المحتوى الرئيسى

«مدّعو النبوة» في زيمبابوي... أموال سهلة ونفوذ كبير!

01/24 17:46

سلطت الأضواء في زيمبابوي أخيراً على مجموعة من الوعّاظ، أو الشباب ذوو كاريزما الذين يدَّعون امتلاك قدرات «نبوية»، من بينها جعل الأموال تظهر فجأة في حافظات نقود الناس، وإبراء الإعاقات الجسدية.

ففي الوقت الذي يدفع فقر البلاد المدقع كثيرين إلى الذهاب إلى هؤلاء الذين يبشرون بما يسمونه بـ«إنجيل الرخاء»، يتوافد الأغنياء والمشاهير أيضاً على ما يطلقون عليهم «صناع المعجزات» أولئك، حتى أن وزراء الحكومة والمسؤولين أصبحوا زواراً مألوفين.

و«إنجيل الرخاء»، حركة ظهرت في أميركا في «الخمسينيات» من القرن الماضي ويروج أتباعها لفكرة أن طاعة الرعايا لكاهن الكنيسة تدر عليهم منافع مادية إلى جانب بركات الشفاء والثراء.

ومؤسس «الكنيسة الدولية للعائلة المتحدة» إيمانويل ماكانديوا، هو أحد هؤلاء الوعاظ ذوي الكاريزما الذي ارتقى إلى مكانة بارزة خلال الأعوام الأخيرة، وانقسم الرأي العام بشدة حول ادعاءاته بامتلاك «قدرات نبوية»، إذ أشار في مطلع العام الجديد 2014 إلى أنه «في انتظار تعليمات من الله» قبل إحياء الناس من الموت.

نجح ماكانديوا في اجتذاب جماعة مصلين قوامها 60 ألف شخص لحضور قداس الأحد الذي يعقده في كنيسته، وفي العام 2012 جمع نحو 100 ألف شخص للخروج في فعاليات مسيرة "عيد القيامة» في العاصمة هراري.

وشهد الحدث الذي لم يجتذب مثل هذا الحشد الهائل قط، وأطلق عليه اسم «ليلة القيامة»، حضور سياسيين أمثال ويبستر شامو وزير الإعلام، المفوض السياسي لحزب «زانو - الجبهة الوطنية» الحاكم الذي يتزعمه الرئيس روبرت موغابي.

وفي يوم «ليلة القيامة»، انضم الوزير شامو إلى مجموعة «ماهينديري براذرز» الموسيقية على خشبة المسرح في الاستاد الرياضي الوطني ليعلن هويته وانتماءه.

«الأمر يتعلق بالسلطة»، هذا ما قاله في تصريح لوكالة الأناضول المعلق الاجتماعي غودوين فيري، الذي يشكك في ما يسمى «وعاظ إنجيل الرخاء»، مشيراً إلى أن «الكنائس هي مراكز جديدة للنفوذ».

ورأى غودوين أنه «ليس من المستغرب أن السياسيين يرتادون أيضاً ما يسمى بالكنائس الخمسينية، أملاً في كسب المزيد من الدعم لأنفسهم وأحزابهم».

ثمة مؤمن آخر بقدرات ماكانديوا (النبي المزعوم) ليس بأقل من نائب المتحدث باسم حزب «زانو - الجبهة الوطنية»، الذي يصف نفسه بأنه عضو في "الكنيسة الدولية للعائلة المتحدة».

من جهته، كتب ماكانديوا على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»: «تمادى البعض إلى حد نعت النبي ماكانديوا بأنه محتال، مصدر قوته محل شك، وهذا النوع من السلوك غير مقبول تماماً».

وأضاف: «بعدما شهد مباشرة قوى يسوع (السيد المسيح) من خلال الشفاء الفوري والمعجزات المذهلة، أستطيع أن أقول بثقة إن النبي ماكانديوا هو رجل الله (رجل دين) حقيقي».

وتابع: «ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد من قبل كل كائن بشري، ليس فحسب بسبب قواه لصنع معجزات غير عادية، لكن بسبب قدرته على الوعظ بشكل مقنع عن مملكة السماء».

وفي المقابل، يقول منتقدون إن «مثل هؤلاء الأنبياء الذين ينصبون أنفسهم بأنفسهم يسيؤون إلى العقيدة التي اؤتمنوا عليها»، كما أن وسائل الإعلام تزخر في الآونة الأخيرة بروايات مثيرة تذكر تفاصيل الممارسات البغيضة حول تورط بعض من «رجال الله» في الاحتيال وحتى الاتهام بالاغتصاب.

ماكانديوا، نفسه، لديه عدد من المنتقدين، ومن ذلك زملاؤه الوعاظ الذين يتهمونه بالاحتيال على المصلين السذج لسلب أموالهم التي يكسبونها بشق الأنفس.

قائد كنيسة «الكلمة المنزّلة» الكائنة في العاصمة هراري غودوين تشيتسيندي، هدد لأخيراً بفضح وعاظ إنجيل الرخاء ومدعي النبوة.

وقال تشيتسيندي لأعضاء كنيسته إن «صعود هؤلاء الأنبياء يظهر وجود نمط من الناس الذين يدخلون الكهنوت من أجل المال بعد أن لاحظوا كيف أن البعض الآخر أصبحوا يملكون مزيجاً من الشهرة والثروة، بعد أن جنوا الكثير من الأموال»، مشيراً إلى أنهم «يستخدمون الخداع للكشف عن أرقام هواتف الشعب».

وحث تشيتسيندي وسائل الإعلام على التحقيق في كيفية أن الناس الذين يحضرون قداس الكنيسة لمثل هؤلاء ينتهي بهم الحال بإيداع الأموال بشكل عجيب في حساباتهم المصرفية.

وبصرف النظر عن ماكانديوا وصديقه المقرب، فاحش الثراء أوبرت أنغل، الذي يدعي أيضاً قدرات نبوية، تركز وسائل الإعلام المحلية حالياً على روبرت مارتن غومبورا، مؤسس كنيسة «رسالة نهاية الزمان المستقلة»، الذي يحاكم حالياً بتهمة اغتصاب ست عضوات من رعايا كنيسته.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل