المحتوى الرئيسى

حروب الجيل الرابع والأمن القومى المصرى

01/30 17:38

بعد الحرب على العراق تبدّل مفهوم الحروب التقليدية بشكلها المعتاد وأصبحت أكثر تعقيداً, بل لا نبالغ إذا قلنا إننا نعيش زمن الحرب التى يمكن أن نطلق عليها اسم "الحرب الخفية",

وهى ما اصطلح عليها باسم حروب الجيل الرابع, وهو مصطلح ظهر فى الآونة الأخيرة، وتكرر كثيراً فى وسائل الإعلام, وهو أحدث أنواع الحروب وأشدها خطراً وفتكاً بالدول النامية.

الجيل الأول من الحروب، كان عبارة عن مواجهات مباشرة بين جيشين متنافسين للسيطرة على الأرض، وهو يعتمد على الحشد والحشد المضاد, وكان هذا النظام متبعاً فى الحروب القديمة, أما الجيل الثانى فاعتمدت فيه الدول على الضرب عن بعد خاصة بعد ظهور المدافع الحربية, وظهر الجيل الثالث فى الحرب العالمية الثانية حيث استخدمت فيه أجيال عديدة من الأسلحة ومن ضمنها الطيران والأسلحة المختلفة، وأدوات التجسس حيث أصبحت الحروب تدار بين دولتين بعيدتين كل البعد عن بعضهما, أما الجيل الرابع والأخير فقد ظهر مؤخراً بعد حرب الخليج الثانية والحرب على العراق حيث  يعتمد فى الأساس على تجنب الخسائر قدر الإمكان مع إيقاع أكبر قدر من الخسائر فى الدولة المعادية, وهو ما نستطيع أن نطلق عليه اسم "الحرب عن بعد"، وهى الحرب التى تستغل نقاط الضعف فى الدولة المعادية وضرب الركائز الأساسية التى تعتمد عليها تجنباً للدخول فى مواجهات عسكرية تكلفها الكثير من الضحايا مثلما حدث فى الحرب على أفغانستان والعراق.

شنت الولايات المتحدة الأمريكية حربين على العراق, بدأت فصول الحرب الأولى بعد الغزو العراقى للكويت حيث استدعت الولايات المتحدة قواتها بالاشتراك مع قوات 34 دولة فى تحالف دولى لتحرير الكويت, وأطلق على هذه الحرب اسم "حرب الخليج الثانية"، أو"عاصفة الصحراء" التى كانت من نتيجتها تدمير البنية التحتية العراقية, واعتمدت استراتيجية التحالف على حرب الاستنزاف حيث تم إضعاف الجيش العراقى بالحرب الجوية على مدى 43 يوماً, وتعتبر هذه المواجهة الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية حيث توجه نحو مليون جندى من التحالف الدولى تصاحبهم الآليات المدرعة، وقطع المدفعية مسنودةً بالقوة الجوية لتحرير الكويت، حاول العراق فى اللحظات الأخيرة تجنب الحرب، ففى 22 فبراير سنة 1991 وافق العراق على مقترح سوفيتى بوقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضى الكويتية خلال فترة قدرها 3 أسابيع على أن يتم الإشراف على الانسحاب من قبل مجلس الأمن إلا الولايات المتحدة لم توافق على هذا المقترح.

بلغت الخسائر المعلنة 370 جندياً منهم 294 جندياً أمريكياً, 47 من بريطانيا, 18 من السعودية, و11 من مصر, كما تعرضت 75 طائرة للتدمير، منها 27 طائرة تعطلت لأسباب غير حربية، وتكبدت الولايات المتحدة معظم الخسائر فى الطائرات بمجموع 63 طائرة و23 مروحية, وبالطبع فإن كل تلك الأرقام المعلنة على موسوعة ويكيبيديا مشكوك فى صحتها، خاصة أن الخسائر على الجانب الآخر مهولة بلغت 100 ألف قتيل, و30 ألف أسير، وتدمير 4000 دبابة، و3100 قطعة مدفعية، و1856 قطعة مدفعية و240 طائرة.

أما غزو العراق، الذى بدأ فى 20 مارس عام 2003 واستمر 9 سنوات، وانتهى بانسحاب القوات الأمريكية عام 2012 تقريباً فقد بلغت خسائر القوات الأمريكية فيه حوالى 4486 جندياً, بالإضافة إلى 317 جندياً من قوات التحالف الأخرى, وتلك الأعداد مشكوك أيضاً فى صحتها، لأن الدول الكبرى فى النهاية لا تريد سوى أن تبدو منتصرة فى النهاية مهما كان الثمن.

تعلمت الولايات المتحدة الدرس جيداً وقررت عدم الدخول فى حرب جديدة مع أعدائها تعتمد على المواجهة التى تكلفها المزيد من الضحايا، ناهيك عن الخسائر التى تكبَّدتْها جراء الحرب على العراق، فقد صعَّد مناهضون أمريكيون للحرب على العراق حملاتِهم مثل جماعة (أمريكان فريندز سيرفس كوميتي) والتى قامت بإرسال آلاف الرسائل للمدن الأمريكية تقول فيها: "إن يومًا واحدًا من الحرب فى العراق تبلغ تكاليفه 720 مليون دولار، أو 500 ألف دولار فى الدقيقة", كما قال جوزف ستيجليتز، الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد: أنَّ احتلال العراق كلَّف الأمريكيين ما لا يقل عن ثلاثة آلاف مليار دولار، وهو رقم أعلى بكثير من ذاك الذى أعلنه مكتب المُوازَنة.

كان الدرس المهم الذى خرجت به أمريكا من الحرب على العراق هو " كيف تحارب عدوك دون مواجهة مباشرة, وكيف تدع غيرك يتحمل الفاتورة" لذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية تغيير أسلوب العمل فى مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى يهدف إلى تغيير خريطة البلاد العربية، وبدأته من خلال الحرب المباشرة، وجهاً لوجه على العراق ودفعت التكاليف من موازنتها مؤقتاً حتى تقوم بتحصيلها مرّة أخرى على مدار سنوات من خلال السيطرة على البترول العراقى, لتخوض حرباً خفية ضد سوريا من خلال تسليح القوى المعارضة بواسطة المال الخليجى، لتبدأ ثورة مسلحة تستطيع أن تواجه الجيش السورى عام 2011, وما لبثت أن انضمت إليها قوى أخرى من مختلف أنحاء العالم تحت دعوى الجهاد، وإقامة دولة الخلافة الإسلامية التى بدأت من بعض أجزاء العراق التى تركتها القوات الأمريكية لتنظيم القاعدة لينضم مقاتلوها إلى الثورة السورية ضد الجيش السورى ويصبح الهدف الأساسى هو إقامة دولة الخلافة المزعومة، التى أطلق عليها اسم "دولة العراق والشام الإسلامية".

ونلاحظ هنا  أن عام 2011 هو العام الذى شهد بدء انسحاب القوات الأمريكية من العراق, وهو نفس العام الذى بدأت فيه الثورات العربية ومن ضمنها الثورة المصرية والسورية، حيث قررت الولايات المتحدة السير فى خطتها المرسومة مع تغيير الإسلوب فقط, وهو ما نجحت فيه فى سوريا إلى حد ما حتى الآن, لكنها فشلت فى مصر بعد السقوط المدوى للإخوان فى ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكمهم حيث كانوا ينوون الزج بالجيش المصرى  ليحارب الجيش السورى تحقيقاً لأهداف الفوضى الخلاقة التى تسعى إليها الولايات المتحدة فى المنطقة وهو ما قاله الرئيس المعزول مرسى بوضوح فى خطابه فى الاستاد.

بداية الخيط الأول، كانت من صحيفة الجارديان البريطانية التى نشرت خبراً فى شهر سبتمبر عام 2012عن اتهام الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد للولايات المتحدة بتدمير السحب الممطرة المتجهة إلى إيران فى محاولة لإدخال البلاد فى جفاف مدمر.

وكان نجاد قد اتهم سابقاً الأمم الأوروبية بتفريغ السحب عن عمد، لإنتاج عواصف شديدة فى بلادهم، التى قد تؤدى بدورها إلى نقص فى الأمطار فى الشرق الأوسط، وقال إن «إيران قد تتابع الأمر من خلال القنوات القانونية الدولية». وهو ما يشير إلى استخدام الولايات المتحدة وأوروبا لسلاح مناخى جديد مختلف تماماً عن الأسلحة السابق استخدامها.

ومؤخراً  كشف موقع naturalnews دراسة تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هى التى تسببت فى الزلزال الذى ضرب اليابان فى 11مارس عام 2011 حيث أشار "ديميتار أوزونوف" من مركز "غودارد" لأبحاث الفضاء التابع لوكالة ناسا, وأحد المشاركين فى هذه الدراسة, إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير مبرر علمياً فوق المكان الذى يُعد بؤرة الزلزال قبل ثلاثة أيام من حدوث الزلزال, كما اتهم مسئولون صينيون الولايات المتحدة بالتسبب فى الزلزال المدمر الذى أصابها أيضاً عام 2010.

وتحدثت د.مايا صبحى المتخصصة فى الماسونية عن ذلك الأمر وأكدت أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم سلاحا جديدا يسمى "هارب"، الذى سعت فيه لموافقة الكونجرس لاستخدام تلك المنظومة وهى نوع جديد من التكنولجيا للتحكم بالطاقة الكهرومغناطيسية، التى تؤثر على مخ الإنسان وعلى زيادة حرارة الطبقه السفلية للأرض، مما تسبب فى الزلازل والأعاصير والتحكم فى الغلاف الجوى للأرض، مما يتسبب فى رفع درجة حرارة الأرض, على سبيل المثال يمكن إحداث ثقب صناعى فى الأوزون للدول التى تحارب أمريكا ويولد هذا السلاح طاقة هائلة جداً باستطاعتها ضرب أى دولة بقوة، تعادل قوة القنبلة النووية، كما يمكن استخدام الطقس بحيث يتم توليد صواعق قوية تفوق قوة الصواعق العادية وباستطاعة هذا السلاح ضرب الغواصات تحت البحار وتدمير الصواريخ فى الجو والطائرات وكشف الأسلحة المشعة تحت الأرض، وقطع جميع الاتصالات فى العالم من رادارات واتصالات لاختراق الأرض بواسطة الإشارات المرتدة من الأيونوسفير.

وهناك سلاح آخر أقل خطورة وهو سلاح الكيميتريل الذى هو عبارة عن مركبات كيماوية معينة يمكن نشرها على ارتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر جوية مثل منع الأمطار مثلما حدث مع إيران, أو التسبب فى أعاصير حيث يتم استخدام أكاسيد بعض المعادن لحجب أشعة الشمس عن الأرض واستخدام جزئيات دقيقة من أكسيد الألمونيوم كمرآة تعكس أشعة الشمس للفضاء الخارجى فتنخفض درجة حرارة الهواء على الأرض فجأة وبشدة كبيرة.

قالت د.مايا صبحى، إن الولايات المتحدة نجحت فى انتزاع موافقة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لبدء مشروع أطلقوا عليه مشروع "الدرع" وتبلغ مدة تنفيذه 50 سنة تحت رعاية الأمم المتحدة ومؤسسة هوجز أيروسبيس وإحدى أكبر مؤسسات صناعة الأدوية الأمريكية بميزانية تبلغ مليار دولار سنويا، وبدأ العمل فعليا على مستوى الكرة الأرضية منذ عام 2000 حيث تقوم طائرات الركاب الأمريكية بنشره أثناء طيرانها حول العالم بعد وضعه فى خزانات خاصة أسفل الطائرة وهو ما يحدث أثناء طيران الطائرات الأمريكية والأوروبية فوق مصر.

بإختصار , سوف يتعرض الشعب المصرى إلى حرب شرسة غير تقليدية فى الفترة القادمة نظراً لدوره فى وقف مخطط تقسيم الشرق الأوسط الذى ترعاه الولايات المتحدة , وكل ذلك لمصلحة إسرائيل.

سوف تلعب القوى الكبرى على رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل على نقاط الضعف فى مصر التى يمكن أن تسبب أكبر قدر من الخسائر البشرية , مع تعطيل الاقتصاد المصرى الضعيف الذى يحتاج للمساندة, لذا نوجز الأمر فى النقاط التالية:

- استخدام الطقس والمناخ كسلاح فعال فى الحرب على مصر فيمكن عمل تغييرات مناخية فوق المدن الرئيسية فى مصر لتصبح جحيماً لا يطاق عند ارتفاع درجة الحرارة عن الحد  وهو ما حدث بالفعل فى مصر خلال الـ3 سنوات السابقة وهو ما جعل استهلاك الكهرباء يزيد عن الحد المسموح نتيجة استخدام التكييفات مما تسبب فى عجز محطات الكهرباء عن العمل نتيجة القصور فى إنشاء محطات جديدة.

- استخدام سلاح الزلازل الصناعية التى يمكن إجراؤها عن طريق تفجيرات نووية  أسفل الأرض عند حدود مصر الغربية فى ليبيا أو عند السودان التى تعادى النظام المصرى, وما يثير المخاوف هو إنشاء قواعد عسكرية أمريكية فى ليبيا بعد مقتل القذافى على حدود مصر الغربية .

- استخدام الإرهاب المنظم لضرب الموارد الرئيسية للدولة مثل السياحة .

- استهداف محطات المياة الرئيسية لنشر الأمراض عن طريق شبكة مياة الشرب لضرب منظومة الصحة المتهالكة أصلاً فى مصر وإشغال الشعب المصرى فى أوبئة جديدة, كما أن تلك الخطوة سوف تؤثر بالسلب على أية قوات يمكن أن تهاجم الإرهابيين مستقبلاً.

مصر فى حالة حرب حقيقية, وفى تلك الحالة لابد من وجود إجراءات استثنائية مثل وجود مجلس حرب عسكرى يشرف على خطة طوارىء استثنائية يتم تنفيذها على مدار 4 سنوات لمواجهة نقاط الضعف والثغرات التى تعانى منها مصر خاصة فى الـ10 سنوات الأخيرة التى من أهمها:

1- أزمة المرور التى تسببت فيها فساد المحليات بشكل أساسى من حيث تجاوز ارتفاعات المبانى السكنية للحد المسموح عن عرض الشارع مما أدى إلى تزايد أعداد السيارات فى كل شارع جانبى وهو ما جعل الاختناق يصيب المحاور المرورية الرئيسية, ولعل خطر تلك المشكلة سوف يظهر عندما تتعرض مصر إلى زلزال مدمر, فلو حدث لاقدر الله انهيار عمارة سكنية واحدة فى منطقة مزدحمة كالهرم أو فيصل, سوف تشل حركة المرور فى كافة أنحاء العاصمة, وبالطبع فى حالة دخول مصر فى حرب لن تستطيع أية قوات التحرك داخل نطاق القاهرة الكبرى.

وللتغلب على تلك المشكلة ينبغى الوقف الفورى للبناء فى المناطق المزدحمة لمدة 4 سنوات إلى أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى من مشكلة المرور، التى يتم فيها عمل كبارى معدنية سريعة التنفيذ والتى تنفذها الهيئة الهندسية فى الجيش وهو المقترح الذى تحدث عنه المهندس عمرو عبده استشارى تخطيط وتطوير أنظمة انتظار السيارات بمركز الدراسات التخطيطية والمعمارية حيث يتم تنفيذ حوالى 6 كبارى فى الميادين المزدحمة بنطاق القاهرة الكبرى لزيادة السيولة المرورية , ناهيك عن الاستعانة بالمهندس عمرو عبده فى عمل نظام "التقاطعات الحرة المدمجة" فى مناطق أخرى من العاصمة.

المرحلة الثانية لحل الأزمة يتم خلالها تنفيذ فورى لمحور إضافى لمحور 26 يوليو موازى له بأقصى سرعة، وكذلك طريق زراعى آخر موازى لطريق الإسكندرية الزراعى مع وجود طرق فرعية بين الطريقين لتفريغ التكتل المرورى إذا حدث فى أى منطقة, مع الأخذ فى الاعتبار الإشراف الجاد من مجلس الحرب على شركات المقاولات المنفذة بحيث لا يتم تسليم العمل لشركات أخرى من الباطن التى تقلل من جودة المواد المستخدمة لزيادة المكاسب, وتحويل المخالف لمحاكمة عاجلة.

والنقطة الهامة هى الاستفادة من التمويل الخليجى لإنشاء المحاور الجديدة, مع وضع بوابات فى الطرق الجديدة لتحصيل رسوم تساهم فى تحصيل مكاسب من الطرق بعد إنشائها.

2- فى حالة استخدام سلاح التغير المناخى فى مصر لابد من تجديد مصادر الطاقة الكهربائية وعدم الاقتصار على محطات توليد الكهرباء العادية, بل الإسراع فى تجهيز المحطات العاملة بالطاقة النووية, والأهم من ذلك الاستفادة من كنز المخترعين المصريين الذين ابتكر بعضهم أجهزة بسيطة تضاعف إنتاج الكهرباء فى المنزل أو المصنع , وفى حالة اعتماد تلك الأجهزة المبتكرة فى المصانع سوف يقل الضغط بالتالى على محطات الكهرباء الرئيسية.

3 - تشديد الحراسة على محطات مياه الشرب الرئيسية التى يمكن أن تصبح هدفاً للإرهاب فى الفترة القادمة، إذ تكفى كبسولة صغيرة لتسميم منطقة بأكملها وهو ما نخشى حدوثه, لأن الإرهاب الذى ترعاه الولايات المتحدة ليس له سقف ومن الممكن أن نجده يستخدم طرقاً غير تقليلدية للوصول إلى أغراضه.

نرشح لك

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل