المحتوى الرئيسى

بدون رتوش ألا هل بلغت..

03/31 02:25

دائما يراودنى الأمل عند انعقاد القمة العربية فى أن تسفر اجتماعاتها عن تحقيق أى انجاز يعكس قدرة العرب على التضامن والتآزر فى اتخاذ القرارات التى تصب بالايجاب فى صالح الأمة العربية. بيد أن القمم تعددت وظلت النتيجة واحدة وهو الفشل فى كل القرارات التى تبنتها. وجاءت قمة الكويت التى اختتمت أعمالها الأربعاء الماضى لتمنح نفس الانطباع لاسيما وقد عقدت وسط مناخ عربى مشحون بالتوترات والأزمات والخلافات وأحدثها ذلك الخلاف غير المسبوق الذى نال من تضامن دول مجلس التعاون الخليجى وتسببت فيه دويلة قطر التى لعبت دور رأس الحربة ضد دول المنطقة وهو مادفع السعودية والامارات والبحرين إلى سحب السفراء من الدوحة احتجاجا على مواقفها الأخيرة التى اجترأت فيها على الكبار.

غير أن القمة لم تحل الخلافات وكأنى بها قد آثرت نهجا مالت خلاله إلى مهادنة كل الأطراف وبالتالى لم تشأ الخوض فى المعارك الخلافية حتى لاتغضب أحدا، فهل غاب عن القمة أن العلاقات العربية العربية لابد وأن تكون قائمة فى جوهرها على قاعدة التضامن العربى بوصفه السبيل الأمثل والطريق الأقوم لتحقيق مصالح الشعوب ومصالح الدول العربية؟. لقد اعتادت القمة العربية منذ أن عقدت فى عام 1964 على أن تختزل أعمالها فى مجرد تجمع القادة والمسئولين العرب بحيث تصدر التوصيات والقرارات دون أى تفعيل ليكون مصيرها عندئذ أن توضع على الرف وبذلك تكون القمة تحصيل حاصل، فهى لم تساهم فى معالجة المشاكل وجسر الفجوات.وجاءت قمة الكويت على غرار القمم السابقة، فلم تظفر المصالحة بين الدول العربية بالاهتمام الواجب رغم أن تحقيق المصالحة يعد شرطا وجوبيا لانطلاق أى عمل عربى مشترك تجاه حل القضايا والأزمات المستعرة فى المنطقة.

كان الأمل معقودا على القمة فى أن تطرح روشتة يتم بمقتضاها وضع استراتيجيات محددة لمحاربة الارهاب التكفيرى الذى اجتاح المنطقة والمتمثل فى تنظيم القاعدة وفروعه كجبهة النصرة وداعش وغيرها. كان المأمول من القمة إحداث تغيير جذرى فى العمل على تحقيق الأهداف ووضع الآلية التى تتطلبها المرحلة لعلاج الأزمات التى تعانى منها الدول العربية حتى يصبح العمل العربى قادرا على مواجهة التحديات والتهديدات بحيث لايقع فى دائرة اللجوء إلى الخارج لحل قضاياه لاسيما وأن الخارج سيبادر عندئذ بفرض أجنداته التى تحقق مصالحه فى المقام الأول فنكون بذلك قد هزمنا أنفسنا أمامه عندما مكناه من اختراق دولنا وحشر أنفه فى شئوننا الداخلية ليصول ويجول فيها عبر مؤامرات ودسائس ليحاصرنا بمخططاته الكارثية الرامية إلى تقسيم دولنا وتجزئتها.

Comments

عاجل