المحتوى الرئيسى

تصاعد نغمة تعيدنا إلي عصر القهر والاستبداد

03/16 08:39

أن تَغِيب أو تُغَّيب الحقائق عن بسطاء الناس الطيبين فيعتقدون أو يصدقون، ولو إلى حين، عكسها فهو شيء يمكن تفهمه وربما التسامح معه،

ولكن ما لا يمكن قبوله صراحة أو ضمناً هو ما يُسقطه أو يطمسه عمداً أساتذة للتاريخ سواء في مقدمات أو أسباب أو نتائج حقيقية، لا مجال فيها لأي أشكال اعتبارية، إذا كانت تتضاد ومعتقداتهم وخلفياتهم الأيديولوجية التي نشأوا فيها أو أتوا منها!.. إنها قمة الزيف مع سبق الإصرار على تيه الحقائق أمام الجموع الهادرة من المصريين حسني النوايا بما يلفقه بعض هؤلاء الذين نيط بهم تعليم الشباب التاريخ!.. مازال لبعضهم وجود بارز في وسائل الإعلام المختلفة وهو ما يُعني استمرار واستمراء إطالة واستطالة حقبة تزييف الواقع والتاريخ ومسارات الحركة الوطنية المصرية!!.. قمة الهزل الآن تصاعد نغمة تريد أن تعيدنا إلى عصر القهر والاستبداد في النصف الأول من القرن الماضي وما تلاه.. لا يحسبن أحد الآن أن المصريين أقصوا الإخوان ليحل محلهم الماركسيون والشيوعيون والناصريون والمُلحدون.. أبداً لن يحدث هذا.. ولن يُغلق ملف هذه الفترة قبل محاكمة عادلة لمن تسببوا في مقتل مئات الألوف من خيرة شباب مصر في كارثة 1967 أو الهزيمة بلا قتال من أصغر دولة في العالم ولما فعلوه مع الفريق أ. ح. محمد نجيب ونظراء له وتحطيم معنويات الشعب المصري بكسر أحزابه.. لن يعود شىء إلى الوراء وإنما القصد إنصاف التاريخ والمظلومين وهو حق سيظل عالقاً فى رقاب الذين يعرفون ويعلمون إلى يوم الدين.. نعم أتى على مصر والمصريين حين من الدهر جُمع فيه أو اجتمع به إعلاميون وكتاب ليندسوا في معظم مؤسسات الإعلام والثقافة!.. شيوعيون في ثياب ناصرية.. أو ناصريون اسماً وشيوعيون فعلاً أو ضمناً أو ماركسيون في سرابيل اشتراكية علمية أو آخرون ملحدون تحت غطاء أو قناع آخر تحدده ضرورة الزمان والمكان!.. وبصراحة شديدة نكرر أن معظم هؤلاء وجهوا أو توجهوا في ذاك الحين إلى الصحف القومية اسماً والناطقة بلسان الحاكم الفرعون فعلاً وبعديد من الهيئات المعنية بالثقافة والفكر قصداً وتحديداً!!.. هؤلاء يتصايحون ويزمرون الآن بحدة وتعلو دقات طبولهم على أنغام مُلفقة تاريخياً.. التاريخ حلقات موصولة لا مقطوعة ولا مبتورة في جزء منها أو أجزاء بها وحق معرفته ودراسته منزهاً من كل الشوائب والملوثات العقائدية والأكاذيب الإعلامية للنظم الفاشستية الشمولية ضرورة حق ومنطق وعلم!.. لن يستطيع أحد ممن يؤرخون لأنفسهم من المشاركين في أحداث يطلقون عليها ثورة ولا حتى دكاترة التاريخ العقائديين أن يزجوا بالحقائق في زنازين النسيان ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً!.. لقد بلغ الزيف الإعلامي مداه بعد أحداث 23/7/1952 فصور أن مبدع وبطل القومية العربية هو البكباشي جمال عبد الناصر حسين خليل سلطان وأن تأميم قناة السويس والحياد الإيجابي من بنات أفكاره وأن أشاوس هذه الأحداث هم من تنادوا بتحديد الملكية الزراعية وأن عبد الناصر هو مفجر الثورة وكان الجيش كله من ورائه وما محمد نجيب إلا خيال مآتة!.. والأمر لم يكن كذلك على الإطلاق.. هاكم بعض الموثقات ومن شاء فليرجع إلى مصادرها بدءاً من سنة 1944 ومن الوقائع المصرية والوثائق المختلفة وهاكم بعض النصوص القاطعة بنصوصها وتواريخ نشرها.

< (... هدف الجيش تطبيق الدستور.. قلناها صريحة إننا نريد تطبيق الدستور الذي ينص على أن بلادنا ملكية دستورية..).

فريق أركان حرب محمد نجيب في مؤتمر للصحافة العالمية في اليوم الثاني للأحداث (الثورة).

< (.. أما الجنود أنفسهم فكانوا يجهلون تماماً أنهم بسبيل المساهمة في إحداث انقلاب..)، محمد نجيب لمجلة التايم الأمريكية.

< (تم الاتفاق على أن نجتمع في قشلاق الكتيبة الساعة العاشرة والنصف وأن نذهب متفرقين على أن نفهم العساكر أن العملية ضد الإنجليز..)، قائمقام أحمد شوقي قائد ك 13 مشاة ص 189 من كتاب المؤرخ الكبير أحمد عطية الله (أسرار ليلة 23 يوليو..).

< (... الجيش كله أصبح يعمل في صالح الوطن في ظل الدستور...)، محمد نجيب في البيان الأول للحركة المباركة.

< (... وأعترف أننا كنا فيما انتويناه قبل ونحن نعد لهذه الحركة أن يكون قصارانا وقف الملك عند حده ورده عن طغيانه وتثبيت أركان الدستور وتمكين الشعب من حقوقه كاملة فلا يكون عدوان هنا أو هناك...) د. ثروت عكاشة في كتابه مذكراتي في السياسة والثقافة ص 104.

< (... مطالبنا في البداية كانت محدودة جداً ولكن موافقة الملك فاروق على كل شيء أغرتنا بالمزيد حتى وصلنا إلى مطالبته بالتنازل عن العرش والرحيل عن البلاد...)، خلاصة مع ذكره السيد/ زكريا محيي الدين لفاروق جويدة ونشر بالأهرام.

< (... ليس من حقنا أن نحرم الناصريين من الاحتفال بثورتهم وهم المنتفعون وحدهم على طول سني الثورة.. فلا مصلحة للشعب المصري في تعلم تاريخه مشوها فينسب الفضل لمن لا فضل له لأن هذا يعلم الأجيال القادمة الكذب والتزوير فينتحلوا لأنفسهم ما ليس من حقهم!.. لم يكن في مخطط الثورة إلغاء الملكية وإقامة الجمهورية..)، د. عبد العظيم رمضان بوفد 5/8/1996.

< (... أكتب للتاريخ فأقول أن وزارات الأقليات قبل ثورة يوليو 1952 ضم بعضها رجالاً شمم الأنوف مرفوعي الرؤوس من أمثال محمد محمود باشا فقد سئل مرة هل سترافق الملك إلى رحلته إلى أوروبا فرد في أنف وكبرياء إن الملك سيكون معي في رحلتي إلى أوروبا ولم يكن الوزراء عبيداً في خدمة السلطان...)، صلاح الشاهد كبير الياوران في عهدي فاروق وعبد الناصر بوفد 8/11/1990.

< (... في عام 1945 تقدم النائب محمد باشا خطاب بمشروع تحديد الملكية الزراعية بـ 50 فداناً في مجلس النواب...).

< (... طلب الملك فاروق إصلاح اليخت الملكية «المحروسة» بما يتجاوز مليوناً من الجنيهات واعترض عبد الهادي - يقصد إبراهيم باشا عبد الهادي رئيس الوزراء - طلب الملك أن يكون تعيين رئيس هيئة أركان حرب الجيش بأمر ملكي مما يقتضي تعديل الدستور ولكن عبد الهادي «طنش»...) لمعي المطيعي في مقاله بوفد 21/6/2001.

< (... قامت الطليعة بمهمتها واقتحمت سور الطغيان وخلعت الطاغية، ووقفت تنتظر وصول الزحف المقدس للصفوف المتراصة إلى الهدف الكبير وطال انتظارها...) جمال عبد الناصر في كتابه فلسفة الثورة.

< (... تُرى، ألم يدر بخلد فاروق أن يقاوم الجيش ويرفض التنازل عن العرش؟ إن له حرساً ملكياً مسلحاً بخير من تسليح الجيش ويستطيع المقاومة فهل حاول هذا الحرس المقاومة بالفعل صُبح ذلك اليوم السادس والعشرين من يوليو؟!..) د. محمد حسين هيكل في الجزء الثاني من كتابه مذكرات في السياسة المصرية ص 378.

< لقد جاء الرد على هذا السؤال التعليمي صريحاً كاشفاً لشاهد عيان حقيقي الضابط الغريب الحسيني في كتابه سنوات في البلاط الملكي الذي نشرته جريدة أخبار اليوم سنة 1998، (... وأسرعت على الفور إلى الجبهة الأمامية للقصر - يقصد قصر رأس التين - في فجر 26/7 - عند ميدان المواجه للبوابة الرئيسية فوجدت (قوات هزيلة) تحاول التمركز أمام القصر ومعها عدد من المصفحات القديمة. وحاصرت القوات بالفعل المدخل الرئيسي للقصر. وقتها كان من السهل اكتساح هذه القوات خاصة أن معدات الحرس الملكي كانت مستعدة للرد إضافة إلى مدفعية القوات البحرية التي كانت في انتظار إشارة من الملك للرد. وما هي إلا ساعات قليلة وبدأت أعداد القوة المحاصرة للقصر تتضاعف شيئاً فشيئاً. وحتى هذا الوقت أيضاً كان يمكن الرد على هذه القوات. وأخطرنا الملك على الفور بما يحدث خارج القصر وأكدنا له أننا يمكننا وبمعاونة قوات الحرس الملكي والقوات البحرية التصدي بكل قوة للقوات المحاصرة للقصر والقبض على أفرادها. ورفض الملك رفضاً قاطعاً أن تحدث حرب أهلية وتنازع بهذا الشكل بين أفراد القوات المسلحة...) اللواء الغريب الحسيني في مذكراته التي نشرها القطاع الثقافي بمؤسسة أخبار اليوم في كتابه سنوات في البلاط الملكي عام 1998.

< (... شاءت الأقدار لي أن أكون حارساً خاصاً لشخص كنت أكره حتى مجرد سماع اسمه!... وعندما اقتربت منه تمنيت أن يجئ اليوم الذي أقدم فيه روحي - كأقل ثمن - فداء لهذا الرجل...)  الغريب الحسيني.. من كتاب سنوات في البلاط الملكي الناشرأخبار اليوم 1998.

< (... الحقيقة أنها لم تكن ثورة.. أو انقلابا.. أو حركة.. ولكن سرقة السلطة تحت جنح الظلام..) من مقال جمال البنا في 28/7/2010 بجريدة المصري اليوم.

< (.. في هذا المناخ ظهر رجل ذكي شديد الذكاء يتملكه طموح لا حد له ولا تنقصه الجرأة والإقدام ولكن أهم من كل هذا أنه كان متآمراً بالطبيعة والفطرة كأنما لم يخلق من لحم ودم ولكن من مادة التآمر نفسها..) جمال البنا في 28/7/2010 بجريدة المصري اليوم.

< (.. غير أني رأيت أن جمال عبد الناصر لم يسكت عن مهاجمة  اللواء صبور - يقصد اللواء سعد الدين صبور- مدير إدارة التدريب فى العهد الملكى - ويقول عنه، د. ثروت عكاشة أنه كان من ألمع ضباط الجيش علماً وكفاية - في منشورات التنظيم فاعترضت على ذلك، لكنه، يقصد جمال عبد الناصر، لم يأخذ باعتراضي على ذلك بحجة أن هذا التشهير سلاح علينا أن نستفيد منه إلى أبعد مدى..) د. ثروت عكاشة في كتابه مذكراتي في السياسة والثقافة ص 66.

< (.. ولقد كان من أشد ما ابتلاه الله به، أخذه بالنظام الهتلري في حكم الشعب واستعانته برجال المخابرات النازية الذين حاولوا أن يصنعوا بمصر ما كانوا يصنعونه بألمانيا في عهد هتلر..) فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري في كتابه بقايا ذكريات مركز الأهرام ص 65.

< (.. لقد آمنا بك بعد أن حررتنا من الخوف والفزع، سر ونحن وراءك، سر ونحن جنودك..) جمال عبدالناصر موجهاً كلامه للفريق أركان حرب محمد نجيب في إحدى زياراته للصعيد.

< (.. لقد كان مطروحاً بقوة في الصحف والمجلات المصرية قبل أحداث 23/7/1952 قضايا مهمة منها تأميم قناة السويس.. وأدق وأشمل ما كتب عنها كان مقترناً بمكرم باشا عبيد.. أما الحياد الإيجابي والدفاع المشترك فكان فارسه فكري باشا أباظة كما كان إلغاء الألقاب مطلباً اشتراكياً للنائب المهندس إبراهيم شكري حيث قدم مشروعاً بقانون بإلغاء الألقاب عام 1950..).

< وإليكم هذا النذر اليسير عن المفارقة الكبرى الخاصة بالقومية والعروبة بين الملك فاروق وجمال عبد الناصر!.. حيث تصدى فاروق بداية لها وليس عبد الناصر!!..، (.. وحدث في ذلك الحين - في حكومة صدقي باشا - أن دعا الملك فاروق بغير رأي الوزارة ولا علمها ملوك الدول العربية ورؤساء جمهورياتها واستقبلهم في مزارعه الخاصة بأنشاص، وتحدث وإياهم في سياسة الدول العربية والجامعة العربية وصدر في هذا الاجتماع قرارات أُذيعت، من بينها قرار بإنشاء قومية عربية ولم يحضر هذا الاجتماع وزير الخارجية لطفي السيد باشا وحضره الأمين العام لجامعة الدول العربية وفهم الناس يومئذ أن سياسة الملك فاروق الشخصية ترمي إلى أن يتولى بنفسه الزعامة على الدول العربية) دكتور محمد حسين هيكل في كتابه مذكرات في السياسة المصرية ص 319.

< أما الحياد الإيجابي فقد أشار إليه ونادى به صراحة لا ضمناً مراراً فكري باشا أباظة في مقالاته بجريدة المصور وغيرها.. إليكم منها: (.. يترتب على هذا أن نعلن حيادنا بين المعسكرين الشرقي والغربي..) فكري أباظة المصور 13/7/1951).

< (.. سياسة الحياد تضعنا في نفس الوضع الذي تتمتع به سويسرا والسويد وأيرلندا وأسبانيا والهند.. وثاني ما يرد على الذهن بعد سياسة الحياد هو تمكين وتوثيق الروابط بين الدول العربية وتصفية الخلافات صريحة لا مغالطة فيها ولا رياء.. تحت شرط أن تقرر هذه الدول سياستين صريحتين هما: سياسة الحياد وسياسة الدفاع العسكري الموحد..) فكري أباظة المصور 14/9/1951.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل