المحتوى الرئيسى

سر زيارة عضو «التنظيم الدولى» العراقى للكونجرس ولقاؤه بـ«أوباما»

02/12 14:30

«التكريتى» يمول اعتصامات الإخوان بلندن ويحاول «تشويه 30 يونية دولياً»

أثارت زيارة أنس التكريتى القيادى الإخوانى بالتنظيم الدولى والذى لا يحمل أي صفة رسمية في الدولة العراقية، بصحبة رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي لواشنطن على رأس وفد عراقي الأسبوع الماضي التساؤلات حول مدى علاقة الكونجرس والرئيس الأمريكى باراك أوباما بالتنظيم الدولى للإخوان المسلمين.

حالة من الاستنكار سيطرت على الأوساط العراقية والعربية بعد انتقادهم وجود «التكريتى» ضمن وفد رسمي عراقي يبحث في واشنطن العلاقات الثنائية، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى قضايا حساسة أخرى.

الحالة كشفتها النائبة عن ائتلاف دولة القانون حنان الفتلاوي، وقالت: إن وفد «النجيفي» الذي ذهب إلى واشنطن ضمّ «التكريتي» الذى عرف عنه «الذراع المخابراتي» لتنظيم الإخوان المسلمين الدولى في أوروبا.

وفيما برر «النجيفى» اصطحابه لعضو التنظيم الدولى للإخوان لكونه «مترجماً مؤتمناً»، فحسب، فقد أثار ذلك موجة جديدة من الدهشة، عن سبب اختيار شخصية تنتمي إلى الإخوان المسلمين وعُرفت بمواقفها غير الودية من العملية السياسية في العراق لهذه المهمة التي يمكن أن يقوم بها الكثير من المترجمين الذين تعتمدهم الحكومة العراقية في هذا المجال.

وكانت كتلة «متحدون» التي يتزعمها النجيفي، قالت في بيان إن «أنس التكريتي نجل زعيم الحزب الإسلامي السابق أسامة التكريتي، رافق زعيم متحدون في زيارته الأخيرة إلى واشنطن كمترجم، بعدما استعان به «النجيفي» على نفقته الخاصة»، فيما نفت أن يكون له «أي ارتباط مع جماعة الإخوان المسلمين».

ويعرف عن «أنس التكريتي» المقيم في بريطانيا والحاصل على جنسيتها، أنه الذراع المخابراتية لتنظيم الإخوان في أوروبا»، الأمر الذى أثار استغراب الأوساط العراقية حول السماح له بالحضور والاطلاع على فحوى مباحثات رسمية تتعلق بأوضاع العراق ومستقبله وعلاقاته مع واشنطن مع أنه ليس نائباً ولا يتمتع بأية صفة رسمية.

يذكر أن أنس التكريتي ولد في 9 سبتمبر 1968 بالعراق، لعائلة مسلمة سنية، ووالده أسامة توفيق التكريتي وهو طبيب عراقي ترأس حزب جماعة الإخوان المسلمين في بلاده، ونتيجة لمعارضته لحزب البعث تم اضطهاده من قبل النظام فانتقل للعيش في المملكة المتحدة عندما كان عمر أنس 4 سنوات وظلوا هناك حتي سقوط نظام صدام حسين وهو رئيس مؤسس في مؤسسة قرطبة وهي جماعة ضغط تابعة لجماعة الإخوان مقرها المملكة المتحدة.

وتقول سيرته التي تتداولها وسائل الإعلام، انه بعد حصوله على الماجستير في علوم الترجمة والترجمة الفورية من جامعة «ليدز» العام 1995، عمل مدرساً جامعياً في عدد من الجامعات البريطانية منها جامعة وستمنستر، وفي عام 2005 أسس مؤسسة قرطبة التي تعنى بشئون «حوار الحضارات».

ومنذ عام 2003، زار التكريتي العراق عدة مرات، وفي 2004 نجح في تسليط الأضواء عليه بطريقة «مسرحية» حينما فاوض جماعة مسلحة اختطفت عددا من الأشخاص في محافظة صلاح الدين، وأدت المفاوضات إلى إطلاق سراحهم، بعدما صُوّر المشهد لحساب قناة «بي بي سي»، حيث ظهر التكريتي في الشريط المسجل وهو يتسلّم الرهائن.

شارك أنس التكريتي في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير في مصر أمام السفارة المصرية في لندن، واعتبر فيها التكريتي أن «الثورة المصرية ألهبت مشاعر العالم كله وعلمّت الجميع أن ثوار وأحرار مصر لا ينقذون مصر فقط وإنما ينقذون العالم أجمع».

بينما ظهرت نواياه الإرهابية فى دعم الإخوان المسلمون فى مصر أثناء حفل تخرجه بداية العام 2014 وحصوله على الدكتوراه، حينما قام برفع شارة «رابعة» على منصة تكريم بإنجلترا، فيما لم يشر من قريب أو بعيد إلى وطنه العراق.

وتنقل الأوساط الإعلامية أنه قد أعد لعملية تحت اسم «المريض الإنجليزي» لإقناع الحكومات الأوروبية بعدم الاعتراف بما يحدث في مصر ووصفه بالانقلاب على الشرعية، وتدعم منظمته «قرطبة» مظاهرات ضد ثورة 30 يونية أمام السفارة بلندن، واعتبرها رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون» الجبهة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وتعمل بشكل وثيق مع غيرها من الجماعات المتطرفة البريطانية علي إنشاء خلافة في أوروبا.

وكشفت صحف بريطانية عن أن «التكريتي» المتحدث باسم المبادرة الإسلامية البريطانية يرتبط ارتباطا وثيقا بحركة حماس التي تعد حركة إرهابية في أوروبا، باعتبار أن مدير هذه المبادرة هو محمد صوالحة وهو شخصية بارزة في حماس ووصفته قناة «بي بي سي» بأنه العقل المدبر لكثير من الاستراتيجيات السياسية والعسكرية لحماس.

ونشط «التكريتى» بشكل ملحوظ بعد ثورة 30 يونية بهدف التأثير علي الرأي العام الأوروبي لمناصرة محمد مرسي الرئيس المعزول.

وكشفت بعض الوثائق أن الحراك الذي يقوم به جهاز المخابرات الإخواني في أوروبا بقيادة التكريتي نجح فى التأثير على الحكومات الأوروبية بعدم الاعتراف بما يحدث في مصر، الأمر الذي يفسر حالة الارتباك إلي يعيشها القادة والمسئولون الأوربيون حول تفسير الوضع، وإضافة إلي دعمه لجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا.

ويعلق «التكريتي» على الأحداث في مصر، معربا عن غضبه جراء الإطاحة بمرسي قائلا: إن مصر تمر بحالة من الفشل الكامل علي كل الأصعدة سواء من الناحية السياسية أو الأمنية أو القضائية أو القانونية أو حتي الحقوق والحريات مؤكداً أنه سيقود التحرك الدولي لمقاضاة قادة الانقلاب العسكري علي حد وصفه بتهمة ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، الأمر الذي يحقق منافع كثيرة بمعاقبة من أجرموا في حق الشعب المصري وفقا لرأيه، نافيا ما يثار بعدم جدوي تلك التحركات، مفسرا الأمر بعدم وجود بلد يعيش كجزيرة خارج منظومة القانون الدولي.

وتشير التقارير إلي أن مؤسسة قرطبة دعمت حلفاً بريطانياً يتشكل من عدد من المؤسسات الإسلامية البريطانية بهدف الدفاع عما سموه «الشرعية» وهو الحلف الذي نظم العديد من المظاهرات أمام السفارة المصرية في لندن، كما قام بتنظيم العديد من الندوات واللقاءات التي تروج للشرعية، وهي المؤسسة نفسها التي قامت بتجهيز وإعداد تقرير شامل حول حكم مرسي للرد علي الاتهامات الموجهة له لاستخدامها والترويج لها علي مستوي أوروبا من خلال التواصل مع جميع الشخصيات السياسية والفكرية غير الإسلامية ممن يمكن التأثير علي مواقفهم واتجاهاتهم.

ومؤخرا قام «التكريتي» باتصالات مع كل من إبراهيم منير مصطفي الأمين العام للتنظيم العالمي للإخوان ومحمود الإبياري، وإدارة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وإدارة الرابطة الإسلامية في بريطانيا من أجل التخطيط لنشر ما حدث في مصر من وجهة نظر جماعة الإخوان، والترويج لشرعية الرئيس المعزول محمد مرسي في العودة لرئاسة الجمهورية.

كما شكلت مؤسسة قرطبة لجنة من أبرز أتباعها في بريطانيا مكونة من عمر عاشور وهو أستاذ محاضر في العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية، ومدير برنامج الدراسات العليا في سياسة الشرق الأوسط بمعهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر البريطانية، ومها عزام المتخصصة في الإسلام السياسي بمعهد شاثام هاوس المعروف رسميا باسم المعهد الملكي للشئون الدولية ومني قزاز لترتيب خطة عرض ما يحدث في مصر أمام وسائل الإعلام البريطانية بوجه خاص، والغربية بوجه عام.

وقامت مها عزام بالفعل باتصالات مكثفة مع قيادات وزارة الخارجية البريطانية، كما ساعدها وائل هدارة مساعد مرسي للعلاقات الخارجية ويحمل الجنسية الكندية، والقيادي الإخواني عبدالموجود راجح درديري عضو مجلس الشعب المنحل وعضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة ويحمل «الجرين كارد» الأمريكي، واللذان تصادف وجودهما خارج مصر.

وعقدت لقاءات مع جان ماري رئيس القسم السياسي بالاتحاد الأوروبي والمساعد الخاص لكاترين آشتون ولقاء مع مستشار وزير الخارجية البلجيكي واجتماع مع رئيسة قسم الديمقراطية والأمن في الوحدة الأوروبية وأيضا اجتماع مع كريستيان برجر رئيسة مكتب الشرق الوسط وشمال إفريقيا بالاتحاد الأوروبي في يوليو 2013 إضافة إلي اجتماع مع جيدو فيسترفيله وزير خارجية ألمانيا في 23 يوليو 2013 كما تم الاجتماع مع كارل بيلدت وزيرة خارجية سويسرا في 24 يوليو 2013.

وقامت مؤسسة قرطبة بإرسال خطاب مطول إلي حكومات دول الاتحاد الأوروبي بشأن الأحداث في مصر في 5 يوليو 2013، وقد سخرت المؤسسة علاقاتها الشخصية في الاتصال بـ17 وزارة خارجية علي مستوي العالم، بداية من الولايات المتحدة الأمريكية، ومرورا بدول الاتحاد الأوروبي، وصولا إلي ماليزيا وأندونيسيا، بالإضافة إلي استراليا، بهدف توجيه رسالة واضحة بأن ما حدث ليس سوي انقلاب علي الشرعية والديمقراطية التي جاءت بمحمد مرسي عبر صناديق الانتخاب، فضلا عن فتح قنوات سرية مع الاتحاد الأوروبي للاتصال والاجتماع مع بعض قيادات جماعة الإخوان بالقاهرة.

كما خصصت المؤسسة أحد أعدادها الشهرية من نشرتها المعروفة باسم MENA لتناول ما يحدث في مصر حسب وجهة نظر جماعة الإخوان، وقد تضمن العدد حواراً مع جمعة أمين نائب المرشد العام للإخوان الذي يقود حاليا الجماعة وفقا لقوانينها الداخلية بعد القبض علي محمد بديع المرشد العام للجماعة.

وكان لأنس مواقف واضحة من احتلال أمريكا للعراق حيث نظم عددا من المسيرات والتظاهرات تندد بهذا الاحتلال في عام 2003، وبعد ذلك أصبح رئيساً لجمعية المسلمين في بريطانيا بين عامي 2004 و2005.

وأيد فكرة التدخل الأجنبي عن طريق حلف شمال الأطلسي لحل الأزمة السورية للإطاحة بنظام بشار الأسد فضلاً عن ذلك فإنه يدعم بشدة سياسات جماعة الإخوان بالشرق الأوسط ووصف بأنه من ألمع نشطاء الإخوان في المملكة المتحدة من خلال مقرها هناك، علما بأن والده يترأس حاليا أكبر حزب إسلامي بالعراق ويعد فرعا للجماعة.

وحاول «التكريتي» جاهداً إقناع الغرب بتمويل جماعة الإخوان كبديل معتدل عن تنظيم القاعدة، واتهم بأنه يحاول استخدام الربيع العربي للحصول علي اموال جديدة من مصادر غربية بعد صعود الإسلاميين، بحجة أن هذا الصعود يقوض العناصر الإسلامية المتطرفة.

اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق يستبعد علاقة زيارة «التكريتى» لأمريكا ولقاءه باراك أوباما الرئيس الامريكى بالشأن الداخلى وما يحدث فى مصر، ويرى ان الشأن العراقى يؤرق أمريكا كثيرا فى الوقت الحالى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل