المحتوى الرئيسى

أحمد جمال الدين: وقائع التزوير فى الانتخابات الرئاسية معظمها لصالح «مرسى» وتوقعت إعادتها

01/12 11:20

أعرب اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية السابق ومنسق جبهة «مصر بلدى»، عن قلقه الشديد من «ذوبان كتلة ثورة 30 يونيو» بسبب «منغصات الحياة والنقمة على أداء الحكومة».

وقال «جمال الدين»، فى حوار موسع مع «الوطن»، إن جبهة «مصر بلدى» لم تدعُ لترشيح الفريق السيسى لانتخابات الرئاسة، لكنه دعا تكتل 30 يونيو للنزول يوم 25 يناير لمطالبة «السيسى» بالترشح.

وحول مخاوف البعض من تأليب دول كبرى على مصر بسبب ترشح «السيسى»، قال «جمال الدين»: «لو فضلنا نعمل حساب للدول الخارجية مصر هتضيع، ويجب أن ننظر لمصلحة مصر أولاً، وبعد ذلك اللى يزعل يزعل»، مشيراً إلى أن عدم ترشح «السيسى» سيمثل «صدمة كبيرة لغالبية المصريين».

وكشف «جمال الدين» فى حواره عن أن جماعة الإخوان تورطت فى «إرهاب منظم» مع الجماعات التكفيرية، بدليل تصريحات قادتهم فى «رابعة» عن وقف العنف فوراً بمجرد عودة الرئيس المعزول، وقال: «هذه صورة الجماعة الحقيقية، التى ظلت تخفيها منذ عقود طويلة».

وتوقع استمرار عنف الإخوان لتعطيل خريطة الطريق، مؤكداً ارتباط الإخوان بتنفيذ مصالح دول كبرى، لأن المصريين فى ثورة 30 يونيو «هدموا مشروعهم» فى المنطقة.. وإلى نص الحوار:٬

■ جبهة «مصر بلدى» التى تقودها، هل تم إنشاؤها من أجل الفريق السيسى، أم من أجل إيجاد ظهير شعبى للدولة المصرية؟

- جبهة «مصر بلدى» تتشرف بأن رئيسها الشرفى الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، وهو شيخ جليل، ورجل فاضل، ووطنى مخلص مستنير، والجبهة تستفيد من أفكاره ومن وجوده بداخلها.. والجبهة تضم شخصيات وطنية ورموزاً كثيرة، وأنا منسق ما بين هذه الرموز، لأن الجبهة تضم شخصيات سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية، وتضم كذلك مجلساً استشارياً هدفه تقديم رؤية ليست منافسة للحكومة، ولكن هى تقدم رؤية معاونة للحكومة.

فالجبهة ليست معارضة للحكم ولا للحكومة القائمة، بل مساندة ومؤيدة لكل القرارات، وتقدم رؤيتها السياسية وفى المستقبل ستقدم رؤية اقتصادية واجتماعية، لأن هدفها فى النهاية تحقيق الأمن والاستقرار والاكتفاء والعدل للمصريين، كما أن الجبهة كانت لها رؤية فى أن تكون الانتخابات الرئاسية أولاً، ضماناً للأمن، ونادينا بهذا فى المؤتمر الأول للجبهة، وإن شاء الله يكون لهذا النداء صدى لدى رئيس الجمهورية، وأعتقد أنها ستكون خطوة إيجابية جداً إذا كانت الانتخابات الرئاسية أولاً.

■ لكن القيادات الرئيسية فى الجبهة، «سيادتكم ود. على جمعة، والكاتب مصطفى بكرى»، وثيقو الصلة بالفريق السيسى، ما يعطى انطباعاً بأنه تم إنشاؤها بموافقة أو بمبادرة منه؟

- من الممكن أن تتلاقى الأفكار، ونحن نجتمع وراء هدف واحد، ومن الممكن أن تجدنى أعمل «لوحدى» والآخرين يعملون بمفردهم، لكن التوافق بيننا كان على أساس أننا نتحرك، وكان كل خوفنا على الكتلة التى تكونت يوم 30 يونيو والتى دعمت يوم 3 يوليو، وفوضت يوم 26 يوليو هذه الكتلة، «إحنا قلقنا عليها جداً ولما كنا نتشاور مع بعض، قلقنا عليها لأنها بدأت فى الذوبان».

وهى تذوب نتيجة منغصات الحياة التى تقابل المواطن المصرى، فأصبح ناقماً على الحكومة، ونحن نرى أن ليس هذا هو الوقت المناسب لنتكلم عن هذه الأمور، ومهما كانت الرؤى حول أداء الحكومة، فنحن فى موقف خطر وكان لا بد أن ننبه الناس ونوعيهم ليس مجرد التوعية السياسية فقط، لا بل ونساعدهم فى اختيار الشخصيات الوطنية على مستوى الرئاسة والبرلمان، ومن يعمل معنا لهم أغراض وطنية، وفى الوقت نفسه ربما يكون لبعضهم أغراض شخصية، ولا مانع طالما أن الغرض الوطنى متوافق مع الغرض الشخصى.

■ هل قررتم ترشيح الفريق السيسى أم لا؟

- كل ما نذهب إلى مكان، لا نقول لأى شخص أى شىء، الناس هى التى تقول لنا، وتطالب وهى «اللى عايزة وبترفع صوره، وإحنا مجرد صدى لإرادة الشعب، والناس اللى نزلت يوم 30 يونيو»، ولذلك نحن نقول للشعب انزل يوم 25 يناير الجارى لتطلب مباشرة من الفريق السيسى الترشح للرئاسة.

■ ألا ترى أن هذه الخطوة تجعل بعضاً من النخبة يقول إن ترشح الفريق السيسى «سيؤلب» علينا الدول الخارجية؟

- لو فضلنا نعمل حساب للدول الخارجية، يبقى هنضيع بلدنا، ولو قعدنا نعمل حساب زعل الآخرين، يبقى بلدنا هيضيع، ولا بد من وضع مصلحة بلدنا فى المقام الأول و«بعد كده اللى يزعل يزعل»، نحن فى مصر حريصون على أن يعيش كل مصرى فى أمن وسلام، فنحن شعب مسالم ونراعى مصالح الآخرين، لكن بشرط ألا تكون على حساب مصلحتنا، وليس مهماً أن يكون الفريق السيسى منغصاً لحياة الآخرين فى الخارج، بل المهم ألا يكون منغصاً لحياة المصريين.

■ تعتقد بنسبة كم، يمكن أن يستجيب الفريق السيسى لهذه المطالب ويترشح؟

- إذا استمر هذا الإصرار الموجود بين الناس، إلى ما بعد الاستفتاء على الدستور، أعتقد أن «السيسى» سيلبى النداء، وهو شخصية أجمعت عليها الناس، لأنها ترى فيه الأمل.

■ هل تحدثت معه فى هذا الأمر بشكل شخصى؟

- لا، والله لم يحدث أبداً ولم يفتح هذا الموضوع بينى وبينه على الإطلاق.

■ أنتم دعوتم الناس للنزول يوم 25 يناير الجارى لتأييد الفريق السيسى؟

- يوم 25 يناير، دعوة للناس كلها للنزول، من يريد أن يحتفل بثورته ينزل، ومن يطالب الفريق السيسى بالترشح ينزل.

■ ألا تخشى حدوث اشتباكات بين مؤيدى «السيسى» والإخوان يوم 25 يناير، خاصة أن الإخوان بدأوا فى الحشد لهذا اليوم؟

- لما نزل الشعب يوم 30 يونيو، ونزل المعارضون لهم ظهر حجمهم الحقيقى، وكانوا متقوقعين فى رابعة والنهضة ولما نزل الشعب يوم 3 يوليو حصل نفس السيناريو، وإذا نزل الشعب يوم 25 يناير، وبنفس الكثافة سيحدث نفس ما حدث فى السابق.. أنا «عايز منخافش ومنقلقش».

■ لكن قد يخشى من حدوث عمليات إرهابية أو انفجارات فى أماكن التجمعات؟

- لم يعد الشعب يخاف، وعند حدوث انفجارات الناس تسارع وتقف مع رجال القوات المسلحة والشرطة «محدش بيخاف دلوقتى والناس بتخاف بس على بلدها واللى هيخاف على نفسه، يبقى هيفرط فى نفسه وفى دولته»

■ هل طرحتم بديلاً فى حال عدم ترشح الفريق السيسى؟

- فى حالة عدم ترشح الفريق السيسى، وأعتقد أن هذا سيسبب صدمة كبيرة للناس، فإن قيادات الجبهة ستجتمع وتتوافق على شخصية وطنية، ووقتها هيكون رأى الفريق السيسى مهماً فى اختيار الشخصية المناسبة.

■ لكن أنت ترى عدم ترشح الفريق السيسى احتمالاً بعيداً؟

■ هل تعتقد أن أداء الحكومة يضعف مبررات تماسك تحالف 30 يونيو؟

- بالنسبة لأداء الحكومة الحالية، ليست العبرة بالشخصيات، بل إن العبرة الآن بالسياسات التى يتم انتهاجها، والقرارات التى تتخذ وأعتقد أن الحكومة فى الفترة الماضية رغم انتقاد البعض لأداء بعض وزرائها، فإننى أرى أنهم اتخذوا بعض القرارات القوية فى الفترة الماضية، وأهمها قرار فض اعتصامى رابعة والنهضة، وقرار إعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية.

■ ألا ترى أن قرار إعلان الحكومة «الإخوان» جماعة إرهابية قرار متأخر؟

- نعم، ممكن أن يكون متأخراً، وكان من المفترض أن يتم مباشرة بعد ظهور حقيقة الإخوان التى كان بعض الناس ينظرون لهم على أنهم جماعة دعوية، واتضح أنهم على ارتباط بالجماعات التكفيرية، التى هى نفسها جماعات جهادية، وهم لا يجاهدون فى سبيل الله.

■ بصفتك خبيراً أمنياً، وعملت بهذا الملف فى سيناء وتعرف تفاصيل الجماعات التكفيرية هناك، وجبل الحلال، ما زال هناك من يقول إن الإخوان ليست لهم علاقة بالإرهاب، أو ليس هناك دليل على ارتباط الإخوان بالتفجيرات التى حدثت وتحدث فى سيناء والدقهلية.. ما تعليقك؟

- الإخوان خلال السنوات الماضية ظهروا أمام الناس على أنهم جماعة دعوية واجتماعية، ولهم نشاط اجتماعى وإن كان جزء منهم يمارس العمل السياسى، لكن بعد توليهم الحكم وارتباطهم بالجماعات التكفيرية ودعوتهم للجهاد وما حدث على منصة رابعة، عندما قال أحد قياداتهم إن العنف سينتهى فى سيناء، فور الإفراج عن الرئيس المعزول مرسى وعودته للحكم، أعتقد أن هذه الصورة الحقيقية للإخوان التى كانوا يحاولون إخفاءها طوال الفترة السابقة.

الإخوان فقدوا ثقة الشعب فيهم، ولم يستغلوا الفرصة التى أتت لهم بعد سنين طويلة، والإخوان هم من وصموا أنفسهم بالإرهاب، ولم يصمهم أحد بالإرهاب، وبسبب تصرفاتهم، أبعدوا الناس عنهم وفقدوا ثقتهم أكثر، فضلاً عن أن الناس أصبحت تكرههم أكثر.

■ لكن أنت كخبير أمنى.. هل ترى شواهد قوية على ارتباط الإخوان بالعنف الذى يحدث الآن؟

- ليست شواهد فقط بل أدلة، هذا إرهاب منظم، وأعتقد أن الإخوان أصبحوا ضالعين فيه تماماً.

■ هل ترى أن نفس الأمر ينطبق على «حماس»؟

- «حماس» جزء من التنظيم الدولى للإخوان.

■ لكن قيادات حماس دائماً ما ينفون أى علاقة بما يحدث فى مصر من عنف أو بمحاولة اغتيال وزير الداخلية وأنهم لا يتدخلون فى الشأن المصرى.

- «حماس» فصيل فى غزة، وهناك جماعات تكفيرية أخرى خرجت من تحت عباءتها، وعندما تنفى «حماس» نجد الفصيل الذى خرج من تحت عباءتها هو الذى نفذ.

■ هل تعتقد بوجود تحريض من «حماس»؟

- أكيد، هناك تنسيق بينهم.

■ هل تعتبر أن الموقف التى اتخذته الحكومة ضد قطر كافٍ، أم أن هناك مواقف أخرى أشد ترد اعتبار الكرامة المصرية أكثر؟

- المفروض نتبع أسلوب الخطوة خطوة، وربما يكون هناك موقف آخر أفضل.

■ هل تتوقع أن تشهد الفترة القادمة عمليات إرهابية وانتحارية؟

- هذا كان أحد أهداف جبهة «مصر بلدى» وهو توعية الناس وأن نوصل لهم رسالة بأن الموضوع لم ينته بعد وأن تفويضهم للقوات المسلحة والشرطة شىء إيجابى، لكن عليهم دور إيجابى أكثر «يعنى أنا مفوضش وأروح أقعد فى بيتى، لأ كل واحد فينا لازم يتحول الحس الأمنى لديه إلى حس ضابط جيش، وشرطة، مسئول عن الأمن ويساعد وليس فقط بالدعاء ولكن بالعمل، بمعنى أن كل واحد ساكن فى شقة وبجواره شقة مؤجرة «مفروش» أو شقة خالية، فيها غرباء يترددوا عليها، لازم يعرف مين دول ويبلغ لو فى سيارة مركونة فى المنطقة التى يقطن بها منذ فترة أو سيارة غريبة تتردد كثيراً، خاصة المقيمين حول المناطق الحساسة، لا بد أن يبلغ وأيضا الحقول والمناطق الجبلية، كل واحد فى المصريين لا بد أن يتحول إلى رجل أمن يدافع عن بلده، خاصة فى هذه الفترة حتى يحمى بلده ويظل ظهيراً قوياً.

■ هل رصدت تطوراً نوعياً فى العمليات الإرهابية مقارنة بفترة التسعينات؟

- بالطبع، فى فترة التسعينات كان السلاح الموجود فى أيدى العناصر الإرهابية أقصاه البندقية الآلية، أما الآن فالوضع مختلف.

ووقتما كنت فى الوزارة كنت مستغرباً من التيار الإسلامى الذى وصل إلى الحكم ومن المفترض أن يتجه إلى مزيد من النشاط السياسى أو الاجتماعى أو الدعوى، لكن أثناء وجودى وجدت أن هناك أناساً ما زالوا يتدربون على المتفجرات ويخزنون أسلحة، وأكيد كان هدف هؤلاء الناس ضد الدولة للسيطرة عليها.

■ لمَ لمْ تتم مواجهتهم؟

- بالفعل تمت مواجهتهم، وربما هذا كان أحد الأسباب لاعتبارى هؤلاء أعداء للوطن، وخلية مدينة نصر خير شاهد، والذين تم ضبطهم بعد ضرب قسم ثانى العريش قضية كاملة فيها 12 حكماً بالإعدام، والناس الذين تم ضبطهم فى سيوة والغربية والدقهلية أنا كنت أعتبرهم أعداء للوطن والآخرون كانوا يعتبرونهم رجالهم.

■ هل هناك من تحدث إليك وقتها وقال لك: لماذا فعلت هذا، أو قال: «خف عليهم شوية»؟

- لا إطلاقاً، لأننى كنت أمشى فى طريقى ولا ألتفت لأحد.

■ وهل لم تحدث أزمة عندما ألقى القبض على الحارس الشخصى لخيرت الشاطر؟

- عندما أُبلغت قلت لهم يتم اتخاذ الإجراءات القانونية فوراً، وأبلغونى أن هناك رسالة له بأنه «مايجيبش سيرة الشاطر»، قلت يتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتم تحريز التليفون وكان بداخله صور لـ«حماس» وصور بالأسلحة فى غزة.

■ ولمْ تحدث تدخلات بشأن هذه القضية؟

■ قمت بالعديد من الجولات فى الفترة الماضية فى الكثير من المحافظات بالوجهين القبلى والبحرى، ما انطباعك عن الناس هناك؟

- الناس متحمسة جداً، وجبهة «مصر بلدى» أعتبرها قبل أن تعبر عن أشخاص هى تعبر عن فكرة كيف نعبر بالبلد إلى الأمام، وكيف تستقر بلدنا. وأعتقد أن كل واحد مصرى وطنى مخلص يؤيد هذه الفكرة، وعلى مستوى تنظيم الجبهة فالكثير من الناس انضموا، وهناك ناس تعمل على الأرض وتنزل الشارع وتقوم بتوعية الناس وتجهز للحشد للاستفتاء على الدستور، ووجدنا حفاوة فى استقبالنا فى العديد من المحافظات، مثل المنوفية والبحيرة والغربية والأقصر وقنا وأسيوط وسوهاج والمنيا، وهذه الزيارات المعلنة لكن هناك على مستوى القرى والمراكز يوماً بعد يوم إقبالاً كبيراً جداً، وأكثر ما يميز هذه التجمعات أنهم عند استقبالنا نجدهم رافعين صور الفريق السيسى.

■ هناك اتهام موجه إلى جبهة «مصر بلدى» أنها نواة لعودة الحزب الوطنى مجدداً، خاصة أن من ضمن أعضائها بعض أعضاء الحزب الوطنى.

- جبهة «مصر بلدى» تضم أطيافاً مختلفة؛ فى الجبهة ناس لها فى السياسة وناس مالهاش، يعنى عايزين يخدموا البلد فقط، وهناك ناس تبع الحزب الوطنى ولكنهم شرفاء ومحترمين ويريدون خدمة بلدهم. أنا أعتبر مصر عربة قطار تقف على شريط السكة الحديدية تحتاج أن يتكاتف الجميع ليدفعوها إلى الأمام لتعبر هذا الجسر، فأنا لن أتفرغ لتصنيف الناس وفرزهم، كل واحد وطنى عايز يساعد بلده أنا مش هاقوله «لا»، أنا أقول «لا» فقط لكل من تلوثت يده بالفساد أو بالدم، جبهة «مصر بلدى» تفتح ذراعيها لكل الناس.

■ تفتح ذراعيها حتى للإخوان المنشقين؟

- نعم، معنا إخوان تائبون بالفعل، مؤمنون بنفس الفكرة ويريدون دفع البلد للأمان، مثل خالد الزعفرانى، ونحن نفتح ذراعينا لكل منتمٍ للجماعات الإسلامية ينبذ العنف، ونحن لا نصنف أحداً، ولسنا ضد التيار الإسلامى، كل من يريد الخير لمصر يأتى ويعمل معنا.

■ بعض الأحزاب أعلنت الانضمام للجبهة ثم تراجعت، لماذا؟

- نحو 15 حزباً انضم تحت مظلة جبهة «مصر بلدى»، وقلنا سابقاً إننا لم نأتِ لنتنافس ضد أحد، النشاط الحزبى أو السياسى يهدف إلى الحصول على مقاعد فى البرلمان، لكن جبهة «مصر بلدى» أتت لكى نتكامل، ومن ضمن أهدافنا تحقيق أهداف الثورتين؛ ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو، وإنشاء تكتل وطنى من جميع القوى السياسية سواء أحزاب أو حركات، حتى ندفع خريطة المستقبل، وبدأنا فى التواصل وعقد لقاءات معهم، وكان هدفنا نجمع للدستور ونتفق معاً على الشخصية الوطنية للرئاسة، ونجلس معاً لعمل خريطة، فبعض الأحزاب قالت: لا، نظل معكم حتى الاستفتاء على الدستور ونفترق قبل انتخابات البرلمان. وأنا استشعرت أن الخلاف يمكن أن يدب بين الناس والحركات والقوى السياسية فى البرلمان، فقلت: لا بد أن تكون انتخابات الرئاسة أولاً حتى يتم الحفاظ على هذا التكتل أطول فترة ممكنة ونفوت الفرصة على المزايدين الذين يطالبون بعودة الرئيس المنتخب المعزول.

■ أى لن تكون لكم قائمة فى الانتخابات البرلمانية؟

- «جبهة مصر بلدى» تضم شخصيات قد يكون لهم أهداف سياسية شخصية، طالما أنها تتوافق مع أهداف الجبهة فلا مانع، ومن ضمن أهدافنا فى الجبهة اختيار شخصيات وطنية، ولو أراد شخص من أعضاء الجبهة خوض انتخابات البرلمان سندعمه بقوة، وستكون هناك معايير لاختيار الشخصيات الوطنية التى ستخوض الانتخابات، وأيضا سيكون هناك تنسيق بيننا وبين هذه الأحزاب.

- والله حتى الآن تمويلنا شخصى.

■ هل ترى أن المواجهة مع الإخوان مواجهة أمنية فقط أم توجد استراتيجية فكرية لمواجهة الإرهاب، وهل ترى أن المواجهة ستستغرق وقتا طويلا؟

- هناك تقدم يوما بعد يوم، وموضوع المظاهرات لا يقلقنى واختفاؤها معناه أن نشاطاً آخر سيتم طرحه على الساحة فى الفترة القادمة، وقلت إن الموضوع ليس «إخوان مسلمين» بل تنظيم مرتبط بحركات وبمنظمات إرهابية ولا ننسى أن تنظيم القاعدة فى وقت من الأوقات بدأ يتدخل فى أمور كثيرة فى البلاد مثل خلية مدينة مصر وغيرها، وهناك شخص يدعى محمد جمال عبده ألقى القبض عليه فى قضية خلية مدينة نصر واشتغلنا عليه فى 6 أكتوبر وإسكندرية والسويس وفى الآخر قبضنا عليه فى قطار درجة ثالثة بمنيا القمح وهو متزوج يمنية، وقال إن لديه معسكراً فى مالى وآخر فى ليبيا ويجمع الناس لإقامة إمارة فى سيناء، وكان الهدف سياسياً طبعاً، لأنهم جميعهم أداة فى أيدى أجهزة المخابرات بعضهم يعمل وممول وبعضهم مغيب وماشى مع القطيع.

■ هل تعتبر مبادرات نبذ العنف التى بدأت فى التسعينات فشلت بعد عودة بعض قيادات الجماعات الإسلامية للعنف؟

- أنا لا أعتبرها فشلت لأننى أرى الجماعات الإسلامية لم تنخرط فى العنف لكن جزءا من قياداتها هو الذى انخرط فى المنظومة الخاصة بتحالف دعم الشرعية.. جزء كبير منهم محترمون ومعتدلون مثل كرم زهدى وناجح إبراهيم ومحمود جاد الكريم وغيرهم، وبالنسبة للذين انخرطوا «الموضوع كله فلوس».. الإخوان كانوا يدفعون لهم «فلوس».

■ كيف ترى مستقبل الإخوان هل سيعودون للعمل السرى أم سيظهر جيل جديد يطور من أداء الجماعة؟

- جزء منهم بالفعل انخرط فى العمل السرى وحادث المنصورة خير دليل، وباعترافاتهم تورطت عناصر من جماعة الإخوان فيه، كما أن تاريخهم السابق الذى كان من المفترض أنهم تنصلوا منه، أعتقد أنهم بدأوا يرجعون مرة أخرى، لكن الموضوع سيستغرق وقتا ويجب على المصريين أن يعرفوا هذا ويصبروا ويساعدوا الدولة.

■ هل تتوقع أن الإخوان سيقاطعون الدستور أم سيصوتون بـ«لا»؟

- أنا أتوقع أنهم سيعلنون مقاطعة الدستور، لكن «هينزلوا يقولوا لأ».

■ كيف ترى يوم 25 يناير؟ هل سيكون احتفالا أم يوما جديدا من أيام الدم؟

- آمل أن يكون يوم احتفال للمصريين وأن ينزلوا ويحشدوا ويقولوا نعم بكل قوة، ولا يخافوا أبدا حتى وإن حاول الإخوان إفشال هذا اليوم.. الشعب المصرى أعلن أنه شعب عنيد لن يرضخ ولن يخيفه الإخوان.. «ده أنا بقيت خايف على الإخوان من الشعب المصرى».

■ عندما قُتل من الإخوان 19 شخصا الجمعة الماضى قال البعض إن هذا الدم سيؤدى إلى مزيد من العنف، ومن ثم تعاطف الناس مع الإخوان الأمر الذى يجعلهم ينزلون للتظاهر معهم ما تعليقك؟

- هذا كلام من لا يفكرون بعمق، وإذا فكروا بعمق فلن يصلوا إلى هذه النتيجة.. وهناك بعض الأشخاص وخاصة من الشباب، يقولون إنهم خارج الصندوق وآخرون يقولون نحن على الحياد، لكن وقوفهم على الحياد يخدم أغراض المستهدف ضد بلدهم، والمفروض أن يقفوا مع الدولة ضد كل من يريد تهديد أمن بلده وأسرته، ويساعدوا الشرطة والجيش الذين يقدمون شهداء ومصابين كل يوم.. وخلاص الناس فهمت الإخوان وعرفوهم على حقيقتهم فهم دعاة عنف.

■ لكن تقرير الأمن العام وأنت كنت مديره فى قضية تزوير الانتخابات الرئاسية كان تقريرا ضعيفا؟

- تقرير الأمن العام جمعنا كل معلوماته المتاحة فى حينه ووضعناها أمام اللجنة العليا.

■ لكن لم يكن فيها ما يثبت التزوير الذى حدث فى المطابع الأميرية؟

- لم يكن فى ذلك الوقت أى دليل، وأنت لا تستطيع أن تعتمد على التحريات إلا بوجود دليل، ولكن قلنا هناك تزوير والوقائع التى عرضناها أن القضاة هم من أثبتوها.

■ كان هناك تزوير ممنهج وأذكر واقعتين بالتحديد واقعة منع المسيحيين من التصويت فى الصعيد والمطابع الأميرية؟

- رصدنا كل الوقائع التى حدثت يوم التصويت وكتبناها وعرضناها لأن ذلك كان متاحا، لكن الخطاب وصلنا يوم 20 ومطلوب منا الرد يوم 21 فكان أمامنا إما أن نقول إن التحريات لم تكتمل أو نضع كل ما هو موجود، فوضعنا كل البيانات التى عندنا تحت بصر اللجنة وفيها وقائع تزوير أمسكها قضاة.

■ كان تزويرا لصالح الدكتور مرسى؟

- معظمها كانت لصالحه، رغم أننا كتبنا التقرير استمر فريق البحث فى عمله حتى إعلان النتيجة، ولم نتوصل إلى وقائع أخرى، لأنهم جمدوا المصادر وتجميد المصادر فى هذه الواقعة كان حجر الزاوية، ووقتها كان عمال المطابع الأميرية «بيعملوا مظاهرات ومكانش حد يقدر يتكلم، وعندما تم إعلان نجاح دكتور مرسى كان هناك صعوبة بالغة فى الوصول إلى وقائع أخرى.

■ وهل الوقائع المثبتة كانت كفيلة بإعادة الانتخابات؟

- أعتقد أن الوقائع التى أثبت فيها التزوير كان من الممكن جدا أن تعاد بسببها الانتخابات وتوقعت أن تقرر لجنة الانتخابات الرئاسية إعادتها.

■ تعتقد أن هناك بعض القضاة متأخونون؟

- لا أستطيع أن أقول «قاضى إخوانى أو مش إخوانى» لكنى أستطيع القول إن الإخوان كانوا مخترقين معظم الأجهزة.

■ البعض يقول إن هناك عودة للدولة البوليسية والقمع وعودة لنشاط الأمن الوطنى.. البعض متخوف؟

- كل هذا كلام يتردد من أجل شق الصف مرة أخرى باتهام الشرطة بالرجوع إلى القمع، هنا لا نقول إن الدولة البوليسية رجعت، ولكن نقول إن دولة القانون هى التى عادت بقوة وليست الدولة البوليسية.

■ تقصد أن البلد كان فى فوضى؟

- طبعاً، كان فى فوضى، ويوم أن تفجرت قضية تفتيش مقرات المنظمات التابعة لمنظمات أجنبية، اتصلت بالمستشار سامح أبوزيد، وكنت مدير الأمن العام، وقلت له: «أنا بشكرك، إنت حسستنا إننا لسه فى دولة، يعنى قانون يطبق».

- اسألوا الإخوان.. وأعتقد أن أصحاب «جيكا» يعرفون مَن قتله.. وبعدين مش جيكا اللى وحده اتقتل، يومها كان فى اتنين كمان اتقتلوا وأقر بذلك تقرير الطب الشرعى وشوفوا البلى المستخرج من جسد جيكا والمسافة اللى أطلق بها النار على جيكا.. كما أن وزارة الداخلية كانت عاملة حائط حجرى فى شارع يسرى الجندى عشان محدش يقرب لها..

■ معنى كلامك أن من قتل «جيكا» هم الإخوان؟

■ كيف نأتى بحق «جيكا»؟

- الدولة والقانون هم من يأتون بحقه.. تقرير الطب الشرعى أمام القضاء والنيابة والقضاء هو المخول فى أخذ حق «جيكا».

■ هل تعتقد أن جهاز الشرطة تم اختراقه من قبل الإخوان؟

- بعض الشخصيات اللى ممكن مثلاً كانت تنظر للإخوان على أنهم ممكن ينصبونهم فى بعض المواقع، لكن عملية الاختراق فى العقيدة الأمنية «أمر صعب»، وبعض الضباط أفكارهم ليست إخوانية، ولكن هناك مصالح شخصية لهم مع الإخوان.

■ هل الإخوان حاولوا اختراق جهاز الشرطة وقت توليك الوزارة فى عهدهم؟

- أعتقد أن جزءاً منهم حاول ينصب فى بعض المواقع وكنا ننظر للمسألة بموضوعية بحتة، وبعض الناس فى الوزارة تعرف المواقف التى حدثت.. كانوا «عايزين يعملوا هيكلة للداخلية بدعوى تطهير الداخلية، أنا كان عندى مبدأ لتطوير وزارة الداخلية، وكلمة «تطهير» كلمة مسيئة تنال من معنويات الضباط، وكلمة «هيكلة»، كان يمكن استبدالها بكلمة تطوير، لكن «هيكلة» بالنسبة لهم يعنى إدخال عناصر إخوانية داخل وزارة الداخلية.. كانوا «عايزين يدخلوا ناس معاهم، ناس داخل الوزارة وأنا ساعتها قلت أنا عندى 5000 أمين شرطة وموظف مدنى، معاهم ليسانس حقوق هم أحق وأولى، على الأقل هم جاهزون.

■ ما الوظائف التى كانوا يريدون الحصول عليها؟

- ضباط شرطة.. «يدخلوا ياخدوا تدريب ما ويتدربوا ويشتغلوا ضباط».

■ من الذى قام بعرض هذا الاقتراح عليك؟

- ليس شخصاً معيناً، لكن كان هذا هو مشروعهم الخاص بهيكلة الداخلية وأنا قطعت عليهم هذا الطريق تماماً وقلت للرئيس المعزول إن كلمة «تطهير» أو «هيكلة» تنال من عزيمة الضباط وثقتهم فى أنفسهم وقياداتهم فقال: «محدش هيقول كده تانى»، وطبعاً كان هناك ناس متربصين بوزارة الداخلية، لذلك كلفت مجموعة عمل من الأكاديمية بعمل مؤتمر تدعو فيه جميع قوى الشعب سياسيين ونقابات وعمالاً وحقوقيين، وغيرهم حتى نقول فى الآخر يا مواطن يا مصرى، ماذا تحتاج من شرطة بلدك شكلها إيه فى الزى أو شكل المبنى، لدرجة إن أنا قلت ممكن نعمل واجهة المبنى والأقسام من الزجاج، عشان الناس اللى بتتكلم عن الفساد والتعذيب، تكون مطمئنة، وبدأنا بالفعل فى تطوير أدائنا وأعتقد أن الوزير محمد إبراهيم ينتهج نفس النهج وأعتقد أيضاً أن العقيدة بالفعل تغيرت، بدليل أننا انشأنا قطاعاً للتواصل مع الناس وحقوق الإنسان.

■ هل تعتقد أن الإخوان كانوا سيكررون سيناريو أحداث الاتحادية فى 30 يونيو؟

- كان من الممكن، لأن الإخوان لم يتخيلوا أن هناك قوى أخرى قادرة على الحشد، مثلهم لأن سلاح الإخوان الحشد فلما وجدوا كل هذه الحشود تقوقعوا فى النهضة ورابعة.

■ قيل إن وقت أحداث الاتحادية حاول الرئيس المعزول الاتصال بك أكثر من 3 مرات ولم ترد عليه؟

- لا بد أن نأخذ فى الاعتبار أن نفرق بين يومين، يوم 4 ديسمبر، ويوم 5، يوم 4 أنا كنت على تواصل طوال اليوم مع مدير مكتبه أحمد عبدالعاطى وحصل تواصل بينى وبين الرئيس يومها بالليل والقرار الذى اتخذته كان بناء على معلومات، وكنت أفكر أن السلك الذى تم وضعه لا يتم وضعه من الأساس.

واليوم السابق لهذا اليوم، نزلت أنا والمساعدون، مدير أمن القاهرة، والأمن العام، والأمن الوطنى، والأمن المركزى، وكنت أفكر ألا أضع السلك الشائك، لأن المعلومات المتاحة عندى والتواصل بينى وبين الناس، كانت تقول إن الناس ذاهبة لإسقاط الإعلان الدستورى ولم تكن هناك نية لاقتحام القصر، أو إسقاط النظام والشباب الذى كنت أتواصل معهم وقت ما كنت مديراً للأمن العام، وحتى تولى الوزارة أكدوا لى هذا الكلام.. قالوا لى إنهم متخوفون من أن يأتى أحد ويلقى على القصر بمولوتوف ويكون المنظر العام سيئاً، فقلت خلاص نبنى حائطاً، فلم يسعفنا الوقت فقررنا أن نضع نسقين للسلك بالاشتراك مع القوات المسلحة، وأيضا لم يسعفنا الوقت، فوضعنا نسقاً واحداً وشكلت غرفة عمليات من المساعدين، وقلت لهم كونوا فى الموقع وبقرار منى أنا شخصياً لأعفيهم من أى مسئولية وبدأنا نرصد جموع الناس القادمة والرصد كان بيقول إنهم أسر وأطفال وشباب وسيدات وفتيات وإن الشخصيات المعروف عنها الشغب والتى كانت فى محمد محمود تقريباً غير موجودين ولما وصلوا ووجدت الأعداد رهيبة، وعايزين يجتازوا السلك، وخشية أن يحدث أى شىء للرئيس «مرسى» اتصلت بمدير مكتبه وقلت له إنتوا خلصتوا شغلكوا قاعدين ليه قوموا روحوا.. وبالفعل سمعوا الكلام وهو يغادر المكان، الناس رأت الرئيس مرسى ووقفوا على السلك وتقريباً ألقوا عليه بالسباب والشتائم.. وأنا كنت أعطيت تعليماتى للضباط والعساكر بعدم الضرب حتى لو المتظاهرين ضغطوا على السلك و«معرفتوش تمنعوهم ارجعوا عند النسق التانى عند الأبواب والسور»، وهذه الفكرة الأولى التى كنت أريد تنفيذها، لكن لما حصل خروج، فبعض الشباب اندفع والقوات بدأت تتراجع عند الأبواب، لدرجة أن بعض القوات معرفتش ترجع وتواصلت أنا مع الشباب، وراحوا جابوا القوات ووسعوا السكة ورجعوا العساكر عند الأبواب.

■ تردد وقتها أنك طلبت من الرئيس محمد مرسى أن يوقع على تفويض لك حتى تضرب المتظاهرين، وأيضاً تردد أنه طلب منك ضرب المتظاهرين، وأنت طلبت منه أن يوقع على تفويض بذلك، أيهما أقرب إلى الحقيقة؟

- لم يحدث ذلك إطلاقاً.. والمذيع أحمد منصور هو الذى أطلق هذا الكلام، وقال إننى طلبت من الدكتور مرسى خطاباً موقعاً منه لضرب المتظاهرين وأن الرئيس رفض حتى يبين للناس أن الرئيس مرسى رفض ضرب المتظاهرين.

■ هل بعد تعرض مرسى للإساءة والسباب من قبل المتظاهرين، اتصل بك معاتباً؟

- اتصل بى ليلاً متأخراً وقال لى ماذا حصل، فقلت له كل القوات التى قدرت أوفرها وفرتها، ونسقت بينى وبين الحرس الجمهورى.

- كان واضحاً أنه غاضب، وكان متوقعاً أننى أتعامل بنفس الأسلوب المعروف وأضرب «غاز» على المتظاهرين ونقعد بين الكر والفر، لكنى لو كنت ضربت «غاز» مع هذه الأعداد الرهيبة فى هذه المنطقة والناس جرت من الغاز كانت الناس «هتدهس بعضها، وهيموتوا من الدهس».

وماكانش عاجبه القرار الذى اتخذته، وبعض الإخوان فهموا أن هذه خيانة وأن «الداخلية» خانت الرئيس، ونزلوا فى اليوم التالى على أساس أنهم سيحمون القصر.

■ هل لمّح لك «مرسى» إلى أن أنصاره سينزلون لحماية القصر رداً على عدم حمايتكم له؟

- فى اليوم التالى تحدثت إلى مدير مكتبه وإلى سعد الكتاتنى، وقلت إحنا مش عايزين حد ييجى، ومش عايزين يحصل زى ما حصل يوم 19 نوفمبر. ولعلمك هم غادروا وتبقى فقط نحو 7 خيام زادت تقريباً إلى 15 خيمة، وحركت الخيام من جانب السور إلى الناحية المقابلة ما عدا خيمتين قالوا: «دول نايمين والصبح ماشيين».

■ وعندما تحدثت إلى أحمد عبدالعاطى و«الكتاتنى» ماذا كان ردهما؟

- قالا ما معناه «إنتو ماقدرتوش تحموا القصر»، وعايزين يبعتوا رسالة للشعب عشان يأدبوه رداً على محاولة اقتحام القصر، فنزلوا تانى يوم، وأنا كنت حذرتهم من أول يوم من حدوث احتكاك ومشاكل، وقلت لهم أنا أتواصل مع الناس «عشان يمشوا»، وكان هناك معتصمون فى ميدان التحرير وتواصلنا معهم لينضم إليهم معتصمو الاتحادية، وممدوح حمزة مثلاً كان ضد الاعتصام أمام الاتحادية، وكان موجوداً فى التحرير، وكنا نستغل الاختلاف فى الرؤى للتفاوض على انتقال معتصمى الاتحادية إلى التحرير.

■ هل تحدث إليك الدكتور الكتاتنى؟

- بالليل كلمنى والقوات كانت موجودة عند القصر، والقوات بنفسها بدأت تدخل تشق الصف بأجسامها بين الإخوان والمتظاهرين.

■ هل كان لديك معلومة بأن الإخوان قادمون؟

- أنا عرفت إنهم بدأوا يتجمعوا فى شارع العروبة وصلوا العصر على أساس إنهم سيحموا الاتحادية، وعملية الاعتداء تمت بعد خروجهم من الصلاة مباشرة، واعتدوا فى الوقت الذى كان فيه ضباط مباحث مديرية أمن القاهرة والأمن العام مع ضباط الحرس الجمهورى يتفاوضون مع المعتصمين وكانوا بينزلوا فى شارع العروبة والمنطقة المحيطة بالقصر بالأتوبيسات والميكروباصات المحملة بهم كانت بتنزلهم، وبلغ عدد أنصار الرئيس حوالى 40 ألفاً.

■ هل أحسست بالخطورة وقتها وكلمت حد ولّا الموقف ظهر فجأة؟

- أنا كنت كلفت القوات بالتعامل على الأرض وقمت بتوجيه قوات الأمن المركزى أن يفصلوا بينهم وبالفعل قاموا بالفصل إلى أن وقع إطلاق نار وقلت لهم تحركوا بالميكروباصات المدرعة، وامتد النشاط وقت الاشتباكات إلى روكسى والخليفة المأمون، وأيضا ناحية كلية البنات والشباب اتصلوا بى وقالوا لى إن الشرطة بتضربنا والإخوان يتصلوا بى يقولوا لى الشرطة بتضربنا، وكانت المشكلة فى أن القوات لو أتت من ناحية الإخوان المتظاهرين يفهموا أن الشرطة معهم، ولو أتت من ناحية المتظاهرين الإخوان يقولوا إن الشرطة مع المتظاهرين، لدرجة أن أنا ابتديت اتصل مباشرة بأحد اللواءات وقلت له ادخل من الجنب بحيث يكون الميكروباص المدرع يمينه الإخوان وعلى شماله المتظاهرين، بحيث لا يفهموا أن الشرطة مع طرف ضد الآخر ونجحوا فى إنهم ينفذوا هذا من ناحية كلية البنات والميرغنى وبدأوا فى تنفيذ هذه المحاولات. وبعدين فوجئت بسعد الكتاتنى يكلمنى وقال لى إحنا مش عارفين نعمل إيه، قلت له إنتوا اللى عملتوا كده فى نفسكوا وأوصلتوا الحال لهذا، فقال لى: ما العمل؟ قلت له رجّع الناس بتوعك عند القصر وبعدين مشيهم وأنا هتواصل مع الشباب وتواصلت فعلا مع الشباب على الساعة 10 مساء معظم الشباب مشيوا ولم يتبق إلا بعض من الألتراس، وأصدرت وزارة الداخلية بيانا وقلت فيه هذا الكلام، وقلت إن الشباب التزم والإخوان لم يلتزموا، ولما روحت بالليل الساعه 4 ونص الفجر نزلت لأتفقد الأوضاع وأشجع القوات وأقول لهم إن مسئوليتنا أن نؤدى دورنا وأننا لسنا مع طرف ضد آخر، لكن لا نترك طرفين يتخانقوا مع بعض وأن هذه مسئوليتنا وقلت أشوف المصابين لأن فى هذا اليوم كان عدد المصابين 69 مصابا من الشرطة، وأكثر من سيارة تابعة للشرطة تم حرقها.

ولم أتذكر هل حصل تواصل بين الكتاتنى وشخص يدعى أيمن هدهد، الذى قال إنه سيكلمه ليعيد الناس، وحين وجدتهم قلت لهدهد «إنتوا الإخوان قاعدين تعملوا إيه هنا الساعة 4 ونص وكان كل الشباب والألتراس روحوا»، قال «أصل مات من عندنا ناس ومنتظرين عشان صلاة الجنازة عليهم فى المسجد الذى بجوار القصر» قلت لهم: «طيب ماتصلوا فى أى مكان آخر غير هنا، إحنا اتفقنا مع الكتاتنى على إنكوا تمشوا لازم تمشى الناس» يومها قالوا لى إن حوالى 43 واحد الإخوان مسكوهم وتقريبا فيهم إصابات والإخوان عايزين يسلموهم للشرطة، كنت قاعد ساعتها فى الكشك الزجاجى المقابل للقصر وقلت لهم مفيش استلام لأى شخص إلا فى وجود النيابة العامة، ومشيت وبعد ما وصلت المكتب الساعة 6 صباحا قالوا لى إن المحامى العام اتكلم وقال عايزين نحدد ميعاد، فقلت مأمور قسم مصر الجديدة يروح ويكتب إن المحامى اتصل ويسرد كل ما حدث والمحامى العام حضر وأخذ الـ43 المصابين وتم استجوابهم.

■ خلال هذا اليوم.. الرئيس مرسى لم يتصل بك؟

- فى هذا اليوم لم يتصل أبداً وسمعت من الإخوان وقتها فى التليفزيون أنه حاول الاتصال بى أكثر من مرة وأنا لم أرد عليه، وهذا لم يحدث، وهذا يؤكد أن كلام إن أنا متآمر كلام فاضى.. ناس تعيش فى جو المؤامرة.. فى اليوم التالى كان هناك اجتماع مع الرئيس مرسى قالوا لى: تعالى، الريس عايزك وكان الفريق السيسى موجوداً وقائد الحرس وأول حاجة قلتها ما حصل بالأمس وأنه حصل اتفاق مع الكتاتنى ولم ينفذ، وإحنا عملنا اللى علينا وكل القوات كانت موجودة، ولو كنا ضربنا كانت ستحدث وفيات وكان من الممكن اقتحام القصر، وكان غاضباً من أداء الداخلية وبعد خروجنا من الاجتماع لم نجد أى أحد من الإخوان.. وبعد ذلك، قال مرسى لقائد الحرس: «متعملش زى بتاع الداخلية».

■ هل ترى أنك دفعت ثمن موقفك من أحداث الاتحادية أم ثمن علاقتك بالفريق السيسى؟

- والله لا أعرف السبب أعتقد فى السياسة الهدف هو البلد وأمنها والحفاظ على وزارة الداخلية وأعتقد أن هذا كان الهدف الأساسى بالنسبة لى والخط الذى مشيت فيه وأعداء البلد «مش عايزين كده».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل