المحتوى الرئيسى

الصينيون يحصدون جوائز مهرجان برلين

02/19 12:51

فى ظل هيمنة للسينما الألمانية وغياب السينما الإيطالية تماما عن المسابقة، ووجود ضعيف للسينما الأمريكية المشاركة بفيلم واحد فقط، وكذلك البريطانية.

حصدت الثلاثة أفلام التى  تمثل السينما الصينية الجوائز  وهي أفلام اعتبرها الكثير من المتابعين ضعيفة من ناحية المستوى الفني، الى جانب رداءة الفيلم وعلى الرغم من ذلك حصل الممثل الصيني فان لياو على جائزة الدب الفضي ضمن جوائز مهرجان برلين الدولي للسينما 'برليناله' كأفضل ممثل بفيلم (فحم أسود وجليد رقيق). الذى فاز بدوره بجائزة الدب الذهبي التي تمنح لأفضل فيلم في مهرجان برلين الدولي للسينما. وفازت اليابانية هارو كوروكي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الياباني «ليتل هاوس» (البيت الصغير)، وحصل الأخوان الألمانيان أنا وديتريش على جائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو عن درب الصليب..وحصل المخرج الأمريكي ويس أندرسون على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم عن فيلمه (فندق بودابست العظيم) وحصل المصور الصيني جيان زينج على جائزة الدب الفضي عن «تدليك أعمى» للمخرج يي لو.

تكونت لجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائي الدولي التي تختار الأعمال الفائزة من ثمانية أشخاص ويرأسها المخرج والمنتج الأمريكي ريتشارد شاموس. ويذكر أن المهرجان استمر 11 يوما عرض خلالها 400 فيلم من بينها 23 فقط تنافست على الجوائز.

هناك حالة تشبه الصدمة بذهاب الجائزة الكبرى للمهرجان، الدب الذهبي إلى الفيلم الصيني ردئ المستوى «فحم أسود وجليد رقيق» للمخرج الصيني دياو ينان.

يقول الناقد محمد رضا: عند عرض «فحم أسود.. جليد رقيق» أمام جمهور الحاضرين حصد ردود فعل متباينة. فهو يحمل حكاية محاطة بأسلوب سرد يجعلها تبدو على غير حقيقتها؛ فالقصة بذاتها بسيطة القوام: محقق يحاول حل قضية من الجرائم الغامضة التي ارتكبها رجل قطع فيها جثث ضحايا وبعثرها في مياه النهر. الحادثة الأخيرة تفتح ملفا مشابها كان قد وقع في عام 1999 عندما أخذ عمال مناجم الفحم في المقاطعة الشمالية التي تدور فيها الأحداث (الفيلم باللغة المندارينية) يكتشفون أطراف جثث تحملها شاحنات الفحم إلى المصنع.الاكتشاف مرتبط بامرأة غامضة تعمل في دكان لغسل الثياب، لكنها ليست القاتلة ولو أنها تعرف هويته. والفيلم لا ينتهي عند معرفتنا نحن بها، ولا بمقتله برصاص البوليس إثر مطاردة قصيرة، بل يستمر ليكشف جوانب أخرى من شخصية المرأة التي ارتكبت بدورها جريمة قتل كانت واحدة من أسرار الفيلم القليلة.معالجة المخرج للفيلم تشكل مشكلته الجوهرية. هناك مطّ في سرد حكاية كان يمكن لها أن تتوجه مباشرة إلى النوع البوليسي. حقيقة أن المخرج اختار لها أن تتبع بصمته في العمل أمر جيد، لكن بصمته هذه ما زالت بلا خبرة لخلق حالة قصوى تستخرج من التطويل منافعه ولمحاته الفنية. هناك أيضا تركيبة مونتاجية غير مرتاحة. الكثير من المشاهد تبدأ ولا تنتهي عند نقطة صحيحة للتواصل بعدها مع المشهد الآخر. وإذا ما كان المخرج يود تحقيق «فيلم نوار» كما يذكر في أحاديثه، فإن ما يعالجه ربما - وفي أفضل الحالات - نوع من الفيلم البوليسي الداكن، لكنه ليس النوع الصحيح...  وحصل الفيلم أيضا على جائزة أحسن ممثل للممثل الصيني لياو فان عن دوره في الفيلم الفائز بالدب الذهبي (بدون استحقاق) «فحم أسود وجليد رقيق».

وعلى غير العادة ذهبت الجائزة الكبرى للجنة التحكيم الدولية وهى الدب الفضي إلى الفيلم البريطاني الألماني المشترك «فندق بودابست الكبير» للمخرج الأمريكي ويس اندرسون الذي عرض في افتتاح المهرجان، ويعود الفيلم الى عام 1932 الذى تقع فيه أحداث الفيلم مقدما السحر المميز لأدرسون بإنتاج بريطاني ألماني مشترك، وقد تم تصويره بصورة رئيسية في ولاية سكسونيا، وفي ستوديو بابلسبرج، ويحكي الفيلم عن سرقة إحدى اللوحات الزيتية القيمة التي تعود إلى عصر النهضة. ويعد الفيلم عودة جديدة للمخرج أندرسون، الذى شارك في مهرجان برلين، بفيلمين في عام 2002 وفي عام 2005، وفى  فيلم «فندق بودبست الكبير» الذى يدور عام 32 يقوم بدور البطولة في الفيلم الممثل البريطاني رالف فاينس (الذى اشتهر بأنه ولد في أسرة مثقفة لأم روائية وأب مصور فوتوجرافي وعرف بتأدية أدوار مركبة لشخصيات من مسرحيات وليام شكسبير ومجرم حرب نازي في (قائمة شندلر) وكونت بريطاني في (المريض الانجليزي وفيلم عن حياة الروائي البريطاني الشهير تشارلز ديكنز...). ويشاركه البطولة توني ريفولوري، بالاشتراك مع ادرين برودلي، وويليام دوافوي، وتيدا سوينتون التى قدمت مع المخرج من قبل فيلم «بزوغ القمر»وهى ممثلة إنجليزية من مواليد 5 نوفمبر 1960، حاصلة على جائزة الأوسكار 2007 لأفضل ممثلة في دور مساند عن فيلم مايكل كلايتون، كما حصلت بنفس الدور على جائزة البافتا 2007 لأفضل ممثلة في دور مساند....الطريف أن فيلم  «فندق بودابست الكبير» لا يدور في بودابست عاصمة المجر، ولكن في دولة متخيلة تدعى جمهورية زوبروكا، وقد صور في برلين وفي بلدة على الحدود بين بولندا وألمانيا، وهو فيلم كوميدي يدور حول ما ينشأ من مفارقات بسبب علاقة الصداقة التي تربط بين خادم في الفندق الفخم الكبير وبين موظف من موظفي الفندق وما يكتنفها من ألغاز وأسرار بجريمة قتل تقع في الفندق و لوحة فنية يخفيها البطل عن عيون رجال الشرطة ومطاردات وقصة حب لا تكتمل..

من المعروف أن الفيلم يدور قبل عام 1933 الذى استلمت الحركة النازية التي كانت صغيرة في الماضي زمام الأمور في ألمانيا، وكان هذا أهم تغير سياسي في أوروبا منذ عام 1918 وفي عام 1929 بينما أخذت الأجواء الاقتصادية تضطرب.

أما جائزة الدب الفضي لفيلم يفتح آفاقا جديدة في التعبير فذهبت إلى فيلم الفرنسي المخضرم آلان رينيه «حياة رايلي»، فى اقتباسه الثالث لدراميات البريطاني أيان أيكبورن، عن مجموعة ممثلين يقرّرون اصطحاب زميل مُحتَضر في رحلة أخيرة. هذا المبدع الذى نرتبط معه برائعته Hiroshima Mon Amour، وفيلم «العام الماضي في مارينباد»الذى لا يقل في المستوى عن هذه التحفة أبداً، بل لعله كان أكثر شاعرية، ومغرقاً بطريقته الحالمة التي تجعل المشاهد يغوص في جنبات هذا الحلم الجميل، ويتابع باستغراق كل ما ترسمه كاميرا «رينيه» ومونتاجه وموسيقاه وظلاله بطريقة تخاطب القلب قبل أن تمنح العقل أي فرصة للتفكير.. لقد قدم رينيه عشرين فيلماً تسجيلياً يعتبر بعضها من الروائع الرائدة («ليل وضباب» الذي كان من أول أفلام «الهولوكوست» و«فان خوخ» و«جيرنيكا» - عن لوحة بيكاسو الشهيرة - و«كل ذاكرة العالم»...). لكنه منذ «هيروشيما يا حبي» راح يركز على السينما الروائية، التي مزج فيها تقنيات السرد الحديث، الآتية من الرواية الجديدة، محققاً اعمال رائعة ستامسكي (1974)، و«مورييل أو زمن العودة» (1993) والفيلم الجماعي «بعيداً من فيتنام» (1967) و«الحرب انتهت» (1966) و«أحبك... أحبك»... ومنذ بداية سنوات الثمانينيات، كان الاقتباس من المسرح والأوبرا والأغنية، مثل («عمي الأميركي» - 1980) و «الحياة رواية» (1983)، «الحب موتاً» (1984)، «ميلو» (1986)، «أريد العودة الى البيت» (1989) وصولاً الى (تدخين... لا تدخين) و«نعرف الأغنية» - وكان واحداً من أكبر نجاحاته التجارية - و«لا على الشفاه» و«قلوب» آخر ما حقق قبل «العشب المجنون».

وآلان رينيه، ليس فقط مخرجاً وكاتب سيناريو، و لكنه مصوّر ومؤلّف ومنتج أيضاً، كما أنه مثّل في فيلمين، واحد عام 1942 «زوار المساء» لمارسيل كارنيه، والآخر عام 1997 «حين تبتسم القطة»، كما أنه نال عدداً كبيراً من الجوائز في مهرجانات فرنسية وعالمية أهمها بالتأكيد الأسد الذهبي في «البندقية» عام 1961 عن «العام الماضي في مارينباد». أما مهرجان «كان» فلم يمنحه سوى جائزة التحكيم الكبرى عام 1980 عن «عمي من الأمريكي».

وخارج أطر التوقعات حصل على جائزة الدب الفضي لأفضل إسهام فني الفيلم الصيني «تدليك أعمى» وهو عمل ضعيف بشتى المقاييس الفنية المعروفة. ويدور الفيلم حول عدد من العاملين في صالون للتدليك الطبي كلهم إما عميان أو لديهم إعاقة بصرية.

ومنحت جائزة أحسن اخراج للمخرج الأمريكي ريتشارد لينكلاتر عن فيلم «الصبا»، وهو مخرج أمريكي علم نفسه بنفسه، وكان في طليعة المخرجين الموهوبين الذين تصدروا صحوة السينما المستقلة الأمريكية في بداية التسعينيات. كل أفلامه تدور في 24 ساعة أو يوم واحد من حياة أبطاله. عمل لفترة في التنقيب عن البترول، ثم بدأ بعدها في إخراج اول أفلامه عام 1988 والذي كان بعنوانIt's Impossible to Learn to Plow by Reading Books. بعد ذلك بثلاث سنوات قام بإخراج فيلم The Slacer الذي رغم ميزانيته المتواضعة التي بلغت 23000 دولار استطاع تحقيق نجاح كبير. إلا أن أهم أفلامه وأكثرها قربًا للجمهور وأيضًا النقاد فيلم Before Sunrise الذي يحكي عن شاب وفتاه يتقابلان في قطار ويقضيان اليوم سويًا ثم في نهاية اليوم يقع الاثنان في الحب لكنهما يتفقان على الفراق. الفيلم أصبح علامة فارقة في الأفلام الرومانسية ودائمًا ما تجده في أي قائمة شهيرة لأفضل تلك الأفلام. بعد عشر سنوات قام ريتشارد لينكلاتر بإخراج جزء ثانٍ للفيلم بعنوان Before Sunset، وبعدها بتسع سنوات آخرى قدم الجزء الثالث Before Midnight عام 2013 ليكمل الثلاثية بنفس الطاقم والممثلين ..وفيلم الصبا صورة من خلال  مجموعة الأطفال على مرحلتين تفصل بينهما 12 سنة، بعدما يكون الأطفال قد كبروا وأصبحوا شبابا يتطلعون للدراسة الجامعية واختيار طريقهم في الحياة.ويرى البعض أن هذه التجربة السينمائية التي نتابع خلالها نفس الشخصيات طوال 12 سنة، هي أقرب ما تكون إلى السينما التسجيلية التوثيقية، ومع ذلك فالفيلم قائم على سيناريو محدد يخضع له الممثلون سواء من الأطفال أو من الكبار. وأساس الموضوع كيف تتعامل أم تفشل في الزواج مع أطفالها، وتقوم بتربيتهم بمفردها بعد انفصالها عن والدهم.

والفيلم مصور بأسلوب سينما الواقع أو بالأحرى 'تلفزيون الواقع' فهو مليء بالمشاهد الثابتة التي يكثر فيها الحوار ويترك الممثلون فيها يؤدون على سجيتهم دون تدخل كبير من المونتاج، ولاشك أن المخرج ترك مساحة لا بأس بها للممثلين للارتجال مما أضفى صبغة طبيعية على الفيلم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل