المحتوى الرئيسى

المغرب: مخاوف من غزو سلفي يكرر اغتيالات تونس وليبيا

01/21 17:11

الرباط : عزيز الدريوشي - خلقت تصريحات منتمين إلى التيار السلفي الحدث في المغرب بعد تكفير الأمين العام للحزب الاشتراكي ذي التوجه اليساري إدريس لشكر، الذي دعا لمراجعة أحكام الإرث لأنها في رأيه تظلم المرأة.  المنتقدون للفكر السلفي يرون من جهتهم أنه فكر يهدد رموز الفكر والسياسة، ولذلك حذروا من تكرار سيناريو ما يقع في تونس وليبيا من اغتيالات. الاصطدام بين التيار العلماني والسلفي في المغرب ليس وليد اليوم، إلا أن شدة الاستقطاب بينهما  زادت مع ما أفرزه 'الربيع العربي' من تطورات سياسية. فأين تنتهي الحرية الفردية، وأين تبدأ وصاية الدين؟

في تصريح لهنا صوتك يقول الشيخ حسن الكتاني أحد رموز الحركة السلفية الذي استفاد سابقا من عفو ملكي بعد سجنه بقانون الإرهاب، إن 'دعوات التكفير التي تصدر بين الفينة والأخرى في حق الملحدين، لا تصدر عن علماء وإنما عن بعض سطحيي الثقافة الدينية'. ويرى الكتاني أن المجتمع المغربي محافظ بطبعه و لا يقبل سلوكيات تصدر باسم الحرية.

يخالفه الرأي الناشط العلماني محمد عصيد، الذي سبق أن تلقى تهديدا بالتصفية الجسدية .'إصدار فتاوى التكفير في مجتمع مغربي يستمد تشريعاته من الدين دعوة للقتل'، يقول عصيد مطالبا السلطات المغربية بحماية المفكرين  والسياسيين الذين ينتقدون التيار السلفي.

في المقابل يرى الشيخ محمد الفيزازي الذي سبق وأن دعا إلى تأسيس أول حزب سلفي في المغرب، أن خريطة التيارات السلفية اليوم في المغرب متنوعة و باتت واضحة أمام السلطات المغربية.' إذا ما استثنينا السلفية الجهادية التي تخشاها السلطة كونها تتبنى الجهاد المسلح، فإن باقي السلفيات لا خوف منها'، يوضح الشيخ الذي استفاد هو أيضا من عفو ملكي بعد أن سجن وفق قانون الإرهاب.

أما بخصوص ما يصدر بين الفينة والأخرى من تهديد 'السلفية الجهادية' بالقتل لعدد من دعاة الحرية الفردية في المغرب، فيقول الشيخ 'محمد الفيزازي إنه 'يرفض أن يدخل الطرفان معا في لغة التكفير، سواء من السلفيين أو العلمانيين، وأن  مؤسسة إمارة المؤمنين هي ضامنة للدين الإسلامي في المغرب وأن الإفتاء يصدر من هيئة علمية يرأسها الملك'.

من جهته، يرى منتصر حمادة،  الباحث في الحركات الإسلامية أن أهم ما يميز السلفيات في المغرب، هو 'التشرذم'، باستثناء نموذج 'السلفية العلمية' التي يقودها الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي. وكانت دور القرآن التي يديرها الشيخ المغراوي في مراكش قد تعرضت للإغلاق في السنتين الماضيتين من طرف وزارة الداخلية بعد إصداره لما أطلق عليه الإعلام المغربي 'فتوى زواج القاصرات'. ويضيف منتصر حمادة أن  التيار السلفي الجهادي موجود كأفراد، لكنه  ليس في صيغة تنظيم أو ما يصطلح  عليه بالجزر السلفية المشتتة.

في السياق نفسه، يوضح منتصر حمادة أن الحديث عن تحركات سلفية لتشكيل جبهة ضد الحريات الفردية، 'أمر سابق لأوانه، رغم اتفاق الإسلاميين عموما على الانخراط في ما يُشبه شيطنة باقي التيارات الفكرية التي تدعو الى سمو القوانين الحقوقية على الدينية، إلا أن الطابع الرسمي للمؤسسات الدينية في المغرب يجعلها تحت وصاية مؤسسة إمارة المؤمنين بقوة الدستور'

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل