المحتوى الرئيسى

طريق التوابل وحروبه الأوروبية.. والوصول إلى كاندى

03/01 05:43

تظل المذاقات والنكهات المتميزة للأنواع الفاخرة من توابل سرنديب جزءًا أساسيًّا من نسيج التجربة الإنسانية فيها

بقى المسلمون فى قلب الجزيرة وبعيدًا عن سواحلها طوال فترة الاستعمار البرتغالى لها

سيطر التجار العرب ما بين القرنين التاسع والخامس عشر كلية على التجارة فى المحيط الهندى

جلبت هولندا عديدًا من مسلمى الملايو كى يلعبوا لها دور الوسطاء التجاريين مع مسلمى سريلانكا

أصبح المسلمون وأحفاد العرب فى دورات طريق التوابل القديمة جزءًا من النسيج الاجتماعى فى تلك الجزيرة

كانت تجارة التوابل هى التى وضعت جزيرة سرنديب على خارطة العالم

الجنود الرومان فى سالف العصور كانوا يتلقون راتبهم الشهرى على شكل أكياس من الملح

كانت تجارة التوابل هى التى وضعت تلك الجزيرة الجميلة، جزيرة سرنديب، التى غيَّر الاستعمار اسمها إلى سيلان، ثم غيَّرها أهلها إلى سيريلانكا، على خارطة العالم. وكانت هى التى جلبت العرب إليها فى سالف الأزمنة، ثم جاء معهم الإسلام بعد ظهوره فى جزيرة العرب. وبعد أن أصبح دين التجار العرب فى عصر ازدهار الحضارة العربية، خصوصًا فى زمن الدولة العباسية، حيث سيطر التجار العرب ما بين القرنين التاسع والخامس عشر كلية على التجارة فى المحيط الهندى. كما كان الاحتكاك بهؤلاء التجار، وبمن يتخلف منهم فى الجزيرة حتى يجمع البضائع المرغوبة لمن سيفدون بالسفن لشرائها، ليعيش فيها، ويتزوج من نسائها هو الذى أغرى كثيرين من سكان الجزيرة باعتناق الإسلام. وكذلك الحال مع من كان يفضل البقاء بها من بحارة السفن العربية، فلم يكن العرب يرسلون المبشرين إلى تلك البقاع النائية، ولكن كانت مكانتهم التجارية المرموقة، وحضارتهم الإسلامية الراقية هى التى دفعت من يتعاملون معهم من التجار وموردى البضائع المحليين إلى اعتناق دينهم. وبمرور الزمن تكونت نواة مسلمى سيريلانكا الأصليين، الذين يعرفون بالسيريلانكيين العرب. ومع تنامى سلطة الخلافة العباسية وتزايد ثروتها وسيطرة العرب المسلمين على التجارة فى المحيط الهندى، أصبح الإسلام دين طبقة التجار الموسرين فى تلك الجزيرة. وليس هناك أفضل من الثراء وما يحيط به من أبهة اجتماعية وثقافية من وسيلة لتوسيع رقعة أى شريحة اجتماعية وتوطيد مكانتها وتعزيز ثقافتها، بما فى ذلك دينها فى المجتمع، لذلك تزايد عدد المسلمين فى سرنديب، واستقر أغلبهم فى سواحلها الغربية، التى كانت فيها موانيها الكبيرة فى جول وكولومبو.

ولكن هذا الأمر تغير بعد تضعضع الحضارة العربية، خصوصًا بعد انهيار الأندلس، لأن تاريخ سقوط غرناطة عام 1492 يعد تاريخا فاصلا فى المسيرة البشرية برمتها، فليس من المصادفة أن ارتبط هذا السقوط بما يدعى بالكشوف الجغرافية الأوروبية، واكتشاف فاسكو دى جاما طريق رأس الرجاء الصالح بعدها بخمس سنوات، عام 1497. إذ يعد هذا التاريخ أيضا تاريخ البداية الدموية لارتباط التجارة (تجارة التوابل فى حالتنا هذه) بالعنف والاستعمار ونهب أراضى الآخرين وثرواتهم. ويقال إن البحار الإيطالى كريستوفر كولومبوس حينما أبحر بسفنه عام 1492، أى عام سقوط غرناطة وبتكليف من ملك إسبانيا المنتصر على عرب الأندلس، كان يهدف إلى الوصول إلى الهند كى يستورد منها الفلفل والتوابل. ولكن الرياح ألقت بسفنه لسوء حظ سكان الأمريكتين على الشواطئ الأمريكية، أو شواطئ العالم الجديد الذى بدأت به فتوحات إسبانيا الاستعمارية فى الأمريكتين، وهناك لم يجد الفلفل الأسود، وإنما وجد نبات الشطة، فعاد به وسماه الفلفل. ومنذ ذلك الوقت استقر تعبير الفلفل الحار فى اللغات الأوروبية Chile Pepper اسما للشطة، ويبدو أننا أخذناه عنها فى العربية أيضا فى تعبير «فلفل شطة».

فسقوط غرناطة لم يكن مجرد سقوط حكم عربى لمنطقة من القارة الأوروبية، وإنما كان سقوط نمط ثقافى وحضارى بأكمله، نمط يتسم بالتسامح الإنسانى، والتفاعل الثقافى، ويهتم بتطوير المعرفة وقضايا العقل «ابن رشد» والفكر والحوار مع الآخرين، وحلول نمط آخر مكانه يتسم بالتعصب والعنصرية وضيق الأفق، لأن سعار اضطهاد المسلمين بعد نجاح فيرديناندو وإيزابيلا فى هزيمتهم واستئصال حكمهم، وبداية عمليات التطهير العرقى منهم، هم واليهود الذين عاشوا تحت حكم العرب فى إسبانيا أزهر فترات تاريخهم، كان بداية نمط حضارى مغاير يتسم بالعنف والهمجية. فصعود ما نعرفه باسم محاكم التفتيش، التى تنقب فى ضمائر البشر ونياتهم، والذى كان أول تجليات الأصولية العمياء وأبشعها، ليس مفصولا بأى حال من الأحوال عن طبيعة الرؤى والتوجهات التى قادت عملية الاستعمار الذى سعت فيه أوروبا لنهب ثروات العالم. وبناء نهضتها الحديثة على حساب الآخرين، بدعاوى تفوق الحضارة الأوروبية المسيحية على غيرها من الحضارات الأخرى. وما هذا التعصب والتطهير العرقى إلا دليل تخلفها وبربريتها الدامغة، حينما نقارنه بنمط التسامح العربى الذى ساد فى الأندلس.

والواقع أن إسبانيا بعدما خيّب كولومبوس أملها فى جلب الفلفل، وجلب لها بدلا منه الشطة، سرعان ما أرسلت بعثة بحرية أخرى لنيل حصتها من تجارة التوابل. بقيادة فرديناندو ماجلان فى رحلته الشهيرة عام 1519 لاستكشاف الشرق الذى فشل كولومبوس فى الوصول إليه، وفى منافسة مع البرتغاليين. وقد فقد ماجلان فى هذه الرحلة التى انتهت به إلى الفلبين أربعة من سفنه الخمسة، لكنه عاد بالسفينة الخامسة مليئة بالفلفل الأسود، ما جعل الرحلة مجزية، بل ومربحة لإسبانيا، ليس فقط لأنها منحتها السيطرة على الفلبين، وموطئ قدم فى الشرق الأقصى، وتجارة التوابل العالمية؛ ولكن أيضا لأن تلك السفينة الواحدة المحملة بالفلفل غطت من الناحية التجارية البحتة كل تكاليف الرحلة وزيادة. وليس غريبا أن تحتل تجارة التوابل هذه المكانة المهمة فى أوروبا وقت نهضتها، إذا ما عرفنا أن الجنود الرومان فى سالف العصور كانوا يتلقون راتبهم الشهرى على شكل أكياس من الملح Salt، وهو الأصل للكلمة المعروفة الآن فى كثير من اللغات الأوروبية Salary والمشتقة من كلمة ملح، والتى تعنى الآن الراتب/ المرتب، وللتعبير أو المصطلح الإنجليزى الشائع Worth his Salt لمن له قيمة، أى الشخص الجدير بملحه، وهو الشخص الجاد الذى يعتمد عليه.

لكن دعنا نعد إلى جناية تجارة التوابل تلك بعد صعود أوروبا على جزيرتنا الجميلة سرنديب/ سيلان. وكيف أنها عانت من صراعات القوى الأوروبية الدموية وحروبها منذ اكتشاف فاسكو دى جاما لطريق رأس الرجاء الصالح، لأن اكتشافهم لهذا الطريق شق طريقا جديدا للتجارة البحرية من ناحية، وللتوسعات الاستعمارية بعدها من ناحية أخرى، حيث كانت تجارة التوابل أيضا من أهم التجارات الأوروبية فى القرن السادس عشر والسابع عشر، إن لم تكن أهمها خصوصا بعدما أدت عمليات النهضة الأوروبية إلى اتساع قاعدة الطبقة الوسطى، التى وسع سعيها لتقليد الطبقات الأعلى، قاعدة مستخدمى التوابل، وزاد الطلب عليها فازدهرت تجارتها أكثر. وكانت تجارة التوابل، والتى خُصصت لها شركات الهند الشرقية، الهولندية منها والإنجليزية، وقبلهما البرتغالية التى وصلت إلى آسيا عبر رأس الرجاء الصالح قبلهما، وليس عبر الطريق البرى والخليج العربى، هى رأس الحربة التى مهدت الطريق لاستعمار بلدان آسيا فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث كانت التجارة تبدأ أولا، ثم تتبعها الجيوش لتأمين طريق التجارة والحفاظ على سلامتها كما يزعمون.

وحينما جاء البرتغاليون إلى الجزيرة كانوا هم أول من وصلها من الأوروبيين، وأول من غير اسمها إلى Ceilão وهو الاسم الذى استقى منه الإنجليز فى ما بعد اسم سيلان. وقد واجهوا مقاومة شرسة من ممالكها المختلفة، فدعموا وجودهم فى موانيها. وقد استغرق هذا منهم قرابة القرن، منذ وصولهم إليها عام 1505 وحتى توطيد سيطرتهم على سواحلها، خصوصًا عاصمتها كولومبو عام 1592. وقد نقل السنهاليون (وهم غالبية السكان) عاصمتهم إلى كاندى المنيعة، وأُجبِر كثير من سكان السواحل من السينهاليين على اعتناق المسيحية. بينما تعرض المسلمون للاضطهاد، واستولى البرتغاليون على ممتلكاتهم لانتزاع التجارة والثروة منهم، وقد أدى هذا إلى هجرة كثيرين منهم إلى كاندى، حيث وفّر لهم سينارات آداهاسن Senarat Adahasin ملك كاندى (1604-1635) وقتها، والذى استعصت مملكته على المستعمرين البرتغاليين لتحصيناتها المنيعة فبقوا فى السواحل، ملاذا آمنا فى مملكته. وهكذا، ترك المسلمون المدن الساحلية الثرية وتركوا فيها تجاراتهم وثرواتهم، واضطروا إلى النزوح إلى داخل الجزيرة. وقد بقى المسلمين فى قلب الجزيرة وبعيدا عن سواحلها طوال فترة الاستعمار البرتغالى لها، والذى أدى إلى تقسيمها إلى قسمين: أولهما الشواطئ الغربية التى سيطر عليها البرتغاليون لأكثر من قرن، وثانيهما هو النصف الجبلى والشرقى من الجزيرة الذى بقى تحت سيطرة مملكة كاندى.

وقد كره السنهاليون البرتغاليين كما كرههم المسلمون، لذلك ما إن ظهرت هولندا فى الأفق حتى تحالف معها السنهاليون أملا فى أن تنقذهم من شراسة البرتغاليين وظلمهم وما فرضوه على الأهالى من ضرائب ومكوس مرتفعة. ووقّع معهم ملك كاندى راجاسنغ الثانى Rajasinghe II معاهدة لهذا الغرض، عام 1638 تقضى بأن يساعد جنده الهولنديون فى تحرير المناطق الساحلية وتسليمها إلى ملك كاندى، مقابل أن يمنحهم الملك حق احتكار التجارة فى الجزيرة. ومع أن التجارة كانت هدف شركة الهند الشرقية الهولندية، إلا أن الهولنديين بعدما حرروا الشواطئ والموانى من البرتغاليين بمساعدة السنهاليين نقضوا عهودهم مع الملك، وكشفوا عن وجههم القبيح، ففرضوا على السكان ضرائب ومكوسا أسوأ من تلك التى فرضها عليهم البرتغاليون، واضطهدوا كل من اعتنق الكاثوليكية من السنهاليين، بغية تحويلهم إلى البروتستانتية (ديانة الهولنديين). وأرادوا استعمار الجزيرة برمتها، فتراجع الملك إلى تحصينات كاندى المنيعة التى لم يتمكن الهولنديون من قهرها رغم سيطرتهم على بقية الجزيرة بحلول عام 1660. وقد جلبت هولندا العديد من مسلمى الملايو، كى يلعبوا لها دور الوسطاء التجاريين مع مسلمى سيريلانكا، وينتزعوا من أيديهم قدرا كبيرا من تلك الثروة التى كانوا يسيطرون عليها لصالح الاستعمار الهولندى الجديد. ويعرف هؤلاء الآن تمييزا لهم عمن سبقوهم من السيريلانكيين العرب باسم المسلمين الماليزيين. وقد أصبح المسلمون وأحفاد العرب فى دورات طريق التوابل القديمة جزءا من النسيج الاجتماعى فى تلك الجزيرة، بينما ظل الأوروبيون جسما غريبا عنها، قد تكون له غوايته، ولكن له كراهيته أيضا.

والواقع أن النزاع على سرنديب/ سيلان كان أحد الفصول الدامية فى صعود المد الأوروبى وسيطرة أوروبا على تجارة التوابل. ولا يستطيع أحد أن يتصور أن حروبا طويلة اندلعت من أجلها، فقد استمرت حرب الهولنديين ضد الإمبراطورية البرتغالية، والتى اندلعت عام 1602 ستين عاما حتى عام 1663. وساعد فيها الإنجليز الهولنديين للحلول محل البرتغاليين فى تجارة التوابل التى كانت أهم تجارات القرنين السادس عشر والسابع عشر، وحتى بداية الثورة الصناعية. وهى الحرب التى امتدت على عدة جبهات، وانتصر فيها البرتغاليون على الهولنديين فى الجبهتين الأمريكية والإفريقية، حيث انتزعوا منهم البرازيل التى كانت هولندية فى أمريكا الجنوبية، واسترجعوا منهم أنجولا فى الجبهة الإفريقية. بينما انتصر الهولنديون على البرتغاليين فى الشرق الأقصى واستولوا منهم على فرموزا (تايوان الآن) وسرنديب (سيريلانكا) ومالكا (الملايو ثم ماليزيا فى ما بعد) وأجزاء من جنوب شبه القارة الهندية، وإندونيسيا التى أصبحت عاصمتها باتافيا (جاكرتا حاليا) عاصمة شركة الهند الشرقية الهولندية (تمييزا لها عن رديفتها شركة الهند الشرقية الإنجليزية). ولكن يظل هذا التاريخ، وهو تاريخ لم تنته ويلاته مع الاحتلال الهولندى، ولكنه استمر بعدما انتزعت بريطانيا الجزيرة من هولندا عام 1796 حربيا، و1802 رسميا بعد اتفاقية إميان Treaty of Amiens التى سلمت فيها هولندا بالتخلى عن الجزيرة لبريطانيا. كما تظل المذاقات والنكهات المتميزة للأنواع الفاخرة من توابل سرنديب/ سيلان جزءا أساسيا من نسيج التجربة الإنسانية فيها.

كانت هذه التواريخ والمذاقات جزءا من تجربة زيارة حدائق القرفة على الطريق إلى كاندى. فاستوائية مناخ هذه الجزيرة ووفرة الأمطار فيها، تجعل تلك الحدائق المترعة بالنباتات العطرية والتوابل نوعا من هبة الطبيعة للجزيرة، كما أن مصر هبة النيل الذى تريد أن تنتزعه منها إثيوبيا بسد النهضة بالتواطؤ مع العدو الصهيونى وتشجيعه. حيث تبدو امتدادات حدائق القرفة وكأنها بنت الطبيعة البرية، وألّا فضل للبشر فى أى شىء مما تراه فيها، لكن البشر دائما ما يضيفون لمساتهم إليها. ويسعون للتكسب منها، لا كما كان أسلافهم يفعلون مع تجار التوابل، وتوفير محاصيلها لهم، فقد فقدت التوابل الآن مكانتها كتجارة للأثرياء، وأصبحت من المواد العادية المتوفرة فى كل بيت لقاء قروش زهيدة. ولكن هذه المرة باصطياد السياح، وعرض وصفاتهم السحرية من مختلف الأعشاب والزيوت العطرية التى يستخلصونها من مختلف نباتات حدائق القرفة عليهم. وقد وقعت، كما وقع كثيرون غيرى فى أحابيلهم، فلهم فى ذلك طريقة آسيوية فريدة. فعلى عكس لجاجة مرشدى السائحين فى كل مكان، والتى ينافسون فيها أحيانا لجاجة المتسولين، كانت حديقة القرفة التى زرتها توفر لكل سائح أو سائحة مرشده/ها من نفس جنس السائح ذكرا كان أو أنثى. ويشرح لك المرشد كل شىء، ويعرض عليك كل رائحة على طبيعتها، بأن يفرك لك الورقة أو الزهرة أو يقتطع شيئا من الدرنة أو اللحاء الذى تُستقى منه، لتشمه أو تذوقه وفق الأحوال. ويشرح لك أوان قطاف كل منها، وطريقة استخلاص ما يستخلص منها. ثم يسوقك فى نهاية المطاف إلى مكان ظليل فرشت فيه الوسائد كى يسقيك شيئا من تلك المشروبات، أو يعرض عليك بعض ما يُستخلص منها من زيوت. ودون أن تشعر يبدأ فى تدليك رأسك ثم عنقك ببعض تلك الزيوت، ثم يخلع عنك قميصك، ويبدأ فى تدليك قاعدة العنق والأكتاف بزيوت أخرى، بينما يتركك ترتشف بعض المشروبات الساخنة وتسترخى. والتدليك من الفنون الآسيوية التى يجيدها الآسيويون فى جل شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا. إلى الحد الذى تجد معه دكاكين صغيرة للتدليك على الواقف، أو حتى فى الشارع فى المناطق الفقيرة. وهو إذا كان المدلك ماهرا أقرب إلى التنويم الذى يبعث الهدوء فى الجسم والاسترخاء فى النفس. ثم لا يطلب منك أى شىء مقابل هذا كله، بل يقودك بعد الفراغ من الزيارة إلى دكان الحديقة الذى يبيع تلك الزيوت والأعشاب، وقد جربت وشربت شيئا منها. ويتركك هناك وقد سلمك لفريق آخر يشرف على الدكان يحدثك عن ميزات كل زيت وأسعاره. فلو كنت متوترا فإن هذا الزيت يبعث على الاسترخاء، وإن كنت سمينا، فإن هذا الترياق يجعلك تفقد ١٠ كليوجرامات فى أقل من شهر... وهكذا. ولأنك مسترخ بعد التدليك، وتشعر فى الوقت نفسه بالحرج من كرمهم معك، دون أن يطلب أى منهم منك أى مقابل، تحس بأن ثمة ضرورة أخلاقية للشراء، حتى ولو كنت شديد التشكك فى ما يقولون ويعرضون عليك. وهكذا دفعت فى نهاية الزيارة، ودون أن أشعر تقريبا رغم حرصى الشديد مع المرشدين السياحيين، أكثر من ثلاثين دولارا، ثمنا لزجاجة صغيرة من ترياق سوف يؤدى شرب ملعقة صغيرة منه كل صباح إلى فقدان عشرة كيلوجرامات من وزنى فى أقل من شهر. وقد شربت الترياق بعد العودة من الرحلة، ولم ينقص من وزنى شيئا.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل