المحتوى الرئيسى

'الأنبياء' في السينما بين الجدل واكتساح الشباك.. 'آلام المسيح' يجسد عيسى.. وموسى يظهر في 'ابن الرب'.. وأزمة 'نوح' مستمرة

03/22 09:10

الأنبياء في السينما.. تثير الجدل وتكتسح شباك التذاكر فرنسا أول منتجي هذه الأفلام عام 1905 "تعويذة الرب" خرج إلى النور في الستينيات والسبعينيات للمخرج "روسليني" فيلم "آلام المسيح" لم يتعرض للمنع وحقق نسب مشاهدة عالية الكنيسة والأزهر لم يعترضا على عرض فيلم "آلام المسيح" للمخرج "ميل جيبسون" الكنيسة المصرية رفضت عرض فيلم "دافنشي كود" للنجم الشهير توم هانكس "ابن الرب" يروي قصة سيدنا موسى ويعرض في السينما الأمريكية فيلم "نوح" المثير للجدل يدور حول قصة سيدنا نوح الأزمة التي أثيرت حول فيلم "نوح" ليست بالجديدة على أفلام هوليوود التي تروي قصص الأنبياء وتستند بالأساس على الروايات الواردة بالإنجيل، وعلى الرغم من أن علماء الدين الإسلامي دأبوا على رفض عرض هذه الأفلام في العالم الإسلامي، بسبب رفضهم لفكرة تجسيد أي ممثل لأي نبي من أنبياء الله حفاظا على قدسيته واحتراما وتبجيلا له، إلا أن هذه الأفلام وجدت طريقها إلى العالم العربي بشكل أو بآخر عبر أفلام الفيديو في الماضي والإنترنت في العصر الحديث.

ومن الملاحظ أن هذه النوعية من الأفلام تجتذب صناع السينما في هوليوود وتخصص لها ميزانيات ضخمة، وتكتسح أيضا شباك التذاكر، فمعدل الإبهار البصري والسمعي بها يتخطى المقاييس التقليدية والحرص على إضفاء عنصر "الروحانية" عليها يجتذب المشاهدين من جميع الأديان.

ومن أبرز الأفلام التي أثارت أزمة، فيلم "الوصايا العشر" من بطولة تشارلتون هيوستون ويول براينر عام، 1951 وعلى الرغم من عرضه، إلا أن الفضول دفع الكثيرين للبحث عن نسخ مهربة للفيلم لمشاهدتها، ومن الملاحظ أن منتجي هوليوود يخصصون ميزانيات ضخمة لمثل هذه الأفلام، والتي تحظى بنسب مشاهدة عالية جدا سواء في دور السينما أو الفيديو وما شابه، وبالتالي فهى تحقق أرباحا عادة ما تفوق كل التصورات.

وقد بدأت هذه الأفلام مع أول ظهور للسينما، حيث أنتجت فرنسا سلسلة من الأفلام القصيرة الصامتة تعرف باسم "حياة وآلام المسيح" في الفترة من 1902 إلى 1905، وهذه السلسلة كانت عبارة عن لوحات تعبيرية يتم إضافة الشرح لها.

وفي عام 1927 تم إنتاج فيلم "ملك الملوك"، وهو من إخراج سيسيل دي ميل وهو أيضا فيلم صامت، وتمت إعادة إنتاج الفيلم مرة أخرى عام 1930، ولكن بعد إضافة الموسيقى التصويرية، وكان هذا الإنتاج في غاية الإبهار بحيث لم تجرؤ هوليوود على إنتاج فيلم آخر عن المسيح قبل الستينيات من القرن الماضي.

وفي الستينيات والسبعينيات، أنتجت هوليوود العديد من الأفلام مثل "أعظم قصة رويت" عام 1964، وفيلم "تعويذة الرب" عام 1973، وفيلم "المسيح" من إخراج الإيطالي الشهير روبرتو روسليني.

ولكن أهم هذه الأفلام على الإطلاق هو فيلم "آلام المسيح" والذي أخرجه الممثل والمخرج الإسترالي الشهير ميل جيبسون عام 2004 ومن بطولة النجم الأمريكي كيم كافيزيل ومونيكا بيلوتشي، وقد أثار هذا الفيلم الكثير من الجدل وحظى بنسب مشاهدة غير مسبوقة، ولكن هذا الفيلم تم عرضه في مصر ولم تعترض عليه الكنيسة أو الأزهر، وكان من الملاحظ إقبال المسلمين الكبير على مشاهدة الفيلم، والطريف أن الكنيسة رفضت عرض فيلم "دافنشي كود" للنجم الشهير توم هانكس نظرا لأنه يدعي وجود أبناء وعائلة للمسيح لم يتم الكشف عنها، وهى رواية غير معترف بها في المسيحية.

وقد شهدت دور العرض الأمريكية الشهر الماضي بداية عرض فيلم "ابن الرب" وسط مخاوف من منعه في الشرق الأوسط.

أما الأفلام التي تروي قصة سيدنا موسى فليست كثيرة، فبعد إنتاج "الوصايا العشر" في الخمسينيات، لم يتم إنتاج فيلم عن النبي موسى سوى في السبعينات "موسى ذا لوجيفر"، وفي عام 1995، تم إنتاج فيلم "موسى" من بطولة بن كينجسلي، ومن المنتظر عرض فيلم "الخروج" من بطولة نجم الأوسكار كريستيان بيل ومن إخراج رايدلي سكوت ومن المقرر عرضه خلال الفترة المقبلة.

أما فيلم "نوح" الذي أثار الكثير من الجدل خلال الأيام الماضية، فربما يكون الفيلم الوحيد الذي يدور حول قصة سيدنا نوح.

ولكن في النهاية سواء قررت الرقابة والهيئات الدينية عرض الفيلم من عدمه، فهذا لن يؤثر على معدلات المشاهدة داخل مصر بل إنه سيجتذب المزيد والمزيد من المشاهدين على الإنترنت وفقا لنظرية "الممنوع مرغوب".

من جانبها، جددت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف موقفها الرافض لتجسيد الأنبياء والرسل فى الأعمال الفنية، رافضة عرض فيلم نبى الله نوح "عليه السلام"، وأكدت الهيئة فى بيان لها عقب اجتماعها برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس الهيئة، تمسكها بقرارها السابق برفض تجسيد الأنبياء والرسل فى أى أعمال فنية.

وسارعت جبهة الإبداع المصري لإصدار بيان يعلن رفضها لقرار علماء الأزهر المقيد لحريات الإبداع، وسط تخوفات تضييق الخناق على حريات الإبداع خلال المرحلة المقبلة.

وألقى خالد يوسف بيان المجلس الأعلى للثقافة الذى شدد فيه على حرية الفن والإبداع وترك المتلقى يختار ما يريده، مؤكدا احترامه لمؤسسة الأزهر الشريف ولكنه طالبها أيضا باحترام حرية الإبداع في إطار القانون دون فرض سلطة دينية على الإبداع طالما لم يخالف القانون.

من جانبه، أكد الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، أن فتوى الأزهر الشريف حول فيلم "نوح" غير ملزمة، مشيرا إلى أن "الفيلم قيد البحث والدراسة، وهو عمل فنى وإبداعى في المقام الأول يخضع لمعايير فنية وإبداعية أخرى مع كامل تقديرنا واحترامنا لمؤسسة الأزهر الشريف".

بينما علق الدكتور سعيد توفيق، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، على عرض فيلم "نوح" الأمريكى بمصر قائلا إن "المجلس الأعلى يدعم مبدأ حرية الفكر والإبداع".

وأضاف توفيق، فى اتصال تليفونى لـ"صدى البلد" من الإمارات، أن "الرقابة أجازت عرض الفيلم"، لافتا إلى أنه سوف يتابع الأمر بشكل أوسع فور وصوله القاهرة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل