المحتوى الرئيسى

أحمد عفيفي يكتب: عيسى .. والسيسي

12/10 14:13

.. ارشح نفسي ولا بلاش؟!!

بالورقة والقلم والحسابات زي ماعمل ابراهيم عيسى امبارح في برنامجه " 25 – 30 " متخيّلا نفسه يفكر بعقلية الفريق عبد الفتاح السيسي ويعيش الصراع الذي يعيشه الرجل مابين ان يرشح نفسه للرئاسة او يبتعد نهائيا عن هذا المشهد الشائك مكتفيا بمنصبه كوزير للدفاع وبحب الناس الجارف له كمنقذ ومخلّص وبطل قومي .. و" ضهر " صلب وصلد يرتكن عليه المصريون ووقت العوزة .. يلاقوه.

استعرض عيسى بذكائه المعهود وحسه الصحفي واستقراء جيد للأحدث موانع عدم الترشح من وجهة نظر السيسي .. وهى انه كوزير للدفاع يحظي بشعبية لم يسبقه فيها الا جمال عبد الناصر " قولا واحدا " .. فإذا مارشح نفسه وصار رئيسا فسوف يدخل في دوامة .. بل " مفرمة " ربما تأخذ من رصيده الكثير والكثير جدا .. فمشاكل وهموم 90 مليون مواطن .. سوف تُعلّق في رقبة الرجل .. لو واحدة ست ابنها " سخن شوية " حتقول فينك ياسيسي وعملت لي ايه ياسيسي من ساعة ماجيت والواد حرارته 40 ومش عايزه تنزل .. سوف تواجهه مشاكل داخلية شديدة التعقيد وخارجية اشد تعقيدا .. وسوف يكون رغما عنه في مرمى النيران ومستهدفا ومطلوب تصفيته من قوى خارجية على رأسها امريكا .. " عبد الناصر تعّرض خلال فترة رئاسته حسب ابراهيم عيسى لـ 12 محاولة اغتيال .. ومات على فراشه مقتولا " .. طيب عليا بإيه وجع الدماغ ده .. هكذا ربما يفكر السيسي .. ضغوط شعبية وطلبات تريد سنوات ليست بالقليلة لتحقيقها وترصّد خارجي يمكن تحقيق مراميه في لحظة .. الحارس ربنا ومحدش بيموت ناقص عمر .. لكن ان اموت مدافعا من خلال موقعي الحالي عن ارض الوطن ، اكرم لي من ان اموت مغتالا لأسباب سياسية قذرة ولعبة مصالح لن يتحمل الشعب المصري تبعاتها اذا ماقدّر الله لي هذا الأمر.

ثم اذا رشحت نفسي وفزت - وهذا متوقع بنسبة 99 % - فسوف يقولون عن ثورة 30 يونيو انها انقلاب في صورة ثورة .. ويتغنون بهذا الأمر لفترة طويلة .. " احنا قلنا كده محدش صدقنا .. السيسي عمل انقلاب عشان يبقى رئيس " .. وان كان هذا الأمر اقل الأمور من وجهة نظري كعبد الفتاح السيسي أهمية .. " وان كان على قول العزال .. خلّي اللي يقول يقول ".

اذن .. بناء على ماتقدم .. لن ارشح نفسي .. طيب في الجهة الأخرى .. ماهى دوافع الترشح و" إلحاحاته " ؟ من وجهة نظر عيسى اللي هو السيسي " تخيّلا " .. أول حاجة مفيش رجل دولة بحق وحقيقي يأمنه السيسي على حكم البلاد في هذه المرحلة المنيلة بستين نيلة .. مع كل الاحترام لهم جميعا .. نفس الوجوه القديمة والكروت المحروقة ستعود مرة أخرى لتتصدر واجهة المشهد .. لن اذكر أسماء بعينها .. فالكل يعرف من سيسارع بترشيح نفسه ويحلم بالكرسي والزعامة .. الى جانب ان كثيرا من من يحلمون بالفرصة واقتناصها يعلنون صراحة تضافر أياديهم بأيادي الإخوان المسلمين كفصيل سياسي شئنا ان أبينا موجود على الخريطة السياسية .. ومعنى ذلك لو حدث ونجح احدهم .. فسوف يكون قراره الأول عزلي ومنحي قلادة النيل .. وربما بعد ذلك محاكمتي كقائد ثورة من وجهة نظرهم انقلاب.

أمر أخر ربما اشد خطورة مما سبقه .. لا أظن أن أحدا من المرشحين سوف يفوز باكتساح او بنسبة مريحة على الأقل .. سنجد الفارق 2% او اكثر قليلا .. وسنجد الخاسر يستعمل كل قوته لإظهار الفائز انه فاز بالتزوير .. وغير مستبعد والأمر على هذا النحو مع كثرة مشاكل البلد ان يغضب الشعب من من فاز وينزل الميادين مرة أخرى ..و " الكورة تلف تلف .. وتقع في الأخر على حجري " .. ونعيدوا م الأول وجديد.

إذن وبناء عليه سوف ارشح نفسي حتى أجنبها كل هذه المشاكل المحتملة والتي تطل برأسها من الآن ولا ينكرها الا غير ذي بصيرة.

.... والى هنا خلص كلام ابراهيم عيسي " السيسي أمام الكاميرا لدقائق " .. وهنا اريد ان اقول ان دوافع الترشح أقوى الف مرة من دوافع عدم الترشح .. فإن لم يك الأمر في مصر خطيرا الى هذا الحد ، مافكرنا في السيسي أساسا .. فبقدر استشعارنا الخطر بقدر تمسكنا بالرجل .. وبعيدا عن هذا كله تعالوا نشوف رأى نجيب محفوظ أديبنا الكبير قال ايه في قصة قصيرة اسمها على ما اعتقد " حارة العشاق " ، قرأتها زمان وانبهرت بها .. مع الفارق المادي طبعا - كأشخاص من لحم ودم ودوافع – بين القصة كقصة وبين المشهد السياسي المصري الآن.

كان الرجل يعشق زوجته عشقا لاينازعه فيه احد .. وكانت هى تعرف وتدرك بحسها الأنثوي هذا العشق المجنون .. غير ان بعض جيرانه ومعارفه غيرة ربما ، او عن يقين ربما ، او مجرد تخمين ربما ثالثة .. اوحوا اليه ان زوجته التي يعشقها تخونه .. جن جنون الرجل ولم يصدق .. فقالوا له لن تخسر شيئا .. تحقق من الأمر ولك الخيار في النهاية .. فراح يراقبها بدقة ويراقب حتى أنفاسها .. تارة يشعر بأن ما سمعه عنها ربما يكون صحيحا ، وتارة اخرى تأتي بتصرف ما يؤكد له خيب ظنونه بها ويُشعره بأن مثلها لا يخون أبدا .. ظل متأرجحا بين الشك واليقين بنسبة متساوية تماما " 50% و 50% " .. فقال في نفسه : اشك فيها بدرجة 50% .. وأثق فيها بنفس النسبة تماما .. غير اني احبها واعشقها .. فليرجّح هذا الحب والوله والعشق نسبة اليقين عندي من أنها إنسانة محترمة .. ولأستمر معها وأراجع انا نفسي : ربما قصّرت ناحيتها في شىء ما مما دفع خيالها لأن يشطح بعيدا عني .. سأحبها اكثر وأمنحها عشقي أكثر ليتأكد يقيني بأنها لم تك ابدا ولن تكون الا لي انا وحدي.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل