المحتوى الرئيسى

'كذبة أبريل' أطلقت سراح المجانين في القرون الوسطى.. صدقها العرب فسقطت الأندلس.. ولونت التليفزيون بأكياس النايلون عام 62

04/01 16:03

عن كذبة أبريل: كذبة ابريل ذبحت النساء والرجال على أيدي الصليبيين علاقتها قوية بأعياد الهندوس وانتشرت في القرن 19 ارتبطت بإطلاق سراح "المجانين" في أول أبريل في القرون الوسطى أشهر كذبة عن تلوين التليفزيون "الأبيض وأسود" بالأكياس الملونة شغف روماني وفرنسي بالكذب في أبريل.. و"الإنجليز" الأكثر كذبا على الإطلاق

"الكذب الحلال".. هكذا يتعامل معها العالم أجمع، فيطلقون الأكاذيب غرة أبريل من كل عام في عادة غزت الأرض منذ قرون، حيث اعتاد العالم في 1 أبريل من كل عام على الاحتفاء بيوم الكذب العالمي بإطلاق الأكاذيب وخداع بعضهم البعض على سبيل المزاح.. وهذه محاولة لتتبع أصل كذبة أبريل الشهيرة:

يعتقد المسلمون في الأندلس أنه عندما سقطت الأندلس خرج الصليبيون ونادوا في الناس بأنه "من أراد النجاة بنفسه وأهله وماله فليذهب إلى الشاطئ، فإن سفنا كبيرة قدمت من المشرق لتأخذ من تبقى من المسلمين، وبالفعل صدّق المسلمون وذهبوا جميعا إلى الشاطئ وهناك كانت الخديعة، حيث كان الجيش الصليبي في انتظارهم يحيط بهم من كل جانب، فأعملوا السيوف في رقاب المسلمين، وذبحوا النساء والرجال والكبار والصغار حتى احمرت مياه البحر من دمائهم، وسرقوا أموالهم بعد أن سرقوا أرواحهم، وكان ذلك في الأول من "أبريل" ، حيث دُعيت هذه الخديعة بـ"سمكة أبريل" (poisson d'avril) لأنهم كذبوا على المسلمين واصطادوهم كـ"السمك".

ذهبت أغلبية آراء الباحثين إلى أن "كذبة أبريل" تقليد أوروبي قائم على المزاح ‏يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الشائعات والأكاذيب على وجه المزاح، ومن يصدق هذه اللعبة يعرف بـ"ضحية كذبة أبريل".

وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564م، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم، وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس ‏هدايا عيد رأس السنة الجديدة.

وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير، ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من أبريل كالعادة، ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل، وأصبحت عادة المزاح مع ‏الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا، ومنها انتشرت إلى البلدان ‏الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي، ويطلق ‏على الضحية في فرنسا اسم "السمكة" وفي إسكتلندا "نكتة أبريل".

ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل وبين عيد "هولي" المعروف في الهند، والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام، وفيه يقوم بعض ‏البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل.

وهناك جانب آخر من الباحثين في أصل الكذب يرى أن نشأته تعود إلى القرون ‏الوسطى، إذ إن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول، ‏فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من أجلهم، وفي ذلك الحين نشأ العيد ‏المعروف باسم "عيد جميع المجانين" أسوة بالعيد المشهور باسم "عيد جميع القديسين".

وهناك باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول أبريل لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية ‏شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر.

والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها وسواء كانت ‏صحيحة أم غير صحيحة، فالمؤكد أن قاعدة الكذب كانت ولا تزال أول أبريل، ويعلق ‏البعض على هذا بالقول إن شهر أبريل يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس ‏المداعبة والمرح.

وقد أصبح أول أبريل هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم، ‏فيما عدا الشعبين الإسباني والألماني، والسبب أن هذا اليوم مقدس في إسبانيا دينيا، أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد "بسمارك"، الزعيم الألماني المعروف.

والطريف في كذبة أول أبريل أنها تساوي بين العظماء والصعاليك وبين الأغنياء ‏والفقراء، فقد حدث أن كان كارول، ملك رومانيا، يزور أحد متاحف عاصمة بلاده في أول ‏أبريل، فسبقه رسام مشهور ورسم على أرضية إحدى قاعات المتحف ورقة مالية أثرية من ‏فئة كبيرة، فلما رآها أمر أحد حراسه بالتقاطها فأومأ الحارس على الأرض يحاول ‏التقاط الورقة المالية الأثرية ولكن عبثا.

وفي سنة أخرى، رسم الفنان نفسه على أرض ذلك المتحف صورا لسجائر مشتعلة وجلس عن ‏كثب يراقب الزائرين وهم يهرعون لالتقاط السجائر قبل أن تشعل نارها في الأرض ‏الخشبية.

وفي رومانيا أيضا، وشعبها شغوف جدا بأكاذيب أول أبريل، حدث أن نشرت إحدى الصحف ‏خبرا جاء فيه أن سقف إحدى محطات السكة الحديدية في العاصمة هوى على مئات من ‏‏المسافرين وقتل العشرات وأصاب المئات بإصابات خطرة.

وقد سبب هذا الخبر المفزع الذي لم تتحر الصحيفة قبل نشره هرجا وذعرا شديدين، ‏وطالب المسئولون بمحاكمة رئيس تحرير الصحيفة الذي تدارك الموقف بسرعة وبذكاء ‏فأصدر ملحقا كُذِّبَ فيه الخبر وقال في تكذيبه: "كان يجب على المسئولين قبل أن يطالبوا ‏‏بمحاكمتي أن يدققوا في قراءة صدور العدد الذي نشر فيه هذا الخبر، فقد كان في الأول ‏من أبريل"، ومن يومها دأبت الجريدة على نشر خبر مماثل في أول أبريل من كل عام.

وهناك أكاذيب انتشرت في كل بلد من بلدان العالم ولا تزال شعوبها تتذكرها ‏وتكررها حتى الآن مع حلول أول أبريل.

ومن أشهر الأكاذيب التي عرفها الشعب الإنجليزي الذي يعتبر أشهر شعوب العالم ‏بالكذب في أول أبريل، هذه الكذبة التي جرت في أول أبريل عام 1860م، ففي هذا اليوم حمل ‏البريد إلى مئات من سكان لندن بطاقات مختومة بأختام مزورة تحمل في طياتها دعوة كل ‏منهم إلى مشاهدة الحفلة السنوية "لغسل الأسود البيض" في برج لندن في صباح الأحد ‏أول أبريل، مع رجاء التكرم بعدم دفع شيء للحراس أو مساعديهم، وقد سارع جمهور غفير ‏من السذج إلى برج لندن لمشاهدة الحفلة المزعومة.

وهناك كذبة أخرى اشتهر استخدامها في أول أبريل في بريطانيا، وهو أن ‏يبعث أحد الأشخاص بمائتي رسالة إلى مديري دور الأعمال الكبيرة يطلب فيها منهم أن يتصلوا ‏برقم تليفون يحدده في رسائله لأمر مهم جدا ومستعجل، ويحدد موعد الاتصال فيما بين ‏الساعة الثامنة والعاشرة من صباح أول أبريل، وتكون النتيجة أن يظل صاحب رقم ‏التليفون المذكور في شغل شاغل بالرد على مكالمات واستفسارات المديرين طوال يوم ‏أول أبريل، وقد ضربت هذه الكذبة الرقم القياسي في استخدام الشعب الإنجليزي لها.

وإلى جانب هذه المواقف المضحكة، هناك مآسٍ باكية حدثت بسبب كذبة أول أبريل، فقد ‏حدث أن اشتعلت النيران في مطبخ إحدى السيدات الإنجليزيات في مدينة لندن، فخرجت إلى ‏شرفة المنزل تطلب النجدة ولم يحضر لنجدة السيدة المسكينة أحد، إذ كان ذلك اليوم ‏صباح أول أبريل.

لماذا يكذب الناس في هذا اليوم؟

قال الباحث الإنجليزي جون شيمل، الذي شغل نفسه بالكذب وبالبحث عن أصوله ودوافعه ‏ومسبباته: "إذا كان الكذب أصبح صفة يتميز بها البشر عن سائر المخلوقات ‏‏ويستخدمونه في شتى مرافق الحياة واتصالاتهم العامة أو الخاصة، فإن كل الأدلة تثبت ‏أن المرأة أكثر استخداما للكذب من الرجل".

وأضاف أن السبب في ذلك "يرجع إلى عاملين، أولهما عامل نفسي عاطفي، فالمرأة أكثر ‏عاطفية من الرجل، ولأن الكذب حالة نفسية ترتبط بالجانب العاطفي أكثر من ارتباطها ‏بالجانب العقلاني، فالنتيجة الطبيعية أن تكون المرأة أكثر كذبا من الرجل".

وتابع: "والعامل الثاني أن الكذب بصفة عامة هو سمة المستضعفين، والإنسان غالبا ‏ما يلجأ إلى الكذب لإحساسه بالضعف من حالة من المعاناة والاضطهاد وللهروب من واقع ‏أليم يعيشه، ولأن المرأة خلقت أضعف من الرجل وعاشت على مر العصور وفي مختلف ‏المجتمعات البشرية تعاني الاضطهاد والقهر فكان لابد وأن تلجأ إلى الكذب".

ما حدث عام 1976 عندما قطع راديو إسرائيل إرساله فجأة، وقال "أيها المستمعون الكرام منذ دقائق هبطت طائرة الرئيس المصري أنور السادات في مطار بن غوريون بتل أبيب وهو في طريق عودته من ألمانيا الاتحادية إلى القاهرة، وقد استقبله في المطار إفرايم كانترير رئيس دولة إسرائيل وكبار المسؤولين فيها"، وبعد 10 دقائق قطع راديو إسرائيل برامجه مجددا، وقال لمستمعيه "عفوا أيها السادة خبر هبوط الرئيس المصري في مطار تل أبيب، الذي أذعناه عليكم قبل قليل هو كذبة أبريل لهذا العام، فاليوم هو أول أبريل طاب صباحكم".

أما كذبة 2004 فكانت عندما انتشر خبر اغتيال "بيل غيتس" صاحب أكبر شركة برمجيات في العالم، إذ ورد الخبر على لسان بعض المصادر الأميركية في مارس بشكل موسع على شبكة الإنترنت، ثم ما لبثت هذه المصادر أن نفت الخبر، مؤكدة أنه "كذبة أبريل".

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل