برديتش أمل جديد للتنس التشيكي

يبدو أن توماس برديتش أخذ على عاتقه مهمة إعادة البريق للتنس التشيكي وإحياء ذكرى عمالقة بلاده من جديد، خاصة بعدما دخل "التوب 5" كأفضل تصنيف له منذ احترافه لعبة كرة المضرب.

فبعد فوزه بدورة روتردام الهولندية على حساب الكرواتي مارين سيليتش، وبلوغه الدور النهائي من بطولة دبي أمام السويسري روجيه فيدرر الأسبوع الماضي وخسرها 3-6 و6-4 و6-3 قفز برديتش إلى المركز الخامس في ترتيب رابطة المحترفين للتنس برصيد 4890 نقطة متقدماً بفارق خمس نقاط عن البريطاني آندي موراي.

برديتش المولود عام 1985 في مدينة فالاشسكي ميزيريتشي التابعة لإقليم زلين في جمهورية التشيك وضع أولى خطواته في مشروع الألف ميل وهو بعمر الخامسة.

ورغم عمره الصغير إلا أنه كان يلفت أنظار من حوله لموهبته التي يملكها، واستطاع في عمر الثمان سنوات أن يفوز بلقب أفضل لاعب صغير في التشيك.

وفيما بعد أصبح أفضل لاعب ناشئ وفاز بلقب بطولة جمهورية التشيك للتنس تحت 12 سنة، لينتقل بعد ذلك إلى مدينة بروستيوف التي تتميز باهتمامها الكبير بالتنس ويوجد فيها الكثير من المدربين ليتتلمذ على يد الأسطورة إيفان ليندل لفترة بسيطة.

وشارك برديتش بالبطولات الأربع الكبرى للناشئين ولكنه لم يكن موفقاً كثيراً، حيث لعب في الدور الأول من أستراليا المفتوحة وأميركا المفتوحة، وبلغ الدور الثاني من فرنسا المفتوحة، وربع نهائي ويمبلدون.

انتقل التشيكي إلى عالم الاحتراف عام 2002 وفاز ببطولتين محليتين، وفاز بثلاث بطولات في بريطانيا عام 2003 وبلغ نهائي ست دورات أخرى، وفاز بأول مباراة له في رابطة المحترفين ATP في بطولة فرنسا المفتوحة حيث فاز حينها على الألماني توماس بيرند 5-7 و6-3 و6-2 و6-3، ليخسر في الدور التالي أمام الأرجنتيني خوان إغناسيو تشيلا 6-2 و1-6 و4-6 و3-6.

وفي 2004 بلغ الدور الثاني من بطولة أستراليا المفتوحة بفوزه على الفرنسي نيكولاس ماهو 6-4 و6-2 و5-7 و6-3، قبل أن ينهي الأميركي أندريه أغاسي تقدمه صفر-6 و2-6 و4-6، ولعب أيضاً في الدور الأول لفرنسا المفتوحة وويمبلدون، وشارك في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية محققاً مفاجأة كبيرة بإقصائه السويسري روجيه فيدرر (المصنف الأول حينها) من الدور الثاني 4-6 و7-5 و7-5 لينتهي مشواره في ربع النهائي على يد الأميركي تايلور دينت 4-6 و1-6.

وبعد مشاركته في دورة الألعاب الأولمبية بلغ الدور الرابع من بطولة أميركا المفتوحة متجاوزاً السويدي يوناس بيرغمان، وتوماس كيتولا، والروسي ميخائيل يوجني، ليخسر أمام الألماني تومي هاس 6-7 و1-6 و5-7.

وتعد خزينة برديتش متواضعة حتى الآن إذ يملك 9 ألقاب فقط حيث نال لقب باليرمو 2004 على حساب الإسباني دافيد فيرير، ودورة باريس للأساتذة 2005 بفوزه على الكرواتي إيفان ليوبيسيتش، ودورة هالي 2007 بفوز على القبرصي ماركوس بغدادتيس، وطوكيو 2008، وميونيخ 2009، وبكين 2011، وستوكهولم ومونبيليه 2012، وأخيراً روتردام 2014، على أمل أن تتوج مشاركته الحالية ببطولة إنديان ويلز للماسترز بالنجاح.

أما فيما يخص أبرز المحطات التي وصل إليها في البطولات الأربع الكبرى فبلغ نصف نهائي أستراليا المفتوحة 2014 ونهائي فرنسا المفتوحة 2010، ونصف نهائي ويمبلدون 2010، ونصف نهائي أميركا المفتوحة 2012.

ولم يكتف اللاعب التشيكي بالتركيز على مسيرته الفردية فحسب، بل ساهم أيضاً في قيادة منتخب بلاده مع المخضرم راديك ستيبانيك إلى لقب كأس ديفيس عامي 2012 و2013، وإلى تخطي الدور الأول هذا العام على حساب هولندا الشهر الماضي.

ولكن التشيك ستفتقد، نجمها الأول في مواجهة اليابان في ربع نهائي كأس ديفيس من 4 إلى 6 نيسان/أبريل المقبل، ونقلت صحف تشيكية عن برديتش قوله عقب دورة دبي الدولية أنه لن يشارك في جميع مباريات كأس ديفيس هذا العام، لكنه عاد وأصر على أنه سيغيب فقط عن ربع النهائي ضد اليابان.

وقال مدرب المنتخب التشيكي ياروسلاف نافراتيل: "أتفهم وأحترم قرار توماس"، بعدم المشاركة في ربع النهائي.