المحتوى الرئيسى

'الميرون' أحد أسرار الكنيسة القبطية ويتكون من 28 مادة 27 نباتية والأخيرة من زيت الزيتون

04/08 22:40

سر الميرون يعنى سر التثبت أو دهن مقدس يتم رشم على كل أنحاء الجسم عند المعمدية حتى لا يكون الإنسان ملكا للشيطان زيت الميرون يرتبط بسر المعمودية فى العهد الجديد

الميرون كلمة يونانية معناها دهن أو طيب أو رائحة عطرة، وهو بديل لوضع اليد لحلول الروح القدس علي المعمدين ويسمى أيضاً زيت البهجة وهذه الكلمة تطلقها الكنائس الرسولية الشرقية والغربية منذ القرن الأول الميلادى على سر المسحة المقدسة.

وسر الميرون (أو سر التثبيت) هو سر من أسرار الكنيسة السبعة ويتم بعد سر التعميد. وطبقاً لإيمان الكنيسة – كما ذكر الأنبا بنيامين في كتاب “اللاهوت الطقسي” الذي يتم تدريسه في الكلية الاكليريكية – فإنه “بالمعمودية يتم ينطرد الشيطان من الإنسان لا يكون الإنسان مِلكا للشيطان. الإنسان يُولد ملك للشيطان، وفي المعمودية يخرج من مملكة الشيطان، و عن طريق الميرون تغلق كل المنافذ التي من الممكن أن يدخل الشيطان مرة أخرى عبرها”.

ولذلك يتم بعد التعميد رشم (مسح) الشخص في جميع منافذ جسمه بزيت الميرون (زيت مقدس في المسيحية) كما وصف الأنبا بنيامين في كتابه رداً على سؤال “أي أجزاء الجسم التي ترشم؟”: “هى تشمل كل منافذ الجسم بدءاً من النافوخ والمنخرين والفم والأذنين والعينين والكاهن يرشم هؤلاء في الأول على شكل صليب ثم يرشم عند القلب والسرة وأمام القلب من الظهر حتى آخر العمود الفقرى وهو صلب الإنسان فوق فتحة الشرج والزراعين (الكتف وتحت الإبط) والرجلين يأخذ مفصل الحوض والورك والركبة من فوق ومن تحت ومفصل المشط من الناحيتين.”

وقد كان لهذا السر أهميه قصوى لآباء العهد القديم فقد ان يستخدم في مسح الكهنة والأنبياء والملوك: وهكذا حل الروح القدس بالمسحة المقدسة علي ملوك إسرائيل مثل شاول بن قيس و داود بن يسي و سليمان بن داود.

وفى العهد الجديد فإن سر الميرون المقدس في العهد الجديد فقد ارتبط سر الميرون مع سر المعمودية .

وترجع أقدم شهادة وثائقية عن تاريخ تكريس الميرون في كنيسة الإسكندرية في الألف سنة الأولي للميلاد إلي أسقف من أساقفة الكنيسة القبطية, وهو أنبا مقاره أسقف منوف العليا, وكان أيضاً سكرتير البابا قزمان الثالث (920-932م) البطريرك ال85 من باباوات الإسكندرية, هذه الشهادة الوثائقية هي رسالة هامة للأنبا مقاره حُفظت له في مخطوط كانت بحوزة أنبا يوساب أسقف إبرياشية منوف العليا في القرن الثالث عشر, ثم انتقلت هذه المخطوطة إلي المكتبة الأهلية بباريس تحت (رقم 100 عربي) ونشرها الأب لويس فيلكور (Dom Louis Villecourt) بالفرنسية في لوفان سنة 1923م في مجلة لوميزيون (Le Muséon) تحت عنوان "رسالة مقاره أسقف ممفيس (منوف) عن الليتورجية القديمة للميرون والمعمودية في الإسكندرية وقد أورد الأب لويس فيلكور النص الكامل لهذه الرسالة باللغة الفرنسية مترجمة عن اللغة العربية, وتُعد هذه الرسالة من أقدم الشهادات الوثائقية المعروفة حتي الآن عن ليتورجية تقديس الميرون المقدس, وأيضاً عن ليتورجية المعمودية في كنيسة الإسكندرية, نقل القس أبو البركات ابن كبر (1324م) من هذه الرسالة كثيراً ووضعها في الفصل التاسع من كتابه "مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة".

مكان تكريس الميرون المقدس عرفنا من رسالة أنبا مقاره أسقف منوف العليا في القرن العاشر الميلادي أنه ما بين القرنين السابع والعاشر للميلاد كان تكريس الميرون يتم في الإسكندرية في البيعة الجامعة التي تُسمي الإنجيلين أو البشيرين.

ومنذ أواخر القرن العاشر الميلادي وحتي أواخر القرن الرابع عشر انتقل تكريس الميرون إي دير القديس أنبا مقار حيث اعتاد بطاركة كنيسة الإسكندرية ان يقضوا هناك فترة الأربعين المقدسة, ثم انتقل تكريس الميرون بعد ذلك إلي القاهرة مع انتقال المقر البطريركي إليها, وقد جري تكريسة فيها في كنيسة العذراء التي تُعرف بالكنيسة المُعلقة بمصر القديمة, وفي كنيسة القديس مرقريوس أبي سيفين بمصر القديمة, وفي كنيسة العذراء بحارة زويله, وكنيسة العذراء في حارة الروم, وفي الكاتدرائية المرقسية القديمة بالأزبكية, ومؤخراً كُرس الميرون المقدس في عهد قداسة البابا شنودة الثالث في دير أنبا بيشوي ببرية شهيت.

هذه هي الأماكن الرئيسية التي تم فيها تكريس الميرون علي مدي ال13 قرناً الماضية, وقد طُبخ الميرون المقدس في كنيسة القديس مرقريوس أبي سيفين بمصر القديمة في الجانب القبلي من الكنيسة, وهو يُسمي كنيسة مار جرجس, أما طبخه في دير القديس أنبا مقار فكان دائماً في قبة الميرون والتي تقع في الجهة البحرية من كنيسة أنبا مقار بديره, وتم طبخ الميرون المقدس في دير أنبا بيشوي في الخوروس الأخير من الكنيسة, وهو الخوروس الثالث لها.

وقد احتفظ الطقس القبطي منذ البداية بتقليد لم يتزحزح عنه بخصوص طقس تكريس المعمودية, وتكريس زيوتها, وهو أن تبدأ هذه المراسيم في يوم الجمعة السادسة من الأسبوع السادس من الصوم المقدس الكبير.

يتكون الميرون المقدس في الكنيسة القبطية من 28 صنفاً من الأفواه, وهي جمع لكلمة أفاويه, والفوه بضم الفاء هي التوابل أو نوافح الطيب, ويتكون الميرون المقدس أيضاً من الأطياب والمواد العطرية. في الكنيسة البيزنطية يتكون الميرون المقدس من حوالي 57 نوعاً تُخلط بزيت الزيتون النقي, كانت الكنيسة الأرمينية تستخدم زيت السمسم بدلاً من زيت الزيتون لأن كهنتهم كانوا يزرعون السمسم بأيديهم ثم يحصدوه ويعصروه, أما الآن فيستخدموا زيت الزيتون النقي, ويخلطوا معه البلسم وخُلاصة أكثر من 40 نوعاً من الزهور والأطياب والبذور. أمتزاج كل هذه العناصر معاً له معني روحي في طقس الكنيسة الأرمينية, فهو يرمز إلي رائحة حياة السيد المسيح الحقيقية, وتقول صلوات التكريس في هذا الصدد "برائحتك الزكية امتلأت الخلائق المنظورة وغير المنظورة", أما الأواني التي تحوي الميرون المقدس فتُترك علي المذبح مدة 40 يوماً متواصلة قبل الاحتفال بتقديسه عندما يبدأ الكاثوليكوس بسكب خميرة الميرون القديم علي الميرون الجديد, ثم يُبارك ويُقدس المزيج ببقايا الصليب المقدس والحربة التي طُعن بها جنب المسيح, وببقايا الذراع الأيمن للقديس غرغوريوس المنور

مكونات الميرون المقدس في التقليد القبطي قصب الذريرة ويُعرف أيضاً باسم "قصب الطيب" أو "عود الوج", وهذا النبات ينبت في الهند أصلاً لذلك يُدعي أيضاً "عود هندي ، و عرق الطيب ويُعرف أيضاً باسم "السوسن", وهو نبات ينمو بكثرة في المراعي, وقد ورد ذكره في سفر النشيد (نشيد الأنشاد 16:2), أزهاره مختلفة الألوان ، و السليخة وهي القرفة الخشبية ، دار شيشعان ويُسمي أيضاً "نوار القندول ، وتين الفيل واللآفندر ، وقُسط هندي والقرفة والقرنفل و ورد عراقي وحصا لبان و البسباسة وجوزة الطيب والمُر وهو نبات ذو أشواك كثيرة, وعندما تُجرح هذه الأشجار يخرج منها عصير صمغي و زيت الزيتون

طريقة عمل (طبخ الميرون المقدس) :

تُعتبر طريقة عمل (طبخ) الميرون المقدس في عهد البابا يؤانس السادس عشر (1676-1718م), البابا ال 103 من بطاركة الكنيسة القبطية هي الطريقة النموذجية التي سار عليها جميع البابوات الذين قاموا بعمل الميرون من بعده, حيث استُخدمت فيها كل العناصر الثمانية والعشرين بما فيها دُهن البلسان, إلا أن دُهن البلسان لم يُستخدم في عهد البابا كيرلس السادس البابا ال(116), ولا في عهد البابا شنودة الثالث البابا ال(117).

قبل طبخ الميرون تُقسم الدُرور والأطياب إلي خمسة أقسام, حيث يُستخدم الأربعة أقسام الأولي منها في أربع طبخات للميرون, أما القسم الخامس فيُضاف إلي زيت الميرون بعد أن يبرد في نهاية الطبخة الرابعة, وهناك بعض الأطياب تُضاف في أكثر من طبخة.

تم عمل الميرون خمس مرات في عهد البابا شنودة الثالث في دير القديس أنبا بيشوي في الصوم المقدس الكبير

حيث يتم تُسحق المواد الصلبة سحقاً تاماً في هاون نحاسي, ولكن الآن يُستخدم خلاطات كهربائية قوية, أما الصندل المقاصيري, والعود القافلي فيُنشرا بمنشار كهربي, لأن خشبهما صلب جداً, ثم يتم تنعيمهما بمطحن كهربائي, ولا داعي لتنعيم مواد الطبخات الأربع إلي درجة كبيرة. أما الدُرور والتي تًضاف بعد نهاية الطبخة الرابعة بعد أن يبرد الزيت, فيجب تنعيمها جيداً, حيث أن الزيت بعد إضافة هذه الدُرور عليه لا يتم تصفيته كما يحدث في الطبخات الأربع.

وكان اليوم قد بدأت الكنيسة القبطية الارثوذكسية برعايا البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للمرة 38 فى تاريخ الكنيسة القبطية بدير الانبا بيشوى بوادى نظرون .

وقال البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ان اليوم " الثلاثاء " نبدأ عمل الميرون بدير الانبا بيشوى بوادى نظرون موضحا ان الميرون يعد من اسرار الكنيسة وهو السر الثانى ويسمى بسر التثبيت .

واوضح بابا تواضروس انه الميرون يتكون من 28 مادة 27 مادة نباتية والمادة 28 تكون زيت الزيتون وسوف نعد 600 كيلو من الميرون المقدس، حيث تم انتج زيت الزيتون من خلال الاديرة المصرية وبدرجة نقاء عالية.

واشار البابا اثناء كلمته لعمل الميرون يتكون من 27 مواد صلبة من اوراق اشجار وغصون ومنتجات نبتاتية ويتم وضعه هذه المواد على زيت الزيتون، مؤكدا أن هذه المواد بحثنا عنها فى العديد من الشركات العالمية التى تستخلص هذة المنتجات وتم الشك فى مادتين وحصلنا عليها من خلال استخلاصها فى الأديرة المصرية، موضحا ان هذة المواد تعد كيلو ونصف من 90 كيلو من المواد الصلبة.

واضاف ان عملية عمل الميرون تتم على 3 خطوات وهى :قراءة الانبا رافائيل ايات من الكتاب المقدس ثم يتم مشاركه جميع الاباء والاساقفة فى رسم مواد الميرون بالرسومات الثلاثة المقدسة، وتتم عملية عمل الميرون بوجود 5 آباء اساقفة بصنع الخلطة والتى تم وضعها بالاناء وعددها 8 وبداخلها زيت الزيتون.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل