المحتوى الرئيسى

"السفر إلى سوريا هو الأسهل بين كل مناطق الصراعات"

03/23 10:10

DW: ألقت قوات الأمن في ألبانيا قبل أيام قليلة القبض على ثمانية أشخاص بتهمة تجنيد شباب للسفر إلى سوريا عن طريق تركيا، فهل يعد هذا طريقا معتادا؟

غيدو شتاينبيرغ: سفر ألبان إلى سوريا عبر تركيا ليس مفاجأة كبيرة. ثمة تدافع كبير لمجاهدين أوروبيين من كافة الدول المحتملة سواء كانت ألمانيا أو بريطانيا أو فرنسا أو حتى البوسنة وكوسوفو والنمسا وبلجيكا، للسفر إلى سوريا عبر تركيا. صارت بعض المدن الآن قبلة للمتطوعين ويمكنهم فيها العثور على عناصر تساعدهم بسرعة للوصول إلى الحدود السورية حيث يتم تدريبهم وتوزيعهم على المجموعات المختلفة وفقا لرغباتهم. إنها ظاهرة صرنا نعرفها الآن منذ عامين.

هل يتلقى هؤلاء التدريب في تركيا أم في سوريا؟

تتم عمليات التدريب في سوريا أما تركيا فهي نقطة انطلاق ومكان لتراجع المحارب لأخذ استراحة. المشكلة الكبرى تكمن في أن تركيا تغاضت بشكل كبير عن هذه الأنشطة طوال الفترة السابقة، لكنها على الأقل تحاول منذ عدة أشهر تقييد حركة المجموعات الأكثر خطورة. لكن بشكل عام تعد تركيا جزءا من المشكلة وليس من الحل.

تعد هذه الظاهرة جديدة نسبيا على ألبانيا فحتى الآن عرفنا عن حالات مشابهة في كوسوفو ومقدونيا والبوسنة والهرسك. هل منطقة البلقان تحمل حساسية خاصة للايدولوجيات المتطرفة؟

ليس مفاجئا أن تكون البلقان منطقة مركزية لهذا النوع من السفريات. الأمر يختلف لو نظرنا للأرقام التي تشير إلى تصدر بريطانيا وفرنسا وألمانيا لقائمة الدول التي تنطلق منها هذه الرحلات إلى سوريا لكن إذا نظرنا للأرقام بالنسبة إلى عدد السكان سنجد أن دولا صغيرة تتصدر القوائم فعليا مثل بلجيكا والنمسا والدنمارك وأيضا البوسنة. ولو نظرنا لتواجد الوعاظ السلفيين في البوسنة منذ عقدين من الزمان سنجد أن الأمر ليس مفاجأة. ينطبق الأمر نفسه على كوسوفو وعلى ألبانيا أيضا، ولكن بنسبة أقل، وعليه فإن زيادة عدد المقاتلين الذين يسافرون إلى سوريا من هذه المنطقة ليس مفاجأة كبيرة.

كيف تعمل شبكات تجنيد المقاتلين وما هي الوسائل التي تستخدمها؟

ثمة طرق متعددة فهناك أشخاص لديهم اتصالات بالشبكات الإرهابية التي تقوم بعمليات التجنيد وهذا يحدث عادة في المراكز الثقافية السلفية أو المساجد. هذه ظاهرة لم تخضع للبحث بشكل جيد نظرا لأن هؤلاء الأشخاص يتسمون عادة بالحرص البالغ. لكن الأمر الواضح هو أن الشباب يقومون فيما بينهم بعمليات التجنيد. فالأصدقاء يجلبون معم معارفهم وأصدقائهم للمسجد وللدوائر السلفية. يتعلق الأمر هنا بتحرك نشط داخل المجموعات وليس مجرد تجنيد مستهدف لأشخاص بعينهم. لا يجب تصور الأمر وكأن هناك منظمات سورية لها أشخاص يقومون بالتجنيد في أوروبا. ربما يكون هذا هو الواقع في حالات فردية، لكن مبادرات المتطوعين الأوروبيين هي الأبرز في العادة.

غيدو شتاينبيرغ الخبير والباحث في المعهد الألماني للسياسة الخارجية والأمن

ما الذي يدفع هؤلاء الناس للسفر إلى سوريا والمخاطرة بكل شيء حتى بحياتهم؟

هناك دوافع مختلفة وعديدة تختلف من دولة لأخرى. بشكل عام يرى الكثيرون، لاسيما من السلفيين، أن عليهم مساعدة إخوانهم في العقيدة في سوريا. الفرق بين سوريا وباكستان أو أفغانستان أو الصومال هو أن السفر لسوريا سهل للغاية فكل ما يحتاجه المسافر من العديد من الدول الأوروبية أو على الأقل دول الاتحاد الأوروبي، هو البطاقة الشخصية ليسافر بها إلى تركيا وهو أمر يختلف كثيرا بالنسبة لدول مثل باكستان أو الصومال. فالوصول لتلك الدول أصعب بكثير. يعني هذا أن الكثير من الشباب الذين يأتون من دول أوروبية يمكنهم بمنتهى السهولة الوصول إلى سوريا. ثمة دوافع أخرى مثل الرغبة في المغامرة. لكن السبب الأهم هو الصور المفزعة التي تأتينا من الحرب في سوريا والتي لم تصلنا مثلها مطلقا في صراعات أخرى.

بعض من يسافرون إلى سوريا يأخذون معهم زوجاتهم وأطفالهم، فأي درجة من الأمن تتوافر في بلد يشهد حالة حرب؟

هذه ظاهرة لا تتعلق بالألبان فحسب بل إن الكثير من المجاهدين يسافرون من أوروبا مع زوجاتهم وأبنائهم. تشير البيانات في ألمانيا لسفر 20 إلى 40 امرأة لسوريا مع أزواجهن. بعض النساء يبقين في تركيا حيث يتمتعن هناك بالأمن لكن يبدو أن الكثيرات يعبرن الحدود. ثمة مناطق في سوريا آمنة إلى حد كبير تقيم فيها النساء والأطفال كما يتم إعداد الظروف الموائمة ليتلقى الأطفال تعليمهم على سبيل المثال. لكن عموما الوضع خطير جدا للنساء هناك لاسيما مع تزايد حدة الصراع بين مجموعات معارضة مختلفة منذ يناير الماضي نتج عنها الكثير من الضحايا في صفوف المجاهدين الأوروبيين لكن لم تصل لي بعد معلومات عن وجود ضحايا بين النساء.

قالت الجالية المسلمة في ألبانيا إن الإمامين المقبوض عليهما لا يمثلون الجالية وأعلنت رفضها الشديد لما قاما به، فهل هناك تيار جديد بأفكار مختلفة؟

نعم، معظم هؤلاء الأئمة ينتمون للتيار السلفي فهم من رواد المساجد أو المراكز الثقافية السلفية أو ذهبوا لمدارس لها هذا الفكر. هم يمثلون تفسير الإسلام بطريقة تلقى الدعم من عدة أطراف في مقدمتها السعودية وبعض الدول الأخرى في الخليج. التفسير الذي يتبنونه يلقى معارضة قوية من مسلمين آخرين، فهم يؤكدون دوما أن لديهم التفسير الحقيقي للإسلام وبالتالي تتطور لديهم درجة معينة من العداء للمجتمع الخارجي وفي بعض الدوائر المتطرفة تتطور هذه العدائية لعنف يصفونه بالحرب المقدسة أو الجهاد.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل