المحتوى الرئيسى

أحمد عدوية.. سلطان«الغنا» الشريد (ملف خاص)

11/25 20:47

هل جرحت؟. عوملت كنفر، كرقم، كمنتج؟ هل تم كبت الشيء الاستثنائي بداخلك لصالح الانتماء لقطيع منضبط؟ هل كرهت النمط؟ قاومته؟ هزمت حد اليأس وآمنت حد الأمل أن الانتصار ليس تماما كما يروج له؟.

هل وقفت عاجزا، مستفزا أمام صلافة الواثقين لأن فهمك ليس ضمن كتالوج الحياة الوحيد الذي يملكونه، هل تصرفت بتلقائية ففوجئت أنك طردت من حدود اللياقة؟ هل طوردت من اللذين قاسوا وجودك على مقاس وجودهم وأفكارهم؟ هل أحببت؟ عشقت بقسوة ووحشية وبراءة، لم تعد تصلح معها أغنيات حليم، طمعت في كلمات أكثر حدة.. ابتكارا.. واقعية للغزل؟ هل قرأت خارج النص، الثقافة الرسمية المفروضة ليسهل من بعدها تصنيفك في خانة الخطأ؟.

هل سلبك المتنطعون، احساسك بالغربة وحولوه إلى اغتراب ثم مسخ في أعينهم إلى تطفل على حدودهم الآمنة؟.

هل جلست في الهامش، متمنيا أن لا يراك المتن، وأنت تقيم حياتك وألعابك خارج إراداته؟ لا تقلق..صوت أحمد عدوية، سلطان الغنا الشريد.. الخارج ضد إراداة الثقافة الرسمية، يعرف كل هذا وأكثر..سيواسيك حتما بهزيمته حد اليأس وانتصاره حد الأمل..استمرار أغانيه كأسطورة رجمت مرات، قبل أن تمتلك من قوة الحياة حد الذوبان في تفاصيلك اليومية..سيكون أكثر تسامحا من كل المطربين الرسميين، ليترك لك تشكيل صوته على مرآتك بديمقراطية لا تعرف التسلط، عدوية يعرف إنك لست مجرد نفر..يدرك أي شي استثنائي داخلك يتم كبته لصالح قطيع منضبط..سيغني لذلك دوما بلا انقطاع.

ملف خاص عن مطرب استثنائي كتب فيه لـ«المصري اليوم»: سيد محمود ومؤمن المحمدي وأسامة الشاذلي وشيرين عبده وأحمد وائل وفادي عبدالله وعبدالله غنيم وهيثم الورداني عن سيرة الراجل وتحليل صعود نجمه الفني ومهاجمته المستمرة من رموز الثقافة «الرسمية» في مصر التي خرج عن نصها ليغني لمن همشتهم تلك الثقافة، مع تحليل لموسيقاه وكتابة عن صوته الذي يصلح للبهجة والمواساة عند الفقد... أحمد الفخراني «عدوية» في مديح «الفنان المقاوم»أدار سائق التاكسي أغنية يسهل تصنيفها وفق منطق مستمعيها كأغنية شعبية، أغنية بتيمات فلكورية فجرت حوارا بيني وبين السائق ترحم في نهايته على »زمن أحمد عدوية». حدثني وهو الذي يودع عقده الخامس عن أيام ركاب المزاج في شارع الهرم ثم أقسم أنه رأى عدوية خارجا من كازينو الليل عام 1980 و«شاور له » وقال « ابن حلال والله». ذكرتني الجملة الأخيرة بخبرة اللقاء الوحيد مع عدوية حيث كنت أعد برنامجا تلفزيونيا قبل سنوات واقترحت استضافة عدوية وتوجهت لزيارته لترتيب اللقاء. قالت لي زوجته عندما سألتها عن كيفية الوصول لعنوان البيت «أي تاكسي في المعادي اسأله عن ميدان عدوية هتوصل على طول»، وهو ما حدث بالفعل. في شقته التي تقع ضمن بناية تحمل اسمه وتحاط بعمارات يشاع أنه بناها ليسكن فيها أقاربه، حكى لي حكايات كثيرة ويومها أصر على أن أتناول معه أنا وزميلي شريف نادي طعام الغذاء «ملوخية» كانت رائحتها تفرض ظلها على الحوار الذي اكتشفت معه كيف إن ورائه، تاريخ كامل من الجدل حول قيمة ما قدم وهو جدل خلط دائما بين ما هو فني وما هو سياسي وكذلك بين ماهو «أخلاقي» وما هو«جمالي»..المزيدأحمد عدوية.. «صنع في مصر» (1) "من فضلك، ممكن أفك السلوفان بتاع الشريط ده؟ عايز أعرف حاجة بس؟" هكذا، طلبت من بائع الكاسيت في محطة الرمل بإسكندرية، في 25 أبريل 1997، أن يفض لي غلاف ألبوم عدوية: «زحمة يا دنيا زحمة». كنت وقتها أشتري ألبومات لطوب الأرض من المطربين، لكن ليس لدرجة عدوية، هل يمكن أن أدفع 7 جنيهات كاملة لأسمع إله الابتذال في قاموس السبعينيات الفني؟ كنت فقط أريد أن أفض الغلاف، لأتأكد: هل فعلا أغنية «زحمة» من كلمات صلاح جاهين، إله الشعر في كل القواميس؟ وقتها، المعلومة كانت منتشرة في أوساط المثقفين بشكل أسرع من الشائعات، ربما لأن التسعينيات هي بداية زمن النحت الجميل، وكانت الفكرة هنا هو أنه: «شوف، حتى جاهين بينحت وعامل غنوة لعدوية»، حتى إذا لم يقلها، هي موجودة هناك في ركن ما من فمه..المزيد«أحمد عدوية».. حين صار للشارع صوت مسموع والد مشغول بتجارة المواشي في المنيا عروس الصعيد في أربعينيات القرن الماضي، يحمل هم قبيلته الصغيرة المكونة من زوجته وأطفاله الـ14، ولا يجد متعته سوى في الجلوس في أحد مقاهي المدينة لسماع أحد شعراء الربابة منشدا بعض السير الذاتية الأسطورية لأبو زيد الهلالي وسيف بن ذي يزن وعنترة بن شداد، وغيرهم من أساطير زمن مضى، ومع مضي الوقت وتحديدا في منتصف الخمسينيات كان يعجز عن منع طفله الـ13 أحمد من اصطحابه للمقهى لسماع الأغاني، فقط كان يدهشه تعلقه الشديد بما يسمع وحفظه بسهولة وترديده بعد ذلك بصوت جميل..المزيد «عدوية».. الصوت الذي أخضع بليغ حمدي

صبري موسى.. الزاهد لا تمدحه المدينة

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل