجز مدرب الكاراتيه لحين ورود تحريات المباحث.. وكان المتهم قد أكد فى اعترافاته أن الفيديوهات ملفقة وغير صحيحة، ولم يقم بتصويرها، ولم يرتكب هذه الأفعال، واعترف بزواجه عرفياً من إحدى السيدات التى كان يمارس معها الرذيلة داخل النادى بعد أن قام بتصويرها أثناء ممارسته للجنس معها.. وحضرت التحقيقات زوجة المتهم، وقالت إن زوجها «تاب» عن ارتكاب تلك الأفعال!

وكانت تحريات ضباط مباحث المحلة بإشراف اللواء حسين شاهين مساعد مدير الأمن والعميد أسعد الذكير رئيس المباحث والعقيد هيثم عطا رئيس مباحث المحلة كشفت قيام المتهم الذى يعمل مندوب أمن بالإذاعة والتليفزيون، مدرب كاراتيه بصالة الألعاب بنادى بلدية المحلة يقوم بممارسة الرذيلة مع عدد من السيدات كن يترددن على الصالة، ويصورهن أثناء إقامته علاقات جنسية غير مشروعة معهن.. وقام المتهم بوضع كاميرا تصوير داخل إحدى غرف الصالة، ليقوم بتصوير بطلاته الساقطات أثناء معاشرته لهن جنسياً على إحدى «المراتب» بالصالة، وعقب الانتهاء من ممارسة الرذيلة مع كل سيدة يقوم بحفظ المقطع الساخن على جهاز «اللاب توب» الخاص الذى تدخلت «الصدفة» فى فضحه!، الغريب أن الساقطات كن «منشكحات» من كابتن «المواقعة» والكاراتيه ولم تتقدم إحداهن بالشكوى.

ولنكتشف مع مرور الوقت وانتشار التسجيلات الفاضحة، أن «أخطر من الرذيلة، تسجيلها» بأى طريقة من الطرق، والدرس الأول والمستفاد هنا هو عدم تصوير نفسك حتى مع زوجتك على الهاتف المحمول أو الحاسب الآلى بطريقة لا تحب لأحد أن يشاهدها، فأنت لن تعرف ولن تعرفى كيف ستصل هذه التسجيلات أو الصور لساحة نخاسة الفيسبوك، لتنشر بعد ذلك على سيديهات اليوتيوب القذرة!

الواقعة وبنفس تفاصيلها حدثت وتحدث كل يوم، فقبل وقت غير بعيد كان رئيس مجلس شعبى فى إحدى مدن الغربية يقوم بتصوير نفسه وهو فى أحضان عشيقته، وسقط تليفونه المحمول وبطريقه ما فى يد من لا يرحم ولا يستر، واستغلها أبشع استغلال، واصبحت اللقاءات الساخنة للسياسى، على سيديهات تداولها الشباب على نطاق واسع فى المحافظة ومازالت «السيديهات» محفوظة فى ذاكرة «الفيس بوك الإبليسى»!

وفى إحدى الجامعات بوسط الدلتا «سي دي» يتم تداوله وبطريقة مقززة لدكتورة جامعية فى أوضاع مخلة، للنيل من سمعتها التى تلطخت بالفعل! لحساب زميل لها للأسف الشديد وهى محل تحقيق مازال جارياً فى الجامعة حتى الآن!

وعلى صفحات النخاسة الفيسبوكى لقطات وفيديوهات وسيديهات لسيدات وآنسات من مختلف محافظات مصر، قمن بتصوير أنفسهن وهن يرقصن بطريقة مثيرة ومقززة فى حفلات خاصة وأعياد ميلاد وغيرها من المناسبات، وهن لا يعلمن أن هذه اللقطات ستصل لسوق النخاسة رغماً عنهن، ولقطات لأزواج صوروا أنفسهم مع زوجاتهن فى غرف النوم، ولقطات لفتيات فى «الحمام» وهن يغنين لجسدهن المفتون ويتغزلن فى مفاتنهن، وهن طبعاً لم يقصدن توصيل هذه اللقطات وبهذه الطريقة لسوق الفيس بوك اللعين!.. ثم تسأل كيف وصلت هذه اللقطات السرية والخاصة جداً لهذا العالم المفتوح وبهذه الطريقة، وتأتيك الإجابة من «خبير» فى الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر!

فمعظم أجهزة المحمول والكمبيوتر والموجودة حالياً فى الأسواق تقوم بتسجيل هذه اللقطات عبر عدد من الملفات، وفى حالة سقوط الهاتف أو الحاسب الآلى فى يد «شخص غريب» مهما كان هذا الآخر، سواء بالسرقة أو لإصلاح الجهاز من عطل كما حدث مع بطل كاراتيه وفضيحة المحلة، أو بيع الجهاز، يقوم أول مايقوم به هذا «الآخر» فى البحث عن الملفات المصورة، بدافع الفضول أحياناً وبدافع الابتزاز فى أكثر الأحيان، وإذا فوجئ بقيام صاحب أو صاحبة الجهاز بمسح كل الملفات المصورة، يقوم وبدافع من «إبليسه الداخلى» باستخدام خاصية إعادة الملفات الممسوحة وهى خاصية معروفة الآن لمعظم حاملى التليفون والحاسوب، وبعد إعادة اللقطات المصورة والفيديوهات يقوم بنسخها، ويبدأ مسلسل الابتزاز والتهديد، فإذا تصادف ووقعت فى يده تسجيلات سيدة متزوجة تخون زوجها المخدوع، يقوم بالاتصال بها ويهمس فى أذنها بنبرة تهديد وترغيب ما تخفيش يا حلوة، وربنا أمر بالستر «وإحنا برضه جدعان ونعجبك» وبعد أن يحقق هدفه فى الاتصال الساخن ويمل منها يبدأ فى ابتزازها مادياً وبطريقة غير مباشرة، فمثلاً يطلب منها 10 الاف جنيه لعلاج نجله ثم والده المتوفى من سنوات وهكذا.

وإذا كانت «الموكوسة» بنت غلبانة كانت بتحب نفسها فى الحمام، يطلب مقابلتها، وعلى طريقة عادل إمام فى فيلم «السفارة فى العمارة».. إيه يا جميل الحلاوة دى أنا شفت الفيديو وحفظته على «سي دي» وياريت نقعد مع بعض قعدة حلوة وشوية دلع كده وضحك وهههه».

وإذا كانت «الصيدة» رجل أعمال أو سياسياً مشهوراً أو طبيباً معروفاً يتم ابتزازه بطلب فدية مقابل نسخة الـ «سي دي»، وعلى فكرة كل هذه الأمثال حدثت بالفعل، بعضها يعلمه البعض وبعضه الآخر نعلمه جميعاً بعد أن تم بالفعل نشر الـ «سي دي» عبر سوق النخاسة الفيس بوكى!

والخلاصة من الآخر، لا تصور نفسك وأنت «عنتر» - علشان متبقاش - «عبلة»  بعد تسريب الـ «سي دي» وبأى طريقة من الطرق كما حدث مع عنتر المحلة ورجل الأعمال الشهير اللى لسه ذكراه «مبخرة» كل مجالس الدخان الأزرق!

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل