المحتوى الرئيسى

ميدان «التحرير».. أيقونة الثورة

01/24 03:39

حركة باسم «التغيير العالمى» فى 82 دولة تعلن فى بيانها الأول الحرب ضد «كل مبارك».. وتدعو إلى جعل التحرير ميدانًا عالميًّا

لم تكن ثورة 25 يناير التى كان ميدان التحرير مركزًا لها، خصوصًا بعد نجاحها فى الإطاحة بحسنى مبارك، مجرد حركة شعبية مصرية خرجت لتسقط نظامًا ديكتاتوريًّا فاسدًا، لكنها كانت مصدر إلهام لشعوب غاضبة أخرى ضاقت ذرعًا بحكامها المستبدين، خرجوا للمطالبة بحقوقهم وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية فى بلادهم.

الغضب الذى فجّره المصريون فى 2011، كسر حاجز الخوف حول العالم، مما أدّى بدوره إلى ظهور كثير من الحركات الشبابية المعارضة المختلفة التى تأسس معظمها عبر شبكات التواصل الاجتماعى، تمامًا كما فعل المصريون عبر «فيسبوك» و«تويتر»، لحشد الجماهير ودعوتهم للمشاركة.

ميدان التحرير تحوّل إلى أيقونة عالمية، المحتجون أيًّا كانت مطالبهم فى مختلف الدول قاموا أيضًا باتخاذ ميادين مراكز لثوراتهم واحتجاجاتهم الشعبية، فاتخذ الأتراك مثلًا «ميدان تقسيم» مقرًّا للتنديد بسياسة الإخوان المسلمين وحزب العدالة والتنمية الحاكم، والمطالبة بتنحى رئيس الوزارء التركى رجب طيب أردوغان، وحكومته.

الغضب ضد التقشّف فى أوروبا تصاعد بشكل ملحوظ بعد الثورة المصرية، خصوصًا فى المظاهرات اليونانية التى اتّخذت أيضًا من «ميدان سينتاجما» بالعاصمة أثينا مركزًا للتعبير عن الغضب الشعبى من سياسات الاتحاد الأوروبى الاقتصادية الصارمة التى يدفع ثمنها المواطن العادى موظف القطاع العام.

أوروبا عمومًا تحوّلت بعد نجاح الثورة المصرية إلى جمرة غضب وفيلم شيّق، تزداد أحداثه إثارة يومًا بعد يوم، فلا يمر يوم إلا ويشهد احتجاجًا أو إضرابًا أو اعتصامًا ضد سياسة الحكومات الأوروبية. ومن ذلك، احتجاجات البرتغال، وبلجيكا، وبلغاريا، وإيطاليا، التى طالب فيها متظاهرون بتنحّى رئيس الوزراء السابق سلفيو برلسكونى، ومن بعده ماريو مونتى.

من بين كل الاحتجاجات التى اندلعت على غرار احتجاجات 25 يناير، كانت تلك فى ميدان بويرتا ديل سول، بالعاصمة مدريد.

وكانت الأكثر تأثرًا بروح الثورة المصرية، وظهر ذلك جليًّا فى الهتافات التى رددها (الغاضبون)، كما أطلقوا على أنفسهم، واللافتات التى حملوها، أبرزها «من سول إلى التحرير: الديمقراطية للجميع»، و«يا ميدان التحرير أنت شمسنا».

كما نظّم الثوار الإسبان وقفات تضامنية بدعوة من حركتى «15 مايو» و«احتلوا الميدان» الشبابيتين، لدعم المصريين فى أثناء الحكم العسكرى بعد الثورة، وفى إحدى الوقفات عرضوا فيديو يتضمن انتهاكات الجيش المصرى، والأغنية المصرية الشهيرة «يا الميدان» للمطربة عايدة الأيوبى وفريق كايروكى، وأنشأت «15 مايو» موقع «سول والتحرير» الإلكترونى، حتى يمكن لأى شخص من أى دولة نشر الأنشطة العالمية المتعلقة بالتضامن مع ثوار مصر.

أيضًا قامت «15 مايو» الإسبانية، بتأليف كتاب بعنوان «العالم نحو ثورة غير عنيفة» باللغة الإسبانية، يتضمن تلخيصًا للأحداث التى وقعت منذ بداية تشكيلها، ويحتوى على إشارات متعددة للثورة المصرية والربيع العربى باعتبارهما جزءًا مهمًّا من الثورة الإسبانية.

ظهرت أيضًا حركات احتجاجية فى أعقاب الثورة المصرية ضد السياسات الاقتصادية والرأسمالية والإجراءات التقشفية، أبرزها حركة «احتلوا وول ستريت» الأمريكية، وعلى إثرها ظهرت حركات مشابهة لاحتلال شوارع المال حول العالم، تحت مسمى «احتلوا»، وكان أشهرها فى بريطانيا وكندا.

وبعيدًا عن التقشّف، كما فى المظاهرات القبرصية 2011 ضد الرئيس ديميتريس كريستوفياس، حمل المحتجون لافتات تتضمن صورة كريستوفياس إلى جوار مبارك، فى إشارة منهم إلى أن الرئيس القبرصى لا يختلف كثيرًا عن المخلوع المصرى فى استبداده وانتهاكه الحقوق الإنسانية.

وفى ألمانيا، بخلاف الاحتجاجات المناهضة لسياسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الاقتصادية، كانت تلك التى رُفعت فيها «الأحذية»، تمامًا كما فعل بعض المصريين فى مظاهراتهم، أمام القصر الرئاسى للمطالبة بتنحى الرئيس كريستيان فولف، بعد حصوله على قرض ميسّر، مستغلًا نفوذه، حيث نجحوا فى إسقاطه بالفعل.

وتشكّلت أيضًا حركة أطلقت على نفسها «حركة التغيير العالمى» 15 أكتوبر 2011، طالب فيها الملايين من 82 دولة و6 قارات بإسقاط النظام العالمى، ووضحت الحركة فى بيانها الأول تأثّرها بالمصريين، حيث قالت إنها ستحارب ضد كل مبارك مستبد على مستوى العالم، ودعت العالم إلى «جعل ميدان التحرير ميدانًا عالميًّا».

كما اندلعت فى روسيا مظاهرات معارضة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، احتجاجًا على الحملات القمعية ضد المعارضين وتقييد حرية الرأى والتعبير، وطالبت بإسقاطه ورئيس وزرائه ديمترى ميدفيديف، بعدما أصبح الحكم فى روسيا شبيهًا للعبة «الكراسى الموسيقية»، فى ما بين ميدفيديف وبوتين، وزادت وتيرة الاحتجاجات الشعبية بعد فوز بوتين بولاية جديدة فى 2012، حيث يقول المعارضون إنه حصل عليها بالتزوير.

وفى بيلا روسيا، تظاهر المعارضون بطريقة مختلفة، فى أيام الأربعاء فقط، بالتصفيق مع التزام الصمت ورفع اللافتات، لإسقاط رئيسهم ألكسندر لوكاشينكو أو «ديكتاتور أوروبا الأخير»، حسبما يصفونه، والمطالبة بتنحيه وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل