المحتوى الرئيسى

نا لي رمز وطني صيني

01/26 10:31

ينطبق القول المأثور "الثالثة ثابتة" على حالة الصينية نا لي الفائزة بلقب فردي السيدات في بطولة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب، أولى البطولات الأربع الكبرى، اثر تغلبها في المباراة النهائية يوم السبت على السلوفاكية دومينيكا تشيبولكوفا 7-6 و6-0.

فبعد مرتين بلغت فيها اللاعبة الصينية المباراة النهائية للبطولة المقامة في ملبورن (2011 و2013)، ها هي تنجح بتحقيق ثاني ألقابها في البطولات الكبرى، بعدما كانت زينت خزانتها بكأس بطولة فرنسا المفتوحة في العام 2011.

وهو اللقب التاسع في مسيرة المصنفة الرابعة على لائحة التصنيف العالمي للاعبات كرة المضرب المحترفات برصيد 5470 نقطة، بعد دورات غوانغزهو الصينية (2004)، وبريسبان الأسترالية (2008)، وبرمنغهام الإنكليزية (2010)، فرنسا المفتوحة (رولان غاروس) وسيدني الأسترالية (2011)، وسينسيناتي الأميركية (2012)، وشينجين الصينية (2013 و2014)، علماً أنها احتلت مركز الوصافة في 11 بطولة.

وتعد نا لي البالغة من العمر 31 عاماً، التي ستعود إلى المركز الثالث عالمياً بعد هذا الفوز، رمزاً وطنياً وبطلة قومية في بلادها، كونها اللاعبة الآسيوية الوحيدة الفائزة بأحد ألقاب الغراند شلام، وأول من يقتحم نادي اللاعبات العشر الأوائل.

 من الريشة إلى الكرة الصفراء 

بداية نا لي كانت مع لعبة البادمنتون (الريشة الطائرة)، التي كان يمارسها والدها شينغ بينغ لي، لكنها تعرّفت في عمر الثامنة على كرة المضرب فعشقتها وانتقلت إليها، لتظهر أن هذا التبديل جاء في مكانه الصحيح. 

ولدى بلوغها 15 عاماً، وبعد ضمها إلى منتخب الصين، انتقلت لي إلى الولايات المتحدة الأميركية لدراسة لعبتها المفضلة في أكاديمية جون نيوكومب في تكساس، وذلك بعد أن وقّعت على عقد رعاية مع إحدى اشهر الشركات المتخصصة بصناعة المعدات الرياضية، وتبدأ مسيرتها الاحترافية.

شغفها بكرة المضرب لم يبعدها عن دراستها الجامعية، فهي منذ نعومة أظافرها كانت تحلم بأن تصبح صحفية وهذا ما نجحت بتحقيقه بعد عناء طويل في العام 2009، وذلك بعدما فضّلت أن تتوقف عن اللعبة في العام 2002 للانخراط في الدراسة، ما دفع بوسائل الإعلام لانتقادها ونشر الشائعات حول سبب ذلك، لتعود لها بعد سنتين تحت قيادة جيانغ شان الذي قادها لأول ألقباها ويصبح في العام 2006 زوجها.

قرار احتراف كرة المضرب واتخاذ اللعبة مصدراً للرزق جاء مبكراً لدى نا لي بعمر 15 عاماً، لكن اللقب الأول الاحترافي تأخر سبع سنوات لحين بلوغها 22 عاماً، كانت صقلت فيها موهبتها وطورت أداءها، ما مكنها من رفع أول كأس لها على أرض بلادها في دورة غوانغزهو، لتصبح أول صينية تفوز بإحدى الدورات التي تنظمها رابطة لاعبات كرة المضرب المحترفات.

وقتها وصفت شعورها بغير المعقول، لأن فوزها أدى إلى إدخالها إلى نادي المئة الأوليات على لائحة التصنيف العالمي بعد بلوغها المركز 80.

وعلى الرغم من إثباتها مكانتها بين اللاعبات الكبيرات بدءاً من العام 2004، إلا أن ألقابها ظلت شحيحة، حتى أنها فشلت في المحافظة على أي من الألقاب التي حصلت عليها.

وواصلت نا لي صعودها على سلم التصنيف ببطئ، وحافظت على حضورها لاسيما في البطولات الكبرى، وطوّرت نسقها بطريقة جعلتها متواجدة في المباراة النهائية لدورتين سنوياً على الأقل، ما أوصلها إلى نادي اللاعبات العشر الأوليات، في الموسم 2011، وتنهي الموسم المنصرم 2013 في المرتبة الثالثة، وهو أفضل ما وصلت إليه وستعود إليه يوم غد الاثنين مع صدور الترتيب الجديد، والتي تدين به لمدربها كارلوس رودريغز الذي بدأ الإشراف عليها في العام 2012.

نا لي كانت قد توصّلت مع جيانغ شان الذي رافقها كزوج ومدرب وحقق معها نجاحات وإخفاقات إلى اتفاق في العام 2012 يقضي بمرافقتها في كل البطولات والدورات التي تشارك بها، ويمنحها النصح والإرشاد كمستشار، وإعطاء دور المدرب والمؤهل البدني والرياضي لرودريغيز الذي كان يشرف قبل ذلك على تدريبات المصنفة رقم 1 البلجيكية جوستين هينان.

وقالت لي عنه: "لقد أنقذني رودريغيز.. وأنقذ زواجي.. ما قام به من تبديل في أسلوبي في اللعب، وتطويري بدنياً جعلني أفضل في الملعب، وابتعادي عن زوجي خلال التدريبات جعلني اشتاق إليه.. هو فعلا منقذي"..

ولم يعد سهلاً على لاعبة تجاوزت عتبة الثلاثين من العمر الاستمرار في رياضة تحتاج إلى مجهود بدني وعضلي وفكري كبير، لذا فأنه يمكن القول بأن العد التنازلي لإنهاء مسيرتها قد بدأ، علماً أنها صرّحت في عدة مناسبات أنها تعتبر مجيء اليوم الذي ستعلن فيه اعتزالها هو بمثابة الكابوس لها من شدة عشقها لكرة المضرب.

- تاريخ الولادة: 26 شباط/فبراير 1982 (31 عاماً)

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل