المحتوى الرئيسى

سامح عيد يكتب: رسائل البنا التكفيرية.. الحلقة الرابعة

12/13 09:58

خسر البنا كثيرا من أعز أصدقائه مثل الدكتور حسان حتحوت لأنهم عاملوه بندِّية وأحيانا كانوا ينتقدونه

البنا عظَّم وقدس القائد ووضعه فى مرتبة ليست مساوية للبشر.. وامتنع عن مهاجمة الملك بينما انتقد الأحزاب والقوى السياسية

اعتبر البنا أن خليفة المسلمين هو ظل الله فى الأرض.. لكنه لم يَذكُر كيف يتم اختياره من بين الناس

البنا يتوسط عددًا من أتباعه فى بداية تأسيس جماعة الإخوان

كتابات المرشد الأول للإخوان عن «أولى العلم» توحى بأنه يشير إلى نفسه باعتباره قائمًا بالقسط

البنا تخلّص من أشخاص لم يتحمل معارضتهم له منهم السكرى.. وأطاح بهم

فى رسالة إلى الشباب وإلى الطلبة خاصةً، تحت عنوان: دعوة الإخوان المسلمين أو دعوة الإسلام فى القرن الهجرى الرابع عشر يقول:

«ومن هنا كان من واجبى أن أشرح لكم فى وضوح موجز دعوة الإسلام فى القرن الهجرى الرابع عشر.

لقد آمنا إيمانا لا جدال فيه ولا شك معه، واعتقدنا عقيدة أثبت من الرواسى وأعمق من خفايا الضمائر، بأنه ليس هناك إلا فكرة واحدة هى التى تنقذ الدنيا المعذبة وتُرشد الإنسانية الحائرة وتهدى الناس إلى سواء السبيل، وهى لذلك تستحق أن يضحى فى سبيل إعلانها والتبشير بها وحمْل الناس عليها بالأرواح والأموال وكل رخيص وغالٍ، هذه الفكرة هى الإسلام الحنيف الذى لا عوج فيه ولا شر معه ولا ضلال لمن اتبعه (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) آل عمران، (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا) المائدة.

ففكرتنا لهذا إسلامية بحتة، على الإسلام ترتكز ومنه تستمد وله تجاهد وفى سبيل إعلاء كلمته تعمل. لا تَعدل بالإسلام نظاما، ولا ترضى سواه إماما، ولا تطيع لغيره أحكاما (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) آل عمران، فأول واجباتنا نحن الإخوان أن نبين للناس حدود هذا الإسلام واضحة كاملة بينة لا زيادة فيها ولا نقص بها ولا لبس معها، وذلك هو الجزء النظرى من فكرتنا، وأن نطالبهم بتحقيقها ونحملهم على إنفاذها ونأخذهم للعمل بها، وذلك هو الجزء العملى فى هذه الفكرة، وعمادنا فى ذلك كله كتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه».

هو يتحدث عن إسلام القرن الرابع عشر الهجرى!؟ ماذا يقصد هل إسلام القرن الرابع عشر غير إسلام القرن الأول أو من بداية البعثة قبل الهجرة بثلاثة عشر عاما، وبعد أن وصف قناعته الثابتة كالرواسى يتحدث عن إعلانها والتبشير بها وحمْل الناس عليها، منذ متى كان يُحمل الناس على اتّباع دين؟! وفى النهاية أنت لا تدعوا إلى الإسلام بمفهومه العام؛ لكنك تدعو إلى إسلام الإخوان المسلمين فقط، بل هو إسلام حسن البنا نفسه، هو يتحدث بصيغة الجمع لقد آمنا ولكن الحقيقة أن حسن البنا نفسه هو من صاغ تلك الجمل، وإذا كان ساعده أحد فمَن هو؟ ابحثوا فى تاريخ الرعيل الأول من الإخوان المسلمين، من تعرفون منهم كاتبا أو مفكرا ربما كان منهم عبد الرحمن السندى، ومصطفى ومشهور وقد كانا من قيادات تنظيم سرى عسكرى، ربما يكون صالح عشماوى ساعده، ربما فقد كان كاتبا مهمًّا فى جريدة «الإخوان المسلمين»، منهم أشخاص مهمون مثل السكرى، وقد تخلص منهم البنا ولم يتحمل معارضتهم له وأطاح بهم كى يصفو له مريدوه ولا يشككهم أحد فى مشيخته، فليس هناك طريقة بشيخين، واستدعاء الآية (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) سورة المائدة، هل يقصد أن دعوته هى دعوة التوحيد؟ أظن أن الشعب المصرى كان موحِّدا ولم يكن ينتظر دعوة البنا كى يعرف التوحيد، أم كان يقصد بالآية أولو العلم وأنه حسن البنا هو أولو العلم قائما بالقسط، ويختمها (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) أى إسلام تدعو إليه الذى سميته إسلام القرن الرابع عشر الهجرى فى وسط مجتمع مسلم، هل تتحدث عن بعض المعاصى والمنكرات؟ ستظل المعاصى موجودة أبد الدهر ولن تنتهى ومن أراد أن يكون واعظًا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالقول فليفعل فلهذا وجدت المساجد ووجدت خطبة الجمعة وغيرها من الأعمال، لكن الدعوة إلى إسلام جديد خاص ثم تَذكر تفاصيله تباعا، وهى آراء خاصة مثل رفض الحزبية وإنها ضد هذا الإسلام الجديد، مع العلم أن كتابات حسن البنا لا توجد بها كلمة تنتقد الملك رغم كيلِه الاتهامات الكثيرة للأحزاب وتحدثت فى السياسة وذكرتَ الدولة المسلمة والخلافة الإسلامية وأستاذية العالم وذكرتَ أن الخليفة هو ظل الله فى الأرض ولم تَذكر كيف يُختار هذا الخليفة أو هذا الإمام؟ أين التفاصيل؟ لكن دائما تبتعد عن التفاصيل فى حديثك للعامة، تتحدث بكلمات بسيطة تثير حماستهم وكلمات لا يستطيع أحد أن يختلف عليها، إننا نريد الإسلام فمَن يقف ضدنا يقف ضد الإسلام؟

وتحت عنوان «أيها الشباب» يقول:

«على هذه القواعد الثابتة وإلى هذه التعاليم السامية ندعوكم جميعا. فإن آمنتم بفكرتنا، واتبعتم خطواتنا، وسلكتم معنا سبيل الإسلام الحنيف، وتجردتم من كل فكرة سوى ذلك، ووقفتم لعقيدتكم كل جهودكم فهو الخير لكم فى الدنيا والآخرة، وسيحقق الله بكم إن شاء الله ما حقق بأسلافكم فى العصر الأول، وسيجد كل عامل منكم فى ميدان الإسلام ما يُرضى همّته ويستغرق نشاطه إذا كان من الصادقين، وإن أبيتم إلا التذبذب والاضطراب، والتردد بين الدعوات الحائرة والمناهج الفاشلة، فإن كتيبة الله ستسير غير عابئة بقلّة ولا بكثرة (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم)»

كلام لا يحتمل إلا التكفير فطريقه سبيل الإسلام الحنيف وكتيبته كتيبة الله وغيره من الأفكار دعوات حائرة ومناهج فاشلة، وهى التذبذب والاضطراب، يمتلك الحقيقة المطلقة، كتيبته هى كتيبة الله هو الإسلام والإسلام هو.

ولو ربطنا هذا الكلام العام ودخلنا إلى التفاصيل التى ذكرها فى الرسالة السابقة نحو النور وهو يكتب روشتته فى العلاج ويكتب فى الناحية السياسية والقضائية والإدارية عشر نقاط أولاها القضاء على الحزبية وتوجيه قوى الأمة السياسية إلى جهة واحدة وصف واحد، ولم يذكر كيف سيكون نظام الحكم وإن كان ذكره فى رسائل لاحقة بأنه الخليفة والإمام وهو ظل الله فى الأرض كما وصفه، هكذا كان يفكر حسن البنا.

وربما من المهم هنا أن نتذكر كلام تلميذه مصطفى مشهور المرشد الخامس فى كتابه «طريق الدعوة».

وتحت عنوان تفجير حقل الدعوة:

«إن المسلمين الذين نعيش بينهم والذين ندعوهم إلى الله وندعوهم إلى أن يفهموا إسلامهم ويعملوا به ويعملوا له هم حقل الدعوة الذى نعمل فيه ونستخرج منه العناصر المؤمنة المؤثرة التى تحمل الدعوة وتضحى فى سبيلها، فإذا أحس هؤلاء القوم وعلموا أننا نعتبرهم كفارا نفروا منا ولم يسمعوا لنا واكتسبنا عداوتهم، ونكون بذلك قد فجرنا حقل الدعوة بأيدينا وسرنا فى طريق مسدود، وعزلنا أنفسنا عنهم ولم نحقق خيرا للإسلام والمسلمين بأيدينا»، ويكمل: «وهذا يدفعنا إلى أن نضاعف الجهد فى الأخذ بأيديهم وإرشادهم وتبصيرهم لا أن نكتفى بإصدار الحكم عليهم بالكفر». مصطفى مشهور فى كتاب طريق الدعوة ص 49.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل