خمس دقائق كانت كافية ليجذب البابا الجماهير في ساحة القديس بطرس
إضراب للدبلوماسيين في إسرائيل يعقد التحضيرات لزيارة البابا
البابا فرنسيس سيزور الاراضي المقدسة في اواخر ايار/مايو المقبل
البابا فرنسيس يزور كوريا الجنوبية في آب/أغسطس
البابا يحتفل الثلاثاء والاربعاء باول اعياد الميلاد في حاضرة الفاتيكان
البابا يعود أطفالًا مرضى عشية الميلاد
شعبية البابا فرنسيس زادت لكن ارتياد الكنيسة لم يزد
عباس يدعو الحجاج الى القدوم الى الاراضي المقدسة بمناسبة زيارة البابا
عملية البابا فرنسيس الاصلاحية قد تكون مخيبة
باريس: اقل من خمس دقائق كانت كافية: ففي 13 اذار/مارس 2013، اذهل البابا فرنسيس الجماهير في ساحة القديس بطرس عندما طلب منها على حين غرة ان تصلي من اجله. ولم يفجر اي حبر اعظم من قبله هذا القدر من الحماسة في مثل هذه الفترة القصيرة.
فمن مانيلا الى مكسيكو، ومن ابيدجان الى بوغوتا او باريس، يتذكر كل واحد من هؤلاء الناس بعد عام، "المفاجأة الالهية" التي شعر بها لدى ظهور البابا على الشرفة بلباسه الابيض وقوله كلمته الاولى "مساء الخير".
فقد شعرت الكولومبية ماريا انجيليكا لارغو (50 عاما) "على الفور انه اقرب الى الشعب ويتحلى بمزيد من البساطة والانسانية"، ورأت جوليانا غيرالدو (25 عاما) ان "البابا فرنسيس لا يسعى الى الشهرة، بل يسعى الى شيء يتسم بمزيد من الروحانية".
وفي رين، تعرب كريستين اش. (65 عاما) التي تنتمي الى التيار الكاثوليكي التقليدي، عن اسفها "لتخليه عن مظاهر الأبهة. فلماذا استبدل الحذاءين الاحمرين الجميلين بحذاءين كبيرين رياضيين. أليقول لنا انه رجل من عامة الناس؟"
وسواء انتعل الحذاءين الاحمرين ام لم ينتعلهما، يقول المدرس روجيه كواسي من ابيدجان ان المهم هو ان "يكون البابا فرنسيس اقرب الى الناس"، وفي مانيلا، عادت نورا تابيك (58 عاما) "التي تأثرت بأقواله عن محبة الفقراء" الى كنف الابرشية.
هل يتمتع البابا بشعبية ظرفية مستمدة من "مباركته للمدينة والعالم"؟
يقول اودون فالي المؤرخ الفرنسي للاديان "لم نر من قبل بابا يتمتع بهذا القدر من الشعبية في غضون بضع دقائق. وهذه الشعبية كبيرة في اوروبا، وتتخطى بالتأكيد الكنيسة الكاثوليكية، حتى لو ان اقلية من التقليديين في فرنسا لا تعرب عن حماستها له".
واضاف "نلاحظ في الاجمال تأييدا كبيرا من الكاثوليك الفرنسيين لهذا البابا الذي يتمتع بشعبية تفوق شعبية البابا بنديكتوس السادس عشر، حتى اننا نلاحظ بداية عودة الى الممارسات الدينية في الكنائس منذ الخريف".
ويتجلى هذا التأييد ايضا في اميركا اللاتينية، حتى لو ان البابا يوحنا بولس الثاني، الرحالة الكبير، يبقى في افريقيا البابا الاكثر شعبية
وفي الفيليبين التي تحتل المرتبة الرابعة بين 1,2 مليار كاثوليكي في العالم، عادت نونا اندايا-كاستيللو (52 عاما) المستشارة العائلية في مانيلا، والتي اثارت اشمئزازها فترة طويلة انتهاكات حقوق الانسان إبان حكم ماركوس، الى احضان الكنيسة للمساعدة في مكافحة الفقر.
وفي بلد يعتبر الاجهاض فيه غير قانوني، لا تخفي اندايا معارضتها تشريعه، وتقول انها ستتصدى لاي خطوات تجيزه. وفي المقابل، ترحب بتفهم الكنيسة لاوضاع المثليين.
ولا تشاطرها هذا الرأي المكسيكية اورورا غزميز، الموجودة على الطرف الاخر من الكرة الارضية. وتقول "اذا اراد المثليون ان يتزوجوا، فليتزوجوا زواجا مدنيا، لكننا لا نستطيع تغيير كنيسة المسيح حسب اذواقهم".
ثمة بلدان كثيرة وتقاليد كثيرة واساليب كثيرة لعيش الحياة الكاثوليكية.
تقول الطالبة رايسا من ساحل العاج "الامر سيان للاجهاض والانتحار غير الموجودين والحمدالله في مجتمعاتنا. فالبابا فرنسيس لن يدينهما لاننا جميعا خطأة كوننا بشرا، لكنه لا يستطيع ان يشجع عليهما".
وسينصرف البابا فرنسيس (77 عاما) بعد فترة سماح استمرت سنة الى القيام بمهمات حفظ توازن دقيقة، عدم اغضاب الكرادلة الايطاليين الذين يشعرون ببعض التهميش منذ جلوسه على عرش بطرس من جهة، وعدم التشديد ب"اساقفة المطارات" في بعض البلدان الافريقية الذين يحسدونهم على ما يتمتعون به من صلاحيات.
كما سيحترس ايضا من الاعداء القريبين الذين لا يؤيدون عملية الايدي النظيفة التي يقوم بها في الدوائر المالية للفاتيكان التي استخدمها البعض لغسل قذارات المافيا. حتى ان بعض الكرادلة قد يكونوا عرضة للتهديد في جنوب ايطاليا.
وبحذر شديد ايضا، يتعين عليه ايضا ان يتطرق الى مسألة زواج الكهنة الذين اتخذ عدد منهم خليلات ولديهم بالتالي اولاد.
لكن البابا فرنسيس يمتلك ورقة بالغة الاهمية، فهو يسوعي، وبعبارة اخرى، هو بابا قادر على تطويع العقيدة مع الحقائق اليومية، والظهور بهذا المعنى اقل تشددا من البابا بنديكتوس السادس عشر على رغم خطواته التي لم تقدر حق قدرها لمكافحة التحرش بالاطفال والمال القذر.
ويقول الاب بول فالادييه، المفكر اللامع واليسوعي ايضا، ان "الحقيقة الساطعة عبثية وقاتلة اذا كان من المتعذر عيشها، ومن المناسب المساعدة على احراز تقدم في طريقة حياة تخلو من الالزام والقسوة او التخلي المنهجي" عن موجبات العقيدة.
Comments