مايكل شوماخر .. المقاتل الذي لا يتراجع ابداً يواجه الصراع الأقوي في حياته مع الغيبوبة

انه مايكل جاكسون الخاص بعالم سباقات السيارات، لا يوجد من هو أشهر منه بمجاله، ولا يوجد من لا يعرفه، ويحمل خلفه تاريخ ملئ بالنجاحات والأرقام القياسية، لقد أصبح أسمه مرادفاً لمهارة القيادة حتي أنه في مصر رغم كونها بلد لا يعرف عنها الحب والمعرفة بسباقات فورمولا ١، إلا أنك ستجد أشخاصاً عاديين كلما صادفوا من يحاول إستعراض مهاراته في القيادة يقولون له "أنت فاكر نفسك مايكل شوماخر!"، أنه الألماني الذي قفز برياضة السيارات إلي مستوي أخر فأصبح أول مليونير بين سائقي سباقات السيارات، وكان دخله السنوي قد وصل إلي ٨٠ مليون دولار سنوياً عام ٢٠٠٤.

فوزه سبع مرات بلقب بطولة العالم لسباقات فورمولا ١ تصدر عناوين الصحف خلال التسعينات والأعوام الأولي من القرن الجديد بعدما حكم العالم لخمس سنوات متتالية بخمس بطولات من عام ٢٠٠٠ وحتي ٢٠٠٥ مع فريق فيراري، ثم عاد ليحدث ضجة كبيرة بإعتزاله الأول عام ٢٠٠٦، لم تضاهيها سوي ضجة عودته مرة أخري للسباقات عام ٢٠١٠ ثم إعتزاله مرة أخري أثناء وجوده بفريق مرسيدس لسباقات فورمولا ١ عام ٢٠١٢، واليوم يعود مايكل شوماخر ليتصدر عناوين الأخبار الرياضية في العالم ولكن بصورة درامية للغاية، فالجميع يتابع أخباره بعناية شديدة سواه هو نفسه لرقوده في غيبوبة بأحد مستشفيات جرينوبل بجنوب فرنسا، وذلك بعد حادث أثناء تزلجه علي الجليد مع إبنه بجبال الألب الفرنسية نتج عنه إرتطام عنيف بالرأس أسفر عن إصابات بالمخ.

حالة شوماخر "حرجة للغاية" حسبما صرح مديرو أعماله والمستشفي التي يرقد بها الأسطورة الألمانية، فقد استدعت حالته التدخل الجراحي الفوري بالمخ، لكن التقرير الذي صدر عقب الجراحة بساعات كان يقول أن حالة السائق الألماني قد زادت سوءاً، ويمكن القول بأن حياته في خطر كبير.

"من اليوم ستوفر لي الحياة العديد من الفرص الجديدة التي أتطلع إليها، فأنا أفضل أن يصفني الناس بأنني مقاتل، شخص لا يتراجع أبداً"، يتابع العالم أخبار شوماخر الحزينة أثناء تذكره لهذه الجملة التي إختتم بها مشواره مع سباقات فورمولا ١ حينما اعتزل بشكل نهائي عام ٢٠١٢، فلقد كان شوماخر نموذجاً للسائق ذو الموهبة التي تجعل منافسوه لا يقدرون علي شئ سوي حسدانه في صمت.

"آنت قادر علي ذلك يا شوماخر"، جملة تعود علي قولها زميله القديم مارتن براندل الذي تشارك معه في القيادة لفريق "بينيتون" لسباقات فورميلا ١ في التسعينات في الفريق الذي شهد صعود شوماخر وفوزه بأول بطولة للعالم قبل إنتقاله لفريق فيراري، واليوم يوجه براندل الجملة ذاتها عبر تويتر لشوماخر أثناء رقوده بالغيبوبة في أول ردود الأفعال عقب الإعلان عن حالة البطل الألماني الصحية عقب الحادث، وأضاف: "فلنتمني جميعاً أن اصابة مايكل ليست بهذا السوء الذي يتحدثون عنه، أريد أن يعود إلينا هذا السائق المجنون!"، أما بطل العالم الحالي الألماني سباستيان فيتيل فعلق قائلاً: "أنا مصدوم وأتمني أن يعود لنا بأقصي سرعة ممكنة!".

بالعديد من ألقاب بطل العالم في فورمولا ١، والعديد من الأرقام القياسية كأسرع الدورات في تاريخ العديد من أشهر حلبات السباق في العالم، وأكثر عدد مرات فوز في موسم واحد، وأكثر عدد مرات فوز في تاريخ البطولة، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لمايكل شوماخر ليشبع ظمأه للمغامرة، فكانت ضمن أنشطته العديد من الرياضات المتهورة مثل التسابق بالدراجات النارية والقفز بالمظلات، بالإضافة لحبه الكبير لركوب الخيل، وقد تسبب كونه الأسرع علي الإطلاق في العديد من الحوادث السابقة أشهرها كان حادثاً كبيراً بموسم عام ١٩٩٩ بجولة حلبة سيلفرستون الانجليزية استدعي جراحة كبيرة بقدمه وغيابه لشهور، كما تعرض شوماخر لإصابات بالغة عام ٢٠٠٩ قبل عودته الثانية من إعتزال سباقات فورمولا ١ في حادث دراجة نارية بأسبانيا تسبب في أضرار برقبته وعموده الفقري.

44 عاماً عاشها مايكل شوماخر الأسطورة الألمانية منها ٤٠ عاماً من المغامرة بعدما بدأ التسابق في سباقات سيارات الكارتنج الصغيرة في عمر ٤ سنوات، واليوم يحبس العالم أنفاسه في إنتظار أن يفتح شوماخر عينيه ويعود من غيبوبته لتكون عودته الأكبر علي الإطلاق.