المحتوى الرئيسى

انتخابات الرئاسة في الجزائر تفجر الخلافات في أعلى هرم السلطة

02/22 14:52

لا تزال المعالم الرئيسية لخريطة الانتخابات الرئاسية في الجزائرغامضة، ويميزها الضربات القوية تحت الحزام بين أنصار العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وخصومه السياسين والعسكريين.

فند الرئيس عبد العزيز بوتفليقة جملة وتفصيلا كل ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام الوطنية نقلا عن مسؤولين سياسيين وعسكريين وشخصيات تاريخية وبرلمانية منذ أزيد من ثلاثة أسابيع كاملة بشأن وجود صراع بين مؤسستي الجيش و المخابرات والرئاسية .

و في رسالة له بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد الثلاثاء 18 فبراير جدّد بوتفليقة " التأكيد بوضوح وجلاء أن دائرة الاستعلام و الأمن وخلافا لما يرد في الصحافة من أراجيف ومضاربات تمس باستقرار الدولة والجيش الوطني الشعبي تبقى مجندة تمام التجند في سبيل الأداء الأمثل للمهام الموكلة إليها شأنها في ذلك شأن هياكل الجيش الوطني". وتأتي رسالة بوتفليقة أيام فقط بعد رسالته الأولى التي وجهها لنائب وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح عقب سقوط الطائرة العسكرية في محافظة أم البواقي شرق الجزائر العاصمة. والتي خاضت أيضا في الجدل السياسي والإعلامي الذي فجره الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني باتهامه الجنرال توفيق رئيس مديرية الاستعلامات والأمن بالفشل في أداء مهامه، والسعي لتلطيخ سمعة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وعائلته لمنعه الترشح لعهدة رئاسية رابعة.

ولم تمر اتهامات سعداني دون رد من خصومه، حيث توالت الاتهامات من الجناح المعارض داخل السلطة للعهدة الرابعة، واتهم الجنرال المتقاعد حسين بن حديد، مستشار وزير الدفاع السابق الليامين زروال لشؤون الأمن، الرئيس بوتفليقة بتوظيف حاشيته للتلاعب "بمصير البلاد والعمل على إضعاف جهاز المخابرات"، ووصف الفريق أحمد قايد صالح، قائد أركان الجيش الجزائري، نائب وزير الدفاع "بعدم المصداقية ولا وزن له في الجيش".

وتعد هذه المرة الأولى في تاريخ الجزائر المستقلة التي يخرج فيها الخلاف والصراع بين أقطاب الحكم حول صناعة الرئيس القادم إلى العلن، بعدما كان يتم حسم الخلافات في السر و"داخل العلبة السوداء". مهددة بنشوب حالة من التوتر والتجاذبات بين قيادات سياسية وعسكرية لها أجندات وقراءات متباينة للواقع والمستقبل السياسي للبلاد، ورغم محاولة الأطراف الفعلية نفي الصراع ومحاولة الظهور بمظهر الانسجام بين مؤسسات الدولة إلا ان الوقائع الصراعية والتنافسية واضحة بحسب المراقبين، الذي قال أحدهم بأن إصرار الدائرة الضيقة للحكم نفي الصراع هو في الحقيقة تأكيد له.

واعتبرت وسائل اعلام محلية أن الخلاف بين قيادة الأركان وجهاز المخابرات، تجاوز إطار الانتخابات الرئاسية والترشيح المحتمل لبوتفليقة، وأن تصريحات عمار سعيداني، الأمين العام للحزب الحاكم، كان الهدف منها إضعاف جهاز المخابرات ونزع الهالة الأسطورية عن رجلها العتيد الذي ظل يصنع رؤوساء البلاد ومسؤوليها منذ بداية التسعينيات.

عبد الرازق بوالقمح، الصحفي بجريدة الشروق:"الخلاف بين قيادة الأركان والرئاسة من جهة والمخابرات من جهة ثانية ليس حول شخص بوتفليقة وإنما حول من يخلفه"

ويؤكد زهير بوعمامة، أستاذ العلوم السياسية بالمدرسة العليا للعلوم السياسية، بأن الجدل الذي ظهر في الساحة السياسية خلال الاسابيع الماضية مؤشر على وجود اختلالات قوية أصابت التوازنات الصلبة التي ضبطت منظومة الحكم منذ الاستقلال، وخاصة "تلك المتعلقة بين مؤسسة الرئاسة (المركب المدني)، والمؤسسة العسكرية وفي قلبها المؤسسة الأمنية (المركب العسكري)" ويضيف الدكتور بوعمامة لـdw بأن الاستقطاب الحاد بين الطرفين يبّين أن سيناريو التوافق حول الانتخابات الرئاسية، وترتيبات ما بعدها وصل إلى طريق مسدود في الوقت الراهن.

ويرى عبد الرزاق بوالقمح، الصحفي بجريدة الشروق أن الخلاف بين قيادة الأركان والرئاسة من جهة والمخابرات من جهة ثانية ليس حول شخص بوتفليقة وإنما حول من يخلفه، في الرئاسة أو في تسيير شؤون البلاد في حالة استمراره لعهدة رابعة، ويضيف بوالقمح لـdw لقد استطاع بوتفليقة خلال سنوات حكمه خلق كتل داخل المؤسسة العسكرية تدعمه في كل قراراته، مما جعل الحسم من طرف المؤسسة الأمنية في ترتيبات الوضع السياسي صعب جدا عليها، مما وجد الطرفين مقاومة شديد لخياراتهما المطروحة. ويعتقد بوالقمح أن أخطر ما في السجال الاعلامي هو التهم التي كالها كل طرف للأخر والتي جعلت أحزاب سياسية معارضة تدعو القضاء للتحقيق فيها مما سيزيد الأمر تعقيد في حال استمرار مسلسل الاتهامات بين الطرفين.

د.عبد العالي رزاقي،استاذ جامعة وصحفي:"الصراع هو نزاع صلاحيات ومصالح وليس حول الانتخابات الرئاسية والعهدة الرابعة"

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل