المحتوى الرئيسى

«الإخوان المسلمين»: نستمد أفكارنا ومبادئنا ومنهاج حياتنا من الإسلام

04/09 03:40

أصدر محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين بيانا تعلن فيه الجماعة منهجها والمبادئ الأساسية التي تقوم عليها، مؤكدًا أن تاؤيخ الجماعة دائما ما نبذ العنف والإرهاب.

ويعد بيان محمود حسين، المسئول التنفيذي البارز بالجماعة، والذي نشر على الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين اليوم الأربعاء، هو الأول من نوعه لتأصيل تاريخي لرفض الإخوان لفكرة العنف.

                                                                بسم الله الرحمن الرحيم

مرة أخرى.. الإخوان المسلمون.. نصاعة الموقف وثبات المبادئ

انطلقت مع الهجمة الأمنية التي تشنها سلطة الانقلاب العسكري في مصر على الجماعة، حملة إعلامية تحاول شيطنة الجماعة وإلصاق التهم الباطلة والزائفة بها، تزداد وتيرتها مع تنامي الرفض الشعبي المستمر لسلطة الانقلاب واستمرار الشعب المصري في ثورته السلمية لاسترداد حقوقه المهدرة وشرعيته الملغاة بالرغم من كل ما تواجه به من إجراءات بطش وإرهاب وقتل واعتقال.

إن الجماعة وقد أقض مضاجعها حال الأمة وما هي فيه من تردي دفعها للاهتمام بالعمل الدؤوب الذي من خلاله تغير هذا الواقع متحملة كل ما يصيب أفرادها من اتهامات وتضييق في الأموال والأرزاق والأنفس والأولاد، واثقة من وعي ونضج شعوب أمتها في إدراك بهتان وكذب هذه الحملة وخصوصا لو تم العودة بالذاكرة لما كتبه هؤلاء أو قالوه عن الجماعة في فترات سابقة.

ومما تعلمناه في مدرسة الإخوان المسلمين وسلوك رجالها الأوفياء وقادتها المخلصين، عدم الخوض في مساجلات ليس من ورائها إلا هدر الأوقات فيما هو غير نافع أو مفيد.

ووفاءً لهذا المنهج ولرمز الجماعة الصابرة وإعذاراً إلى الله عز وجل وإيفاء لحق شعوبنا في الوقوف على الحقائق بلا لبس أو غموض أو تشويه نود أن نعيد الـتأكيد على القيم والمفاهيم الأساسية التالية، مع دعائنا للجميع بالتوفيق والهدى والسداد ( رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون).

- بدايةً نحن جماعة نستمد أفكارنا ومبادئنا ومنهاج حياتنا من الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونعتمد على التربية التي تحيي الضمائر، وتقوي مراقبة الله تعالى، وتزكي النفوس، وتدفعها للتعاون على البر والتقوى، وتدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وترفض الإكراه والعنف.

- إن عقيدة الجماعة ومنهجها يقوم على أن استعادة كمال الإسلام وشموله وتحقيق رفاهية شعوب دوله يقوم على بناء الفرد المسلم والأسرة المسلمة وتربيته على الفهم الصحيح والشامل للإسلام منهجا وسلوكا وإكسابه الخلق القويم والذي عماده قول النبي صلى الله عليه وسلم ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.. وقوله ” ما دام الرفق في شيء إلا زانه”.. فكان ومازال طريقهم الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

إن منهج الجماعة هو إصلاح النفس أولا ثم إصلاح الأسرة ثم المجتمع بدعوته الى الخير في كل جوانبه ولعل الجميع يعلم ماذا قدم شباب ونساء الاخوان في هذا المجال سواء في مجال إنشاء المدارس والمستشفيات والأسواق الخيرية.... الخ مما يشهد به العدو قبل الصديق، وماذا قدم الاخوان أيضاً في مجال الخدمات أثناء تواجدهم في النقابات والمحليات والبرلمان وغير ذلك ولم يستطع أحد ان يقدم دليلا واحدا على إدانة أي عضو من الإخوان بالتكسب أو الاستفادة من هذه المجالات لا لشخصه ولا لأحد من أقربائه.

1- إن منهج الإصلاح والتغيير لدي الجماعة يقوم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة مستمدا من قوله تعالى ” ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة” وقوله ” ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم ” وان نشاطها ونضالها ضد الفساد والاستبداد يقوم على السلمية المطلقة ونبذ العنف بكل صوره، وتحمل كل ما يصيبها من إيذاء واعتقال وقتل وتعذيب واضطهاد، في سبيل ذلك.

والجماعة تربى أبناءها دومًا على حرمة الحياة الإنسانية وحرمة الدم، فالله تعالى قضى﴿أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْر ِنَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾، وقال سبحانه ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾، وقال الرسول صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: “إِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ، حَرَامٌ عَلَيْكُمْ»، وقال: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ”، ونعتقد أن الْمُؤْمِنَ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الكَعْبةِ.

ومن كانت هذه عقيدته فإن من المستحيل عليه أن تمتد يده بالسوء لأحد، ولو امتدت يد الأخير إليه بالسوء، وشعارنا مع من ظلمنا من إخواننا ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾.

ولقد تعرض الإخوان في السجون سنة 1954 وسنة 1965 لتعذيب وحشي، ذهب بحياة عدد منهم، وبعد خروجهم من السجون كان معذبوهم يسيرون أمامهم في الشوارع والطرقات ولم يتعرضوا لهم بقول أو فعل يسوؤهم، ولعل صفحات التاريخ تذكر الكلمة التي كانت دائماً على لسان المرشد العام الثالث للجماعة الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله حين كان يذكر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر - الذي نعلم أنه قد سجن وعذب في عهده - كان دائماً يتبع اسمه بطلب الرحمة له.

وكذلك المرشد العام الخامس الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله والذي حاول بعض إخوانه أن يطلبوا منه أن يتقدم بدعوى تعويض على ما أصابه من تعذيب وسجن لسنوات طوال إلا أنه كان يرفض ويؤكد أننا ما تحملنا ذلك إلا احتسابا لله ولا نريد أجرا أو تعويضا إلا منه وحده.. وكان هذا دأب المئات من الإخوان كذلك.

وهكذا كان وما زال كل الإخوان.. ولعل الجميع يتذكر الحملات الإعلامية الظالمة التي شنت على الرئيس الأسير الدكتور محمد مرسي وهو في موقع السلطة وطالت شخصه وأسرته افتراء وكذبا وتدليسا وتحملها صابرا محتسبا، ولسان حاله يستلهم الأدب القرآني ” رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون”.

ومؤخرًا وقد قتل آلاف من المصريين، وفي القلب منهم الإخوان المسلمون، في مذابح رابعة والنهضة وغيرهما، فلم يرفع أحد منهم سلاحا في وجه قاتليهم، واعتقل آلاف من قادتهم واعتدي عليهم بكل أنواع العدوان، فلم يستخدم أحد منهم عنفاً ليدافع عن نفسه.

2- تحاول الحملات الإعلامية الظالمة حينما تعوزها دلائل وحقائق الواقع، استدعاء أحداث من الماضي، شهد بعدم صحتها وصحة دلالاتها وزيف وافتراء نسبتها للجماعة، المخالف قبل المؤيد، والمتحامل قبل المنصف.. فضلا عن شهادات من هم في السلطة في ذلك الوقت ومواقف الجماعة في حينها سواء في فترة الأربعينات أو الخمسينات.

وحينما خرج بعض من أعضاء الجماعة، حينما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت نتيجة حملات الإيذاء والاضطهاد والتعذيب في الخمسينات والستينات وساحوا في أرض الله الواسعة، كانوا ومازالوا نماذج للإخلاص والاجتهاد في الإعمار وبناء نهضة تلك الدول في مختلف المجالات، دون تدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما يزال عليه الإخوان إلى الآن، وسيبقون عليه.

وحينما تعرضت الجماعة لحملات اعتقال كبيرة في عهد الرئيس حسني مبارك طالت حوالي خمسين ألفا منهم، وحوكم بعضهم محاكمات عسكرية، وتعرض بعضهم لتعذيب وقتل ومصادرة أموال، ولم ينجروا إلى عنف، ولم يحرزوا قطعة سلاح واحدة، وإنماظلوا على سلميتهم.

بل وشهد الرئيس السابق حسني مبارك نفسه بذلك.

فقد صرح الرئيس محمد حسنى مبارك لجريدة ” لوموند ” الفرنسية أثناء زيارة له لفرنسا سنه 1993، بتصريح نشرته الصحف المصرية وفى مقدمتها جريدة الأهرام بتاريخ 1 / 11 / 1993 قال فيه :

“إن هناك حركة إسلامية فى مصر تفضل النضال السياسى على العنف، وقد دخلت هذه الحركة بعض المؤسسات الاجتماعية واستطاعوا النجاح فى انتخابات النقابات المهنية مثل الأطباء والمهندسين والمحامين”.

ولم يكن رئيس الجمهورية هو الوحيد من رجال السلطة الذى أكد انقطاع أى صلة للإخوان بالعنف والإرهاب، بل إن وزير الداخلية الأسبق اللواء حسن الألفى فى مؤتمره الصحفى الذى عقده، ونشرت وقائعه بتاريخ 14 من أبريل سنة 1994، سٌئل عن علاقة الإخوان بتنظيم الجهاد أو الجماعة الإسلامية - وهما المنظمتان اللتان يتهمهما النظام باستخدام العنف آنذاك- فكان رده: “الإخوان جماعة لا يرتكب أفرادها أعمال عنف، بعكس تلك التنظيمات الارهابية”. (جريدة الجمهورية، وجريدة الاهرام، عدد 14 / 4 / 1994 م).

كما أكد ذلك الخبراء والمختصين فى هذا المجال وعلى رأسهم خبير الإرهاب الدولي المصرى بالأمم المتحدة اللواء أحمد جلال عز الدين - والذى قام الرئيس مبارك بتعيينه عضوا بالبرلمان عام 1995 ضمن العشرة الذين يحق لرئيس الجمهورية تعيينهم - حيث صرح فى مقابلة موسعة له عن ” الإرهاب والتطرف ” مع جريدة ” الأنباء ” الكويتية: “أن الإخوان المسلمون حركة دينية سياسية ليس لها صلة بالإرهاب والتطرف “، ” وأن الاخوان فى نظر عدد كبير من تنظيمات العنف يعتبرونهم متخاذلين وموالين للسلطة ومتصالحين معها..” (العدد 6560 من جريدة الأنباء الكويتية الصادر فى13/8/1994).

وعندما انتشرت أعمال عنف في مصر في التسعينات فإن الإخوان أدانوا ذلك بمنتهى الصراحة والوضوح.

وتعددت البيانات الصادرة عن الجماعة والتى تدين العنف وتعبر فيها عن رأيها فى هذا الخصوص. وقد قامت كل الصحف فى مصر الحكومية والحزبية بنشرها فى حينها إما كاملة أو مقتطفات منها، بحيث لم يعد فى مصر أحد يجهل رأى الإخوان فى هذه القضية. وكان من أبرز البيانات التى صدرت، ذلك البيان الجامع الصادر فى 30 من ذى القعددة 1415 هـ /30 من ابريل 1995مـ، والذى جاء فيه :

“لقد أعلن الإخوان المسلمون عشرات المرات خلال السنوات الماضية أنهم يخوضون الحياة السياسية ملتزمين بالوسائل الشرعية والأساليب السلمية وحدها، مسلحين بالكلمة الحرة الصادقة، والبذل السخى في جميع ميادين العمل الاجتماعى... مؤمنين بأن ضمير الأمة ووعى أبنائها هما فى نهاية الأمر الحكم العادل بين التيارات الفكرية والسياسية التى تتنافس تنافسا شريفا فى ظل الدستور والقانون، وهم لذلك يجددون الإعلان عن رفضهم لأساليب العنف والقسر لجميع صور العمل الانقلابى الذى يمزق وحدة الأمة، والذى قد يتيح لأصحابه فرصة القفز على الحقائق السياسية والمجتمعية، ولكنه لا يتيح لهم أبداً فرصة التوافق مع الإرادة الحرة لجماهير الأمة... كما أنه يمثل شرخًا هائلاً فى جدار الاستقرار السياسى، وانقضاضا غير مقبول على الشرعية الحقيقية فى المجتمع.

وإذا كان جو الكبت والقلق والاضطراب الذى يسيطر على الأمة قد ورط فريقا من أبنائها فى ممارسة إرهابية روعت الأبرياء وهزت أمن البلاد، وهددت مسيرتها الاقتصادية والسلمية، فإن الاخوان المسلمين يعلنون - فى غير تردد ولا مداراة - أنهم برءاء من شتى أشكال ومصادر العنف، مستنكرون لشتى أشكال ومصادر الإرهاب، وأن الذين يسفكون الدم الحرام أو يعينون على سفكه شركاء فى الإثم، واقعون فى المعصية، وأنهم مطالبون فى غير حزم وبغير إبطاء أن يفيئوا إلى الحق، فإن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، وليذكروا - وهم فى غمرة ماهم فيه - وصية الرسول صلى الله عليه وسلم فى حجة وداعه “أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم إلى يوم القيامة كحرمة يومكم هذا فى عامكم هذا في بلدكم هذا”.

أما الذين يخلطون الأوراق عامدين، ويتهمون الإخوان ظالمين، بالمشاركة فى هذا العنف والتورط فى ذلك الإرهاب، متعللين فى ذلك، بإصرار الإخوان على مطالبة الحكومة بألا تقابل العنف بالعنف، وأن تلتزم بأحكام القانون والقضاء، وأن تستوعب دراستها ومعالجتها لظاهرة العنف جميع الأسباب والملابسات ولا تكتفى بالمواجهة الأمنية - فإن إدعاءاتهم مردودة عليهم بسجل الإخوان الناصع كرابعة النهار على امتداد سنين طويلة شارك الإخوان خلال بعضها فى المجالس النيابية والانتخابات التشريعية، واستُبعدوا خلال بعضها الآخر عن تلك المشاركة، ولكنهم ظلوا على الدوام ملتزمين بأحكام الدستور والقانون، حريصين على أن تظل الكلمة الحرة الصادقة سلاحهم الذى لا سلاح غيره، يجاهدون به فى سبيل الله ( لا يخافون لومة لائم )، والأمر فى ذلك كله ليس أمر سياسة أو مناورة، ولكنه أمر دين وعقيدة، يلقى الإخوان المسلمون عليهما ربهم ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم). (الإخوان المسلمون - 30 من ذى القعدة 1415 ه / 30 من أبريل 1995).

وعلى المستوى الخارجي.. عندما وقعت عملية تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك أدان الإخوان العدوان في نفس اليوم.

بيان من الإخوان المسلمين بشأن الاعتداءات التي تعرضت إليها الولايات المتحدة الأمريكية:

إن الإخوان المسلمين وقد راعهم ما حدث بالأمس فى الولايات المتحدة الأمريكية من قتل ونسف وتدمير، واعتداء على مدنيين أبرياء. ليعربون عن عميق أسفهم وحزنهم، ويستنكرون بكل حزم وشدة هذه الحوادث التي تتعارض مع كل القيم الإنسانية والإسلامية، ويعلنون استنكارهم ومعارضتهم لكل عدوان على حياة البشر وحرية الشعوب وكرامة الإنسان في جميع أنحاء العالم.

بيان الجماعة في 24 من جمادى الآخرة 1422هـ - 12 من سبتمـــبر 2001م

30- وتستمر الحملة الظالمة في الزيف والافتراء فيتحدث بعض السائرين فيها عن اتهام الإخوان بتكفير الآخر بدون أي دليل أو برهان أو أن يكلف نفسه بالعودة إلى حقائق التاريخ القريبة والبعيدة. إن الإمام المؤسس رحمه الله وضع أركانا عشرة للبيعة أولها ركن الفهم ووضع له أصولا عشرين منها ” ولا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض برأي أو بمعصية ـ إلا إن أقر بكلمة الكفر، أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال، أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر”.

وطوال أكثر من 86 عاما هي عمر دعوة الإخوان لم يتهم أحدا الإخوان بالتكفير أو يأتي بواقعة تدل على ذلك.. بل حين لجأ البعض لطرح الفكرة بعد التعذيب والايذاء الشديد الذين لاقوه في السجون تصدى لها المرشد العام الثاني للجماعة الأستاذ حسن الهضيبي رحمه الله وأصدر معلما في فكر الجماعة والدعوة إلى الله بعنوان ” دعاة لا قضاة “، وخير هؤلاء الأفراد إما بالالتزام بمنهج الإخوان أو ترك الجماعة وظل الإخوان وسيبقون باذن الله على هذا المنهج لا ينحرفون عنه ولا يبدلون.

4- وتستمر الحملة في إلقاء آخر أحابيلها بالقول ” بأن المنهج الذي جاء به الإمام البنا رحمه الله صحيح ولكن قيادات الإخوان في العصر الحديث خرجت عن هذا المنهج.

ولهؤلاء نقول بكل ود.. إن الجماعة التي استمرت لأكثر من 86 عاما وحتى اليوم وهي تسعى لأن تكون غايتها هو الله، لا يمكن إلا أن تربي أعضاءها جميعا دوما أفراداً أو قادة على الالتزام بمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم بوسطيته واعتداله ووفق فهم علماء الأمة الثقات عبر التاريخ والذين حفظوا هذا الدين بنقائه وصفائه والذين كان الإمام البنا واحدا منهم ولن نحيد عنه حتى نلقى الله عز وجل، داعين الله له أن يثبتنا غير مضيعين ولا مبدلين.

5- وأخيرًا، إن من القواعد الإساسية التي قام ويقوم عليها عمل الجماعة ويحكم طريقها منذ بداية تأسيسها وحتى اليوم وإلى ما شاء الله أن هناك مبادئ محددة وثوابت حاكمة ومفاهيم واضحة يقوم عليها فهم ونشاط الجماعة، وهي ليست رأياً فردياً وإنما هو منهاج الجماعة فمن ابتعد عنه فقد اختط لنفسه طريقا غير طريق الإخوان المسلمين.

وإن من ينسب نفسه للجماعة يجب أن يكون هذا نهجه وتلك سيرته، فإن دعا إلى غير ذلك أو اختط لنفسه نهجًا غير نهج الجماعة فهو ليس من الجماعة وليست الجماعة منه مهما أدى أو قال والجماعة منه براء.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل