المحتوى الرئيسى

كوستاريكا تصوت للتغيير في انتخابات رئاسية يخوضها مرشح واحد

04/06 13:06

سان خوسيه: يدلي الناخبون في كوستاريكا الذين يأملون في التخلص من النموذج النيوليبرالي الحالي بأصواتهم الاحد، في دورة ثانية من انتخابات رئاسية غريبة يواجه فيها مرشح يسار الوسط لويس غييرمو سوليس مرشحا من اليمين انسحب بسبب نتيجته غير المشجعة في استطلاعات الرأي.

وكان سوليس تخطى كل التوقعات بفوزه المفاجئ في الدورة الاولى في الثاني من شباط/فبراير وحصوله على 30,8% من الاصوات، متقدما على جوني ارايا (29,6%) من حزب التحرير الوطني (يمين) بزعامة الرئيسة المنتهية ولايتها لورا شينشيلا وخوسيه ماريا فيلالتا مرشح اليسار الذي حصل على 17%.

وتمثل العنصر الجديد في بداية اذار/مارس باعلان ارايا العمدة السابق لسان خوسيه انسحابه من السباق الرئاسي، آخذا على محمل الجد استطلاعات للرأي توقعت هزيمته بنسب تاريخية (بتراجع 45 نقطة).

وعلى رغم انه لم يقم بحملة لهذه الدورة الثانية، لا يجيز له الدستور الغاء ترشيحه، لذلك سيدرج اسمه على البطاقات الانتخابية في المكاتب التي ستفتح ابوابها من الساعة 6,00 الى الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (12,00 الى الساعة صفر ت غ).

ووعد سوليس المؤرخ والاستاذ الجامعي الذي يبلغ الخامسة والخمسين من عمره وعضو حزب عمل المواطن والذي يجسد آمال التغيير، بمكافحة الفساد والتشجيع على توزيع افضل للثروات حيال اللامساواة والاجتماعية المتزايدة وانعاش الاقتصاد.

واعرب السبت عن الاسف لانسحاب منافسه الذي اوجد وضعا "غريبا" حيث يجد نفسه "من دون خصم مادي".  وشدد المرشح لولاية من اربع سنوات، فيما سجلت المشاركة في الدورة الاولى تراجعا تاريخيا (امتناع 31%) على القول ان "من المفيد ان نقول ان تفويض حكومة منبثقة من انتخابات ضيقة مع نسبة امتناع كبيرة ستكون محدودة، خلافا لحكومة منبثقة من انتخابات صلبة وكثيفة".

واذا ما انتخبه 3,1 ملايين ناخب مسجل في هذا البلد الصغير في اميركا الوسطى، فسيكون اول رئيس لا يخرج من صفوف حزبي اليمين (بي.ال.ان وحزب الوحدة الاشتراكية المسيحية) اللذين يتقاسمان السلطة منذ الستينات.

وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي خايمي اوردونيز "وصلنا الى نقطة توقف النمو. دولة كوستاريكا التي كانت معروفة بثنائيتها الحزبية لم تعد موجودة". وقد تميزت هذه الحملة الانتخابية بفتور غير مسبوق في بلد يعد واحدا من اكثر البلدان استقرارا في اميركا اللاتينية واعتاد على الاحتفال "بالعيد المدني" الذي تشكله الانتخابات.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال ماريانو لوريا سائق سيارة اجرة في العاصمة "اعبر كل الشوارع ولم الاحظ اجواء انتخابية في اي مكان، كما لو ان هذه الحملة اخفقت في استثارة حماس الناس". إلا ان الرغبة في التغيير لا تخفى على العيان خصوصا في النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الحصيلة الاقتصادية المزرية للحكومة المنتهية ولايتها.

وقال المصور فوستينو دسيناش (54 عاما) لوكالة فرانس برس انه "لم يصوت منذ اكثر من 30 عاما" لكنه هذه المرة "سيصوت" لأنه يعتقد ان "لويس غييرمو قادر على معالجة الامور".

واوضح المرشح الذي كان عضوا في حزب الوحدة الاشتراكي الديموقراطي الذي استقال منه في 2005 ان "ساعة التغيير قد حانت لكورستاريكا"، معتبرا ان الحزب الذي يعتنق المبادىء الاشتراكية الديموقراطية تنكر لأفكاره واعتمد نموذجا نيوليبراليا ينسف الركائز الاجتماعية للبلاد التي هي التعليم والصحة، اللذان يفخر بهما 4,3 ملايين كوستاريكي.

وقد ذهب ارايا الذي يجسد الاستمرارية النيوليبرالية ضحية حصيلة الحكومتين المتعاقبتين المنبثقتين من حزب الوحدة الاشتراكي الديموقراطي، اللتين تلطختا بفضائح فساد وسوء ادارة اقتصادية، ترافقت مع عجز ضريبي ناهز 6% ودين عام يبلغ 70% من اجمالي الناتج المحلي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل