المحتوى الرئيسى

حكاية مونديال (2): صاحب ذيل الحصان المقدس يهدر أحلام الطليان

03/26 16:51

"كالعادة أجد نفسي في هذا الموقف الصعب".

هكذا حدث صاحب ذيل الحصان المقدس نفسه وهو يقف قبالة البرازيلي كلاوديو تافاريل حارس مرمى المنتخب البرازيلي.

"باريزي أهدر وماسارو أهدر. ولكن لن يتذكر أحد أن فرانكو باريزي قائد منتخب إيطاليا وأسطورة نادي ميلان أهدر ركلة جزاء للاتزوري أمام إيطاليا, وسيتذكرون فقط إخفاقي إن حدث!".

"لن يتذكر أحد أنني من قدت إيطاليا للنهائي. تعادلت لبلادي مع نيجيريا قبل نهاية المباراة بدقيقتين وسجلت هدف النصر في الوقت الإضافي. سجلت هدف الفوز على الاسبان قبل نهاية ربع النهائي بدقيقتين, وسجلت هدفي فوز إيطاليا على بلغاريا في نصف النهائي. لن يتذكر أحد كل ذلك. فقط سيتذكرون لو أضعت ركلة الترجيح هذه".

آشعة شمس ظهر كاليفورنيا تحرق جبهته وهو يركز على الكرة وينظر للحكم.

"تقدم ألبيرتيني وتعادلوا وتقدم إيفاني وتعادلوا. سينسى الجميع تصدي باليوكا لركلة سانتوس وسيتذكرون فقط تافاريل. لن أسمح بحدوث ذلك!".

"هل أنا حقا في السابعة والعشرين من العمر؟ اشعر وكأنني في السابعة والثلاثين. قدماي ثقيلتان للغاية, أشعر بأن ساقاي مكبلتان في الأرض تكبيلا. ولكني لن أسمح بأن يتذكر الجميع أن تافاريل تغلب على بادجو بعدما تغلب على ماسارو".

قميصه يخرج من سرواله القصير ولكنه في عالم آخر. لا يهتم ولا يركز سوى في الكرة. نظرة للكرة ومنها للحكم ويتحاشى النظر لتافاريل.

"بلادي تعوّل عليّ, وليست المرة الأولى. عليّ أن أكون ذكيا. حسنا لقد قفز تافاريل في كل المرات إلى أحد جانبي المرمى وكان منخفضا, إذن فالأمر سهل. عليّ أن أسدد الكرة بكل قوتي في سقف منتصف المرمى".

لا يتوقف وهو يتراجع للخلف وعينه على الكرة ثم على ساندور بول حكم المباراة المجري.

"سأسددها في سقف منتصف المرمى. سيكون الأمر سهلا. لن أسمح للتاريخ بذكر أن هذا التافاريل تغلب على الأسطورة روبيرتو بادجو. لقد أنقذت إيطاليا أمام نيجيريا واسبانيا وبلغاريا وسأنقذها أمام البرازيل. ستكون كأس العالم الرابعة في تاريخ إيطاليا وسنكون أكثر من حصل على الكأس الذهبية".

يقطع تفكيره صوت الصافرة فيهرول سريعا للامام.

"ستفوز إيطاليا بالرابعة وسأكون أنا من يسطر التاريخ ويفوز للطليان بالمونديال. سأتعادل لإيطاليا ويأتي من يسجل بعدي وسيتذكر حينها الجميع أنني أنا من قدت إيطاليا للنهائي. انطلقي أيتها الكرة إلى سقف المرمى وغردي معلنة تعادلنا مع البرازيل. انطلقي!".

تظلم الدنيا أمام عينيه والكرة تحلق في سماء كاليفورنيا.

يطأطئ رأسه لأرض ملعب روز باول ثم يولي ظهره للكرة وللمرمى ولتافاريل. لا يشعر بمن يواسيه ولا يرى سوى مجدا ضائعا. ظلام دامس أمام عينيه التي شاهدت آخر كرة في مونديال الولايات المتحدة تنطلق للمدرجات.

يبكي ويواسيه باليوكا حارس مرمى الطليان ولكنه لا يشعر بتواجده. فهو فقط يفكر في من سيتذكرون هذا المونديال.

سينسى الجميع أنه من قاد إيطاليا لنهائي المونديال. أنه كان من أنقذ الطليان أمام نيجيريا واسبانيا وبلغاريا. سينسى الجميع أن باريزي أضاع وماسارو أضاع, وأنه حتى لو كان قد سجل ركلة الترجيح فكان للبرازيليين ركلة أخرى لو سجلوها لفازوا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل