المحتوى الرئيسى

يا للهول

01/10 00:43

لم أصدق نفسي وأنا أقرأ خبر ذهاب رئيس الجمهورية لزيارة البابا تاوضروس.هل تغيرت مصر إلي هذا الحد؟ ماذا يحدث عندنا؟ هل اعترفنا أخيرا بان في بلدنا أقباطاً؟! لم يبق إلا أن  نراهم يوما في عدة وزارات مهمة ومؤثرة, يا للهول!. هل هي من علامات الساعة؟! وماذا لو رأينا قريبا رجلا من النوبة يضم إلي كبار المسئولين في الدولة؟. وكل هذا بعد أكثر من ستين عقدا يحدث ؟.

لو عدنا إلي الوراء فسنجد أن الأقباط تولوا كثيرا من المسئوليات الكبيرة وشغلوا أماكن حساسة في الدولة.فتولوا وزارات هامة بل كان منهم  ثلاثة تولوا رئاسة الوزارة نوبار باشا وبطرس غالي ويوسف وهبة الذي ثار عليه الناس فحاول أحد القبط قتله! ومنهم من شغل مراكز قوية في الأحزاب المصرية وعلي رأسهم حزب الوفد الذي كان أكبر الأحزاب الوطنية شعبية وما زال حتى اللحظة!.إلا إذا كنت تفضل عليه هيئة التحرير والاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي العربي والتنظيم الطليعي السري!,هذا إذا كنت ما زلت تذكرها! أو تتمني عودتها!.

فمنذ حركة 23 يوليو لم يكن اعتبار الأقباط  جزءا مكونا من بلدنا, وكانت الحكومة تتفضل  وتختار وزيرا أو اثنين منهم ذرا للرماد في العيون. ورغم أن جوقة الزعيم الثائر جمال عبد الناصر كانت تضم ثلاثة أو أربعة ذى ميول إخوانية إلا أنه أراد أن يضم فوقهم ثلاثة إخوان من خارجهم إلي حكومته ليكسب رضاء الجماعة ولكن الجماعة رفضت هذا الإنعام وأعلنت فصلهم فورا ولم يقبل منهم سوى الشيخ الباقوري, فقد كان الإخوان يطلبون من  الزعيم أن يأخذ مشورتهم قبل أن يعلن عن أي قرارات يتخذها!. 

وبعد أن كان الأزهر طيلة عهده جامعة إسلامية أراد لها الزعيم أن تعمل بتدريس كافة العلوم فيما عدا كل ما يمت للفنون الجميلة كالرسم والموسيقي والغناء والسينما والمسرح والبالية وغيرها وكأن الإسلام يتعارض مع كل هذا, ورغم أن مصر كانت طليعة كل الفنون في الشرق الأوسط كله.

فهل زيارة رئيس الجمهورية اليوم وذهابه إلي الأقباط لتهنئتهم بعيدهم يمكن أن يتكرر في العيد القادم ؟ وهل نراهم يشغلون مناصب أخري مهمة ؟ لم لا ؟ أليست الشرطة تضم الأٌقباط وكذلك الجيش المصري الذي يجند الأقباط فيه جنبا إلي جنب مع المسلمين؟ وهو الوضع القائم من قديم. لكن كل الرؤساء منذ 23 يوليو حافظوا علي تحديد أعدادهم وكأن لهم كوتة معينة لكنها غير معلنة كالمرأة مثلا , بدلا من  أن يكون المعيار هو الكفاءة !.

أكتب هذا وأنا أشعر بالخجل لأني أتحدث في بديهيات. أنظر كيف أسس محمد علي الجيش المصري من عدم فاختار له قائدا أجنبيا ومسيحيا معا. حقا جعل الرجل يعلن إسلامه ليخرس الألسن ولم يفتش أحد في ذلك وصار اسمه سليمان باشا الفرن ساوي. وانظر كيف أرسل محمد علي المصريين إلي فرنسا ليأخذوا العلوم الحديثة وبعث معهم إماما ليؤمهم في الصلاة وهو الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي. ثم عاد الرجل ليعلن في كتاب (  أنه وجد في فرنسا إسلاما بلا مسلمين وعاد ليجد في مصر مسلمين بلا إسلام). ولكن الزمن دار للوراء وأصبح حفيده من الإخوان و ضد وطنه و بعكس جده. 

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل