المحتوى الرئيسى

التوءم العملاق.. وأول صحافة مصرية

02/24 01:44

فى بيتى الصحفى الأول «دار أخبار اليوم» احتفل الأشقاء والزملاء بمئوية التوءم العملاق مصطفى وعلى أمين.. أى بمرور قرن كامل على مولدهما فى بيت الأمة.. بيت خالهما سعد زغلول.

ولقد شدتنى إلى التوءم المعجزة أحداث كبار.. حتى وأنا بعد أدرس بمدرسة دمياط الثانوية. كنا وقتها نتخاطف صحيفة أخبار اليوم كل يوم سبت.. وكنا نحلم بأن نكون يوماً من نجومها.. بل إننى عشقت الصحافة من أيامها وصممت على أن أكون أحد جنودها وهذا ما دفعنى إلى الانخراط فى الصحافة المدرسية. بل وحددت مستقبلى.. بأن أدرس الصحافة، وأعمل بها حتى قبل أن  أراهما.

<< والتحقت للدراسة بقسم الصحافة فى أكتوبر 1957.. وهناك التقيت كوكبة من الزملاء والأصدقاء، وأصبحت دفعتنا هذه ـ وهى الثالثة من هذا القسم ـ أفضل دفعة عملت بالصحافة.. فكان منا «10» رؤساء تحرير!! وعدد كبير من مدراء التحرير ونجومها.. وهناك التقينا بالعملاقين.. رسمياً كان مصطفى أمين هو الأستاذ الذى يدرس لنا «فن التحرير الصحفى»، أى فن الحصول على الأخبار ثم تحريرها.. وكانت محاضراته مساء كل أربعاء.. وكانت مزيجاً من فن البحث عن الأخبار وتحريرها.. إلى ذكريات ومغامرات المحاضر الأستاذ.. مصطفى بك أمين.. وكنا نحرص على ألا تفوتنا محاضرة، أو بعضها.

<< وفى نهاية السنة الثانية فاجأنا مصطفى أمين.. طلب منا أن يصدر كل طالب منا جريدة اسمها «أخبار بيتنا» من 8 صفحات من القطع النصفى.. لا ننشر فيها إلا ما يحدث داخل البيت، ليعرف قدرة كل منا على الإبداع.. واجتهدنا.. وسلمنا الجريدة، وبعد أسبوع قال لنا الحقيقة، قال إن هذه المجلة هى الامتحان الذى كان علينا اجتيازه.. وقال بالحرف الواحد إنه مع توءمه على أمين، دخل عالم الصحافة من خلال جريدة تحمل نفس الاسم، كان يصدرها مع  توءمه وهما بعد يعيشان فى بيت الأمة، بينما كانت ثورة 19 مشتعلة.. ولذلك يمكن أن تصبح «أخبار بيتنا» التى قدمناها له هى جواز مرورنا إلى عالم الصحافة.. وقد كان.

إذ بجانب منح عدد من الفائزين جوائز مالية ـ وكنت واحداً منهم ـ وكان معنا العزيز جلال عارف ـ أطال الله فى عمره ـ والصديق جمال بدوى رحمه الله. بجانب ذلك همس مصطفى أمين فى أذن من اختاره بأن يذهب إليه فى مكتبه بأخبار اليوم، يوم الأحد لكى نبدأ مشوار حياتنا الصحفى المرتقب. وكنت واحداً ممن اختارهم مصطفى بك.

<< وخرجت من مكتبه حاملاً ـ بعد لقاء استمر نصف ساعة ـ ورقة صغيرة بتعيينى محرراً تحت التمرين بقسم الأبحاث، بمكافأة مالية شهرية قدرها خمسة جنيهات، وانطلقت أسابق الريح من مكتبه بالدور التاسع إلى مكتب الأستاذ محمد شوقى رئيس القسم بالدور الثانى وأنا أحلم.. وكنت أحلم بالفعل.

وأخذ مصطفى أمين يتابعنى يومياً.. وعملت معه فى مشروعه الإنسانى ليلة القدر.. فكان ذلك فى مايو1959.. وكانت البداية.

<< كنت أراقبه وهو يدخل دار أخبار اليوم ـ قبل أى محرر ـ ويوقع معنا على ساعة الحضور والانصراف.. وجاءتنى الفرصة عندما كلفنى أستاذى بالعمل ضمن فريق كشف حقيقة السفاح محمود أمين سليمان إلى أن تم القبض عليه، ولو ميتاً فى أحد كهوف جبال حلوان.

وسمح لنا العملاق بحضور مؤتمره ـ أو اجتماعه الأسبوعى ـ كل يوم جمعة.. ليضيف إلينا من خبرته ومعلوماته أسراره.. وكانت كل إصدارات الدار مفتوحة أمام انتاجنا الصحفى «أخبار اليوم الأسبوعية» والأخبار اليومية ومجلة آخر ساعة ومجلة الجيل.. ثم مجلة هى.. وكان يتتبع انتاجنا باستمرار.. ويزودنا بنصائحه.. ومكافآته المالية لأحسن محرر كل أسبوع فى الأخبار والتحقيقات والحوادث.. والرياضة.

<< ولكن الحقد الأسود، والغيرة العمياء، التى غلفت حياة بعض منافسيه الذين أطلق عليهم يوماً كبار صغار الصحفيين» دفعته الى غياهب السجن فى تهمة هو برئ منها 1000٪ ولكنها الغيرة.

وغاب عنا حوالى «9 سنوات»، لم ننقطع عن السؤال عنه.. وكان هذا الاتهام وراء هروب بعضنا.. وسفر بعضنا للعمل خارج مصر.

<< ولكنه كان يتابع عملنا ـ ونحن فى أبوظبى ـ بل أتذكر أنه رشحنى وهو فى السجن لأعمل محرراً بدار الصياد اللبنانية أساهم مع الراحل جلال كشك فى تحرير صفحة «أخبار الخليج» رشحنى للراحل الكبير سعيد فريحة صاحب الدار.. وابنه النابغة بسام فريحة..

مشوار طويل عشته فى عالم الصحافة منذ اكتشفنا عملاقها مصطفى أمين الذى قدم وصنع العديد من النجوم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل