المحتوى الرئيسى

تدابير استثنائية بعد مقتل 26 شخصًا وثلاثة وزراء أوروبيين في كييف الخميس

02/19 23:14

كييف: اعلن النظام الاوكراني الاربعاء عن تدابير استثنائية "لمكافحة الارهاب" في سائر ارجاء البلاد ضد المعارضين المتطرفين غداة اعمال عنف وهجوم للشرطة، اسفر عن سقوط 26 قتيلا في كييف، ودفع باريس وبرلين الى التلويح بعقوبات.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه سيزور كييف صباح الخميس مع وزيري خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير وبولندا رادوسلاف سيكورسكي، قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل. واعلن جهاز الامن الوطني الاوكراني عملية واسعة لمكافحة الارهاب على كل الاراضي الاوكرانية، باعتبار ان "المجموعات المتطرفة والراديكالية تهدد بتحركاتها حياة ملايين الاوكرانيين".

واكد جهاز الامن الوطني ان اكثر من 1500 سلاح ناري و100 الف قطعة ذخيرة وقعت "في ايدي المجرمين" منذ الثلاثاء، لكنه لم يوضح طبيعة التدابير المتخذة، في حين تردد الحديث عن فرض حال الطوارئ في كييف في الاسابيع الاخيرة.

في وسط العاصمة الاوكرانية، ساد هدوء حذر الاربعاء، بعد المواجهات الدامية خلال نهار امس، واثناء الليل الفائت. وتدفق مئات السكان الى ساحة الاستقلال، التي باتت معروفة بالميدان الملجأ الاخير للمتظاهرين المعارضين للرئيس فيكتور يانوكوفيتش، وهم يحملون المؤن وملابس وادوية.

ويفصل حاجز بسيط بين المتظاهرين وعناصر شرطة مكافحة الشغب مع تبادل اطلاق المقذوفات بشكل متقطع بين الجانبين، فيما كان اولاد ومسنون يقتلعون حجارة من الساحة. وقال ايغور (23 عاما)، الذي يشرف على حاجز، "ان المرحلة المقبلة ستكون الحرب الاهلية".

واعلنت وزارة الصحة حصيلة جديدة تشير الى سقوط 26 قتيلًا منذ تجدد اعمال العنف في كييف الثلاثاء، اضافة الى 241 جريحًا نقلوا الى المستشفيات، بينهم 79 شرطيا وخمسة صحافيين. وفي عداد القتلى عشرة شرطيين على الاقل بحسب وزارة الداخلية.

وقتل صحافي اوكراني ايضا بحسب صحيفته.

واعتبر احد قادة المعارضة بطل الملاكمة العالمي السابق فيتالي كليتشكو ان وحدها استقالة الرئيس يمكن ان تؤدي الى تهدئة التوتر.

وقال في شريط فيديو بث على الموقع الالكتروني لحزبه اودار "سالت الدماء في شوارع كييف (...) وفيكتور يانوكوفيتش مسؤول عن قتل مواطنين مسالمين".

وبدأت اعمال العنف بمواجهات الثلاثاء في محيط البرلمان، تبعها في المساء هجوم للشرطة على ساحة الميدان مركز الحركة الاحتجاجية في وسط العاصمة، التي يحتلها منذ نحو ثلاثة اشهر الاف الاشخاص، حيث نصبوا فيها الخيام. كذلك شنت القوات الخاصة لمكافحة الشغب تؤازرها مدرعات، هجومًا ليليًا، وسط دخان الحرائق ونيران الاطارات المشتعلة في وسط كييف، بعدما امطرت الساحة بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.

والتهمت النيران طبقات عدة من "بيت النقابات" المهيب، الذي تحول الى مقر قيادة للمتظاهرين، وبات المبنى مهددًا بالانهيار بحسب اجهزة الاغاثة. واعلن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش يوم حداد وطني الخميس. وكان قبل ذلك اتهم قادة المعارضة في رسالة الى الامة بثت ليلًا بالدعوة الى "الكفاح المسلح" من اجل الاستيلاء على الحكم، مؤكدا ان المذنبين سيحالون "امام القضاء".

ونددت روسيا بدورها بـ"محاولة انقلاب"، مطالبة قادة المعارضة بالعمل من اجل وقف اعمال العنف، ورفضت مسبقا اي وساطة اوروبية. وحمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مسؤولية الاحداث الى "المتطرفين" الذين يلجأون الى العنف، والى المعارضين الذين "رفضوا التسوية" وايضًا الى الغربيين.

وقال لافروف، في تصريحات ادلى بها من الكويت ونشرت على موقع الوزارة، "ان دولا غربية عديدة حاولت بكل الوسائل التدخل وحثت المعارضة على التحرك خارج المسار القانوني (...) وهددت بعقوبات وما زالت". ولفت الى ان روسيا تحذر الغربيين من مغبة "الاصرار على مساعي الوساطة".

وفي باريس، قال وزير خارجية فرنسا بحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري "ينبغي استئناف الحوار السياسي بين المعارضة والنظام". واضاف "على الجميع أن يتحرك بصورة سلمية للعودة الى الحوار". وبحسب الخارجية الروسية فان لافروف اتصل بنظيره الالماني، ودعا خلال الاتصال الاتحاد الاوروبي "الى الافادة من اتصالاته بالمعارضة لحضها على التعاون مع السلطات الاوكرانية، واخذ مسافة نهائية من القوى المتطرفة، التي غذت الاضطرابات الدامية، وهي على طريق القيام بانقلاب".

وفي مواجهة الازمة، التي تعد من اسوأ الازمات في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة منذ استقلالها في 1991، صعد الاوروبيون لهجتهم الاربعاء، ودعت دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي، مثل فرنسا والمانيا وبولندا، الى فرض عقوبات على المسؤولين عن القمع.

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "ان اولئك الذين ارتكبوا هذه الاعمال، واولئك الذين يتحضرون لارتكاب اخرى، يجب ان يعلموا انهم سيعاقبون". وندد البيت الابيض من ناحيته باعمال العنف "المشينة تماما". وقال بن رودس مستشار الرئيس باراك اوباما للامن القومي "ان اعمال العنف في كييف "ليس لها مكان في القرن الحادي والعشرين"، و"على الحكومة ان تسحب عناصر شرطة مكافحة الشغب، وان تعلن التهدئة، وتبدأ محادثات جديرة بالثقة مع المعارضة"، مضيفا "واضح ان الاوكرانيين يعتبرون ان (الحكومة) لا تستجيب لتطلعاتهم المشروعة".

واعتبر وزير الخارجية السويدي كارل بيلت ان يانوكوفيتش "تلطخت يداه بالدماء". و اكدت بريطانيا ان الحكومة الاوكرانية يجب ان "تحاسب"، في وقت طالبت الامم المتحدة بتحقيق "فوري ومستقل" بشأن اعمال العنف. ومن المقرر عقد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الخميس، وقد تم اختيار وزير الخارجية البولندي للتوجه الى اوكرانيا ممثلًا للاتحاد الاوروبي.

واعرب رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو عن امله في توصل الدول الاعضاء المنقسمة حيال هذه المسألة، الى "اتفاق بشكل طارئ حيال تدابير موجهة بحق المسؤولين عن العنف". اما روسيا التي حملها الغربيون مرارا المسؤولية عن هذا الوضع، فنددت بما اعتبرته "محاولة انقلاب".

واشار المتحدث باسم الكرملين الى ان بوتين ويانوكوفتش اجريا محادثات هاتفية ليل الثلاثاء الاربعاء، مؤكدا ان الرئيس الروسي لم يسد اي نصائح لنظيره الاوكراني. ونشأت الاحتجاجات في تشرين الثاني/نوفمبر اثر رفض السلطة الاوكرانية التوقيع على اتفاقية للتقارب مع الاتحاد الاوروبي لمصلحة الحلف مع موسكو. وبعدما جمعت حولها مئات الالاف من الاوكرانيين، تحولت هذه الحركة مع مرور الايام الى رفض لنظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.

أجهزة الأمن تشن عملية لمكافحة الإرهاب في أوكرانيا

الى هذا اعلنت الاجهزة الامنية الاوكرانية الاربعاء اطلاق عملية "لمكافحة الارهاب" في سائر ارجاء البلاد ضد مجموعات متطرفة تعتبرها مسؤولة عن تجدد اعمال العنف، التي اسفرت عن سقوط 26 قتيلا في كييف.

وقالت الاجهزة الامنية في بيان "ان المجموعات المتطرفة والراديكالية تهدد بتحركاتها حياة ملايين الاوكرانيين". واضافت "في هذا الظرف قرر جهاز الامن ومركز مكافحة الارهاب في اوكرانيا اليوم شن عملية لمكافحة الارهاب على الاراضي الاوكرانية".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل