مونديال الناشئات يضيء شمعته الرابعة على ضفاف الكاريبي

تتجه أنظار الجماهير الكروية هذا الأسبوع إلى مدينة سان خوسيه عاصمة جمهورية كوستاريكا التي ستكون مسرحاً لافتتاح مونديال السيدات تحت 17 سنة.

وسيتنافس ستة عشر منتخباً بين 15 مارس/آذار و4 أبريل/نيسان في كوستاريكا من أجل معانقة اللقب العالمي.

وسنسلط الضوء خلال هذا المقال على أهم حيثيات وتفاصيل كأس العالم للسيدات بالإضافة إلى حظوظ المنتخبات المشاركة في التتويج. 

نالت كوستاريكا عام 2011 شرف تنظيم مونديال السيدات تحت 17 سنة بعد منافسة شرسة من دول ذات إمكانيات كبرى على غرار الإمارات العربية المتحدة وروسيا.

وفي خضم الفرحة التي غمرت الشعب الكوستاريكي باحتضان بلدهم مسابقة عالمية ذات صيت واسع، نزل قرار الفيفا السنة الماضية (2013) بسحب شرف تنظيم المونديال من دولة أميركا الوسطى كالصاعقة على الجماهير الكروية المحلية.

وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" سحب تنظيم كأس العالم للسيدات تحت 17 عاماً من كوستاريكا بسبب التأخير في عمليات تشييد الملاعب.

وقال الفيفا في بيان: "بسبب عدد من الأمور التي أدت إلى التأخير في تشييد الاستادات كان الخيار الوحيد للفيفا بالاتفاق مع الاتحاد الكوستاريكي لكرة القدم هو نقل كأس العالم تحت 17 عاماً المقررة العام المقبل".

وأضاف: "يشكر الفيفا اتحاد كرة القدم في كوستاريكا على جهوده والتزامه".

وأكد الاتحاد الدولي للكرة آنذاك أنه سوف يبحث عن دولة تستضيف البطولة بأسرع ما يمكن وأنه سيعلن الدولة المضيفة للبطولة خلال اجتماع لجنته التنفيذية يوم 21 مارس/آذار 2013 بعدما تسبب خلاف بين الحكومة واللجنة المنظمة المحلية في إعاقة العمل إذ قال منظمون إنهم لم يحصلوا على الأموال التي تعهدت الحكومة بتقديمها بينما ذكرت الحكومة أن المنظمين لم يسلكوا الطرق السليمة للحصول على المال.

وتنفس الكوستاريكيون الصعداء بعد قرار اللجنة التنفيذية للفيفا بالتراجع عن سحب التنظيم من بلدهم عقب تطمينات من اتحاد الكونكاكاف ووعود من الحكومة المحلية بالتسريع في أشغال تشييد الملاعب والمضي قدماً في تهيئة البنية التحتية.

ومن هنا يتبين حجم المعاناة التي مرت بها دولة أميركا الوسطى بغية تنظيم العرس العالمي وإرضاء الجماهير الكروية التواقة لمثل هذه المحافل والمعروفة بتعلقها الشديد بالرياضة الشعبية الأولى في البسيطة.

وعلى الرغم من تواضع إمكانياتها المادية وقلة تعدادها السكاني (4.301.712 نسمة تقريباً) فقد نجحت كوستاريكا في الانتهاء من عملية تشييد الملاعب قبل انطلاق المنافسة المرتقبة إذ رجحت تقارير إعلامية عالمية نجاح البلد الناطق بالإسبانية في تنظيم مونديال السيدات.

بلغ 16 منتخباً نهائيات كأس العالم للسيدات تحت 17 عاماً وهم كالآتي:

ممثلو أوروبا: ألمانيا – إسبانيا – إيطاليا.

ممثلو إفريقيا: نيجيريا – غانا – زامبيا.

ممثلو آسيا: اليابان – كوريا الشمالية – الصين.

ممثلو الكونكاكاف: المكسيك – كندا.

ممثلو أميركا الجنوبية: فنزويلا – كولومبيا – باراغواي.

وُزعت المنتخبات المتأهلة إلى مونديال كوستاريكا على أربع مجموعات وهي كالتالي:

المجموعة الأولى: كوستاريكا – فنزويلا – إيطاليا – زامبيا.

المجموعة الثانية: غانا – كوريا الشمالية – ألمانيا – كندا.

المجموعة الثالثة: نيوزيلاندا – باراغواي – إسبانيا – اليابان.

المجموعة الرابعة: المكسيك – كولومبيا – الصين – نيجيريا.

تبدو حظوظ كوريا الشمالية (وصيفة بطل آسيا) وألمانيا (بطلة أوروبا) الأوفر للتربع على عرش مونديال السيدات تحت 17 عاماً.

ووضعت القرعة المرشحين الأبرزين لنيل لقب كأس العالم في نفس المجموعة (الثانية) مما يساعدهما على تأجيل المواجهة "الحاسمة" بينهما إلى الأدوار المتقدمة إذ إنهما مرشحان فوق العادة للتتويج إذا لم يتقابلا في ما قبل النهائي.

ولن تكون مهمة المنتخبين يسيرة في التأهل إلى ثاني الأدوار خصوصاً في ظل وجود غانا "العنيدة" وكندا وصيفة بطل الكونكاكاف.

ولن تفوت ألمانيا هذه الفرصة لنيل أول ألقابها العالمية في هذه الفئة بعد أن حلت ثالثة عام 2008 في نيوزيلاندا ثم رابعة سنة 2012 في أذربيجان.

في المقابل تسعى كوريا الشمالية إلى إحراز ثاني تتويجاتها بعد لقب عام 2008 إذ فشلت في نسخة 2010 بالبقاء في القمة وحلت رابعة ثم خسرت نهائي نسخة 2012 أمام فرنسا.

ومن المرجح أن تنافس منتخبات نيجيريا واليابان والمكسيك بقية المرشحين على لقب المسابقة في ظل التطور اللافت في مستواها على أن تكون كوستاريكا المضيفة الطامحة إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور رقماً صعباً خلال المنافسات.

ستسجل النسخة الرابعة من مونديال السيدات تحت 17 عاماً غيابات هامة أبرزها احتجاب منتخبي فرنسا بطل 2012 ومنتخب كوريا الجنوبية بطل 2010.

وفشلت فرنسا في بلوغ كأس العالم والدفاع عن لقبها بعد مردودها المخيب للآمال في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة التي أقيمت في إنكلترا إذ ودعت المسابقة منذ دور المجموعات بعدما حلت ثالثة وراء إسبانيا وألمانيا ضمن منافسات المجموعة الثانية برصيد 3 نقاط.  

بدورها أخفقت كوريا الجنوبية في الالتحاق بقائمة المتأهلين إلى مونديال كوستاريكا عقب خروجها من دور المجموعات ضمن منافسات كأس آسيا إذ جاءت ثانية وراء تايلاند لحساب المجموعة الثالثة وغادرت المسابقة وفي رصيدها نقطتان.