منازل المشاهير لتشجيع السياحة

لأن أجمل ما فى مصر مبدعوها، لذلك أحلم بتحويل منازل المشاهير إلى متاحف تشجع السياحة الثقافية لذلك سعدت عندما كان هناك حلم بإقامة متحف نجيب محفوظ، يضم مقتنياته وكتبه ومؤلفاته أسوة بمركز رامتان الثقافى «متحف طه حسين»، وكرمة بن هانئ «متحف أحمد شوقى»

، خاصة أنه من الممكن إقامة آلاف المتاحف لرموزنا توفيق الحكيم والعقاد ويوسف السباعى وسيف وانلى وجاذبية سرى وبيكار وغيرهم، وهذا ليس اختراعاً لأن العالم سبقنا فى ذلك ويكسب الملايين من السياحة الثقافية لأنك إذا قمت بزيارة بريطانيا، فعليك أن تنزل فى منزل الكاتب المسرحى الشهير، ويليام شكسبير، مؤلف رائعة روميو وجولييت الشهيرة، الذى تحول إلى فندق مميز من الطراز الفيكتورى القديم، فكل أدوات المنزل وأثاثه مازالت على حالها تنتظر الزوار، وحتى أسماء الغرف مازالت على حالها، فغرفة ابنة شكسبير الكبرى مازالت تسمى باسم «سوزان»، وغرفة ابنته الكبرى علقت على بابها يافطة صغيرة ترحب بالزائر باسم «غرفة جودى»، عندما يصل السائح إلى مدينة سالزبورج فى النمسا، ويسأل إدارة الفندق عن أهم معلم سياحى عليه أن يزوره، فإنه يتلقى جواب سؤاله على الفور.

طبعاً إنه بيت مواطننا العظيم.. موزارت..

إنهم فى سالزبورج يعتبرون موسيقارهم النابغة قديساً، ويعتبرون بيته مزاراً، ويعتبرون أشياءه الصغيرة التى تركها وراءه كالقبعة والغليون ومنفضة السجائر وربطة العنق والقمصان والأحذية التى كان يرتديها، والبيانو الذى كان يعزف عليه، والنوت الموسيقية المكتوبة بخط يده، والرسائل التى أرسلها لأصدقائه، بمثابة مقدسات قومية لا يجوز لمسها، وفى فرنسا هناك منزل الكاتب إميل زولا الذى يقع على ضفاف نهر السين فى بلدة مدان، ذلك البيت الذى قام الكاتب بشرائه بعد النجاح الساحق الذى حققته روايته «الخمارة»، وقد قام زولا بتصميم المنزل بنفسه، حيث لم يجد من هو أفضل منه لوضع التصور الخاص لمنزل يعبر عنه فهو يرغب فى مكان للانزواء والإبداع من جهة حيث كان زولا يحب أن ينعم بالهدوء عند ممارسته لإبداعه الروائى الفريد، ومن جهة أخرى، رغب إميل بأن يكون المكان رمزاً للضيافة، حيث يستقبل أصدقاءه فى وسط الطبيعة الخلابة المحيطة بالمنزل، وهناك منزل فيكتور هوجو، الذى يقع فى قلب باريس وتحديداً فى ميدان «دى فوج، ويرجع عهد تلك الدار المتميزة بالفخامة إلى القرن السابع عشر، حيث استقر بها ذلك الشاعر سنة 1832، ومكث بها ستة وعشرين عاماً مع أسرته.