المحتوى الرئيسى

الصين وتايوان تجريان حوارا رسميا تاريخيا

02/11 12:52

بدأت الصين وتايوان الثلاثاء حوارا تاريخيا بين حكومتيهما، للمرة الاولى منذ نهاية الحرب الاهلية في 1949، على خلفية انفراج في العلاقات المتوترة بينهما وامل في تنامي التبادل بين طرفي مضيق فورموزا.

وهذه المحادثات تجري على مستوى غير مسبوق في اطار على درجة كبيرة من الرمزية في مدينة نانكين شرقا التي اختارها المعسكر القومي بزعامة شيانغ كاي-شيك عاصمة له.

وقد التقى وانغ يو-شي المسؤول التايواني المكلف العلاقات مع الصين القارية اليوم الثلاثاء نظيره جانغ تشيجون رئيس المكتب الصيني للشؤون التايوانية.

والقاعة التي عقد فيها اللقاء زينت بطريقة حيادية مداراة للحساسيات، اذ لم يظهر فيها اي علم وبدون وضع اي صفة رسمية على طاولة المحادثات.

وزيارة وانغ تمثل "اختراقا هاما" كما اوردت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية الناطقة باسم النظام الشيوعي. لكن الخبراء يقللون من اهمية هذا الحدث اذ انهم لا يتوقعون اي لقاء بين رئيسي الدولتين في مستقبل قريب.

الا ان هذا اللقاء الاول بين مسؤولين حكوميين يبرز الجهود التي تبذل منذ بضع سنوات في جهتي مضيق فورموزا لتضميد جراح الحرب الاهلية التي ادت في 1949 الى التقسيم بين "جمهورية الصين" وجمهورية الصين الشعبية".

في تلك السنة لجأ مليونا صيني موالون للزعيم القومي شيانغ كاي-شيك الذي هزم على يد رجال ماو الى جزيرة تايوان .

ومنذ ذلك الحين تطالب كل من بكين وتايبي بالسيادة الكاملة على الصين.

وتعتبر بكين تايوان ارضا تابعة لها ولم تتخل عن فكرة اعادة التوحيد ولو بالقوة ان لزم الامر. غير ان العلاقات الصاخبة بين الكيانين هدأت منذ انتخاب الرئيس ما ينغ-جيو في 2008.

وفي العام 2012 اعيد انتخاب ما ينغ-جيو صانع نهضة حزب كومينتاغ --العدو القومي السابق-- المؤيد لاقامة علاقات مع الصين القارية.

وبعد اتصالات خجولة في تسعينات القرن الماضي اجتازت تايوان والصين في 2010 مرحلة حاسمة على طريق الانفراج بتوقيعهما اتفاقا-اطارا للتعاون الاقتصادي بدفع من ما ينغ-جيو.

الا ان هذا الاتفاق وغيره من مبادرات الانفتاح مثل استئناف الرحلات الجوية المباشرة، لم يتم التفاوض بشأنها الا على مستوى هيئات شبه رسمية، علما بان لا علاقات دبلوماسية حتى الان بين بكين وتايبي.

ولدى اعلانه عن زيارته اواخر كانون الثاني/يناير قال وانغ للصحافيين "ان هذه الرحلة تنطوي على تبعات حاسمة لمواصلة بناء العلاقات بين ضفتي مضيق" فورموزا.

واضاف "بصفتي رئيس مجلس الشؤون القارية ادرك ان مسؤوليتي كبيرة وان الطريق ستكون طويلة".

ومن المرتقب ان يبحث الدبلوماسي بشكل خاص في انشاء مكاتب اتصال والاندماج الاقتصادي الاقليمي وتوفير العناية الطبية للطلبة التايوانيين في الصين. كما يتوقع ان يتم التطرق ايضا الى مسالة حرية الصحافة.

وتبعا لما سينتج عنها فان زيارة وانغ الى الصين قد تمهد اول الطريق لعقد لقاء بين ماينغ-جيو والرئيس الصيني شي جينبينغ برأي جورج تساي المحلل السياسي في تايبيه.

لكنه قال "ان الطرفين يبحثان عن الحجارة تحت اقدامهما لدى عبورهما النهر" في اشارة الى قول مأثور صيني يدعو الى الحذر.

وبرأي وانغ يو-شي فان قمة قادة آبيك (التعاون الاقتصادي لدول آسيا-المحيط الهادىء) المرتقب عقدها في بكين في تشرين الاول/اكتوبر ستكون فرصة مثالية للقاء الطرفين.

وقد سبق ان التقى الرئيس الصيني شي نائب الرئيس التايواني السابق فنسنت سيو على هامش اخر قمة لآبيك في اندونيسيا في تشرين الاول/اكتوبر 2013. علما بان الصين ما زالت ترفض الوجود الرسمي للقادة التايوانيين داخل منظمة آسيا-المحيط الهادىء.

ولفت جيا كينغوو البرفسور في جامعة بكين الى ان تايوان ستحرص اثناء هذه المحادثات على دفع ملفات عملية تتعلق بالاقتصاد او الامن. اما الصين فسيكون هدفها اعادة تايوان الى احضانها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل